تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : متداولون سعوديون يحذرون مما قد تحمله رياح التوصيات مع اشتدادها



مغروور قطر
19-02-2007, 12:36 PM
مستغلة مناخ التفاؤل العام
متداولون سعوديون يحذرون مما قد تحمله رياح التوصيات مع اشتدادها


نظرية المؤامرة
المستشار مؤتمن
تجارب مؤلمة






الرياض - نضال حمادية

لفت متداولون سعوديون الانتباه إلى ما أسموه "رياح التوصيات" التي بدأت هبوبها من جديد مستغلة مناخ التفاؤل العام بمسار السوق، لترويج كثير من الأسهم و"تزيينها في عيون المتعاملين"، بغض النظر عن أدائها الفعلي أو نتائج الشركة التابعة لها.

ومع اختلاف نظرتهم للتوصيات وأصحابها، فإن هؤلاء المتداولين اتفقوا على أن التوصيات تبقى معلماً أساسيا في خريطة السوق السعودية، يمتد أحيانا ويتقلص أحيانا أخرى، تبعا لحركة التداولات واتجاه المؤشر.

وفي هذا الصدد قال المستثمر محمد فرج إن سوق التوصيات لم تقفل أبوابها في يوم من الأيام، لكنها في مرحلة الارتفاع الأخير شهدت نشاطا ملحوظا، وكثافة فيما تعرضه من "بضاعة يختلط فيها الغث بالسمين"، دون أن ينتبه لذلك كثير من المتداولين في غمرة استبشارهم بنهوض المؤشر من كبوته.

وأضاف فرج إن التوصية بشراء أسهم معينة تفعل فعلها الكبير في هذا الجو، لاسيما وأن السوق السعودية تتحرك صعودا بكافة قطاعاتها، ما يجعل جميع الأسهم قابلة للتوصية نظريا، أما عمليا فيبقى ترجيح سهم على سهم راجعا إلى المتداول الذي قد يتخذ قراره بناء على أن "الأكثر توصية هو الأحق بالشراء"، وهذا ليس شرطا صحيحا في ظل ما يعرفه الجميع عن أهداف وارتباطات بعض الجهات المصدرة للتوصيات.

وأوضح فرج أنه ليس هناك من أحد يقف ضد التوصية عندما تكون مبنية على حقائق وأرقام، وبعيدة عن المبالغة الزائدة كأن تعد التوصية مشتري السهم "بتدبيلة" خلال أيام معدودة، وتعطيه على ذلك عهوداً ومواثيق لا تمت للواقع بصلة.


نظرية المؤامرة

من جهته رأى المستثمر فيصل الخالد أن انتعاش بورصة التوصيات بهذا الشكل الواسع والعشوائي، إنما يدل على أمرين اثنين، أولهما عودة الكثير من المتداولين إلى السوق تلبية لإغراء الارتفاعات المستمرة، وحاجتهم المتزايدة لمعلومات ونصائح تدلهم على أقصر الطرق للربح، حيث إن العرض مرتبط بالطلب دوما، ولولا "التعطش" إلى التوصيات في هذه الآونة لما رأينا من يطرحها، وأكبر مثال على ذلك تراجع موجة التوصيات مع تراجع السوق. والأمر الثاني هو أن قاعدة خيارات المتداولين باتت أعرض وأكثر تنوعا، وهنا تبرز وظيفة التوصية في تغليب سهم ما على بقية الأسهم، باعتباره مرشحا لارتفاع أقوى وأشد استمرارية من غيره.

وتمنى الخالد أن يبتعد المتداولون عن تحميل التوصيات ما لا تحتمل، وأن لا يطبقوا "نظرية المؤامرة" على جميع التوصيات، منطلقين من التشكيك المسبق بغرض صاحب التوصية، لأنهم يستطيعون إراحة أنفسهم من هذا العناء بمجرد إعراضهم عما لا يقنعهم من التوصيات!


المستشار مؤتمن

فيما ركز المستثمر بدر العمر على توقيت التوصية كونه العامل الأساسي في تحديد مدى عمق التوصية ونفعها لكل من يتلقاها، فهناك توصيات تستبق التطورات بأيام وربما أسابيع، وهذه تعطي للمتداول فرصة أكبر لزيادة الربح أو تجنب الخسارة، لأن التوصية المبكرة التي تجعلك تشتري سهما بأرخص سعر لتبيعه فيما بعد بأضعاف مضاعفة، لا تقارن بتوصية متأخرة تفوت عليك قدرا مهماً من تلك الأرباح.

وتابع العمر إن هناك من يكون مع التوصيات على طول الخط، ما دامت تجلب له النفع أو تحميه من الضرر المادي فإذا أخطأت التوصية هدفها ولو لمرة واحدة، تحول تأييده إلى معارضة وانتقاد، متناسيا أننا جميعا معرضون للخطأ مهما بلغنا من الخبرة والعلم.
واعتبر العمر أن صاحب التوصية هو بمرتبة المستشار لمن يتلقى توصيته، والمستشار مؤتمن في ديننا الحنيف الذي يحذر كذلك من الخيانة وعواقبها، ولو أدرك الجميع هذه المعاني لما أطلق أحد توصية إلا بعد تأكد تام من صحة معلوماته وصوابها.


تجارب مؤلمة

أما المتداول سعود العتيبي فقال إن "ورود التوصيات من كل من هب ودب، ودون تمييز بين سهم متواضع وآخر واعد بمستقبله، أدى إلى انخفاض ثقة المتداولين بالتوصيات عموما"، مشيرا إلى "تجارب مؤلمة" مع توصيات مختلفة المصادر والأشكال أدت إلى عزوف البعض عن الأخذ بأي توصية مهما كانت، والاعتماد على المشورة الشخصية والجهد الفردي في متابعة الشركات، وانتقاء الأسهم بناء على ذلك.

وأكد العتيبي أن فئة غير قليلة من متداولي السوق تعتقد أن مصدري التوصيات ومروجيها لا يمكن أن يَدَعوا أحداً يسبقهم لاقتناء الأسهم ذات المردود العالي، وهذا يولّد شعورا بأن هؤلاء إنما يوصون على أسهم كاسدة أو قليلة المردود، فالإنسان مهما يكن لا يقدم أي شيء على نفسه ومصلحته، وفقا للعتيبي الذي لم ينف وجود من "يحبون الخير لهم ولإخوانهم المتداولين فيشركونهم معهم في ما لديهم من معلومات وتوقعات، لكن هؤلاء يبقون قلة نادرة".

وعلى العكس من رؤية العتيبي، دافع المستثمر عبداللطيف مشاري عن أصحاب التوصيات، مذكراً بأن المتداولين ليسوا على سوية واحدة من سعة الاطلاع ووضوح الرؤية، كما إنهم يختلفون في إمكاناتهم المادية، وقد يكون صاحب الرؤية الثاقبة مفتقرا إلى السيولة الكافية لتحقيق ما يوصي به من شراء بعض الأسهم، فيتجه إلى معارفه وأصدقائه بالنصيحة، الذين يقدرون له "خدمته" ويولونه احتراما بالغا، حتى يصبح عندهم مصدر ثقة، وهذا مكسب معنوي لا يقل عن أي مكسب مادي، حسب قوله.

غريب احساس
19-02-2007, 10:19 PM
بارك الله فيك