المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بورصة الدوحة تتمسك بعادتها في تجاهل الأخبار السيئة



مغروور قطر
10-03-2007, 06:06 AM
بورصة الدوحة تتمسك بعادتها في تجاهل الأخبار السيئة
صفقة كيوتل لم تشفع للأسهم القطرية .. والمستثمرون يتساءلون: ماذا تريد أكثر؟

صفقة كيوتل لم تفلح في تغيير اتجاهات بورصة الدوحة

10/03/2007 الدوحة ـ القبس:
صفقة لمصلحة احدى كبرى الشركات المساهمة العامة القطرية قيمتها 3.7 مليارات دولار لم تشفع للأسهم القطرية بالارتفاع والتحسن أو الثبات على الأقل خلال الأسبوع الذي أبرمت فيه الصفقة، فأمعنت الأسهم في خسائرها، مما أدى الى تعميق هذه الخسائر.
هذا هو العنوان الأبرز الذي يمكن فيه تلخيص تعاملات بورصة الدوحة خلال الأسبوع الفائت، فصفقة شركة اتصالات قطر 'كيوتل' التي استحوذت بموجبها على 51 في المائة من أسهم الشركة الوطنية الكويتية للاتصالات لم تثر أي ردة فعل ايجابية في مقصورة التداولات الرئيسية لبورصة الدوحة، بل العكس، فور الاعلان عن الصفقة، انطلق سهم كيوتل بسرعة غريبة باتجاه انحدار كبير لم يوقفه سوى اقفال جلسات التداول الأسبوعية أمس الأول الخميس.
لم تكن التعاملات في بورصة الدوحة مقنعة أو مرضية لعدد كبير من المتعاملين الذين خالفت اتجاهات الأسهم كل التوقعات التي ارتسمت في مخيلة عدد كبير منهم، مرتكزين على العديد من الأسباب أهمها التحسن الذي أظهره السوق في ختام تعاملات الاسبوع قبل الفائت، متوقعين انطلاقة مماثلة وهي التي لم تحدث الأسبوع الفائت، ليبدو المؤشر في موقف ضعيف متزامنا مع احجام تداول أفضل ما يقال عنها انها مقبولة.
ودفعت صفقة كيوتل المستثمرين والمتعاملين في بورصة الدوحة الى بناء توقعات كبيرة للبورصة وخصوصا ارتفاع سهم كيوتل الذي كان سيؤدي الى انتشال أداء البورصة برمتها، ويلقي بظلال ايجابية على باقي الاسهم المتداولة، لكن سوق الدوحة وكما عود المتعاملين على تجاهله لأكثر الأخبار أهمية والمرور بجانبها مرور الكرام أخرج التعاملات الأسبوع الفائت بشكل كان لسهم كيوتل فيه موقع بين الشركات العشر الأكثر تراجعا.
أداء متوقع
ولم تكن مجريات التداول في بورصة الدوحة خلال الأسبوع الفائت تشكل حالة غريبة أو غير متوقعة لدى عدد كبير من المتعاملين الذين قالوا ان ما حدث هو شبيه بما تحقق في مرات سابقة عندما كان يتم الاعلان عن أخبار بالغة الأهمية وتصريحات مهمة وايجابية لمسؤولين على درجة عالية من الأهمية، الا ان سوق الأسهم كان يقابل جميع تلك المتغيرات بلامبالاة واضحة، بل على العكس تماما أصبحنا كمستثمرين، وحال الاعلان عن صفقة مهمة أو خبر ايجابي نتوقع نزولا وتراجعا ملموسا في اليوم التالي مباشرة وفي أول جلسة تداول عقب ذلك الاعلان.
الى ذلك أضاف مستثمرون ان السوق لم يكتف بذلك القدر من التجاهل للمتغيرات المهمة، حيث انه وبعد مرحلة توزيع الارباح النقدية التي اسهمت في توفير سيولة كبيرة بين أيدي المستثمرين في السوق وهي ـ بحسب وصف خبراء ومراقبين ـ أرباح قياسية وتوزيعات غير مسبوقة، لكنها للأسف لم تفلح في انعاش السوق واخراجه من دوامة التراجع، بل على العكس من ذلك، فان كل ما اسهمت فيه التوزيعات النقدية حتى الآن هو محاولات خجولة للحفاظ على القدر المتاح والممكن من الاستقرار.
قلق
وأظهر متعاملون قلقهم من حالة عدم الاستقرار أو التراجع التي تميز أسعار الأسهم قائلين ان كل العوامل المحيطة بالسوق تدعو الى الارتفاع والتحسن لا الى التراجع أو الاستقرار، وقالوا ان أكثر ما أثار استغرابهم تجاهل السوق لصفقة قامت بها واحدة من أكبر الشركات المدرجة فيه ليتساءل أحد المتعاملين قائلا ما الذي يريده المستثمرون أكثر من قيام شركة مساهمة بالاعلان عن واحدة من أكبر صفقات الاتصالات في المنطقة قيمتها تقارب 4 مليارات دولار؟!
من جانبهم، أكد المتعاملون أنه رغم إحجام عدد كبير من المستثمرين عن الشراء في الفترة الحالية نتيجة الحذر الشديد والترقب لما ستؤول اليه مجريات الأمور في السوق فإن محصلة التداول وشكله النهائي يشيران الى وجود عمليات تجميع انتقائية على الأسهم واحترافية في الوقت ذاته لغايات الاستثمار طويل الأمد، مشيرين الى أن عمليات التجميع تلك يمكن ملاحظتها حتى بوجود أحجام تداول متواضعة.
ووصف متعاملون السوق بأنه يمر بفترة ثبات لا تخلو من بعض عمليات الشراء المحدودة، كما ان هناك عددا من المستثمرين يقومون بتغيير مراكزهم واعادة بناء مواقع جديدة قد تشكل انطلاقة قوية لمرحلة مقبلة مقتنصين الفرصة ومستغلين أسعار الأسهم الجاذبة.
الى ذلك بين مستثمرون أهمية اتباع السوق لآليات معينة تعمل على ترغيب المستثمرين في العودة الى السوق والى التعاملات لافتين الى أن الوقت قد حان حتى يسترد المستثمرون ثقتهم بالسوق نظرا لعدم وجود ما يدعو إلى فقدان تلك الثقة في ظل العديد من العوامل الايجابية أهمها وصول أسعار الأسهم لمستويات جاذبة اضافة الى الارباح النقدية التي قامت الشركات بتوزيعها على مساهميها، تلك التي من المفترض ان ترفد التعاملات بدماء جديدة تنعش المتعاملين.
استغراب وانتظار
ويبدي العديد من المستثمرين حالة من الاستغراب والاستنكار، متعجبين من عدم تحقيق السوق تحولا كبيرا على مسار اتجاهه تماشيا مع المتغيرات الايجابية التي كان من المفترض أن تلقي بظلال ايجابية على السوق وأهمها بالاضافة الى صفقة كيوتل، توزيع الارباح النقدية التي أقرتها الجمعيات العمومية لغالبية الشركات تلك التي كان يجب ان ترفد التعاملات وتدعم الأسهم بشكل كبير اضافة الى عوامل ايجابية أخرى تتمثل بانتفاء مسببات التراجع القوي وعدم وجود ما يدعو للانخفاض وفقا لعدد من المتعاملين.
وعبر متعاملون عن آمالهم بأن يستجيب السوق للمتغيرات الايجابية التي ألقت بظلالها على التعاملات في الفترة الأخيرة قائلين إن التوزيعات النقدية التي اقرتها مجالس ادارات الشركات ووافقت عليها الجمعيات العمومية لا بد أن تبدأ بتحريك المياه الراكدة في السوق وتفعيل التداول وانعاش الأسهم والمتعاملين في الوقت ذاته.
امتداد طبيعي
مستثمرون قللوا من أهمية التراجع واعتبروا ان ما جرى الأسبوع الفائت هو امتداد طبيعي لحالة الاستقرار التي تشهدها الأسهم مشيرين إلى أن الانخفاضات المتتالية ما زالت في مستويات طبيعية وطفيفة ولا تؤسس لاي انحدارات أكبر قد يتوقعها البعض خلال الأسبوع الجاري، وأوضحوا ان تلك التراجعات المتتالية على أسعار الأسهم قد تمت وفقا لأحجام تداول عادية، كما ان جزءا لا يستهان به من الصفقات كان للشراء حصة كبيرة فيها.
وتوقع مستثمرون ان تحمل انطلاقة التعاملات الأحد المقبل في طياتها بعض المفاجآت الايجابية للمتعاملين، متأملين أن يعود المؤشر ويستعيد بعضا من مكتسباته ليحلق فوق المستوى 6200 نقطة التي اعتبرها كثيرون حاجزا نفسيا لا بد من تجاوزه وعدم الاكتفاء بالتحرك ما دون ذلك الحاجز.
من جهة أخرى، راهن متعاملون على عودة الروح إلى التعاملات والانتعاش في الفترة القريبة المقبلة نتيجة قيام العديد من المساهمين بتوجيه ارباحهم نحو ميدان التداول في السوق، حيث أوضح مراقبون أن عددا كبيرا من المستثمرين يحتجز الارباح التي تم توزيعها والانتظار حتى معرفة الاتجاهات المستقبلية للأسهم.