المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قضايا اقتصادية - السوق .. والقادمون الجدد



ROSE
11-03-2007, 02:34 AM
قضايا اقتصادية - السوق .. والقادمون الجدد


عادة ما يشهد سوقنا المالي حركة تداول نشطة خلال موسم توزيع الأرباح، هذه الحركة النشطة يكون محركها الاساسي عمليات المضاربة التي ترفع السوق الى مستويات عالية قبيل توزيع الارباح ومن ثم يعيش السوق فترة تراجع تستمر حتى صدور بيانات الربع الاول من العام.

لكنه خلال موسم الأرباح الحالي لم يتكرر هذا السيناريو بشكله التقليدي على جميع الشركات، وحتى الشركات التي طبقت عليها نفس الاستراتيجية لم تكن حدة المضاربة بنفس الدرجة التي كانت عليها في السابق.

وعلى الرغم من ذلك شهد السوق خلال الأسبوعين الأخيرين حركة معقولة ارتفعت فيها قيم التداول الى حد جاوز المتوسط الذي اعتدنا عليه.
ولعل دخول المستثمرين غير القطريين هو السبب الرئيسي وراء الحركة النشطة نسبيا التي عاشها السوق خلال الاسبوعين الماضيين لدرجة ان نسبة تداولهم زادت عن ثلث قيم التداول بقليل «حسب البيانات الصادرة عن سوق الدوحة للاوراق المالية».

بناء على هذه البيانات يبرز تساؤل مهم وهو ما الذي استجد على السوق حتى نشهد مثل هذه التداولات النشطة لغير القطريين؟
للاجابة على هذا السؤال يجب التطرق اولا الى نوعية المستثمرين غير القطريين في السوق التي يمكن تقسيمها الى ثلاثة لاعبين رئيسيين:

اللاعب الاول هم فئة المقيمين، وهي فئة محدودة نسبيا ليس لها القدرة الكافية للتأثير على مسار السوق لمحدودية السيولة المتاحة التي يمكن ضخها، ناهيك على ان الغالبية العظمى قد علقت في السوق ضمن مستويات مرتفعة، وتتسم الاستراتيجية الاستثمارية لهذه الفئة بالفردية وعدم الوضوح فتارة هي مضاربة وتارة اخرى استثمار.

اللاعب الثاني هم فئة الخلييجيين، وهذه الفئة لها القدرة النظرية في التأثير على مسار السوق ولو حتى لفترة محدودة مدعومة بالسيولة العالية التي تتمتع بها، ومن الضروري ان نفرق بين نوعين من المستثمرين ضمن هذه الفئة، فهناك المؤسسات الاستثمارية المتخصصة والتي تستثمر في الأسهم القيادية استثمارا استراتيجيا طويل الأمد، وهناك المضاربين المحترفين الذين يتنقلون بين أسواق المنطقة بغية انتهاز الفرص وتحقيق الأرباح وهذه الفئة تتميز بسرعة الدخول والخروج في اسهم معينة عادة ما تمتاز بالسيولة العالية.

وأخيرا اللاعب الثالث هم فئة المؤسسات الاستثمارية الأجنبية وهم القادمون الجدد على سوقنا المحلي، هذه المؤسسات تتميز بالخبرة الطويلة والعريقة في مجال الأسواق المالية المتقدمة، وان كانت خبرتها في سوقنا المحلي محدودة الا انها تتميز بقدرتها المتقدمة على التحليل وبدرجة عالية من الحرفية والمهنية في التداول، لذلك وان امتلكت هذه المؤسسات سيولة مرتفعة فلا يتوقع ان تعمد الى رفع الاسواق بشكل غير مبرر.

ان التقسيم السابق لم يكن على اساس الجنسية، فالاستثمار الناجح لا يعترف بهذه الشعارات، لكنه كان على اساس كيفية ونوعية وطريقة الاستثمار في السوق.
الكل يعلم بأن الاستثمار المباشر في السوق فتح للجميع خلال الربع الاول من عام 2005 وقبل ذلك للخليجيين والمقيمين في بعض الاسهم المدرجة ومع ذلك لم نشهد دخول حجم استثمارات اجنبي مباشر كما نشهده الآن.

ان هذا باعتقادي يجب ان يعطي انطباعا ايجابيا عن الوضع الحالي للسوق من ناحية التقييمات وجاذبية الأسعار للاستثمار ضمن المدى الطويل على الأقل.