سيف قطر
28-02-2007, 09:56 PM
المستقبل للإسلام
*أخي المسلم..* اعلم أن المستقبل لدين الإسلام, والأدلة على ذلك كثيرة, ومنها:
1-* حكم الله أن دين الإسلام يظهر على الديانات كلها:
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} محمد.
ولقد قرب إظهار هذا الدين على العالم, إذ أن كل الأنظمة قد فشلت, وآخر نظام عند الكفار هو "نظام العولمة" أو "النظام العالمي الجديد" في العصر الحديث, وقد رُفِض من عامة الدول الأوروبية والشرقية.
ومن المعلوم أن أمريكا جعلت هذا النظام الكفري كبديل جديد للعالم, ولقد كثرت تصريحات عقلاء النصارى من شرقيين وغربيين أن الحل الوحيد للأزمات الموجودة في العالم هو الإسلام.
وصدق الله إذ يقول: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} المائدة.
2-* الدين الإسلامي رسالة عالمية من جهة الزمان:
فهو دين الله لجميع البشر سابقهم ولاحقهم, فليس للبشر دين سواه يقبل عند الله, قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} الأعراف,
وقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} سبأ.
ولهذا حاولت الأنظمة العصرية أن تأخذ العالمية, ولكن دون جدوى.
3-* الإسلام دين عالمي أيضا من جهة المكان:
قال تعالى : {لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ}
قال عليه الصلاة والسلام: ((ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار, ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل, عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل به الكفر)) رواه أحمد والطبراني وغيرهما,
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تغزون جزيرة العرب؛ فيفتحها الله, ثم تغزون الروم؛ فيفتحها الله, ثم تغزون الدجال؛ فيفتحه الله)) رواه مسلم عن نافع بن عتبة,
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم)).
4-* جعل الله الهيمنة لدين الإسلام:
قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ}.
فالقرآن حاكم على جميع الكتب السابقة واللاحقة, والأديان السابقة واللاحقة سماوية وغير سماوية, فما من قول ولا فعل ولا حركة إلا والقرآن والسنة يحكمانها, وهذا على مدار الحياة البشرية حتى تقوم الساعة.
5-* سلامة القرآن الكريم والسنة والمطهرة من التغيير والتبديل والتحريف على مدار العصور والدهور:
وبالرغم من كثرة محاولات الأعداء لذلك, ولكنهما محفوظان بحفظ الله, قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
وقال تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت, والذكر يشمل القرآن والسنة.
وهذا من أظهر الأدلة على أن القرآن من عند الله, والسنة النبوية كذلك, وأن دين الإسلام دين الله الحق, وما سواه فباطل.
أولا يعقل الناس هذا, إذ أننا شاهدنا أصحاب الأنظمة الكافرة يحلونها عاما ويحرمونها عاما, ولم يستطيعوا مع كثرة المحاولات أن يزيدوا في القرآن حرفا واحدا.
6-* السنة الكونية تدل على قرب انتصار الإسلام:
قال تعالى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }.
والإدالة في عصرنا هي للأعداء علينا, وهذا مشاهد محسوس, وبعدها ستكون الإدالة لنا على الأعداء بإذن الله.
والناظر إلى التاريخ يتضح له هذا, فقد كانت الإدالة للمسلمين قرونا, ثم سلّط الله عليهم التتار, ثم انتصروا على التتار, ثم إدالة النصارى على المسلمين, ثم الانتصار عليهم من قبل المسلمين, ثم إدالة النصارى على المسلمين, ثم انتصار المسلمين على يدي الدولة العثمانية التي توغلت في قلب أوروبا واستمرت مقدار خمسة قرون تقريبا, ثم جاءت الإدالة للنصارى على المسلمين, وهي الحاصلة الآن.
ونحن في انتظار الإدالة من الله أن ييسرها للمسلمين على الكافرين {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ} الروم.
7-* تواجد اليهود في فلسطين وما إليها واستيطانهم لها؛ دليل على قرب الانتصار عليهم وعلى النصارى:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تقاتلون اليهود فتسلطون عليهم, حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر؛ فيقول الحجر: يا عبدالله.. هذا يهودي ورائي فاقتله)) متفق عليه من حديث عبدالله بن عمرو ومن حديث أبي هريرة بمعناه,
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم زيادة: ((إلا شجر الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود)).
8-* فتح القسطنطينية على أيدي المسلمين قريب:
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسو الله صلى الله عليه وسلم: ((سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب في البحر؟ لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسماعيل, فإذا جاءوها نزلوا, فلم يقاتلوا بسلاح, ولم يرموا بسهم, قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر؛ فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر, ثم يقولون الثانية: لا إله إلا اله والله أكبر؛ فيسقط جانبها الآخر, ثم يقولون: لا إله إلا الله؛ فيفرج لهم؛ فيدخلونها, فيغنمون, فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ: إن الدجال قد خرج, فيتركوا كل شيء ويرجعون)).
أخي الكريم.. فهذه الأدلة كافية على أن المستقبل للمسلمين, والله يقول:{َوالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.
ومهما يكن هناك من توهمات واعتراضات؛ فلا قيام لها عند الرجوع إلى هذه الأدلة.
{وَاللّهُ غَالبٌ عَلَى أَمْرِهِ } {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ}.
فعلى المسلمين أن يقدروا هذا المستقبل حق قدره, ويعدوا له العدة, فإن غدا لناظره قريب.
فما أحوج كل مسلم ومسلمة إلى الرجوع إلى الحق نفسه (القرآن الكريم والسنة المطهرة).
نسأل الله أن يمكّن للمسلمين في الأرض, إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
التوبة إلى الله*
إن التوبة إلى الله فرض واجب على كل من على وجه الأرض من الجن والإنس من صالح وطالح وعالم وجاهل وذكر وأنثى ومسلم وكافر. قال تعالى :]وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ النور.
وهي أعظم باب يتضمن رحمة الله فتحه الله لعباده. فالتوبة العامة الشاملة لا بد من ملازمتها حتى الموت لمن أراد أن يتوب إلى الله ويلقى الله تائباً منيباً إليه. والتوبة لا بد أن تكون نصوحاً كما قال الله :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً} التحريم.
والتوبة النصوح تتحقق بالآتي:
1- تعم جميع الذنوب بحيث لا تدع ذنباً إلا تناولته ولا خطيئة إلا أتت عليها من الذنوب الظاهرة والباطنة المتقدمة والمتأخرة الصغيرة والكبيرة الخاصة والعامة ما علم وما لم يعلم:
فتعم الشرك بأنواعه والكفر بأنواعه والبدع بأنواعها والمعاصي بأنواعها ومنها الفحشاء والمنكر والإثم والعدوان والنفاق بأنواعه وأشكاله.
2-* إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار ولا تأخر:
بل يجمع إرادته كلها وعزيمته على القيام بها ولنضرب لذلك مثلاً بالرجل الاسرائيلي الذي قتل مائة نفس. روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن رجلاً قتل تسعة وتسعين ...إلى قوله فدل على عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبه؟ قال نعم ومن يحول بينك وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا كان في نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت: ملائكة الرحمة جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله وقالت: ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيراً قط فأتاهم ملك في صورة رجل فجعلوه حكماً بينهم فقال قيسوا بين الأرضين فإلى أيهما كان أدنى فهو لها فقاسوا فوجدوه إلى الأرض التي أرادها أقرب فقبضته ملائكة الرحمة))
فانظر أيها المسلم إلى عزم الرجل وصدقه، فبالعزم خرج من قريته تاركاً وراءه أرضه وسماءه وأصدقاءه وأقرباءه, وسروره غير مكترث بهذا كله وبدون تردد ولا تأخر ومن هذه القصة العظيمة ندرك أن علاج الناس أن يرجعوا إلى دينهم مستضيئين بعلماء الإسلام فعندهم الحلول الناجعة والدواء الشافي والعلاج الكافي فلله درهم. وما اختارهم الله إلا لهذا
فمفارقة مكان المعصية لا بد منه ومفارقة من يعين عليها بأي صورة لا بد منه ومحاربة النفس الأمارة بالسوء والشيطان الداعي إلى كل رذيلة لا بد من ذلك.
3-* تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصها بحيث تكون التوبة إلى الله بمحض الخوف منه والخشية والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده فلا يتوب نفاقاً ولا رياءً ولا لبقاء جاهه ولا ليسلم من أذى الناس أو يحمد عندهم أو لعجزه عن الذنب أو لعدم رغبته في الذنب بل لا بد من الاخلاص لله. والله أعلم بمن يخلص له العبادة.
4-* عدم الرجوع إلى الذنب:
فإن الرجوع إلى الذنوب لأمر خطير خطير. روى البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((والذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النارفيدخلها...)) فمن شروط التوبة ملازمتها حتى الموت.
قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} آل عمران.
وعلى كلٍ لا يجوز للمسلم أن يدخل في طريق اليأس بل لو حصل أنه عاد إلى الذنب فليتب إلى الله. والله يتوب على من تاب.
5-* رد المظالم إلى أهلها إن كان الذنب متعلقاً بانتهاك حقوق العباد وظلمهم:
روى البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من كانت لأخيه مظلمة عنده من مال أو عرض فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات))
وأوضح منه ما جاء عند مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((... المفلس من أمتي يوم القيامة من يأتي بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم ألقي في النار)).
ومما ينبغي أن يدركه المسلم أن من مات على التوحيد فهو على سبيل النجاه ولو كانت عليه ذنوب فيما بينه وبين الله دون الشرك به سبحانه ولكن الغصة يوم القيامة تكون على من مات وعليه حقوق للعباد لم يؤدها في الدنيا ولم يؤد عنه.
فعلى المسلم أن يبادر إلى رد المظالم إلى أهلها فإن عجز فليطالب صاحب الحق بالعفو عنه.
وهناك تفاصيل في المسألة ليس هذا محلها فإذا توافرت هذه الشروط بضوابطها جاءت المغفرة من الله لكل ذنوب العبد. قال سبحانه:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ } الزمر.
فما أكرم الله على العباد وما أكرم العباد على الله وما أفجر العباد على أنفسهم إلا من رحمه الله. فإياك أيها المسلم والاصرار على الذنوب. قال تعالى :{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } آل عمران.
وقال تعالى : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} طه.
فاحذر أيها المسلم أن تعجز بل أن تخذل عن التوبة فإن ساعة الصفر قريبة وهناك تغلق الأبواب وتسد الطرق عن العبد. قال تعالى : {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }النساء.
فالله المسئول أن يتوب علينا جميعاً، والله المستعان.
يتبع :::>>>
*أخي المسلم..* اعلم أن المستقبل لدين الإسلام, والأدلة على ذلك كثيرة, ومنها:
1-* حكم الله أن دين الإسلام يظهر على الديانات كلها:
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} محمد.
ولقد قرب إظهار هذا الدين على العالم, إذ أن كل الأنظمة قد فشلت, وآخر نظام عند الكفار هو "نظام العولمة" أو "النظام العالمي الجديد" في العصر الحديث, وقد رُفِض من عامة الدول الأوروبية والشرقية.
ومن المعلوم أن أمريكا جعلت هذا النظام الكفري كبديل جديد للعالم, ولقد كثرت تصريحات عقلاء النصارى من شرقيين وغربيين أن الحل الوحيد للأزمات الموجودة في العالم هو الإسلام.
وصدق الله إذ يقول: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} المائدة.
2-* الدين الإسلامي رسالة عالمية من جهة الزمان:
فهو دين الله لجميع البشر سابقهم ولاحقهم, فليس للبشر دين سواه يقبل عند الله, قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} الأعراف,
وقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} سبأ.
ولهذا حاولت الأنظمة العصرية أن تأخذ العالمية, ولكن دون جدوى.
3-* الإسلام دين عالمي أيضا من جهة المكان:
قال تعالى : {لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ}
قال عليه الصلاة والسلام: ((ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار, ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل, عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل به الكفر)) رواه أحمد والطبراني وغيرهما,
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تغزون جزيرة العرب؛ فيفتحها الله, ثم تغزون الروم؛ فيفتحها الله, ثم تغزون الدجال؛ فيفتحه الله)) رواه مسلم عن نافع بن عتبة,
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم)).
4-* جعل الله الهيمنة لدين الإسلام:
قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ}.
فالقرآن حاكم على جميع الكتب السابقة واللاحقة, والأديان السابقة واللاحقة سماوية وغير سماوية, فما من قول ولا فعل ولا حركة إلا والقرآن والسنة يحكمانها, وهذا على مدار الحياة البشرية حتى تقوم الساعة.
5-* سلامة القرآن الكريم والسنة والمطهرة من التغيير والتبديل والتحريف على مدار العصور والدهور:
وبالرغم من كثرة محاولات الأعداء لذلك, ولكنهما محفوظان بحفظ الله, قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
وقال تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت, والذكر يشمل القرآن والسنة.
وهذا من أظهر الأدلة على أن القرآن من عند الله, والسنة النبوية كذلك, وأن دين الإسلام دين الله الحق, وما سواه فباطل.
أولا يعقل الناس هذا, إذ أننا شاهدنا أصحاب الأنظمة الكافرة يحلونها عاما ويحرمونها عاما, ولم يستطيعوا مع كثرة المحاولات أن يزيدوا في القرآن حرفا واحدا.
6-* السنة الكونية تدل على قرب انتصار الإسلام:
قال تعالى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }.
والإدالة في عصرنا هي للأعداء علينا, وهذا مشاهد محسوس, وبعدها ستكون الإدالة لنا على الأعداء بإذن الله.
والناظر إلى التاريخ يتضح له هذا, فقد كانت الإدالة للمسلمين قرونا, ثم سلّط الله عليهم التتار, ثم انتصروا على التتار, ثم إدالة النصارى على المسلمين, ثم الانتصار عليهم من قبل المسلمين, ثم إدالة النصارى على المسلمين, ثم انتصار المسلمين على يدي الدولة العثمانية التي توغلت في قلب أوروبا واستمرت مقدار خمسة قرون تقريبا, ثم جاءت الإدالة للنصارى على المسلمين, وهي الحاصلة الآن.
ونحن في انتظار الإدالة من الله أن ييسرها للمسلمين على الكافرين {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ} الروم.
7-* تواجد اليهود في فلسطين وما إليها واستيطانهم لها؛ دليل على قرب الانتصار عليهم وعلى النصارى:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تقاتلون اليهود فتسلطون عليهم, حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر؛ فيقول الحجر: يا عبدالله.. هذا يهودي ورائي فاقتله)) متفق عليه من حديث عبدالله بن عمرو ومن حديث أبي هريرة بمعناه,
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم زيادة: ((إلا شجر الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود)).
8-* فتح القسطنطينية على أيدي المسلمين قريب:
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسو الله صلى الله عليه وسلم: ((سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب في البحر؟ لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسماعيل, فإذا جاءوها نزلوا, فلم يقاتلوا بسلاح, ولم يرموا بسهم, قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر؛ فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر, ثم يقولون الثانية: لا إله إلا اله والله أكبر؛ فيسقط جانبها الآخر, ثم يقولون: لا إله إلا الله؛ فيفرج لهم؛ فيدخلونها, فيغنمون, فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ: إن الدجال قد خرج, فيتركوا كل شيء ويرجعون)).
أخي الكريم.. فهذه الأدلة كافية على أن المستقبل للمسلمين, والله يقول:{َوالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.
ومهما يكن هناك من توهمات واعتراضات؛ فلا قيام لها عند الرجوع إلى هذه الأدلة.
{وَاللّهُ غَالبٌ عَلَى أَمْرِهِ } {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ}.
فعلى المسلمين أن يقدروا هذا المستقبل حق قدره, ويعدوا له العدة, فإن غدا لناظره قريب.
فما أحوج كل مسلم ومسلمة إلى الرجوع إلى الحق نفسه (القرآن الكريم والسنة المطهرة).
نسأل الله أن يمكّن للمسلمين في الأرض, إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
التوبة إلى الله*
إن التوبة إلى الله فرض واجب على كل من على وجه الأرض من الجن والإنس من صالح وطالح وعالم وجاهل وذكر وأنثى ومسلم وكافر. قال تعالى :]وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ النور.
وهي أعظم باب يتضمن رحمة الله فتحه الله لعباده. فالتوبة العامة الشاملة لا بد من ملازمتها حتى الموت لمن أراد أن يتوب إلى الله ويلقى الله تائباً منيباً إليه. والتوبة لا بد أن تكون نصوحاً كما قال الله :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً} التحريم.
والتوبة النصوح تتحقق بالآتي:
1- تعم جميع الذنوب بحيث لا تدع ذنباً إلا تناولته ولا خطيئة إلا أتت عليها من الذنوب الظاهرة والباطنة المتقدمة والمتأخرة الصغيرة والكبيرة الخاصة والعامة ما علم وما لم يعلم:
فتعم الشرك بأنواعه والكفر بأنواعه والبدع بأنواعها والمعاصي بأنواعها ومنها الفحشاء والمنكر والإثم والعدوان والنفاق بأنواعه وأشكاله.
2-* إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار ولا تأخر:
بل يجمع إرادته كلها وعزيمته على القيام بها ولنضرب لذلك مثلاً بالرجل الاسرائيلي الذي قتل مائة نفس. روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن رجلاً قتل تسعة وتسعين ...إلى قوله فدل على عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبه؟ قال نعم ومن يحول بينك وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا كان في نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت: ملائكة الرحمة جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله وقالت: ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيراً قط فأتاهم ملك في صورة رجل فجعلوه حكماً بينهم فقال قيسوا بين الأرضين فإلى أيهما كان أدنى فهو لها فقاسوا فوجدوه إلى الأرض التي أرادها أقرب فقبضته ملائكة الرحمة))
فانظر أيها المسلم إلى عزم الرجل وصدقه، فبالعزم خرج من قريته تاركاً وراءه أرضه وسماءه وأصدقاءه وأقرباءه, وسروره غير مكترث بهذا كله وبدون تردد ولا تأخر ومن هذه القصة العظيمة ندرك أن علاج الناس أن يرجعوا إلى دينهم مستضيئين بعلماء الإسلام فعندهم الحلول الناجعة والدواء الشافي والعلاج الكافي فلله درهم. وما اختارهم الله إلا لهذا
فمفارقة مكان المعصية لا بد منه ومفارقة من يعين عليها بأي صورة لا بد منه ومحاربة النفس الأمارة بالسوء والشيطان الداعي إلى كل رذيلة لا بد من ذلك.
3-* تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصها بحيث تكون التوبة إلى الله بمحض الخوف منه والخشية والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده فلا يتوب نفاقاً ولا رياءً ولا لبقاء جاهه ولا ليسلم من أذى الناس أو يحمد عندهم أو لعجزه عن الذنب أو لعدم رغبته في الذنب بل لا بد من الاخلاص لله. والله أعلم بمن يخلص له العبادة.
4-* عدم الرجوع إلى الذنب:
فإن الرجوع إلى الذنوب لأمر خطير خطير. روى البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((والذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النارفيدخلها...)) فمن شروط التوبة ملازمتها حتى الموت.
قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} آل عمران.
وعلى كلٍ لا يجوز للمسلم أن يدخل في طريق اليأس بل لو حصل أنه عاد إلى الذنب فليتب إلى الله. والله يتوب على من تاب.
5-* رد المظالم إلى أهلها إن كان الذنب متعلقاً بانتهاك حقوق العباد وظلمهم:
روى البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من كانت لأخيه مظلمة عنده من مال أو عرض فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات))
وأوضح منه ما جاء عند مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((... المفلس من أمتي يوم القيامة من يأتي بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم ألقي في النار)).
ومما ينبغي أن يدركه المسلم أن من مات على التوحيد فهو على سبيل النجاه ولو كانت عليه ذنوب فيما بينه وبين الله دون الشرك به سبحانه ولكن الغصة يوم القيامة تكون على من مات وعليه حقوق للعباد لم يؤدها في الدنيا ولم يؤد عنه.
فعلى المسلم أن يبادر إلى رد المظالم إلى أهلها فإن عجز فليطالب صاحب الحق بالعفو عنه.
وهناك تفاصيل في المسألة ليس هذا محلها فإذا توافرت هذه الشروط بضوابطها جاءت المغفرة من الله لكل ذنوب العبد. قال سبحانه:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ } الزمر.
فما أكرم الله على العباد وما أكرم العباد على الله وما أفجر العباد على أنفسهم إلا من رحمه الله. فإياك أيها المسلم والاصرار على الذنوب. قال تعالى :{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } آل عمران.
وقال تعالى : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} طه.
فاحذر أيها المسلم أن تعجز بل أن تخذل عن التوبة فإن ساعة الصفر قريبة وهناك تغلق الأبواب وتسد الطرق عن العبد. قال تعالى : {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }النساء.
فالله المسئول أن يتوب علينا جميعاً، والله المستعان.
يتبع :::>>>