المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحولات كبيرة في خارطة المنافسة الاقتصادية



أبوتركي
17-03-2007, 04:55 AM
تحولات كبيرة في خارطة المنافسة الاقتصادية




تغيرت أوضاع الشركات على الساحة العالمية، فأصبحت الشركات الأميركية تناضل من أجل منافسة نظيرتها الآسيوية وأحياناً يصعب التفوق عليها.


وتنتج شركة إكسلنس انترناشيونال ورق التغليف المغطى بالبلاستيك وتأسست عام 1997 في رايتس تاون في وسكنسون في أميركا، واستطاعت منافسة الشركات الآسيوية رغم انخفاض العمالة في آسيا، خاصة في الصين ــ التي تنتج شركات فيها أكياسا من الورق البلاستيكي الصناعي التي يوضع فيها الحبوب والأسمدة وأغذية الحيوانات الأليفة وغيرها.


وبدأت شركة إكسلنس انترناشيونال بمبيعات 7 ملايين و13 عاملاً، والآن بلغت مبيعاتها 140 مليون دولار ويعمل بها 350 شخصاً. ويقول مايكل نواك رئيس الشركة إن الصين تنتج هذه المنتجات بعمالة وتكلفة أرخص، لكن شركته استطاعت استغلال التقنية لسحب البساط من تحت أقدام الشركات الصينية والفوز بنسبة من نصيبها في السوق.


ويقول بيل ولش رئيس غرفة صناعة وتجارة أبلتون في وسكنسون ان الشركات الأميركية في حاجة إلى إضافة القيمة إذا أرادت أن تنافس غيرها، والواضح أن شركة إكسلنس انترناشيونال وجدت طريقة للنجاح فيما تفعل.


وعندما استطاعت شركة إكسلنس إيجاد الطريقة المتقدمة للطباعة على ورق التغليف والأكياس، استطاعت إنتاج منتجات ذات جودة عالية ومنافسة تجذب المستهلكين، على عكس ما تنتجه الصين.


وباعت الشركة الأميركية ما قيمته 5 ملايين دولار من أكياس البلاستيك المغزول وتتوقع بيع 4 أو 5 أضعاف هذه المبيعات في العام الجاري. وقال نواك إن الشركة تستطيع أن تنافس على المستهلك الذي يريد المنتج بسرعة، لأن الشحن من الصين يستغرق بضعة أسابيع.


وأضاف ان الشركات التي تحتاج لهذه الأكياس بسرعة قد تدفع سعراً أعلى قليلاً لتوفير حاجتها بشكل أسرع وبالتصميم الذي تريده، بدلاً من الاستيراد ثم تغيير الطباعة على المادة.


وقال بالنسبة لشركة أغذية حيوانات أليفة مثل بيورينا من المهم أن تكون العبوات من اللون والكلمات المطبوعة نفسها، ولذلك تتميز شركته في هذا الخصوص، وإذا كانت الشركة لا تهتم لذلك، يحتمل أن تستورد من الصين، ويضيف نداك ان الشركات تنقل الإنتاج إلى الصين الآن بسبب انخفاض الأسعار، لكنها تلاحظ فيما بعد أن الشراء من هناك ليس سهلاً.


وقال إن المنتجات النهائية يمكن أن تصنع في أميركا باستخدام مواد أولية من الصين، على الأقل في الصناعات التي يكون سوقها كبيراً بدرجة كافية لاستيعاب منتجات أغلى.


وقال جيسون ديهافن رئيس شركة تيزويز لغذاء الحيوانات في أوهايو إن شركته تعتمد على أكياس إكسلنس سعة 50 رطلاً التي تدوم أكثر من 60 يوماً، وتفضلها على الأكياس المستوردة. وأشاد ديهافن بشركة إكسلنس بسبب جودة منتجاتها التي تفوق المستورد. وقال إن الأكياس المنتجة في أميركا تعطي منظراً أبهى على الأرفف.


وأشاد هانك كوكس المتحدث باسم الرابطة الوطنية للشركات بشركة وسكنسون لأنها تستغل الميزات المتاحة لديها بشكل جيد، وتشمل هذه الميزات قربها من المستهلك وفهم السوق المحلية والإمكانات التقنية، وقال لابد أن تحذو شركات أميركية كثيرة هذا الحذو.


وقال كوكس إنه يعلم أن هذه ليست الحالة الوحيدة، رغم أنه ليس من المعروف عدد الشركات الأميركية التي تنجح في المنافسة مع الشركات الصينية. وكثير من الشركات الأميركية تتأثر بمنافسة نظيرتها الصينية، لكن هناك شركات تتحمل التحدي، كما يقول كوكس.


وتتجه شركات جنوب إفريقية للاستثمار في الصين على عكس الاتجاه الذي تحذوه الصين التي تغازل الدول الإفريقية بالقروض الميسرة والمشاريع الصناعية الكبرى. وتشير الإحصاءات إلى أن استثمارات جنوب إفريقيا في الصين تبلغ 400 مليون دولار.


ويقول ستيفن تشان أستاذ الدراسات الشرقية والإفريقية في كلية لندن إن جنوب إفريقيا من الدول الإفريقية التي تستطيع الاستثمار في الصين، لكنها تعمل أيضاً لخاطر هذا الاستثمار وتستعد له، مثل البيروقراطية وضعف الحماية القانونية للمستثمر الأجنبي.


وقد كونت جنوب إفريقيا بعد انتهاء حكم البيض في 1994 مشروعاً مشتركاً مع شركة صينية للمشروبات، وأصبحت الشركة الجديدة سي آر سنو أكبر شركة للمشروبات في البلاد من حيث الحجم والعائدات.


وقال اندريه باركر رئيس عمليات ساب ميللر في إفريقيا وآسيا إن تحالف الشركة الصينية مع شركة محلية أعطاهم الفرصة للانتشار ومواجهة المنافسين أصحاب الاستثمارات الكبيرة، لكنهم ناضلوا في سوق تشتد فيها المنافسة وتنخفض الأسعار.


واقتنعت الشركة الصينية باركر بالابتعاد عن المراكز السكانية الغنية الكثيفة مثل شانغهاي والاتجاه نحو المناطق الأقل شعبية ذات القدرة الشرائية الأضعف، لكن المنافسة فيها أيضاً أقل.


لكنه قال إنه كان هناك كثيراً من التجارب والأخطاء في الطريق وجدل مع الشركة الصينية حول الاستراتيجيات وأساليب الإدارة، وقال كان هناك شد وجذب ثم نجاح في النهاية.