عزوز المضارب
12-03-2007, 01:17 PM
تقول الطفلة الفلسطينية إيمان :
جدتي جاوزت السبعين .. لم تعد تسمع .. لكنها في كل صباح .. تجلس تحت زيتونتها التي ولدت تحتها .. وتنثر الحب لدجاجاتها .. وتستمتع بمشاهدتها ..
وفي إحدى الليالي أقبل اليهود بجرافاتهم .. أخذنــا أبي خارج المنزل على عجل .. ونسينا جدتي التي كانت نائمة ولا تسمع ما يحدث .. اقتلعوا الزيتونة .. والحظيرة ، لم يهدموا البيت، ولكنهم هدموا كل شيء سواه.
كان أمام أبي مهمتان صعبتان: الأولى إصلاح ما أفسده الأعداء ، والثانية أن يشرح لجدتي أين ذهبت الزيتونة.
***********************************
" بـــــخ "
تقول الطفلة الفلسطينية فداء:
سمعنا أن ابن عمي " أحمد " أصيب . وبينما أنا جالسة أترقب هاتفاً أو خبراً، سمعت صوتَ أمي يتطاير إلى مسامعي، وهي تسأل خالي عن إصابة أحمد، فأخبرها بأن إصابته بالرأس، وقد أصيب حين كان يحاولُ إنقاذَ جثتيْ شابّينْ قتلهما الصهاينة، وفي اليوم التالي ودعنا أحمد لنودع معه نجماً من السماء. ولكنني ما زلت انتظر عودتَهَ. ما زلت أنتظر أن يَفتح الباب، ويقول لي مداعباً كالعادة "بـــــــــــــــخ"
***********************************
ليلـــة لا تُنســـــــــى
تقول الطفلة الفلسطينية دعاء
لن أنسى تلك الليلة المرعبة. حين كنت أذاكر دروسي للغد. فإذا بي أسمع صراخا قويا اختلط بأصوات القذائف. أطلّت أختي آلاء برأسها من النافذة، فإذا بالشوارع تغصّ بصُراخ الأطفال والرجال والنساء: صراخ الخوف الذي اخترق دماغي. راحت أمّي تبحث عنا في حجرات المنزل، وأخذت توقظ إخوتي الكبار والصغار وهي تنادي علينا بصوت مبحوح وبدموع يخنقها الغضب والرعب. كنت خائفة جدا من القصف. كان أبي يقول: " لا تخافوا إنّ الله معنا. أطفئوا الأنوار" فقلت لا يا أبي لا تفعل، حتى لا يقصف المجرمون بيتنا.
ومضيت أدعو الله أن يهدأ القصف ، لقد قُصفت الكثيرٌ من المنازل في تلك الليلة ….
وهذه الليلة المرعبة لن أنساها ما دمت حية .
***********************************
فاتــــــــورة الكتـــاب
تقول الطفلة الفلسطينية زينة
أوصيتُه أن يُحضِرَ لي الكتاب الذي طلبته، طبعَ قبلتَهُ المعتادة على خدي وذهب.
ناديته بابا … بابا لا تذهب. وعانقته بقوة. شعرت بأنني لن أراه ثانية، ابتسم وقال: لن أتأخر.
لا أدري ما سرُّ هذا الإحساس؟ كنت قلقةً فعلاً.شعرت بأن أمراً ما سيحدث " استر يا رب" بعد دقائق معدودة من خروجه، سمعت صوت طلقات رصاص، ركضت إلى النافذة.. إنه أبي !! نعم أبي ملقى في الشارع.
خرجت مسرعة إلى الشارع بابا .. بابا.. لا لن تموت، يجب أن تعيش، يجب أن ترى ابنتك وهي مهندسة، يجب أن تهنئني عندما أنجح. أرجوك يا بابا لالالا تمت.
حينئذ أمسك بيدي والدموع في عينيه وقال: لا تبكي يا حبيبتي ، فقد جاء أَجَلي. أوصيك بأمك وأخوتك. أوصيك بهم ومات.
مات الذي أحيا من أجله، مات دون أن يقترف ذنبا. مات لأنه أراد أن يُحضر لي الكتاب!!! يا ألهي ما أصعب الظلم !! لماذا أبي بالذات. لماذا ؟؟؟
مات أبي في حِضني، ودمه في يدي. من سيسهر معي؟ من سيفرح بنجاحي؟ من سيمنحني العطف والحنان؟
***********************************
جدتي جاوزت السبعين .. لم تعد تسمع .. لكنها في كل صباح .. تجلس تحت زيتونتها التي ولدت تحتها .. وتنثر الحب لدجاجاتها .. وتستمتع بمشاهدتها ..
وفي إحدى الليالي أقبل اليهود بجرافاتهم .. أخذنــا أبي خارج المنزل على عجل .. ونسينا جدتي التي كانت نائمة ولا تسمع ما يحدث .. اقتلعوا الزيتونة .. والحظيرة ، لم يهدموا البيت، ولكنهم هدموا كل شيء سواه.
كان أمام أبي مهمتان صعبتان: الأولى إصلاح ما أفسده الأعداء ، والثانية أن يشرح لجدتي أين ذهبت الزيتونة.
***********************************
" بـــــخ "
تقول الطفلة الفلسطينية فداء:
سمعنا أن ابن عمي " أحمد " أصيب . وبينما أنا جالسة أترقب هاتفاً أو خبراً، سمعت صوتَ أمي يتطاير إلى مسامعي، وهي تسأل خالي عن إصابة أحمد، فأخبرها بأن إصابته بالرأس، وقد أصيب حين كان يحاولُ إنقاذَ جثتيْ شابّينْ قتلهما الصهاينة، وفي اليوم التالي ودعنا أحمد لنودع معه نجماً من السماء. ولكنني ما زلت انتظر عودتَهَ. ما زلت أنتظر أن يَفتح الباب، ويقول لي مداعباً كالعادة "بـــــــــــــــخ"
***********************************
ليلـــة لا تُنســـــــــى
تقول الطفلة الفلسطينية دعاء
لن أنسى تلك الليلة المرعبة. حين كنت أذاكر دروسي للغد. فإذا بي أسمع صراخا قويا اختلط بأصوات القذائف. أطلّت أختي آلاء برأسها من النافذة، فإذا بالشوارع تغصّ بصُراخ الأطفال والرجال والنساء: صراخ الخوف الذي اخترق دماغي. راحت أمّي تبحث عنا في حجرات المنزل، وأخذت توقظ إخوتي الكبار والصغار وهي تنادي علينا بصوت مبحوح وبدموع يخنقها الغضب والرعب. كنت خائفة جدا من القصف. كان أبي يقول: " لا تخافوا إنّ الله معنا. أطفئوا الأنوار" فقلت لا يا أبي لا تفعل، حتى لا يقصف المجرمون بيتنا.
ومضيت أدعو الله أن يهدأ القصف ، لقد قُصفت الكثيرٌ من المنازل في تلك الليلة ….
وهذه الليلة المرعبة لن أنساها ما دمت حية .
***********************************
فاتــــــــورة الكتـــاب
تقول الطفلة الفلسطينية زينة
أوصيتُه أن يُحضِرَ لي الكتاب الذي طلبته، طبعَ قبلتَهُ المعتادة على خدي وذهب.
ناديته بابا … بابا لا تذهب. وعانقته بقوة. شعرت بأنني لن أراه ثانية، ابتسم وقال: لن أتأخر.
لا أدري ما سرُّ هذا الإحساس؟ كنت قلقةً فعلاً.شعرت بأن أمراً ما سيحدث " استر يا رب" بعد دقائق معدودة من خروجه، سمعت صوت طلقات رصاص، ركضت إلى النافذة.. إنه أبي !! نعم أبي ملقى في الشارع.
خرجت مسرعة إلى الشارع بابا .. بابا.. لا لن تموت، يجب أن تعيش، يجب أن ترى ابنتك وهي مهندسة، يجب أن تهنئني عندما أنجح. أرجوك يا بابا لالالا تمت.
حينئذ أمسك بيدي والدموع في عينيه وقال: لا تبكي يا حبيبتي ، فقد جاء أَجَلي. أوصيك بأمك وأخوتك. أوصيك بهم ومات.
مات الذي أحيا من أجله، مات دون أن يقترف ذنبا. مات لأنه أراد أن يُحضر لي الكتاب!!! يا ألهي ما أصعب الظلم !! لماذا أبي بالذات. لماذا ؟؟؟
مات أبي في حِضني، ودمه في يدي. من سيسهر معي؟ من سيفرح بنجاحي؟ من سيمنحني العطف والحنان؟
***********************************