المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة الخوف والطمع تغذي الأداء السيئ لأسواق الأسهم في المنطقة



مغروور قطر
06-03-2007, 06:01 AM
عبد الرحمن الحارثي نائب رئيس 'سيتي غروب' لمنطقة الشرق الأوسط ل القبس:
ثقافة الخوف والطمع تغذي الأداء السيئ لأسواق الأسهم في المنطقة

عبد الرحمن الحارثي


06/03/2007 الدوحة - القبس: قال عبدالرحمن الحارثي نائب رئيس مؤسسة سيتي غروب لمنطقة الشرق الأوسط ان الأسواق المالية لم تعد الملاذ الوحيد والآمن للمستثمرين، وانما هي نافذة من عدة نوافذ يجب أن يتطلع من خلالها المستثمر لبناء محافظ واستثمارات. ودعا الحارثي المستثمرين الى العودة الى التحليل الأساسي والتأقلم مع التحولات المهمة التي يمكن أن تحدث في أسواق المال، لافتا الى أن أحد الاختلالات الأساسية التي حدثت في أسواق الشرق الأوسط قيام معظم المستثمرين بتوجيه كل استثماراتهم في أسواق الأوراق المالية.
عبد الرحمن الحارثي كان يتحدث في مقابلة ل 'القبس' خلال زيارة قام بها الى الدوحة الأسبوع الفائت.
الحارثي يؤكد ضرورة أن يكون هناك نوع من التوازن لاختيار الأصول بمعنى أن كل أصل يحمل قدرا معينا من المخاطر مقابل هذه المخاطر يجب أن يكون هناك قدر يقابله من الأرباح.
وأضاف أن المستثمرين مطالبون بمعرفة وادراك المخاطر التي يتحملونها حتى يقرروا نوع الأصول، ونحن دائما ما ننصح بمحافظ دولية متنوعة، وهي نصيحة لا نقدمها فقط للمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط، وانما للمستثمرين في جنوب أميركا وأميركا الشمالية وأوروبا.
سيولة متدفقة
يعتقد الحارثي أن من الواجب كذلك أن يكون معامل الارتباط بين مختلف خطوط المحفظة منخفضا الى أكبر حد ممكن حتى يقلل من المخاطر الموجودة في المحفظة.
ويقول ان الهبوط الحاد الذي رافق الأسهم خلال العام الفائت جاء نتيجة لحجم السيولة الكبيرة المتدفقة التي قدمت من ارتفاع أسعار الوقود, موضحا أن منظمة أوبك كانت تحارب في السابق من أجل هامش سعري يتراوح بين 22 الى 23 دولارا للبرميل، والآن ربما سعر 40 دولارا كمتوسط سعري لبرميل النفط ليس مرضيا لأوبك، مما جعل هامش الأسعار السابق في ملف النسيان.
ويرى الحارثي أن هذا الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط انعكس بشكل كبير كسيولة مالية متدفقة فاجأت الكثير من أسواق المنطقة.
ويتابع الحارثي قوله ان جزءا كبيرا من السيولة التي كانت متواجدة في الأسواق، كانت ناتجة عن عمليات تحويل كبيرة من قبل البنوك والمؤسسات التجارية والمالية القوية، موضحا أن مطالبة البنوك بتسديد التزامات عملائها أدت الى تسريع الهبوط، مما نجم عنه نوع من الخوف الذي بنيت عليه الأسواق.
طمع وخوف
ويعتقد الحارثي أن معظم الأسواق العالمية تبنى على ثقافة الخوف والطمع، فعندما ارتفعت مؤشرات الأسواق من مستويات دنيا الى ثلاثة أو أربعة أضعاف المؤشر خلال عامين، كان هذا جزءا من ثقافة الطمع، أما الآن، فان أسعار الأسهم بلغت مستويات مغرية ولا أحد من المستثمرين يستطيع التقدم ووضع كل استثماراته فيها، وهو ما يعد جزءا من ثقافة الخوف، وبين الخوف والطمع تعيش الأسواق في المنطقة بأدائها السيئ صعودا وهبوطا.
ولكن ماذا عن صناديق الاستثمار في المنطقة التي كان يفترض بها أن تقوم بدور صانع السوق والمنقذ له في أوقات الأزمات العصيبة؟ .. يجيب الحارثي قائلا ان حجم هذه الصناديق ما زال صغيرا وغير قادر على التأثير في الأسواق، مضيفا أن دور صانع السوق الأساسي هو كبح جماح السوق في حالة التهاب الأسعار ودعم السوق في حالة الخوف والذعر، ولا يمكن أن تقوم الصناديق بهذا الدور ما لم تتوافر لها امكانات الحجم القادر على التأثير في أداء الأسواق، حيث أن معظم الصناديق الموجودة في أسواق المنطقة اليوم لا تتمتع بالحجم المطلوب.
التنويع .. مهم
ويشدد الحارثي على أهمية التنويع بين الأسواق والأصول المستثمر فيها، معتبرا ذلك ظاهرة ايجابية، لأن عملية التركيز على أسواق معينة ربما تحمل مخاطر عالية مثلما حدث خلال أزمة أسواق آسيا عندما انهارت العملة بنسبة 40 في المائة في يوم واحد، وسوق الأسهم الذي اختفت 70 في المائة من أصوله خلال 24 ساعة.
وينصح الحارثي بضرورة أن يكون هناك منهج شمولي أكبر في بناء محفظة الأصول أو الاستثمارات، بالاضافة الى بناء منظور شمولي يغطي كل الفرص الجيدة.
ولا يرى الحارثي أن سياسة الاقتراض التي تنتهجها الشركات لشراء أسهم في أسواق المال عملية صحيحة، لأنه في الغالب دائما ما يكون الاستثمار في المبالغ التي تفيض عن الحاجة على الأقل من ناحية المستثمرين الأفراد.
وقال: اذا لم يكن هناك حاجة ملحة تستوجبها الفرص الملائمة في السوق، فمثل هذا الاقتراض خصوصا في قطاع الأسهم قد لا يكون مجزيا، وبعض الشركات التي تم ايقافها أو تعاني من ضعف في ميزانياتها المالية وقعت في هذا الخطأ الكبير.
محاسبة الشركات
وطالب الحارثي الجمعيات العمومية لمثل هذه الشركات أن تقوم بدورها بمحاسبة المسؤولين والقائمين عليها، لكن للأسف اليوم معظم عموميات الشركات لا تعقد بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للحضور وهي ظاهرة تتطلب دراسة لايحاد الحلول المناسبة لها.
وفي تعليقه على بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط، يقول الحارثي ان المنطقة جاذبة للاستثمارات الخارجية، نحن مقبلون على طفرة تنموية غير مسبوقة.
ويقدر الحارثي حجم المشروعات التي أعلن عنها حتى اليوم في دول الخليج بأكثر من تريليون دولار، في حين أن المشروعات المعلنة في دول مثل الهند والصين والمكسيك وايطاليا مجتمعة لا تتجاوز 750 مليار دولار، وبالتالي فان مثل هذه الطفرة من منظور الاقتصاد الكلي توفر فرصا ضخمة للمؤسسات والشركات العاملة للمساهمة في العملية التنموية.
ويؤكد الحارثي أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على طفرة عقارية كبيرة ربما بدأت جوانبها في بعض مناطق الخليج وربما ستستمر في مناطق أخرى، لافتا الى أن القطاع العقاري يعد من القطاعات في المنطقة التي تشهد طلبا كبيرا في المستقبل القريب وخصوصا مع نمو الاستثمارات، لأن نمو الاستثمارات هو المحرك الأساسي للطلب على العقار.
العوامل الجيوسياسية
أبرز التحديات
يعتقد عبدالرحمن الحارثي أن العوامل الجيوسياسية هي أبرز التحديات التي تواجه أصحاب الثروات والمال والأعمال في منطقة الخليج والشرق الأوسط، لافتا الى أن تأثير الأوضاع السياسية في المنطقة ربما يمتد الى السنوات القليلة المقبلة. ويصل حجم استثمارات سيتي غروب حول العالم الى أكثر من 1.4 تريليون دولار حاليا، بينما نشاط المؤسسة ينصب في ادارة استثمارات وثروات الغير، اضافة الى تقديم خدمات النصح والارشاد المتخصصة للأفراد والعائلات من ذوي الثروات الكبيرة التي لا تقل عن 10 ملايين دولار. وتقدم سيتي غروب كذلك العديد من الخدمات البنكية والاستثمارية لعملائها في المنطقة ومنها حماية الثروات وعمليات الاستحواذ وتملك الشركات وتمويل العقارات في منطقة الخليج وكذلك تقديم الاستشارات المالية والاقتصادية.
ويشير الحارثي الى أن سيتي غروب تنوي مضاعفة عملياتها واستثماراتها الى الضعف خلال السنوات الأربع المقبلة، موضحا أن المؤسسة تخطط للتواجد في السوق السعودي الذي يعد أكبر الأسواق الاستراتيجية في المنطقة، حيث تم تقديم طلب رسمي الى الجهات المعنية في المملكة بهذا الخصوص.