المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مستقبل إيجابي لأسواق المال الأوروبية



مغروور قطر
10-03-2007, 06:24 AM
تحليل اقتصادي ... مستقبل إيجابي لأسواق المال الأوروبية


في الفترة التي امتدت بين 26 فبراير/ شباط و2 مارس/ آذار عانت الأسواق الاوروبية من أسوأ أسبوع في أربع سنوات. فقد انخفض المؤشر الألماني “داكس” 6،5% والمؤشر الفرنسي “كاك” 1،5%. ورغم الثقة التي تستمر بالتحسن عبر المنطقة، فقد وُضعت المعطيات الاقتصادية الشاملة جانباً ومُحيت كل المكاسب التي تحققت في السوق منذ اول العام.

لكن الى اين نحن ذاهبون من هنا؟ يرى يون كامرون وات كبير مخططي الاستثمار في شركة بلاك روك ومدير الاستثمار في ميريل لينش ان الأسواق المالية تشهد ارتفاعاً مثيراً في نفورها من المخاطر. فقد انخفضت قابلية المخاطرة بسبب القلق على صحة اقتصاد الولايات المتحدة وعلى الآثار الممكن ان تنجم عن الضعف في سوق الرهونات العقارية.

إن الزناد، لكن ليس السبب، للتدهور الاخير في أسواق الأسهم كان الانخفاض في مؤشر الصين الرئيسي الذي حصل في اواخر شباط. فبعد ان ارتفع مؤشر شنغهاي 130% في السنة الماضية، ابتدأت عملية جني الارباح باندفاع وسط المخاوف ان الحكومة الصينية قد تتدخل لتبريد سوق الاسهم الداخلية الكثيرة الحرارة.

إننا نتوقع ان تبقى الاسواق المالية شديدة الاحساس بالنسبة للمعطيات الاقتصادية الامريكية في الاسابيع القليلة المقبلة. فرغم ازدياد الاحصاءات المختلطة التي نشرت مؤخراً، نظن ان الضعف في قطاع الرهونات العقارية الرديئة لن يكون له قدر كبير من التأثير السلبي على مجمل الاقتصاد في الولايات المتحدة. لذلك، يبقى مناخ أسواق الأسهم داعماً في المدى الوسط ونتوقع ان تنخفض التقلبات العنيفة بمرور الوقت.

ويتابع وات: ان رؤيتنا الاقتصادية الاساسية الشاملة لا تزال دون تغيير: هبوط ناعم للاقتصاد في الولايات المتحدة ونمو اقتصادي متين عالمياً. ورغم ان الاقتصاد الاوروبي أنهى 2006 بزخم أضعف من السنة السابقة، فهناك إشارات تدل على ان الطلب الداخلي يساعد في تسهيل الانتقال. فالإنفاق الاستهلاكي في فرنسا ومبيعات التجزئة الاسبانية كانت مفاجأة ايجابية حتى وسط ما يبدو ان الثقة الصناعية قد وصلت الى ذروتها. وان مؤشرات النشاط الرائدة كثقة رجال الاعمال لا تزال منتعشة نسبياً، إذ ان المسح الذي يجريه معهد الابحاث الألماني يستمر في المفاجأة بنتائجه الايجابية.

وإن آراء غالبية المتتبعين للأرباح في 2007 قد استقرت حول 7% الى 8% وهي تبدو اجمالاً قادرة على توزيع المخاطر في اتجاهين. فقد انطلقت الأسهم الاوروبية وخصوصاً المالية منها لإظهار درجة عالية من الدورية. اذن، يمكن القول ان استقرار الاقتصاد العالمي هو ايجابي لأوروبا.

ويضيف كبير مخططي الاستثمار في بلاك روك ان الشركات الاوروبية هي في وضع أكثر عافية مما كان عليه في عدد من السنين. فالانتعاش الاقتصادي منذ 2003 أدى الى نمو قوي جداً بالارباح والى توليد تدفق من النقد. وهذا تعاظم من جراء التحسن المثير في الربحية التي رأيناها من خلال عدد من الصناعات الاوروبية. وبعد ان رأت ادارات الشركات ان حصتها في السوق تتقلص عالمياً لعدة سنوات، راحت تعمل على إعادة البنية جذرياً من أجل خفض التكاليف وتحسين المداخيل، كي تتأهل للمنافسة بفعالية افضل من نظيراتها العالمية. فبعد فورة الانفاق التي حصلت في اواخر التسعينات راحت الشركات الاوروبية تصلح موازناتها فتبيع الاصول غير الاساسية وتصدر اسهماً من اجل ايفاء دينها. وستساعد هذه العملية في إطلاق الحركة لإنعاش الارباح الممكنة وإظهار قيمة الاستثمار.

نظل متفائلين بالنسبة للأسهم الاوروبية حيث التقييم لا يزال معقولاً، خصوصاً بعد الهبوط الاخير وحيث الاعمال تستمر في توليد عائدات متينة وتدفقات نقد قوية. بيد ان ثمة اخطاراً لا تزال ماثلة منها التضخم وارتفاع معدلات الفائدة في منطقة اليورو وقد تنبه السوق لذلك. لكننا نعتقد ان أسعار الفائدة لن تصعد كثيراً عن المستوى الحاضر والضغوط التضخمية هي تحت السيطرة. وفي الامد القريب، تواجه أسواق الأسهم بعض العراقيل مثل تباطؤ في نمو الارباح. وفي الأمد البعيد، نعتقد ان المناخ الاقتصادي سيكون اساساً راسخاً لأداء جيد للأسهم في 2007.

ويختتم وات تحليله بالقول: على الاجمال، نرى ان العوامل الصعودية هي التقييم الجذاب وأرباح الشركات الايجابية وتوليد النقد وأسواق العمل الاكثر قوة لتدفع الاستهلاك صعوداً.

اما العوامل النزولية فتشمل ارتفاع اسعار الفائدة في منطقة اليورو والمخاطر الجيوسياسية والعقبات في طريق الاندماج والاستحواذ تضعها المصالح الوطنية.