المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلجيكا تريد أن تصبح مركز توزيع الغاز الروسي في أوروبا



مغروور قطر
04-03-2007, 06:13 AM
بلجيكا تريد أن تصبح مركز توزيع الغاز الروسي في أوروبا

بعد الفشل في إبرام اتفاق مع روسيا بشأن ميثاق الطاقة

بروكسل: عبدالله مصطفى
اقترحت بلجيكا رسميا على روسيا بان تتحول الى مركز توزيع الغاز الروسي في اوروبا. وذكرت وسائل بلجيكية امس ان رئيس الحكومة جي فيرهوفستاد الذي قام بزيارة الى موسكو استغرقت ثماني واربعين ساعة والتقى خلالها مطولا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تقدم بهذا الاقتراح للمسؤولين الروس في وقت تمر فيه العلاقات الروسية الاوروبية بتعقيدات متصاعدة تطال قطع الطاقة.
ويعقد زعماء الاتحاد الاوروبي السبعة والعشرون قمة في بروكسل الخميس والجمعة المقلبين. وتخيم على القمة بشكل رئيسي احتدام أزمة الطاقة في اوروبا وتصاعد الانقسامات بين دول الاتحاد الاوروبي بشأن التعامل مع روسيا.

وتمتلك بلجيكا بنية تحتية متطورة وخاصة شبكات انابيب وموانئ مجهزة تؤهلها لتولي ادارة الطاقة الروسية في القارة، وتمثل روسيا الى جانب الدول العربية والنرويج المزود الفعلي بالغاز لدول الاتحاد السبع والعشرين.

ولم تعلق المصادر الاوروبية المختلفة حتى الآن على العرض البلجيكي وخاصة ان مقترحا المانيا روسيا مشتركا لمد خط انابيب ضخم عبر بحر البلطيق يواجه صعوبات ومعارضة من جانب عدة اطراف اوروبية، وكان رئيس البنك الاوروبي للاستثمار وهو الذراع المالي للاتحاد الاوروبي ومقره لكسمبورغ قد اعلن في وقت سابق انه لا يستطيع ان يؤكد فرص قيام المؤسسة المصرفية الأوروبية بتمويل جزء من خط الانابيب الضخم الذي تعمل روسيا والمانيا على مده عبر بحر البلطيق لنقل الطاقة الروسية.وقال البلجيكي فيليب مايستاد رئيس البنك الاوروبي للاستثمار بمناسبة تقديمه للتقرير السنوي للمصرف «خلافا لما رددته المصادر الاستثمارية الالمانية فان المصرف كمؤسسة جماعية اوروبية بحاجة الى اتخاذ قراراته بالاجماع وليس الاغلبية بشأن تمويل المشاريع الضخمة ومنها مد خط انبوب الطاقة بين روسيا والمانيا».

ويثير الخط المذكور تحفظات بعض الدول الاوروبية ومعارضة صريحة من دول اخرى وفي مقدمتها بولندا ودول البلطيق التي تنظر الى التعاون الروسي الالماني المتصاعد في مجال الطاقة على كونه تجاوزا مباشرا لمصالحها وتحديا لآليات العمل الاوروبي المشترك المتبعة حتى الان في الملفات الحيوية وخاصة ملف الطاقة المتصاعد الثقل اوروبيا ودوليا. وقال مايستاد للصحافيين انه رغم تصنيف المشروع رسميا العام الماضي ضمن أولويات نظام الشبكات الاوروبية للطاقة، الا أن أغلب أجزاء خط الانابيب ستمر خارج أراضي الاتحاد الاوروبي.

ويأتي ذلك بعد ان اخفق وفد الترويكا الاوروبي في التوصل الى اتفاق في موسكو مع روسيا حول بعض النقاط العالقة التي تعيق التوصل لاتفاق بشأن ميثاق الطاقة واتفاق للتعاون والشراكة، وقالت المصادر الاوروبية «لا تزال روسيا ترفض القبول بإقامة تعاون مع الاتحاد الأوروبي في قطاع الطاقة لا يأخذ بعين الاعتبار كافة مطالبها».

وقال المصدر ان روسيا تعترض على نقاط محددة في ميثاق الطاقة الاوروبي وتشترط استثمارا كاملا من جانبها في قطاع المحروقات الاوروبية وهو ما ترفضه بعض الدول وفي مقدمتها بريطانيا..كما ان الخلافات الروسية المتكررة مع دول مثل بولندا تحول دون التوصل الى تسوية فعلية بين الطرفين.

ولم يتم الطرفان الروسي والاوروبي على صعيد اخر من بلورة صيغة تحرك تسمح بتوقيع اتفاقية جديدة للشراكة والتعاون تعوض الاتفاقية القائمة التي نفذت صلاحيتها القانونية بداية العام الجاري.

واشار منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا الى ان الرئاسة الدورية الألمانية تأمل حلحلة الملف قبل انتهاء ولايتها أي في نهاية شهر يونيو (حزيران ) القادم.

ووصفت روسيا رسميا التأخير الاوروبي في تجديد اتفاقية الشراكة معها بانه تأخير مصطنع ولا يستند الى أسس موضوعية. ودعا وزير الخارجية الروسي بولندا الى رفع معارضتها لتجديد الاتفاقية، وتقول بولندا من جانبها ان روسيا لا تزال تفرض حظرا غير مبرر على صادراتها من اللحوم والقمح.

وكانت تصريحات سابقة لوزير الخارجية الالماني الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الاوروبي ومسؤولين اخرين في المفوضية الاوروبية قد اكدت خطورة الاعتماد على مصادر الطاقة بشكل كبير على روسيا او القادمة عبر روسيا، وطالبت تلك الاصوات بالبحث عن مصادر اخرى من جهات واطراف دولية مختلفة، وجاء ذلك في اعقاب ازمات بين روسيا واوكرانيا وبين روسيا وجمهورية بيلاروسيا وهي ازمات كادت ان تلحق اضرارا بالاتحاد الاوروبي وشكلت تهديدا كبيرا لاعتماد الجانب الاوروبي على تلك الدول في امدادها بمصادر الطاقة المختلفة.