المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التبادل التجاري بين اليمن ودول مجلس التعاون يصل إلى أكثر من «443» مليارا



مغروور قطر
11-03-2007, 05:10 AM
التبادل التجاري بين اليمن ودول مجلس التعاون يصل إلى أكثر من «443» مليارا

صنعاء ـ الوطن ـ منصور الجرادي

بلغ حجم التبادل التجاري بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي خلال العام الماضي 2006م أعلى مستوى له خلال الأربعة الأعوام الأخيرة ليصل إلى أكثر من 443 مليار ريال ويضع دول المجلس في المرتبة الثانية بين الشركاء التجاريين لليمن.

وبحسب تقرير رسمي فإن حجم التبادل التجاري بين اليمن ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي العام الماضي 2006م بلغ 443 مليارا و725 مليونا و753 ألف ريال، وبزيادة بلغت اثنين وعشرين مليار ريال عن العام الذي قبله.

واوضح حمدي الشرجبي مدير عام الإحصاءات التجارية بالجهاز المركزي للإحصاء في تصريح نشرته وكالة الانباء اليمنية «سبأ» بأن الميزان التجاري ما زال يميل لصالح دول مجلس التعاون إذ سجل العام المنصرم زيادة بلغت 112مليار ريال ليصل إلى 280 مليارا و33 مليونا و995 ألف ريال مقارنة بـ 168مليارا و43 مليونا و574 ألف ريال في العام 2005م .

و قال الشرجبي إن إجمالي الواردات اليمنية من دول الخليج خلال العام الماضي بلغ 361 مليارا و879 مليونا و874 ألف ريال، فيما بلغ إجمالي الصادرات اليمنية إلى دول المجلس خلال الفترة نفسها 81 مليارا و845 مليونا و879 ألف ريال.

موضحاً أن مادة الأسماك الطازجة والمبردة ولفائف السجائر الى جانب الخردة والعسل الطبيعي والموز الطازج والمجفف والبصل والعسقلان الطازج والمبرد والبن المحمص غير منزوع الكافيين، مثلت أهم الصادرات اليمنية إلى دول مجلس التعاون.

فيما تصدرت السيارات والمعدات الثقيلة والإليكترونية والمواد البتروكيماوية والحديد والصلب أهم واردات اليمن من دول الخليج، فضلاً عن عدد من السلع الأخرى التي تشكل جزءاً من تجارة الترانزيت التي كانت تمر عبر الموانئ الخليجية.

وطبقاً لتقرير الجهاز المركزي للإحصاء فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل موقع الشريك التجاري الأول لليمن بين دول مجلس التعاون، فيما احتلت السعودية مرتبة الشريك التجاري الثاني وجاءت الكويت في المرتبة الثالثة ومثلت سلطنة عمان الشريك التجاري الرابع ودولة قطر الشريك التجاري الخامس وجاءت البحرين في المركز السادس.

على صعيد اخر ذكر تقرير صادر عن وزارة الثروة السمكية في اليمن ان اليمن ينتج ما يقارب 400 ألف طن من الأسماك سنوياً تضم ما يتراوح بين (350 -400) نوعاً من الأسماك والأحياء البحرية.

واشار التقرير الى أن الأنواع المستغلة حاليا من الموارد السمكية تصل الى حوالي 60 نوعاً من الأسماك والأحياء البحرية، وهي أنواع مرغوبة للاستهلاك المحلي وفي الأسواق الأجنبية.

وتمثل الانواع المستغلة من الأسماك نسبة 17 بالمائة من أجمالي أنواع الأسماك والأحياء البحرية الموجودة في المياه اليمنية.

وتحتل اليمن المرتبة الرابعة بين الدول العربية المنتجة للأسماك بعد المغرب وموريتانيا ومصر، ومازالت هناك بعض أنواع من الأسماك غير مستغلة حاليا منها ( الماكريل الجدب والتونة المهاجرة وشروخ وجمبري الأعماق وبعض الرخويات).

كما تعد اليمن من الدول الأولى عالمياً في إنتاج وتصدير ( الحبار)، وتحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية في إنتاج الشروخ الصخري حسب إحصائية منظمة الأغذية والزراعة الفاو.

وفي إطار الاهتمام بتطوير قطاع الثروة السمكية والاستغلال الأمثل للمخزون السمكي والأحياء البحرية تقوم وزارة الثروة السمكية بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للحفاظ على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن بإعداد دراسة حول «خيار البحر» أحد الكائنات البحرية اللافقارية والمسماه ( الجلد شوكيات).

وكشف المهندس محمود إبراهيم الصغيري وزير الثروة السمكية ان «وزارة الثروة السمكية باشرت بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للحفاظ على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن بدراسة «خيار البحر» من حيث مواقعه، وإنتاجه، ومواسمه، وصادراته وأيضا تقييم السنوات السابقة وما طرأ عليها من تغيرات، وهل هناك اصطياد جائر يؤثر على تكاثر هذه الأنواع، بالإضافة الى معرفة الوسائل المناسبة والملائمة والتي ينبغي استخدامها في الصيد».

وأضاف «خلال ثلاثة أشهر سيكون لدينا تقرير جاهز عن «خيار البحر» وعلى ضوئه سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بشأن هذا النوع من الرخويات الذي يعد من الأحياء التي تنفرد به اليمن عن كثير من مناطق العالم».

وخيار البحر كائن رخوي إسطواني الشكل يتراوح طوله ما بين 10 و15 سم، له جسم أملس ناعم عار من القشريات ذو لزوجة خاصة، ويوجد ملتصقاً بالرمال على السواحل البحرية وحتى أعماق تتراوح ما بين 20 و40 مترا، ويصعب التمييز بين رأسه وذيله وبمجرد لمسه ينتفخ ويمتلىء بالسوائل، وهو كائن بطيئ الحركة وعند صيده لايبدي أية مقاومة.

أما أنواع «خيار البحر» الموجودة في المياه البحرية اليمنية فيشير باحثون متخصصون في مجال علوم البحار إلى أن اليمن يمتلك أنواعا مختلفة من الخيار البحري إلى جانب انفراده ببعض تلك الأنواع عن كثير من المناطق البحرية في العالم.

وحسب الباحثين فإن هناك نوعا من خيار البحر أبيض اللون، يعد الأكثر شهرة ويوجد بكثرة في جزيرة سقطرى وتصل قيمة خيار البحر الواحدة منه الى1500 ريال، كما يوجد أنواع مخططة ومنقطة بألوان زاهية وجذابة ومتعددة تجمع بين الأبيض والأحمر والأسود.

وهناك نوع آخر قاتم اللون يوجد في السواحل المحايدة للبحر الأحمر وآخر يعرف بإسم «أبو شوك» وهو يغطي جسمه شعر خفيف‚بالإضافة الى النوع الأسود وهو أرخص أنواع الخيار البحرية.

وقد شكلت الصادرات اليمنية من «خيار البحر»500 طن عام 2005م وارتفعت إلى 560 طناً خلال العام الماضي بقيمة إجمالية بلغت 16 مليونا و794 ألف دولار.

ووصفت دراسة بحثية في مجال علوم البحار أعدها الخبير الدولي (خالد محمد عباس علام) كبير الأخصائيين بالثروة السمكية، «خيار البحر» بأنه صديق للبيئة‚، وأرجعت ذلك الى دوره الهام في المنظومة البيئية وعملية الإتزان البيئي بين مختلف الأنواع والفصائل في البيئة البحرية.

ونوهت الدراسة إلى أن فوائد «خيار البحر» تكمن في أنه يقوم بطرد الفضلات المائية المالحة التي تعوق نمو الطحالب والنباتات البحرية التي تعد مصدرا لغذاء بعض الأسماك والأحياء الأخرى، بالإضافة الى أن « خيار البحر» يقوم بترشيح المياه التي عادة ماتكون مشبعة بالمواد العالقة المختلفة.

وحسب الدراسة فإن بيويضات خيار البحر تعتبر غذاء جيدا لبعض أنواع الأسماك، وأهم دور يقوم به الكائن في الحفاظ على البيئة البحرية قدرته الفائقة على فصل الملوثات البترولية من الماء المحيط به.

وعزت الدراسة أهمية خيار البحر للإنسان إلى إستخداماته المتعددة الأغراض، حيث يستخدم كغذاء لإحتوائه على نسبه عالية من البروتين، وعلاج لعديد من الأمراض كونه يحوي العديد من الأحماض الدهنية.

ويعتبر خيار البحر مصدرا جيدا للفيتامينات (a1)، (b2)، (b3)، (c) ، (b)، كما أنه غني بالأملاح المعدنية ( الحديد والزنك والفوسفور).

ويستخدم لعلاج الإلتهاب والمفاصل والروماتيزم، كما ان هناك أنواعا منه تستخدم في عملية التنشيط الجنسي.

وأشارت الدراسة الى انه يجري حاليا إعداد تجارب وأبحاث علمية لاستخلاص علاج لأمراض السرطان والإيدز من بعض أنواع خيار البحر.

وإعتبرت الدراسة الصيد الجائر للأحياء البحرية أحد الاخطار التي تهدد كائن خيار البحر بالانقراض نتيجة للأضرار التي تعوق تكاثره ، بالإضافة الى الفترات الطويلة اللآزمة لتعويض ما فقد منه.

ويستغرق نمو بيضة خيار البحر إلى أن تصبح حيوانا بالغا من 5 إلى 8 سنوات، لذا فإن الصيد الجائر يشكل خطرا كبيرا لمنظومة البيئة المكونة من تكامل الأحياء البحرية.

وشددت الدراسة على ضرورة وضع ضوابط وقوانين لإدارة المصايد من أجل الحفاظ على الكائن من الصيد الجائر.