المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "تاريخية الدعوة فى مكة" قراءة انسانية للسيرة النبوية المقدسة



فتى البورصة
07-03-2007, 11:20 PM
بدار الثقافة "ابن خلدون" بالعاصمة التونسية، وأمام جمهور غفير من المثقفين والجامعيين والطلبة، قدم د.هشام جعيط الجزء الثانى من السيرة النبوية الشریفة الصادر عن دار الطليعة ببيروت، والذى حمل عنوان "تاريخية الدعوة فى مكة". وكان قد أصدر الجزء الأول من هذا الكتاب عن نفس الدار، وكان بعنوان "الوحى والقرآن والنبوّة". وخلال هذا اللقاء، أعلن د.هشام جعيط أنه سيصدر الجزء الثالث عقب عامين على أقصى تقدير.
ويتناول الجزء الثانى من الكتاب، مسار النبى الاکرم محمداً (ص) فى مكة المکرمة من ولادته إلى الهجرة، أى ما سماه ابن اسحاق بـ "المبعث" خلافا للمغازى بالمعنى المضبوط. ويقول د.هشام جعيط إن كلمة "مسار" لا تعنى فقط الدراسة البيوغرافية مهما اتسعت، بل وأيضا المناخ المحلى الذى ظهر فيه الرسول ودعا فيه إلى دعوته، وكذلك المناخ العالمى فى هذه الرقعة من الأرض. ويرى د.هشام جعيط أن القرآن الكريم هو أهم الوثائق التى تناولت الدعوة ذاتها فى الفترة المكيّة فى تطورها وتعطلها وفى محتواها الفكري. وأضاف د.هشام جعيط قائلا: "هذه الدراسة ليست كالأولى التى أرادت لنفسها البحث فى ماهية الوحى والنبوة من وجهة نصف كلامية – ميتافيزيقية ونصف تاريخية وكما يمكن أن يراها المفكر المسلم الآن. بل هى دراسة تاريخية بحتة فى موضوع حسّاس للغاية لأنه يلتصق بالماورائى ويتصل بالمعتقد، والتاريخ انما هو علم وضعى وأرضى يتناول فعاليات الأفراد والمجتمعات البشرية فى الماضي، ويخرج عن دائرة الايمان والمعتقد. فهو يطرح موضوعا ويتخذ مناهج خاصة وقع ضبطها من قديم ويرنو إلى المفهومية، وبالتالى إلى العالمية، بمعنى أن كتابا عن النبى محمد قد يهم أناسا ينتمون إلى أديان أخرى، وإلى ثقافات أخرى، وليس فقط العرب والمسلمين..".وعن عمل المؤرخ فى ما يتصل بالسيرة النبوية، قال د.هشام جعيط: "صحيح أن على المؤرخ أن يتسلح – زيادة على الموضوعية والدقة- بالتعاطف مع موضوعه، أى بقسط كبير من النزاهة والتفهميّة وأن ينزع عن نفسه كل فكرة مسبقة أو خلفية، مثلما انتقدنا على ذلك بعض المستشرقين مثل لامانس وغيره. ويجب على القارئ أن يقتنع بأن هدفنا ليس المس بالمقدسات الاسلامية ولا بالذات النبوية، وليس اقامة أحكام تقريظية ولا سلبية بالمثل. فالعلم يحاول أن يفسر الأمور لا أن يحكم عليها. وكم جرحنا من بعض كتابات المستشرقين الذين سمحوا لأنفسهم أن يسلطوا آراءهم على شخص محمد من وجهة أخلاقية أو دينية، ومن بين هؤلاء من هم علماء مثل توراندريه، الذى كتب كتابا معمقا قيّما عن الرسول ليختمه بصورة قاتمة عن شخصيته. ومنهم أيضا من كتب من موقع ايديولوجى معين كأن يكون مسيحيا أو ماركسيا أو غير ذلك، فيظهر هذا الخيار إما صراحة أو من خلال السطور".غير أن المرتكز الايديولوجى لا يخص فقط المستشرقين برأى د.هشام جعيط، بل هو اداة العديد من أشباه المفكرين فى العالم العربى الاسلامي، والذين تكاثروا فى العقدين الأخيرين حتى أنهم أصبحوا قادرين على حجب الحقائق التاريخية الخاصة بالدعوة المحمدية وبالقرآن الکریم، وبالكثير من الأشياء الأخرى. بالاضافة إلى ذلك، هم أصبحوا قادرين على التأثير على الناس بسبب غياب الدراسات الجادة، وانحسار المناهج العقلانية والموضوعية فى الأبحاث التاريخية.ومتناولا مرة أخرى موقع المؤرخ ازاء الدين الاسلامي، قال د.هشام جعيط: "قلت إن التاريخ كواقع وكعلم يجرى على سطح الأرض ولا يتناول الحقائق الميتافيزية فى حد ذاتها، وإلا بات مؤرخ البوذية بوذيا ومؤرخ الديانة اليونانية يونانيا..الخ.
وبالتالى على المؤرخ المسلم أن يضع بين قوسين قناعاته الدينية عندما يدرس بزوغ الاسلام. فالحقائق الدينية يتناولها بالوصف والتحليل، بالبحث فى التأثيرات والتطورات، ويضعها فى لحظتها التاريخية من دون الالتزام بالمعطى الايماني، وإلا بطل البحث وهو دائما خارجى لا يهتم بالظواهر وليس بالحقائق العليا".ومواصلا الحديث فى نفس السياق، قال د.هشام جعيط "مع هذا، فأنا أتفهم أن تجد بعض التحليلات الاحتراز أو المعارضة. ذلك لأن العالم الاسلامى فى أزمة هوية وأنه محاصر من الخارج ومن الداخل، وأنه مازال يعيش صدمة الحداثة وصراع الذات والصيرورة. وبعد، فان لعلم التاريخ ذاته تاريخا، فقد تأسست فى المانيا، وفى فرنسا فى القرن التاسع عشر مناهجه المعروفة فى التعامل مع المصادر، وازداد ثراء فى القرن العشرين، حتى وصل إلى نوع من النضج بتكافل المعارف التى تصب فيه، من اقتصاد وانتروبولوجيا وسوسيولوجيا".وبخصوص موضوع انتقاد العرب للفكر الاستشراقى تجاه الاسلام والمسلمين قال د.هشام جعيط: "أنا أعتقد أنه لا معنى لانتقاد الاستشراق باتخاذ المناهج المعترف بها عالميا. لقد ظهر منذ نصف قرن لدينا مؤرخون جديون ولامعون، لكنهم قلة، ولعل عملهم أفضل عمل فى الانسانيات، اذ لا نرى آثارا مهمة فى الانتروبولوجيا وعلم الاجتماع والاقتصاد. ونحن كعرب، أكثر من غيرنا، لنا اتصال وثيق عبر اللغة بالتراث وهو مكتوب فى أغلبه بالعربية، ولنا تقليد كبير فى الثقافة والمعرفة قد يختفى عند غيرنا من المسلمين غير العرب. إن تاريخية النبى بالذات تاريخية مشتركة بين كل الشعوب الاسلامية، مع هذا لم نشهد إلا قليلا من الكتابات الجدية بالعربية من مثل حياة محمد لمحمد حسنين هيكل وهو بعد قديم، ونجد عددا أكبر من المؤلفات بالفارسية لها طابع دينى فى الأغلب.وقال د.هشام جعيط إن على المحدثين القيام بدورهم فى "استقراء الماضى متسلحين بمعرفة دقيقة بالمصادر والمراجع، وبالتعاطف اللازم مع موضوعهم وبرحابة الصدر وثقابة الفكر".وعن الهدف الأساسى من هذا الجزء الثانى من السيرة النبوية قال د.هشام جعيط: "لقد حاولت فى هذا الجزء الثانى كما هو الحال فى الجزء الأول اعطاء نظرة انتروبولوجية للثقافة العربية قبل الاسلام أولا، واستقراء تاريخى للنص القرآني، وتتبّع التأثيرات الخارجية والنظر النقدى فى المصادر التاريخية والبيوغرافية، جاهدين فى تجاوز بعض تناقضات المستشرقين طورا، وفى الاستفادة من بعض مناهج أبحاثهم طورا آخر. ففى هذا الميدان الذى شحّت فيه المصادر عن أعطائنا المادة الكافية، أو أنها ابتعدت فى الزمان عن فترة النبوة، لا تلتزم دائما أعمال المستشرقين بالانسجام المنطقي، فأما أن تنفى قيمة خبر وإما أن تمنحه الثقة الكاملة، فإما الخيال المجحف من دون قاعدة، وإما الدخول فى القصص والنزهات".

أبوتركي
25-03-2007, 05:29 AM
يعطيك العافية أخوي

مطيع الله
25-03-2007, 02:03 PM
تونس حيث يحارب الإسلام
في عقائده ومظاهره
لا نرجو خيراً من تلك البلاد كما لا نرجو خيراً من دولة تتخذ الإسلام شعاراً وهي تقتل المسلمين في العراق

في كل أرض يهان فيها المسلم كتونس نجد تلك الدولة التي تتدعي حماية الإسلام تعقد المؤتمرات والندوات التي تحاول تحويل جهلاء الناس من المعتقد الصحيح إلى مذهبها الصفوي