تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صغار المستثمرين مازالوا متأثرين بشبح الانهيار والتردد يغلف قراراتهم



أبوتركي
25-02-2007, 06:23 PM
مع مرور الذكرى السنوية الأولى لكارثة سوق الأسهم في "فبراير الأسود"
السعودية: صغار المستثمرين مازالوا متأثرين بشبح الانهيار والتردد يغلف قراراتهم


الرياض ـ راشد فضل

تكتمل اليوم الأحد 25 فبراير/شباط 2007، الذكرى السنوية الأولى لأعنف انهيار في تاريخ سوق الأسهم السعودي منذ تأسيسه عام 1985، والذي تسبب في تكبد المتداولين لخسائر تجاوزت مليارات الدولارات فقدتها محافظ استثمارية فاق عددها 3 ملايين محفظة، ولكن ابرز الخسائر التي عادت على المستثمرين تلك المصنفة في جانب الخسائر النفسية والاجتماعية والصحية حيث احدث هذا الانهيار هزة اجتماعية عنيفة في كافة الأوساط عززت المطالبة بالإصلاح والتغيير .


تردد في العودة للسوق


ومع أن السوق تشهد حاليا نوعا من الاستقرار والتوجه نحو التصحيح غير أن المستثمرين الذي تعرضوا لخسائر مازالوا مترددين في العودة مجددا بنفس القوة والاندفاع الأول، وبدا وكأن السعوديون استوعبوا مرارة التجربة من خلال هذه الوقفة والحذر من الانجرار السريع غير المحسوب تجاه الطفرات المتلاحقة دون دراستها ومعرفة دقائق مجرياتها ومستقبلها والجدوى التي تعود على المستثمرين خوفا من تكرار انهيار سوق الأسهم.

ومن خلال استطلاع "الأسواق.نت"، لمعرفة أراء عدد من المستثمرين السعوديين وموقفهم من العودة مجددا للسوق ، اتضح أن عدد منهم مازال ينتظر تحرك السوق أكثر مما هو عليه من صعود، على الرغم من موجة التفاؤل التي تغلف حالة المتعاملين حاليا .

وأبدى أحمد العبداللطيف تخوفه من عودة السوق إلى تراجعه مجددا، وحالة السقوط التي كان عليها حتى أوصلته إلى القاع، وقال نحن كمستثمرين أصبحنا لا نضع الثقة الكاملة في السوق جراء الأحداث الماضية.


مزيدا من الانضباط

وأشار إلى أن هناك أملا في تحسن أداء المؤشر واستمراره بناء على تحركات الإصلاحات التي انتهجتها هيئة سوق المال عبر القرارات الصارمة الصادرة أخيرا والتي ساعدت على أن تحسن بعض الشركات استثماراتها المالية وكذالك ساعدت القرارات المستثمر على الاستثمار في الشركات القوية التي لديها مكررات أرباح .

من جانبه طالب عبد الله البقمي هيئة سوق المال بمزيد من القرارات التي تصب في صالح إعادة السوق إلى سابق عهده وتشديد الرقابة على أداء بعض الشركات الضعيفة وجميع الشركات التي تتلاعب، وإصدار القرارات المتشدد في حق المضاربين الذين يحاولون الصعود والانخفاض بالسوق كما يشاءون.

ويقول حمد السهلي إنه على الرغم من محدودية استثماراته غير انه لا يحبذ العودة إلى السوق في هذا الوقت لان أوضاعه السوق لم تتضح بعد، مشيرا إلى أن الحديث عن إمكانية صعود مؤشر السوق إلى سابق عهده وتحقيق مستويات العشرين ألف نقطة بات من ضرب الخيال.


فقدان الثقة



ويؤكد نايف اللحياني أن السبب الرئيس في عدم عودته للسوق منذ أول انخفاض حدث فيه رغما عن الارتفاعات وحالة الاستقرار التي تبدو عليه حاليا، يعود إلى فقدانه الثقة.

وقال إنه لا يستطيع العودة إلا بعد تحسن أوضاع الأسهم، رغم قدرته على الدخول للسوق مرة أخرى إلا إنه يفضل الابتعاد عنه بسبب فقدان الثقة والانخفاضات غير المبررة التي تحدث بين فترة وأخرى.

وراهن اللحياني على أن السوق لن يستمر في اتجاه الصعود وسيحصل انخفاض مفاجئ لان من يتحكم في السوق هم عدد من الأشخاص ممن يبحثون عن مصالحهم الشخصية فقط.
وأضاف "رغم قرارات هيئة سوق المال الصارمة والجيدة غير أن هناك صعوبة في استمرار السوق في الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن هنالك وفي نفس الوقت احتمال في تحسن السوق، ولكن بشرط أن يكون الارتفاع بشكل تدريجي معقول وليس الارتفاع المبالغ فيه كما حدث في العامين الماضيين، لأن الارتفاع المبالغ فيه سوف يغري صغار المستثمرين للدخول إلى السوق ومن ثم حصول كارثة أخرى يدفعون هم ثمنها.

ويرى فيصل الدهش أن السوق السعودي ماضي من تحسن إلى آخر وهو ما بدا للجميع خلال الأسبوعين الماضيين من ارتفاعه متواصلة للمؤشر حيث ارجع تحسن السوق إلى قرارات هيئة سوق المال.

وأشار إلى أن ما يميزها أن بعيدة المدى حيث بدأت تتضح أثارها، كما أن اغلب الشركات حرصت على أن تظهر بصورة مادية جيدة أمام المستثمرين نتيجة لتخوف هذه الشركات من توقيفها لذا تحاول تجنب ذلك من خلال تحسين الوضع المادي.


استفادة من التجارب


من جانبه يرأى أمجد البدرة المحلل والمصرفي السابق، الذي ظل يحذر سابقا من أسهم الشركات التي تسجل ارتفاع بينما ميزانياتها السنوية تسجل خسارة ـ أن الكثير من المستثمرين استفاد من التجارب السابقة، وفضل عدم التعجل في الدخول إلى السوق، بينما ينتظر آخرون استقرار حالة السوق بشكلها النهائي.

وقال إن هناك كثير من المستثمرين ما زال محملا باسهم لم تعد إلى سابق عهدها حينما اشتراها بأسعار مرتفعة في فترة ازدهار السوق وفضل الاحتفاظ بها حتى لا تتضاعف خسائره.

وأشار إلى أن هنالك الآن على المستوى العام طمأنينة بأن المؤشر العام لن يتجه بشكل سلبي وانه يعش استقرار بسبب عدم الارتفاع المبالغ فيه حيث يرى البعض أن هناك كثير من الفرص الاستثمارية الجيدة في السوق، غير أنه تحدث عن تخوف لدى كثير من المستثمرين بسبب الصعود غير المعقول الذي يحدث في السوق أحيانا وكذالك الانخفاض غير المبرر أحيانا أخرى.

وأشار إلى أن وصول السوق إلى القاع في الفترة الماضية ساعد على تحسين الوضع وتنبه وحرص بعض الشركات على تحسين أوضاعها المالية وكل هذه الأسباب ساعدت على الصعود الحذر نوعاً ما.

من جهته ذكر الدكتور حمد أل شيخ أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود أن السوق وصل إلى القاع في 30 يناير/كانون الثاني 2007، حيث وصل إلى 760 نقطه وهي كانت عملية تصحيح للسوق.

وقال لم يكن لأرباح الشركات دور حيث أن الأرباح كانت أفضل العام الماضي وكذالك قرارات هيئة سوق المال لم يكن لها دور سوا توقيف بعض الشركات الذي كان له دور في زيادة الثقة في السوق.