المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهبوط الأخير في الأسواق العالمية ليس مؤشرا إلى تدهور أو ركود



ROSE
08-03-2007, 02:05 AM
نائب رئيس 'بلاك روك العالمية لإدارة الثروات' يحلل وقائع 'الأسبوع الصعب':
الهبوط الأخير في الأسواق العالمية ليس مؤشرا إلى تدهور أو ركود




08/03/2007 كتب بوب دول نائب رئيس مجلس ادارة شركة بلاك روك العالمية لإدارة الثروات في تعليقه الاستثماري الاسبوعي ما يلي:
لا شك في ان الاسبوع الماضي كان صعبا جدا في أسواق الأسهم حول العالم، إذ ان تراجعا مهما قد حصل في الأسهم الصينية أثار تدهورا في البورصات العالمية، ففي الولايات المتحدة انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 4.2% الى 12.114 وتدنى مؤشر ستاندرد إند بورز 500 بنسبة 4.4% الى 1.387. ان انخفاض هذين المؤشرين على اساس أسبوعي كان الأكبر في أربع سنوات.
أما على الأساس الشهري، فإن الانخفاض جعل شهر فبراير يكون الشهر الوحيد الذي انخفض فيه السوق في مدة 9 أشهر. ان مؤشر ناسداك المركب كان الأسوأ، إذ أقفل الأسبوع عند 2.368 بخسارة 5%. اما خارج الولايات المتحدة، فإن أكثر الأسواق المتطورة خسرت بين 4% و6% وان عددا كبيرا من الأسواق الناشئة خسرت بين 2% و10% وأكثرها كانت خسارتها عند الحد الأعلى من هذا النطاق.
ما الذي سبب التدني في الأسبوع الفائت؟ ثمة عدد من العوامل يمكن ان تلام على هذا التدني. من بينها نشر بيانات تحمل بعض الاحصاءات الاقتصادية الضعيفة، منها إعادة النظر في معدل الناتج الأهلي الإجمالي نزولا من 3.5% الى 2،2% للفصل الرابع من عام 2006 وقد حدث هذا في الوقت الذي صدرت فيه بعض التعليقات من رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي السابق آلن غرينسبان تنذر باحتمال حصول ركود اقتصادي، يضاف الى ذلك نشر بعض أرقام مخيبة عن الأرباح، واستمرار المشاكل في قطاع الرهونات العقارية المتدنية الجودة، فضلا عن المخاوف المتصاعدة المتصلة ببرنامج ايران النووي.
وفي آخر المطاف، ان العامل الرئيسي الذي أثار الانخفاض هو ان أسواق الأسهم ربما كانت ناضجة لعملية تصحيح. فقد نعمت الأسواق العالمية بالارتفاع لمدة طويلة دون أي تراجع يذكر. ففي الأشهر الثمانية الماضية مثلا، ارتفعت الأسهم في الولايات المتحدة 20% وصعدت الأسهم الصينية أكثر من 100%. في أثناء ذلك، كانت مقاييس التقلبات جد متدنية.
ففي الأشهر السبعة المنصرمة مثلا، لم ينخفض مؤشر داو جونز في يوم واحد اكثر من 2% وهذه أطول مدة يحصل فيها مثل هذا في 50 سنة. واذا وضعنا الحالة في سياقها التاريخي وعدنا الى عهد قريب مثل 2003، لم تتحرك الأسهم الأميركية في اليوم أكثر من 3% في أي من الاتجاهين في 7% من مجمل أيام العمل في البورصة. وفي رأينا، ان هذه المدة الطويلة من التقلبات المنخفضة منذ الصيف الماضي، دون حساب الأسبوع الفائت، كان أمرا غير عادي تاريخيا.
اما الآن، فإن السؤال الذي يطرحه اكثر المستثمرين عما حصل في الاسبوع الماضي، هل هو بدأ سوق نزولي جديد في الأسهم العالمية ام انه فقط وقفة في السوق الصاعد الذي نعم به المستثمرون منذ 2002؟
الخلفية الاقتصادية
بإمكاننا البدء بالإجابة عن هذا السؤال بأن نلقي نظرة على الخلفية الاقتصادية، يبدو واضحا ان النمو الاقتصادي العالمي هو في حالة تباطؤ، وكما نرى في ما هو حاصل في التسليف العقاري ذي الجودة دون الوسط من تزايد حالات التوقف عن الدفع وإعلان الإفلاسات التي تحمل في طياتها اخطارا للنمو الاقتصادي. يضاف الى ذلك، كنا نقول منذ بعض الوقت، اننا لم نر بعد نهاية الهبوط في سوق المساكن، الذي لا زال يشكل المادة الفاعلة لمزيد من الانخفاض في مستويات الانفاق الاستهلاكي وعلى الخصوص اذا حصل ضعف في سوق العمل (الذي يعتبر العنصر المساند لمستويات الانفاق). ينتج عن كل ذلك إمكان توقع ان تتسم الأشهر القليلة القادمة بكونها أضعف مستويات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة لزمن طويل، التي يمكن ان تترجم بأنها 'ذعر بالنمو' الذي من شأنه استمرار الاختلال بالسوق.
المؤشر
وفي رأينا، ان التصحيح الذي حصل في الأسبوع الماضي لا يشير الى تدهور في الأحوال الاقتصادية او المالية. ولا نظن اننا متجهون الى ركود. بالعكس من ذلك، نتوقع ان يكون التدني في النمو الاقتصادي مؤقتا. وقد لاحظنا في الاسبوع الفائت انخفاضا مهما في مردود السندات الاميركية إذ تدنى مردود استحقاق السنوات العشر من مستوى 4.68% الى 4.52%، وهذا من شأنه ان يدعم الاقتصاد والأسواق المالية. يضاف الى ذلك، ان الخطاب الصقري الذي يعتمده الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الاميركي) في ما يتعلق بمعدلات الفائدة يمكن ان يبدأ بالتبدل اذا استمر الاقتصاد في إظهار علامات ضعف من شأنها ان تبعث البنك المركزي على الشروع بإعطاء إشارات تنبئ ان التخفيض في أسعار الفائدة قد يكون قادما.
واقع التصحيح
في نظرنا، ان ما شهدناه في الاسبوع الماضي هو تصحيح في سوق صعودية اكثر اتساعا. وبينما نتوقع ان تبقى مستويات الأسعار حول العالم متقلبة 'وعلى الخصوص في المدى القصير، حيث من شأن التصحيح ان يتخلص من المراكز الضعيفة'، نستمر في رأينا ان الأسهم ستنهي السنة في مستويات أعلى مما بدأتها. ان خلفية الأسهم الأساسية متينة. فمستويات النمو الاقتصادي العالمي لا تزال جيدة 'مع انها تتباطأ نوعا ما'، ويظل التضخم تحت السيطرة وأسعار الفائدة منخفضة وتقويمات الأسهم تبدو جذابة.
وفي اعتقادنا، ان الأخطار الأكثر أهمية التي تواجه الأسهم في الولايات المتحدة هي ان النمو الاقتصادي الضعيف يمكن ان يثير انتكاسة اكبر مما هو متوقع في أرباح الشركات. لكننا نعتقد ان هذا يقتضي انكماشا بالأرباح ليثير سوقا نزوليا، ولا نرى ذلك ممكنا ان يحدث في الصين، حيث ابتدأ الاضطراب، ونشك ايضا ان سيعقب ذلك سوق نزولي. ان أكثر التدني في الأسهم الصينية كان نتيجة المخاوف من ان تدابير الحكومة الهادفة الى الحد من المضاربة المفرطة في سوق جد حام وليس له علاقة ذات أهمية بالأساسيات. ان الاقتصاد الصيني يستمر في إنجازه الجيد، المتسم بالنمو المتين وبتضخم تحت السيطرة.