المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ندوة لبنك الدوحة عن تطلعات الأسواق العالمية لعام 2007 والاقتصاد البيئي



أبوتركي
27-02-2007, 02:05 AM
ندوة لبنك الدوحة عن تطلعات الأسواق العالمية لعام 2007 والاقتصاد البيئي

بحضور نائب محافظ المركزي ورئيس مجلس إدارة البنك

وكجزء من سلسلة الفعاليات التي خطط لها بنك الدوحة في المنطقة، عقدت ندوة تعالج القضايا المتعلقة بالاقتصاد الاجتماعي في فندق ماريوت بتاريخ 25 فبراير 2007 وقد حضر برنامج الندوة العديد من الشخصيات المرموقة ولا سيما نائب محافظ المصرف المركزي، وعدد من الدبلوماسيين ، وسعادة الشيخ فهد بن محمد بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة بنك الدوحة، والسيد روبرت روكرفيلر، مدير مؤسسة رينترست في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد رحب السيد ر. سيتارامان، نائب الرئيس التنفيذي لدي بنك الدوحة، في كلمته الافتتاحية بالحضور، وقدم شرحاً موجزاً عن مفهوم "الاقتصاد البيئي" الذي يشمل القضايا المتعلقة بالبيئة والاستثمار والأعمال المصرفية والمالية. وقد أكد علي التزام البنك المستمر بتنظيم جلسات لتبادل المعرفة ودعم المساعي الاجتماعية التي تهدف إلي تحقيق مستقبل أكثر "خضرة" للأجيال القادمة.

أما السيد مارك كليف، الخبير الاقتصادي الرئيسي لدي مجموعة ING فقد قدم عرضاً عن "تطلعات الأسواق العالمية لعام 2007" حيث قال إن اقتصاد الولايات المتحدة قد يكون صورة طبق الأصل عما كان عليه في عام 2006 بعد أن تبين أن الأداء في النصف الأول من العام كان أضعف من المتوقع، وبالتالي فإن معدل نموه لن يتحسن. والتباطؤ في النمو الاقتصادي خلال عام 2007 كان متوقعاً ليس في قطاع الإسكان فقط وإنما في مجال السيارات والقطاعات الصناعية الأخري. لكن هناك توقعات لتحسن الأداء خلال النصف الثاني بحيث يتعافي قطاع الإسكان مع حدوث انخفاض في أسعار الفائدة في مواعيد مدروسة جيداً.

أما بالنسبة للنفط، فالعديد من العوامل تنذر بارتفاع الأسعار مثل خفض الإنتاج من قبل أوبيك، والتوترات السياسية التي تزيد من الضغوط المفروضة علي إيران، واندفاع الولايات المتحدة في موقفها من العراق، وتراجع الاقتصاد الأمريكي خلال النصف الثاني من عام 2007 ستؤدي تلك العوامل إلي تآلف القوي في النشاط العالمي الذي يشمل الصين واليابان وأوروبا. لكن أسعار البترول قد تتجه نحو الانخفاض بشكل أوضح في المدي المنظور المتوسط، كما إن عوائد أوبيك من البترول يمكن أن تصل إلي أقصي حد ممكن لها إذا بقي سعر برميل البترول عند 40 دولاراً بدلاً من 60 دولاراً، مما سيجعل البدائل الأخري له مجدية اقتصادياً بشكل أكبر.

من ناحية أخري، فإن النمو في المنطقة الأوروبية بدأ يتباطأ في النصف الأول من عام 2007 كما أن الزيادة في الضريبة المضافة علي المبيعات في ألمانيا التي فرضت ابتداءً من 1-1-2007 ستؤثر سلبا علي معدلات النمو خلال الربع الأول من عام 2007 وقد ارتفع اليورو بنسبة 5% بأوزان التجارة الحقيقية خلال العام الماضي، ومن المتوقع حدوث المزيد من الارتفاع في قيمته. كما يبدو أن نسباً أعلي لأسعار الفائدة بدأت تفرض نفسها ، وبدأ معدل النمو في قروض الرهن في المنطقة بالتناقص ولا سيما في إسبانيا واليونان وأيرلندا وهولندا وبلجيكا. ومع التوجه لأخذ فوائد تجارية علي المدي القصير تصل إلي نسبة 4% التي تعتبر نسبة "حيادية" (أو إلي نسب أكثر من ذلك في بعض الأحيان)، فإنه من المتوقع لمنحني العوائد أن يبقي ثابتاً أو أن ينعكس بشكل طفيف في عام 2008 كما ستتأثر أسعار الفائدة في سوق المملكة المتحدة بأن يحدث تراجع كبير في الدعائم الاقتصادية للمستهلك، وضعف في التعاملات الخارجية بسبب تراجع أداء الولايات المتحدة، مما سيترتب عليه أسعار فائدة أقل ابتداءً من أواخر عام 2007 واستمراراً في عام 2008.

وسيزيد التحسن في النمو الاقتصادي في اليابان من الضغوط علي أوروبا عندما يرتفع سعر الين الياباني، لكن الزيادة في قيمته ستكون محدودة، فهناك الكثير من العوامل التي ستبقي الين بصفة "عملة تمويلية"، كما إن هناك طلب في اليابان علي السندات الخارجية ذات العوائد الأعلي. أما بالنسبة للصين فإن إجمالي الناتج المحلي يواصل نموه بمعدل 10% (رسمياً)، ومع اقتراب موعد الألعاب الأولمبية لعام 2008، فهناك احتمال ضئيل جداً لحدوث تراجع كبير في معدل النمو. كما أن الطلب في ازدياد علي المواد الخام بما فيها الطاقة والمعادن، وحتي معدلات الطلب الهامشي في الصين تفوق الكثير من الاقتصاديات الكبيرة الأخري.

أما السيد ديفيد بلاتنر، مؤسس ورئيس مؤسسة رينترست، فقد قال إن مهمة رينترست تتركز في حماية مستقبل الغابات المطيرة وكوكب الأرض من خلال استغلال القوة الكامنة في الأسواق العالمية. فقد لاقي نموذجها المبتكر الخاص بأعمال الاقتصاد البيئي دعماً ضخماً وعلي أعلي المستويات في ضوء التوجه المستمر للعملاء نحو المنتجات الصحية والملائمة للبيئة. بالإضافة إلي ذلك، فقد جعلت الحقائق السياسية والجغرافية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية من الإنتاج الصناعي المستديم قضية عالمية ملحة.

رينترست هي عبارة عن شركة تسويق واستثمار بيئي تعني بحماية مستقبل الغابة المطيرة في الأمازون من خلال تطوير أعمال مستديمة بيئياً واقتصادياً. وتهدف رينترست أيضاً إلي حماية أهم الموارد الطبيعية في العالم من خلال الاستخدام المبدع لاقتصاديات السوق التقليدية حيث أن لدي هذه المؤسسة رؤية لعمل موقع شامل علي الإنترنت للمستهلكين/المستثمرين المهتمين بالمجتمع، والترويج للعديد من البرامج المفيدة للبيئة مثل برنامج الرعاية المالية المسمي "احم فدانا واحدا"، وبرامج السياحة البيئية، إلخ..

إن رينترست ملتزمة بالتصدي لظاهرة تصحر الغابات المطيرة والترويج لحمايتها والحفاظ عليها. وتعتبر رينترست شركة مسؤولة أمام المجتمع حيث تعمل علي تأسيس أعمال ذات منافع مستديمة. فهي شركة تعمل علي حيازة الأراضي وإدارتها، فقد تقدمت بمبادرة مبتكرة للتسويق سينتج عنها تشكيل أحدث وأكبر مشروع لحماية الغابات المطيرة البرازيلية وإدامتها.

من خلال استغلال القوة الكامنة في الأسواق العالمية، فإن رينترست وبصحبتها عملاؤها من المؤسسات الخيرية المرتبطة بها مثل معهد رينترست وصندوق الغابة المطيرة العالمي، ستصبح مؤسسة معروفة ومقدّرة عالميا، وذلك بالنظر إلي برامجها المبتكرة التي تكافئ المساهمين فيها، وفي نفس الوقت تحافظ علي أراضي الغابات المطيرة الآن وفي المستقبل.

إن الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري العالمي والتغير المناخي يمكن تسجيله كحدث تاريخي يعكس الرؤية المستقبلية للقيادة الحكيمة في دولة قطر، فقد أدركت أن هذا الوقت هو الوقت المناسب لإنقاذ الغابات المطيرة، وأن هذه المهمة لا يمكن إنجازها إلا من خلال الاستثمار في مستقبل الغابات المطيرة، مستقبل أولادنا. لذا من المخطط إطلاق مشروع عالي المستوي يعبر عن حجم الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع، لأن دولة قطر يمكنها أن تلعب دوراً رئيسياً في تخفيض بل وحتي عكس تأثير مشكلة الاحتباس الحراري بحيث تصبح بذلك نموذجاً تحتذي به بقية دول العالم.