خاربه خاربه
04-03-2007, 05:41 AM
منقول للغاليييين:D
أصدرت شركة توتال الفرنسية مجلداً وثائقياً يحمل عنوان «رحلة باهرة في الخرائط القديمة» تضمن مجموعة نادرة من الخرائط النادرة التي توثق ماضى وتاريخ وحاضر دولة قطر منذ اكثر من (500) عام. وقام بإعداد المجلد المؤرخ والمستشرق الفرنسى بيجوين بيليكوك والخبير العالمي جيل بلانت بيرورينا.
وتضمن المجلد كلمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وكذلك كلمة للرئيس الفرنسي جاك شيراك، اضافة الى كلمة لرئيس شركة توتال ومديرها العام السيد تييرى ديماريه.
واشتمل المجلد على ثلاثة فصول، تناول الاول منها لمحة تاريخية عن دولة قطر ما قبل التاريخ والعصور القديمة وفي الاسلام في حين ناقش الفصل الثاني ملاحظات جغرافية حول قطر وتطرق الفصل الثالث الى ثمانية عشر قرناً من التطور الخرائطى.
وجاء إصدار توتال لهذا المجلد احتفالاً بمرور (70) عاماً على وجود الشركة في قطر وبهدف اعطاء فكرة واضحة عن التطور الذي طرأ في نظر الخرائطيين والجغرافيين بدءاً من بطليموس وحتى وقتنا الحاضر.
وأشار المجلد الى ان امارة قطر قد جذبت اهتمام الرحالة والملاحين والعلماء والتجار ويعود هذا الاهتمام الى موقعها الجغرافي المتميز في قلب الخليج والى انتمائها الى الحضارة العربية الاسلامية العريقة.
ويتضمن مجموعة من الوثائق التي تظهر مدى الاسهام الثقافي والعلمى الذي اعطته هذه الحضارة الى الانسانية وكذلك مقدار التواصل الحواري بين مفكري الشرق والغرب.
ويدعو هذا المجلد القارئ الى اكتشاف التاريخ الجغرافي غير المألوف الذي تمتعت به شبه الجزيرة القطرية.. هذه البقعة التي تمتد في قلب الخليج العربي ويبعث هذا الكتاب من الرماد الطريقة التي كان الرحالة والبحارة والمحاربون وواضعو الخرائط يرون فيها قطر عبر خرائط قديمة وجميلة وأخاذة تعود الى قرون عديدة وكان اسم المكان يوحى للبعض بمنطقة شاسعة فيما يستدل البعض الآخر من خلاله على مدينة كبيرة.
.. :: أسرة آل ثاني :: ..
وأشار المجلد إلى مسيرة أسرة آل ثاني موضحا أن أسرة آل ثاني حكمت قطر منذ منتصف القرن التاسع عشر. تستمد الأسرة جذورها من واحة جبرين، جنوب نجد. وكانت توافدت إلى قطر في القرن الثامن عشر. وهي تتحدر من قبيلة بني تميم العربية التي تتحدر بدورها من مضر بن نزار. تستقي العائلة اسمها من رئيس القبيلة، الشيخ ثاني بن محمد.
تمركزت أسرة آل ثاني أولا في شمال شبه الجزيرة خصوصا في ****ارة وفويرط، ثم انتقلت الأسرة إلى الدوحة في منتصف القرن التاسع عشر، تحت حكم الشيخ محمد بن ثاني، نجل الشيخ ثاني بن محمد، الذي كانت عائداته مستمدة بالأخص من صيد اللؤلؤ. وتمكن أن يجمع حوله قبائل قطر، وأصبح أول شيخ يحكم فعليا شبه الجزيرة، من عام 1850 إلى عام 1878.
وعام 1878، خلف الشيخ جاسم بن محمد والده وحكم البلاد حتى عام 1905 (وهو التاريخ الذي ترك فيه الحكم لولده، الشيخ عبدالله بن جاسم). عارض النفوذ العثماني ودعم وحدة قطر، وهذا ما جعل منه المؤسس الفعلي للإمارة. توفي الشيخ جاسم عام 1913.
أما سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر الحالي، فهو الأمير السابع في الأسرة، فيما أصبح نجله، سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الخامس من أغسطس عام 2003، وليا العهد.
.. :: اسم قطر :: ..
طريقة كتابتها: «كطورة، قطورة، قطرة، قطيرة، كطيرة، كطرة، كطورة، كطرة، غطار، غطور، قطر، قطر». كان الامس هذا ينسب تارة إلى مدينة، وطورا إلى منطقة بل مقاطعة، أو جون، أو شناخ أو بكل بساطة إلى تقبب في الجهة الأخرى حيث يجري نهر يستقي مصدره من الرمال الحارقة لشبه الجزيرة العربية حيث تقع حاليا دوحة سلوى.
إلا أنه من الغريب أن يرسم العالم الجغرافي الإيطالي جياكومو جاستالدي، في القرن السادس عشر، في «خريطة حديثة لبلاد العرب السعيدة» (1548) شبه جزيرة طويلة، في جنوب البحرين، لم يشر إليها بالاسم. تلك هي حال الفرنسي نيكولا سانسون من أبفيل الذي رسم ضمن «خريطة بلاد العرب الثلاثة» (1654) شبه جزيرة من دون تسميتها.
في الواقع، لم يسيطر الملاحون الأوروبيون الأوائل، أي البرتغاليون، إلا على أقصى شمال قطر وذلك في القرن السادس عشر، معتبرين رأس شبه الجزيرة هذه كجزيرة تشكل جزءا من أرخبيل البحرين، أضف إلى ذلك أن المنطقة في مجملها، بما فيها ساحل شبه الجزيرة العربية، كانت تسمى آنذاك البحرين، والخرائط خير دليل على هذا الواقع.
وقد يؤدي ذلك إلى اللغط واللبس. على أي حال، حط البرتغاليون رحالهم في ****ارة، خور حسن والفويرة على بعد أقلاس عدة من قلاعهم في البحرين. بالتالي، يعود اسم قطر، على الأرجح، إلى تلك المدينة المرفئية التي كانت تحمل اسم ****ارة.
إذا كان صحيحا أن العالم الجغرافي اليوناني بطليموس رسم، منذ القرن الثاني من عصرنا، على خريطته اسم كَطَرَة أو كطْرَة وأنّ علماء الجغرافيا والربابنة العرب نظير ابن ماجد من جلفار الذي عاش في القرن الخامس عشر، كانوا يعلمون تماما بوجود قطر كشبه جزيرة كما تؤكد عليه التعليمات الملاحية، وأن المعلومات انتقلت بالتعاقب إلى البرتغاليين والهولنديين والإنجليز والفرنسيين الذين استعانوا بالربابنة العرب الأشداء لنقلهم إلى الخليج، فمن الغريب جدا أن يجهل الأوروبيون شكل المساحة الجغرافية لمنطقة كطَرة أو كطَار أو كطورة التي تقع على الساحل الشمالي لشبه الجزيرة العربية، في جنوب أرخبيل البحرين وفي قلب الأرصفة الغنية باللؤلؤ.
كيف يمكن إذا شرح هذا النسيان بل الجهل؟ قد يكون مرد ذلك، في المقام الأول، ندرة المراكب الأوروبية التي بلغت ساحل قطر الشرقي وقامت باستكشافات ملاحية وجغرافية.
لقد كانت السفن التي تتوجه من هرمز إلى البصرة، مدفوعة برياح شمالية غربية منتظمة، تسلك طريقين للوصول إلى الوجهة النهائية.
كانت أولا تعبر بلاد فارس لتحط رحالها في الموانئ المحمية لساحل الفرس. كثيرة هي قصص البحارة هؤلاء، من أمثال البرتغالي بيدرو تكسيرا (1604)، والروماني بيترو ديلا فال (1625)، والإنجليزي سير توماس هيربيرت (1626)، ومن الفرنسيين فيليب دو لا سانت ترينيتيه (1631) وفرنسوا دو لا بولاي - لو-غورز (1648)، والأب الإيطالي فينشنزو ماريا (1659)، والأب البرتغالي مانويل غودينهو (1663)، والفرنسي لو فيكونت دو باجيس (1770)، وكووجا دو ميسور عبدالقدير (1786)، قصص تناولت بطريقة مفصّلة ومسلّية هذه الرحلة المريحة والآمنة.
.. :: قطر في خرائط بطليموس :: ..
عرض المجلد لاسم قطر في خرائط بطليموس من القرن الثاني وحتى القرن الخامس عشر. وظهرت قطر تحت اسم «كَطَرة» منذ القرن الثاني بعد اليلاد في خريطة بطليموس الشهيرة «الجغرافيا» التي بقيت طي النسيان لمئات السنين قبل أن يتم اكتشافها من جديد في بداية القرن الخامس عشر.
شكّل العثور على خريطة بطليموس (90 - 168) اكتشافا كبيرا مطلع القرن الخامس عشر. ولقد ترك هذا العالم الذي تخرج من جامعة الإسكندرية وراءه «نوعا من القنبلة الثقافية الموقوتة التي هزت عالم عصر النهضة» كما أشارت إلى ذلك ميراي باستورو التي كانت أمينة قسم الخرائط والتصاميم في «المكتبة الوطنية في فرنسا» وذلك في كتابها «الطرق المحيطيّة» الصادر في عام 1990.
اشتهر بطليموس الذي عاش في الإسكندرية في مصر بكتابين ذي أهمية كبيرة: «المجسة» الذي ترجم في الغرب في القرن الثاني عشر، وكتاب في الجغرافيا ترجم إلى العربية في القرن التاسع، إلا أنه ظل مجهولا في الغرب حتى القرن الخامس عشر. هذا الكتاب هو ما يهمنا اليوم.
وقِلّة هذه الذين كانوا يقرأون اللغة اليونانية في القرون الوسطى في عام 1400، قام البيزنطي إيمانويل كريسولوراس الذي أتى للإقامة في إيطاليا كأستاذ للغة اليونانية بإدخال كتاب «الجغرافيا» إلى فلورنسا من القسطنطينية. أخذ أحد تلامذته، ويدعى جاكوبو دانجلو، على عاتقه ترجمته إلى اللاتينية وأهداه في العام 1409 إلى البابا ألكسندر الخامس الذي كان من أصول يونانية.
استقبلت هذه الترجمة بوصفها حدثا كبيرا وانتشرت في أنحاء أوروبا كافة، ويتوافر منها اليوم أكثر من أربعين مخطوطة مختلفة. يحوي البعض منها خرائط يبلغ عددها سبعة وعشرين وهي أساس نهضة علم الخرائط الأوروبي.
يتألّف كتاب بطليموس «الجغرافيا» من قسمين: القسم الأول هو مجموعة من المبادئ العامة المتعلقة بالجغرافيا وصنع الخرائط والقسم الثاني هو جدول يتضمن موقع الأماكن المزيّنة أحيانا بالخرائط. ويبدو أن القسم الأول وحده وصل إلينا في شكله الأصلي. كما أنه من الأرجح أن بعض العلماء البيزنطيين أكملوا مصطلحات المدن ورسوم الخرائط بالاستعانة بمصادر عربية وذلك بعد رحيل بطليموس. أما الخرائط التي تم الاحتفاظ بها فهي مجرد نسخ من القرنين الثالث عشر والرابع عشر.
لا يبالي المعاصرون بانتقادات العلماء والعلامة، فقد تبنوا بطليموس بوصفه توراة جغرافية. وللمرة الأولى أيضا، عرضت عليهم وسائل تتيح سد الثغرات الموجودة في الخرائط.
حصل أنسيّو النهضة على جملة من الأجزاء الخرائطية الكبيرة للعالم لم تتطلب سوى بعض الأجزاء المكملة وذلك من دون الحاجة إلى عناء الإبحار في سواحل لا تنتهي مثلما كان يفعل واضعو الخرائط البحرية في الماضي وبكثير من الصبر.
بسبب نجاحه، اعتُبر كتاب بطليموس «الجغرافيا»، المزين بالخرائط، من بين أول الكتب المطبوعة. ظهرت المطبعة في ألمانيا حوالي العام 1450، وسرعان ما انتشرت في أوروبا بفضل مطبعيين متنقلين كالزئبق قلبا وقالبا. عندها، توافرت طبعة عن كتاب بطليموس في بولونيا في عام 1477، وفي روما في 1478. كما أن خريطة نصف الكرة الأرضية الخاصة بمطبعة «أولم» (1482) سبقت الخرائط الإقليمية وشكلت، بطريقة أو بأخرى، عناصر جمعها.
أصدرت شركة توتال الفرنسية مجلداً وثائقياً يحمل عنوان «رحلة باهرة في الخرائط القديمة» تضمن مجموعة نادرة من الخرائط النادرة التي توثق ماضى وتاريخ وحاضر دولة قطر منذ اكثر من (500) عام. وقام بإعداد المجلد المؤرخ والمستشرق الفرنسى بيجوين بيليكوك والخبير العالمي جيل بلانت بيرورينا.
وتضمن المجلد كلمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وكذلك كلمة للرئيس الفرنسي جاك شيراك، اضافة الى كلمة لرئيس شركة توتال ومديرها العام السيد تييرى ديماريه.
واشتمل المجلد على ثلاثة فصول، تناول الاول منها لمحة تاريخية عن دولة قطر ما قبل التاريخ والعصور القديمة وفي الاسلام في حين ناقش الفصل الثاني ملاحظات جغرافية حول قطر وتطرق الفصل الثالث الى ثمانية عشر قرناً من التطور الخرائطى.
وجاء إصدار توتال لهذا المجلد احتفالاً بمرور (70) عاماً على وجود الشركة في قطر وبهدف اعطاء فكرة واضحة عن التطور الذي طرأ في نظر الخرائطيين والجغرافيين بدءاً من بطليموس وحتى وقتنا الحاضر.
وأشار المجلد الى ان امارة قطر قد جذبت اهتمام الرحالة والملاحين والعلماء والتجار ويعود هذا الاهتمام الى موقعها الجغرافي المتميز في قلب الخليج والى انتمائها الى الحضارة العربية الاسلامية العريقة.
ويتضمن مجموعة من الوثائق التي تظهر مدى الاسهام الثقافي والعلمى الذي اعطته هذه الحضارة الى الانسانية وكذلك مقدار التواصل الحواري بين مفكري الشرق والغرب.
ويدعو هذا المجلد القارئ الى اكتشاف التاريخ الجغرافي غير المألوف الذي تمتعت به شبه الجزيرة القطرية.. هذه البقعة التي تمتد في قلب الخليج العربي ويبعث هذا الكتاب من الرماد الطريقة التي كان الرحالة والبحارة والمحاربون وواضعو الخرائط يرون فيها قطر عبر خرائط قديمة وجميلة وأخاذة تعود الى قرون عديدة وكان اسم المكان يوحى للبعض بمنطقة شاسعة فيما يستدل البعض الآخر من خلاله على مدينة كبيرة.
.. :: أسرة آل ثاني :: ..
وأشار المجلد إلى مسيرة أسرة آل ثاني موضحا أن أسرة آل ثاني حكمت قطر منذ منتصف القرن التاسع عشر. تستمد الأسرة جذورها من واحة جبرين، جنوب نجد. وكانت توافدت إلى قطر في القرن الثامن عشر. وهي تتحدر من قبيلة بني تميم العربية التي تتحدر بدورها من مضر بن نزار. تستقي العائلة اسمها من رئيس القبيلة، الشيخ ثاني بن محمد.
تمركزت أسرة آل ثاني أولا في شمال شبه الجزيرة خصوصا في ****ارة وفويرط، ثم انتقلت الأسرة إلى الدوحة في منتصف القرن التاسع عشر، تحت حكم الشيخ محمد بن ثاني، نجل الشيخ ثاني بن محمد، الذي كانت عائداته مستمدة بالأخص من صيد اللؤلؤ. وتمكن أن يجمع حوله قبائل قطر، وأصبح أول شيخ يحكم فعليا شبه الجزيرة، من عام 1850 إلى عام 1878.
وعام 1878، خلف الشيخ جاسم بن محمد والده وحكم البلاد حتى عام 1905 (وهو التاريخ الذي ترك فيه الحكم لولده، الشيخ عبدالله بن جاسم). عارض النفوذ العثماني ودعم وحدة قطر، وهذا ما جعل منه المؤسس الفعلي للإمارة. توفي الشيخ جاسم عام 1913.
أما سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر الحالي، فهو الأمير السابع في الأسرة، فيما أصبح نجله، سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الخامس من أغسطس عام 2003، وليا العهد.
.. :: اسم قطر :: ..
طريقة كتابتها: «كطورة، قطورة، قطرة، قطيرة، كطيرة، كطرة، كطورة، كطرة، غطار، غطور، قطر، قطر». كان الامس هذا ينسب تارة إلى مدينة، وطورا إلى منطقة بل مقاطعة، أو جون، أو شناخ أو بكل بساطة إلى تقبب في الجهة الأخرى حيث يجري نهر يستقي مصدره من الرمال الحارقة لشبه الجزيرة العربية حيث تقع حاليا دوحة سلوى.
إلا أنه من الغريب أن يرسم العالم الجغرافي الإيطالي جياكومو جاستالدي، في القرن السادس عشر، في «خريطة حديثة لبلاد العرب السعيدة» (1548) شبه جزيرة طويلة، في جنوب البحرين، لم يشر إليها بالاسم. تلك هي حال الفرنسي نيكولا سانسون من أبفيل الذي رسم ضمن «خريطة بلاد العرب الثلاثة» (1654) شبه جزيرة من دون تسميتها.
في الواقع، لم يسيطر الملاحون الأوروبيون الأوائل، أي البرتغاليون، إلا على أقصى شمال قطر وذلك في القرن السادس عشر، معتبرين رأس شبه الجزيرة هذه كجزيرة تشكل جزءا من أرخبيل البحرين، أضف إلى ذلك أن المنطقة في مجملها، بما فيها ساحل شبه الجزيرة العربية، كانت تسمى آنذاك البحرين، والخرائط خير دليل على هذا الواقع.
وقد يؤدي ذلك إلى اللغط واللبس. على أي حال، حط البرتغاليون رحالهم في ****ارة، خور حسن والفويرة على بعد أقلاس عدة من قلاعهم في البحرين. بالتالي، يعود اسم قطر، على الأرجح، إلى تلك المدينة المرفئية التي كانت تحمل اسم ****ارة.
إذا كان صحيحا أن العالم الجغرافي اليوناني بطليموس رسم، منذ القرن الثاني من عصرنا، على خريطته اسم كَطَرَة أو كطْرَة وأنّ علماء الجغرافيا والربابنة العرب نظير ابن ماجد من جلفار الذي عاش في القرن الخامس عشر، كانوا يعلمون تماما بوجود قطر كشبه جزيرة كما تؤكد عليه التعليمات الملاحية، وأن المعلومات انتقلت بالتعاقب إلى البرتغاليين والهولنديين والإنجليز والفرنسيين الذين استعانوا بالربابنة العرب الأشداء لنقلهم إلى الخليج، فمن الغريب جدا أن يجهل الأوروبيون شكل المساحة الجغرافية لمنطقة كطَرة أو كطَار أو كطورة التي تقع على الساحل الشمالي لشبه الجزيرة العربية، في جنوب أرخبيل البحرين وفي قلب الأرصفة الغنية باللؤلؤ.
كيف يمكن إذا شرح هذا النسيان بل الجهل؟ قد يكون مرد ذلك، في المقام الأول، ندرة المراكب الأوروبية التي بلغت ساحل قطر الشرقي وقامت باستكشافات ملاحية وجغرافية.
لقد كانت السفن التي تتوجه من هرمز إلى البصرة، مدفوعة برياح شمالية غربية منتظمة، تسلك طريقين للوصول إلى الوجهة النهائية.
كانت أولا تعبر بلاد فارس لتحط رحالها في الموانئ المحمية لساحل الفرس. كثيرة هي قصص البحارة هؤلاء، من أمثال البرتغالي بيدرو تكسيرا (1604)، والروماني بيترو ديلا فال (1625)، والإنجليزي سير توماس هيربيرت (1626)، ومن الفرنسيين فيليب دو لا سانت ترينيتيه (1631) وفرنسوا دو لا بولاي - لو-غورز (1648)، والأب الإيطالي فينشنزو ماريا (1659)، والأب البرتغالي مانويل غودينهو (1663)، والفرنسي لو فيكونت دو باجيس (1770)، وكووجا دو ميسور عبدالقدير (1786)، قصص تناولت بطريقة مفصّلة ومسلّية هذه الرحلة المريحة والآمنة.
.. :: قطر في خرائط بطليموس :: ..
عرض المجلد لاسم قطر في خرائط بطليموس من القرن الثاني وحتى القرن الخامس عشر. وظهرت قطر تحت اسم «كَطَرة» منذ القرن الثاني بعد اليلاد في خريطة بطليموس الشهيرة «الجغرافيا» التي بقيت طي النسيان لمئات السنين قبل أن يتم اكتشافها من جديد في بداية القرن الخامس عشر.
شكّل العثور على خريطة بطليموس (90 - 168) اكتشافا كبيرا مطلع القرن الخامس عشر. ولقد ترك هذا العالم الذي تخرج من جامعة الإسكندرية وراءه «نوعا من القنبلة الثقافية الموقوتة التي هزت عالم عصر النهضة» كما أشارت إلى ذلك ميراي باستورو التي كانت أمينة قسم الخرائط والتصاميم في «المكتبة الوطنية في فرنسا» وذلك في كتابها «الطرق المحيطيّة» الصادر في عام 1990.
اشتهر بطليموس الذي عاش في الإسكندرية في مصر بكتابين ذي أهمية كبيرة: «المجسة» الذي ترجم في الغرب في القرن الثاني عشر، وكتاب في الجغرافيا ترجم إلى العربية في القرن التاسع، إلا أنه ظل مجهولا في الغرب حتى القرن الخامس عشر. هذا الكتاب هو ما يهمنا اليوم.
وقِلّة هذه الذين كانوا يقرأون اللغة اليونانية في القرون الوسطى في عام 1400، قام البيزنطي إيمانويل كريسولوراس الذي أتى للإقامة في إيطاليا كأستاذ للغة اليونانية بإدخال كتاب «الجغرافيا» إلى فلورنسا من القسطنطينية. أخذ أحد تلامذته، ويدعى جاكوبو دانجلو، على عاتقه ترجمته إلى اللاتينية وأهداه في العام 1409 إلى البابا ألكسندر الخامس الذي كان من أصول يونانية.
استقبلت هذه الترجمة بوصفها حدثا كبيرا وانتشرت في أنحاء أوروبا كافة، ويتوافر منها اليوم أكثر من أربعين مخطوطة مختلفة. يحوي البعض منها خرائط يبلغ عددها سبعة وعشرين وهي أساس نهضة علم الخرائط الأوروبي.
يتألّف كتاب بطليموس «الجغرافيا» من قسمين: القسم الأول هو مجموعة من المبادئ العامة المتعلقة بالجغرافيا وصنع الخرائط والقسم الثاني هو جدول يتضمن موقع الأماكن المزيّنة أحيانا بالخرائط. ويبدو أن القسم الأول وحده وصل إلينا في شكله الأصلي. كما أنه من الأرجح أن بعض العلماء البيزنطيين أكملوا مصطلحات المدن ورسوم الخرائط بالاستعانة بمصادر عربية وذلك بعد رحيل بطليموس. أما الخرائط التي تم الاحتفاظ بها فهي مجرد نسخ من القرنين الثالث عشر والرابع عشر.
لا يبالي المعاصرون بانتقادات العلماء والعلامة، فقد تبنوا بطليموس بوصفه توراة جغرافية. وللمرة الأولى أيضا، عرضت عليهم وسائل تتيح سد الثغرات الموجودة في الخرائط.
حصل أنسيّو النهضة على جملة من الأجزاء الخرائطية الكبيرة للعالم لم تتطلب سوى بعض الأجزاء المكملة وذلك من دون الحاجة إلى عناء الإبحار في سواحل لا تنتهي مثلما كان يفعل واضعو الخرائط البحرية في الماضي وبكثير من الصبر.
بسبب نجاحه، اعتُبر كتاب بطليموس «الجغرافيا»، المزين بالخرائط، من بين أول الكتب المطبوعة. ظهرت المطبعة في ألمانيا حوالي العام 1450، وسرعان ما انتشرت في أوروبا بفضل مطبعيين متنقلين كالزئبق قلبا وقالبا. عندها، توافرت طبعة عن كتاب بطليموس في بولونيا في عام 1477، وفي روما في 1478. كما أن خريطة نصف الكرة الأرضية الخاصة بمطبعة «أولم» (1482) سبقت الخرائط الإقليمية وشكلت، بطريقة أو بأخرى، عناصر جمعها.