أبوتركي
25-02-2007, 05:53 PM
محللون: رغم مرارة التجربة إلا أن السوق استفادت دروساً عديدة منها
الأسهم السعودية ودعت ذكرى الانهيار بالأخضر بتداول 17 مليار ريال
دبي- شواق محمد
تجاوزت سوق الأسهم السعودية اليوم الاحد 25-2-2007، بسلام تاريخ الذكرى السنوية الأولى لبداية أسوء موجة انهيار منذ تأسيسها في العام 1985، بعدما استطاع المؤشر العام الاغلاق باللون الأخضر ولليوم الـ14 على التوالي، فيما شهدت التداولات نشاطاً ملحوظا تخطت معه قيمتها الـ 17 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال).
التشريعات والاليات التنظيمية
وقال طارق الماضي الكاتب الاقتصادي إن صغار المتداولين قد يكونوا تعلموا من الدرس، إلا أنه على جانب السوق بوجه عام كادارة لم تستفد من التجربة القاسية التي مرت بها السوق خلال الفترة.
وأضاف في لقاء مع قناة العربية "رغم مرور عام كامل على احداث انهيار السوق إلا أن مدى تطور التعديلات التي طرأت على التشريعات والاليات المنطمة للسوق، تظهر أن الادارة لم تستفد من تجربة الانهيار إلا بنسبة قليلة للغاية".
وتابع "السوق كان يعاني من خلل ولايزال رغم ما حدث، لذلك فالظروف مهيئة لحدوث ظواهر غير صحية كانت تحدث في الأوقات السابقة، وذلك بسبب عدم معالجة هذا الخلل".
وربح المؤشر العام اليوم ما نسبته 0.24% تعادل 20.19 نقطة ليصل إلى نحو 8385.45 نقطة، بكمية تداول 369.4 مليون سهم، من خلال تنفيذ 375.7 ألف صفقة، قيمتها 17.165 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال).
نتائج الانهيار ليست كلها سلبية
ويرى محللون وخبراء أن فبراير/شباط 2007، يختلف عن نظيره من العام 2006، والذي شهدت فيه السوق أكبر عملية تصحيح في تاريخها، من حيث الظروف الاقتصادية للملكة، وكذلك من حيث أداء الشركات، إلا أن العامل الأكثر أهمية في هذا الصدد يتمثل في أسعار الأسهم التي تراجعت بمعدلات كبيرة جداً جراء هذا الهبوط.
وهوى المؤشر العام للسوق منذ تلك الفترة إلى مستويات عام 2004، وخسر مؤشر الأسهم السعودية غالبية مكاسبه، بعد أن كان قد وصل إلى 20.9 ألف نقطة في ذلك التاريخ لتعود إلى مستويات 6767 نقطة ، بفارق 14.1 ألف نقطة تقريباً تعادل 67.7%.
ويروا أن النتائج التي ترتبت على هذه الانهيار ليست جميعها سلبية، بل هناك العديد من الدروس التي اسفادت منها السوق والمتداولين، بدليل ارتفاع مستوى الوعي والثقافة الاستثمارية لدى المساهمين.
واقترحوا القيام بعدة إجرات يمكن من خلالها تقليل ساعات التداول وتطوير مواقع الشركات عبر الإنترنت وفتح المجال أمام المؤسسات الاستثمارية الأجنبية للاستثمار في سوق الأسهم المحلية.
وأوضح محمد العمران المحلل المالي، أن السوق انتهت من مرحلة تصحيح كبرى، متوقعا ً حدوث جني أرباح بسيط ومن ثم مواصلة الصعود التدريجي.
وقال العمران إن السوق يمر بمرحلة تطوير ويحتاج إلى العمل ببعض القرارات من قبل هيئة السوق مثل الشفافية والرقابة والعقوبات لمخالفي أنظمة تداول، كما يحتاج إلى فتح المجال أمام المؤسسات الاستثمارية الأجنبية للاستثمار بسوق الأسهم المحلية.
واقترح أن تكون فترة التداول 3 ساعات فقط، مبينا أنه عندما أصبحت فترة التداول فترة واحدة تمتد 4 ساعات ونصف لم تزيد من عمق السوق خصوصا أنها فترة مرهقة لجميع المتداولين.
من حانبه قال الدكتور سالم باعجاجة أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف لصحيفة
"الوطن" السعودية "لا أعتقد أن السوق سترضخ لما آلت إليه في يوم 26 فبراير/شباط 2006، ودلل على ذلك بارتفاع نسبة الوعي لدى المتداول السعودي مقارنة بالفترة الماضية.
ودعا باعجاجة إلى عدم إصدار إي قرار بخصوص تجزئة الأسهم لقيمة اسمية تعادل ريالا واحدا، مشيرا إلى أن السوق الآن تمر بمرحلة انتعاش ومثل قرار التجزئة الذي تدرسه هيئة السوق المالية قد يكون سلبيا على أداء السوق.
وقدر باعجاجة نسبة تأثير محللي السوق على نفسيات المتداولين بما يتجاوز 80% خصوصا الذين يجدون زخما إعلاميا كبيرا.
ضرورة تعلم المتداولين
وضع سوق الأسهم بعد مرور عام كامل وما تمخض عنه من دروس ونتائج، تكشف شيوع ظواهر مثل التقليد والمحاكاة والموضة والتهافت على كسب المال
د.عبد العزيز الششري
وأكد عبد الله البراك عضو جمعية المحاسبين السعوديين، أن أي سوق يسعى لأن يكون سوقاً ناضجاً لابد من أن يمر بعمليات تصحيح كبيرة كالتي مر بها سوق الأسهم السعودي.
وشدد على ضرورة تعلم المتداولين من الدرس الماضي، وألا يستمعوا للشائعات، مشيراً إلى أنه لا يوجد أحد يستطيع التكهن بمستقبل السوق، خصوصاً في الفترة الحالية.
وطالب بضرورة فتح المجال لمواقع الشركات الإلكترونية وإتاحة عملية التصويت من خلال موقع الشركة المخصص بدلا ً من انعقاد جمعيات عمومية تكبد المساهمين عناء السفر والمشقة.
ويقول الدكتور عبد العزيز الشثري أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إن وضع سوق الأسهم بعد مرور عام كامل وما تمخض عنه من دروس ونتائج، تكشف بأن شيوع ظواهر مثل التقليد والمحاكاة والموضة والتهافت على كسب المال وانشغال الناس بالقيل والقال وكثرة السؤال في مجال التعامل بالأسهم، يولد آثارا جسيمة في النسيج الاجتماعي ويؤدي إلى شيوع الأنا وإهمال الواجبات.
أوراق تكشفت
ويرى الدكتور عبد الله العبد الكريم من شركة "تيم ون" للوساطة أن مرور عام كشف أوراقا لابد من الوقوف عندها يبرز أهمها في ضرورة تعليم وتدريس المساهم بسوق الأسهم ومكوناتها من مصطلحات، وكيفية أعمال السوق، وما طبيعة أسواق المال، موضحا أن ذلك لا بد أن يكون مقرونا بدروس مهمة منها عدم التأثر بالإشاعات التي تتبناها القنوات الإعلامية المختلفة.
وأكد العبد الكريم أن فقاعة الأسهم كشفت مدى ضعف الثقافة الاقتصادية والاستثمارية من خلال التأثر بالإشاعات المختلفة والتي تفننت فيها بعض الجهات كان من بينها رسائل الجوال، والقنوات الفضائية التي أبرزت الكثير من الوجوه الإعلامية قليلة الخبرة والتجربة في الشأن المالي.
وأضاف أن المساهمين تأثروا بالشباب الصغار من المحللين الذين ظهروا في القنوات الفضائية، والذين عملوا بشكل سلبي نحو توجيه المساهمين في الاتجاه الخاطئ لعدم فهمهم الصحيح لأساسيات السوق، حيث أنهم اعتمدوا على دورات بسيطة وظنوا أنهم خبراء.
الاستفادة من دروس طفرة
وشدد الاقتصادي السعودي يوسف الزامل على أهمية الاستفادة من دروس طفرة الأسهم وانهيارها على الأوجه والمراحل كافة، مشيرا إلى أن من بين تلك الدروس ضرورة العمل على زيادة الوعي بالمعلومة الاستشارية، وإعطاء المنح المطلوبة لبعض الجهات وتقديم تسهيلات تساعدهم على أداء مهامهم وتفعيل نشاط الخدمات الاستشارية.
وأفاد الزامل أن الترخيص للمكاتب الاستشارية وشركات الوساطة جاء متأخرا وعقب انتهاء مسلسل الانهيار العنيف، وبعد أن تعرضت المدخرات لخسائر مالية فادحة، مضيفا أنه من الضروري العمل على سد فجوات متعددة تبدأ من نقل التكنولوجيا المطلوبة، وإجادة استخدام الوسائل والطرق العصرية، والعمل على التأهيل المناسب لبيئة العمل القائمة، إضافة على دعم جميع طرق البحث والتطوير على المستوى العام والخاص.
الأسهم السعودية ودعت ذكرى الانهيار بالأخضر بتداول 17 مليار ريال
دبي- شواق محمد
تجاوزت سوق الأسهم السعودية اليوم الاحد 25-2-2007، بسلام تاريخ الذكرى السنوية الأولى لبداية أسوء موجة انهيار منذ تأسيسها في العام 1985، بعدما استطاع المؤشر العام الاغلاق باللون الأخضر ولليوم الـ14 على التوالي، فيما شهدت التداولات نشاطاً ملحوظا تخطت معه قيمتها الـ 17 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال).
التشريعات والاليات التنظيمية
وقال طارق الماضي الكاتب الاقتصادي إن صغار المتداولين قد يكونوا تعلموا من الدرس، إلا أنه على جانب السوق بوجه عام كادارة لم تستفد من التجربة القاسية التي مرت بها السوق خلال الفترة.
وأضاف في لقاء مع قناة العربية "رغم مرور عام كامل على احداث انهيار السوق إلا أن مدى تطور التعديلات التي طرأت على التشريعات والاليات المنطمة للسوق، تظهر أن الادارة لم تستفد من تجربة الانهيار إلا بنسبة قليلة للغاية".
وتابع "السوق كان يعاني من خلل ولايزال رغم ما حدث، لذلك فالظروف مهيئة لحدوث ظواهر غير صحية كانت تحدث في الأوقات السابقة، وذلك بسبب عدم معالجة هذا الخلل".
وربح المؤشر العام اليوم ما نسبته 0.24% تعادل 20.19 نقطة ليصل إلى نحو 8385.45 نقطة، بكمية تداول 369.4 مليون سهم، من خلال تنفيذ 375.7 ألف صفقة، قيمتها 17.165 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال).
نتائج الانهيار ليست كلها سلبية
ويرى محللون وخبراء أن فبراير/شباط 2007، يختلف عن نظيره من العام 2006، والذي شهدت فيه السوق أكبر عملية تصحيح في تاريخها، من حيث الظروف الاقتصادية للملكة، وكذلك من حيث أداء الشركات، إلا أن العامل الأكثر أهمية في هذا الصدد يتمثل في أسعار الأسهم التي تراجعت بمعدلات كبيرة جداً جراء هذا الهبوط.
وهوى المؤشر العام للسوق منذ تلك الفترة إلى مستويات عام 2004، وخسر مؤشر الأسهم السعودية غالبية مكاسبه، بعد أن كان قد وصل إلى 20.9 ألف نقطة في ذلك التاريخ لتعود إلى مستويات 6767 نقطة ، بفارق 14.1 ألف نقطة تقريباً تعادل 67.7%.
ويروا أن النتائج التي ترتبت على هذه الانهيار ليست جميعها سلبية، بل هناك العديد من الدروس التي اسفادت منها السوق والمتداولين، بدليل ارتفاع مستوى الوعي والثقافة الاستثمارية لدى المساهمين.
واقترحوا القيام بعدة إجرات يمكن من خلالها تقليل ساعات التداول وتطوير مواقع الشركات عبر الإنترنت وفتح المجال أمام المؤسسات الاستثمارية الأجنبية للاستثمار في سوق الأسهم المحلية.
وأوضح محمد العمران المحلل المالي، أن السوق انتهت من مرحلة تصحيح كبرى، متوقعا ً حدوث جني أرباح بسيط ومن ثم مواصلة الصعود التدريجي.
وقال العمران إن السوق يمر بمرحلة تطوير ويحتاج إلى العمل ببعض القرارات من قبل هيئة السوق مثل الشفافية والرقابة والعقوبات لمخالفي أنظمة تداول، كما يحتاج إلى فتح المجال أمام المؤسسات الاستثمارية الأجنبية للاستثمار بسوق الأسهم المحلية.
واقترح أن تكون فترة التداول 3 ساعات فقط، مبينا أنه عندما أصبحت فترة التداول فترة واحدة تمتد 4 ساعات ونصف لم تزيد من عمق السوق خصوصا أنها فترة مرهقة لجميع المتداولين.
من حانبه قال الدكتور سالم باعجاجة أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف لصحيفة
"الوطن" السعودية "لا أعتقد أن السوق سترضخ لما آلت إليه في يوم 26 فبراير/شباط 2006، ودلل على ذلك بارتفاع نسبة الوعي لدى المتداول السعودي مقارنة بالفترة الماضية.
ودعا باعجاجة إلى عدم إصدار إي قرار بخصوص تجزئة الأسهم لقيمة اسمية تعادل ريالا واحدا، مشيرا إلى أن السوق الآن تمر بمرحلة انتعاش ومثل قرار التجزئة الذي تدرسه هيئة السوق المالية قد يكون سلبيا على أداء السوق.
وقدر باعجاجة نسبة تأثير محللي السوق على نفسيات المتداولين بما يتجاوز 80% خصوصا الذين يجدون زخما إعلاميا كبيرا.
ضرورة تعلم المتداولين
وضع سوق الأسهم بعد مرور عام كامل وما تمخض عنه من دروس ونتائج، تكشف شيوع ظواهر مثل التقليد والمحاكاة والموضة والتهافت على كسب المال
د.عبد العزيز الششري
وأكد عبد الله البراك عضو جمعية المحاسبين السعوديين، أن أي سوق يسعى لأن يكون سوقاً ناضجاً لابد من أن يمر بعمليات تصحيح كبيرة كالتي مر بها سوق الأسهم السعودي.
وشدد على ضرورة تعلم المتداولين من الدرس الماضي، وألا يستمعوا للشائعات، مشيراً إلى أنه لا يوجد أحد يستطيع التكهن بمستقبل السوق، خصوصاً في الفترة الحالية.
وطالب بضرورة فتح المجال لمواقع الشركات الإلكترونية وإتاحة عملية التصويت من خلال موقع الشركة المخصص بدلا ً من انعقاد جمعيات عمومية تكبد المساهمين عناء السفر والمشقة.
ويقول الدكتور عبد العزيز الشثري أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إن وضع سوق الأسهم بعد مرور عام كامل وما تمخض عنه من دروس ونتائج، تكشف بأن شيوع ظواهر مثل التقليد والمحاكاة والموضة والتهافت على كسب المال وانشغال الناس بالقيل والقال وكثرة السؤال في مجال التعامل بالأسهم، يولد آثارا جسيمة في النسيج الاجتماعي ويؤدي إلى شيوع الأنا وإهمال الواجبات.
أوراق تكشفت
ويرى الدكتور عبد الله العبد الكريم من شركة "تيم ون" للوساطة أن مرور عام كشف أوراقا لابد من الوقوف عندها يبرز أهمها في ضرورة تعليم وتدريس المساهم بسوق الأسهم ومكوناتها من مصطلحات، وكيفية أعمال السوق، وما طبيعة أسواق المال، موضحا أن ذلك لا بد أن يكون مقرونا بدروس مهمة منها عدم التأثر بالإشاعات التي تتبناها القنوات الإعلامية المختلفة.
وأكد العبد الكريم أن فقاعة الأسهم كشفت مدى ضعف الثقافة الاقتصادية والاستثمارية من خلال التأثر بالإشاعات المختلفة والتي تفننت فيها بعض الجهات كان من بينها رسائل الجوال، والقنوات الفضائية التي أبرزت الكثير من الوجوه الإعلامية قليلة الخبرة والتجربة في الشأن المالي.
وأضاف أن المساهمين تأثروا بالشباب الصغار من المحللين الذين ظهروا في القنوات الفضائية، والذين عملوا بشكل سلبي نحو توجيه المساهمين في الاتجاه الخاطئ لعدم فهمهم الصحيح لأساسيات السوق، حيث أنهم اعتمدوا على دورات بسيطة وظنوا أنهم خبراء.
الاستفادة من دروس طفرة
وشدد الاقتصادي السعودي يوسف الزامل على أهمية الاستفادة من دروس طفرة الأسهم وانهيارها على الأوجه والمراحل كافة، مشيرا إلى أن من بين تلك الدروس ضرورة العمل على زيادة الوعي بالمعلومة الاستشارية، وإعطاء المنح المطلوبة لبعض الجهات وتقديم تسهيلات تساعدهم على أداء مهامهم وتفعيل نشاط الخدمات الاستشارية.
وأفاد الزامل أن الترخيص للمكاتب الاستشارية وشركات الوساطة جاء متأخرا وعقب انتهاء مسلسل الانهيار العنيف، وبعد أن تعرضت المدخرات لخسائر مالية فادحة، مضيفا أنه من الضروري العمل على سد فجوات متعددة تبدأ من نقل التكنولوجيا المطلوبة، وإجادة استخدام الوسائل والطرق العصرية، والعمل على التأهيل المناسب لبيئة العمل القائمة، إضافة على دعم جميع طرق البحث والتطوير على المستوى العام والخاص.