المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحللون استغلوا تواجدهم الإعلامي للتأثير على أسعار الأسهم



أبوتركي
05-03-2007, 07:32 AM
شبكشي: المحللون استغلوا تواجدهم الإعلامي للتأثير على أسعار الأسهم


يحتدم الجدل عادة في أعقاب انهيارات أسواق المال حول دور الإعلام في تقديم وتغطية الأحداث والتحليلات للأسواق، ويجد البعض الفرصة في توجيه الاتهام للإعلام بتضليل المشاهدين والقراء، ويروج البعض تعليق الاسباب وراء انهيارات السوق وتراجع الأسعار على «شماعة» الإعلام وتوجيه اللوم في عدم صدق التنبؤات للمحللين الذين تستضيفهم الفضائيات أو صفحات الملاحق الاقتصادية.


وفي الجانب الآخر يدافع الإعلاميون موضحين ان الإعلام هو مرآة للواقع، ومسؤولية الإعلامي هي الوصول إلى المحلل الذي يعلق على الأحداث بموضوعية دون تحمل مسؤولية ان تصدق تنبؤاته.


وقد خصص المنتدى الثاني لأسواق المال الخليجية جلسة خاصة في ختام فعالياته أمس لمناقشة هذه القضية، وتوضيح أثر وسائل الإعلام في أسواق المال الخليجية. وقد اتسمت الندوة بالموضوعية رغم ان المتحدثين كان اغلبهم من العاملين بالحقل الإعلامي، إلا انهم اعترفوا بوجود بعض القصور في العمل الإعلامي وكثير من التحديات والحاجة الى الكثير من التدريب للعاملين في هذا الحقل والكثير من التعاون مع المسؤولين في الهيئات الاقتصادية وأسواق المال.


فقد بدأ حسين شبكشي معد ومقدم برنامج التقرير بتلفزيون العربية حديثه موضحاً أن المفهوم الاستثماري في السابق كان محصوراً في التجارة أو الزراعة، ثم تطورت المنظومة المصرفية، واستحدثت منتجات تخاطب الفرص الاستثمارية وتناسب الشرائح المختلفة في المجتمع، وفي ذلك الحين كان الطرح الإعلامي للاهتمامات الاقتصادية محدوداً جداً ويوفر المعلومة لشريحة صغيرة من المهتمين.


وقال شبكشي: ان هذا الوضع تغير مثل ثلاث سنوات، وهي فترة النقلة النوعية عندما وسعت الفضائيات تغطيتها الاقتصادية وخصصت الجرائد ملاحق خاصة لتواكب ما أسماه «انفجار ماسورة الاقتصادات في دول الخليج»، وأوضح ان تلك الفترة شهدت تجارب يشوبها تخبط في صناعة القرار وضبابية المعلومة واستضافة محللين وخبراء يقدمون توصيات أقرب إلى قراءة الفنجان،


وضرب المندل ـ حسب تعبيره ـ حيث أثارت علامات استفهام وتعجب فيما يقال، وما يتم تداوله أعطى الانطباع باعتماد أسلوب المقامرة منه إلى الاستثمار واتخاذ قرارات سريعة لتحقيق مكاسب آنية. ووصف شبكشي هذا الوضع بأنه يشبه سرعة الفمتو ثانية التي وضعها العالم المصري أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل، قائلا:


« اننا نعيش عصر الفمتو ثانية في اتخاذ القرارات في سوق المال» وأضاف ان الناس لم تصدق ان بعض الأمور كانت بها بعض المبالغة والتفاؤل، وعندما يكون الأمر من الصعب تصديقه فان من الصعب استمراره أيضا، لذلك عندما حدث رد الفعل العنيف في الأسواق، انهالت الاتهامات بالتدليس على الساحات الإعلامية.


وأشار إلى أن هذا الوضع لن ينصلح إلا بانهيار شركة بسبب اختلال ما في هيكلها او فضيحة صحفية مثلما حدث في شركة انرون بالولايات المتحدة. وأوضح محمد الحمادي مدير النشر المتخصص في جريدة الاتحاد نتائج دراسة بحثية لآراء مجموعة من الخبراء حول رؤيتهم لدور الإعلام في أسواق المال حيث اتفق أكثر من 90% منهم انه ليس للإعلام دور في انهيار الأسواق لكنهم اتفقوا أيضا أنه كان للإعلام تأثير غير مباشر في اتجاهات السوق مطالبين بان يقوم الإعلام بدور التوعية والتثقيف.


واعترف محمد الحمادي ان التطوير الاقتصادي والقفزات المالية في أسواق المال والعقار لم يقابلها تطوير في العمل الصحفي خاصة المتخصص في تغطية الاحداث الاقتصادية وأسواق المال متهماً الصحف بالتقصير في تدريب الكوادر الصحفية لديها وجذب الكوادر الصحفية المؤهلة في هذا التخصص. وقال الحمادي «إننا متهمون بعدم قيام الإعلام بدور مؤثر في السوق وهي اتهامات مقبولة،


لكن إذا عرفنا المشاكل الموجودة في الحقل الإعلامي والتي يعاني منها الصحفيون ستتضح الصورة، حيث تعاني الصحف من ضغوط داخلية وخارجية وهناك موضوعات تعجز الصحف عن الكتابة عنها إما خوفاً من الملاحقة القضائية أو خوفاً من فقدان مصدر من مصادر الإعلان المهمة.


من جانب آخر هناك بعض المحللين الذين استضافتهم الفضائيات والصحافة استغلوا الوضع وساهموا في رفع وخفض سعر بعض الأسهم خاصة أنه ليس هناك جهات محايدة يمكن الاعتماد عليها وليس لها مصالح. وطالب بتحسين أوضاع الصحفيين المالية واتاحة فرص التدريب والتثقيف الاقتصادي.


في حين أشار ماجد قاروب المحامي ومنظم المؤتمر إلى ان أسواق المال تحتاج إلى إعلامي متخصص خاصة ان تدفق الاخبار يظل متلاحقا لمدة 24 ساعة يوميا لذا لابد من الاهتمام ومراجعة آليات صناعة الإعلام في ظل خطوات العولمة والحوكمة والشفافية في الشركات العاملة بأسواق المال. وفي رده على سؤال لأحد الحاضرين حول جدوى تحول الشركات الإعلامية إلى شركات مساهمة ومدى تأثير ذلك على استقلالية الإعلام.