المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيد الأم: نبذة تاريخية، وحكمه عند أهل العلم



عزوز المضارب
06-03-2007, 02:26 PM
قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوع متابعة أمته للأمم السابقة
من اليهود والنصارى والفرس، وليس هذا –
بلا شك – من المدح لفعلهم هذا بل هو من الذم والوعيد،
فعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لتتبعن سَنن من قبلكم شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه"،
قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال:
"فمن!؟"، [رواه البخاري ( 3269 ) ومسلم (2669 )]


وقد تابع جهلة هذه الأمة ومبتدعتها وزنادقتها الأمم السابقة
من اليهود والنصارى والفرس في عقائدهم ومناهجهم وأخلاقهم وهيئاتهم، ومما يهمنا
– الآن – أن ننبه عليه في هذه الأيام هو اتباعهم ومشابهتم في ابتداع"
عيد الأم" أو" عيد الأسرة"، وهو اليوم الذي ابتدعه النصارى تكريمًا –
في زعمهم – للأم، فصار يومًا معظَّمًا تعطَّل فيه الدوائر ويصل فيه الناس
أمهاتهم ويبعثون لهن الهدايا والرسائل الرقيقة،
فإذا انتهى اليوم عادت الأمور لما كانت عليه من القطيعة والعقوق.

والعجيب من المسلمين أن يحتاجوا لمثل هذه المشابهة
وقد أوجب الله تعالى عليهم بر
الأم وحرَّم عليهم عقوقها وجعل الجزاء على ذلك أرفع الدرجات.


تعريف العيد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

فالعيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد، عائد:
إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك"
اقتضاء الصراط المستقيم" ( 1 / 441 ).

كم عيد في الإسلام؟
يلحظ المسلم كثرة الأعياد عند المسلمين في هذه الأزمنة،
مثل" عيد الشجرة"، و" عيد العمال" و" عيد الجلوس" و" عيد الميلاد" …الخ
وهكذا في قائمة طويلة، وكل هذا من اتباع اليهود والنصارى والمشركين،
ولا أصل لهذا في الدين، وليس في الإسلام إلا عيد الأضحى وعيد الفطر.

عن أنس بن مالك قال كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة
يلعبون فيهما فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال:
كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى.
[رواه أبو داود ( 1134 ) والنسائي ( 1556 )، وصححه الشيخ الألباني]


بر الأم
وقال تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ
وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا } [ الإسراء / 23 ].

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال:
أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال:
ثم من؟ قال: ثم أبوك. [رواه البخاري ( 5626 ) ومسلم ( 2548 )]

وفى قوله تعالى
{ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين}،
فسوَّى بينهما في الوصاية، وخص الأم بالأمور الثلاثة، قال القرطبي:
المراد أن الأم تستحق على الولد الحظ الأوفر من البر،
وتقدَّم في ذلك على حق الأب عند المزاحمة،

بل وحتى الأم المشركة فإن الشرع المطهر الحكيم رغَّب بوصلها:
فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:
قدمتْ عليَّ أمِّي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيتُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قدمتْ عليَّ أمِّي
وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: نعم صِلِي أمَّك. [رواه البخاري ( 2477 )]


نبذة تاريخية عن عيد الام
قال بعض الباحثين:
يزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع،
وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم"ريا"
زوجة"كرونس" الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه
لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل"سيبل" –أم أخرى للآلهة.
وقد بدأت الأخيرة حوالي 250 سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام؛
وهذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت
تسمى"هيلاريا" وتستمر لثلاثة أيام من 15 إلى 18 مارس.

الأحد في إنجلترا
وهو يوم شبيه باحتفالات عيد الأم الحالية، ولكنه كان يسمى أحد الأمهات
أو أحد نصف الصوم، لأنه كان يُقام في فترة الصوم الكبير عندهم،

لولايات المتحدة
آنا.م.جارفس: (1864-1948):
هي صاحبة فكرة ومشروع جعل يوم عيد الأم إجازة رسمية في الولايات المتحدة،
فهي لم تتزوج قط وكانت شديدة الارتباط بوالدتها، وكانت ابنه للدير،
وتدرس في مدرسة الأحد التابعة للكنيسة النظامية"أندرو"
في جرافتون غرب فرجينيا، وبعد موت والدتها بسنتين بدأت حملة
واسعة النطاق شملت رجال الأعمال والوزراء ورجال الكونجرس؛
لإعلان يوم عيد الأم عطلة رسمية في البلاد،
وكان لديها شعور أن الأطفال لا يقدرون ما تفعله الأمهات
خلال حياتهم، وكانت تأمل أن يزيد هذا اليوم من
إحساس الأطفال والأبناء بالأمهات والآباء، وتقوى الروابط العائلية المفقودة


وأول إعلان رسمي عن عيد الأم في الولايات المتحدة كان غرب فرجينيا
ولاية أوكلاهوما سنة 1910، ومع عام 1911 كانت كل الولايات المتحدة قد احتفلت بهذا اليوم،
ومع هذا الوقت كانت الاحتفالات قد دخلت كلاً من المكسيك، وكندا، والصين، واليابان،
وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، ثم وافق الكونجرس
الأمريكي رسميًّا على الإعلان عن الاحتفال بيوم الأم،
وذلك في العاشر من مايو سنة 1913


عيد الأم العربي
بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم
العربي في مصر على يد الأخوين"مصطفى وعلي أمين" مؤسسي دار أخبار اليوم الصحفية..
فقد وردت إلى علي أمين ذاته رسالة من
أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من
نكرانهم للجميل.. وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه.. وحكت له قصتها التي
تتلخص في أنها ترمَّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج،
وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم،
وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها، حتى تخرجوا في الجامعة،
وتزوجوا، ولم يعودوا يزورونها
إلا على فترات متباعدة للغاية،
فكتب مصطفى أمين وعلي
أمين في عمودهما الشهير"فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها،
وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك، وإلى أن الإسلام يحض على الاهتمام بالأم، فانهالت
الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد
يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا
فقط،
واختاروا يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛
ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.. واحتفلت مصر
بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م..
ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى..
وقد اقترح البعض في وقت من الأوقات تسمية عيد الأم بعيد الأسرة ليكون تكريمًا للأب أيضًا،
لكن هذه الفكرة لم تلق قبولاً كبيرًا، واعتبر الناس ذلك انتقاصًا من حق الأم، أو أن أصحاب
فكرة عيد الأسرة"يستكثرون" على الأم يومًا يُخصص لها.. وحتى الآن تحتفل البلاد العربية
بهذا اليوم . ويتم تكريم الأمهات المثاليات
اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من أجل أبنائهن في كل صعيد.


الموقف الشرعي من عيد الأم:
الإسلام غني عما ابتدعه الآخرون سواءً عيد الأم أو غيره،
وفي تشريعاته من البر بالأمهات ما يغني عن عيد الأم المبتدع.

فتاوى أهل العلم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد:
1.فتاوى علماء اللجنة الدائمة
لا يجوز الاحتفال بما يسمى" عيد الأم" ولا نحوه من
الأعياد المبتدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم" من عمل عملا ليس
عليه أمرنا فهو رد"، وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله صلى الله عليه
وسلم ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ولا من عمل سلف الأمة،
وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار. " فتاوى اللجنة الدائمة" ( 3 / 86 ).

2. وقال شيخ الإسلام – في التعليق على موضوع مقارب -:

وبهذا يتبين لك كمال موقع الشريعة الحنيفية، وبعض
حكم ما شرع الله لرسوله [ من ] مباينة الكفار ومخالفتهم في عامة الأمور ؛
لتكون المخالفة أحسم لمادة الشر وأبعد عن الوقوع فيما وقع فيه الناس، فينبغي
للمسلم إذا طلب منه أهله وأولاده شيئاً من ذلك أن يحيلهم على ما عند الله
ورسوله ويقضي لهم في عيد الله من الحقوق ما يقطع استشرافهم إلى غيره
فإن لم يرضوا فلا حول ولا قوة إلا بالله ومن أغضب أهله لله أرضاه الله
وأرضاهم. فليحذر العاقل من طاعة النساء في ذلك وفي الصحيحين عن
أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما تركت بعدي
فتنة أضر على الرجال من النساء"، وأكثر ما يفسد الملك والدول طاعة النساء،
ففي صحيح البخاري عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"... وقد قال صلى الله عليه وسلم
لأمهات المؤمنين لما راجعنه في تقديم أبي بكر:" إنكن صواحب يوسف"،
يريد أن النساء من شأنهن مراجعة ذي اللب كما قال في الحديث الآخر:"
ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب ذي اللب من إحداكن".

قال بعض العلماء: ينبغي
للرجل أن يجتهد إلى الله في إصلاح زوجته، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"
من تشبه بقوم فهو منهم". " مجموع الفتاوى" ( 25 / 324 – 326 ).

والله أعلم.


منقول وأتيت به للأستفاده فقط

سهم محروق
12-03-2007, 11:24 PM
جزاكم الله خير وفي ميزان حسناتكم يارب

jajassim
13-03-2007, 12:08 AM
جزاك الله خير أخوى ماقصرت

عزوز المضارب
23-03-2007, 09:23 PM
جزاكم الله خير وفي ميزان حسناتكم يارب

ويجزيك كل خير اخوي سهم محروق وشكرا لمرورك الرائع

عزوز المضارب
23-03-2007, 09:23 PM
جزاك الله خير أخوى ماقصرت


ويجزيك الف خير اخوي الجسمي وشكرا لمرورك الرائع