المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إدمـان المخـدرات



أبوتركي
17-03-2007, 07:58 AM
إدمـان المخـدرات

الإحساس بالإحباط النفسي أو الشعور بالألم البدني يدفع أصحاب النفوس الضعيفة إلى اللجوء إلى إدمان الكحوليات والمخدرات أو اللجوء على الأقل إلى أدوية تسكين الألم.. ولكن هل تسائل البعض لماذا يقدم هؤلاء الأشخاص على هذه الوسائل الخطيرة دون غيرها لتخفيف الألم والهروب من الواقع الأليم إلى عالم آخر مليء باللذة والنشوة تصبح فيه الدماغ عالية "على حد قولهم" على الرغم من علمهم التام بخطورتها على الجسم ؟!!


وأكثر من ينجرف إلى دوامة الإدمان - هذا الطريق المظلم المليء بالألغام والذي ينتهي دوماً بالموت هم فئة معينة من الشباب التافه الذي يبحث عن اللذة العابرة التي لا تجلب لصاحبها سوى الهلاك.. هذه اللذة التي يطلقون عليها أصحاب المزاج "الكيف" أو ما يعرف بالدماغ العالية أو " تعمير الطاسة"، وذلك للهروب "بشكل مؤقت" من ضغوط ومشاكل الحياة التي لا تنتهي، وللأسف لا يتم ذلك إلا عن طريق رفقاء السوء الذين يبحثون دوماً عن زبون جديد ينضم إلى شلة الضياع .

ولكن دعونا ننظر إلى هذه القضية من المجهر العلمي الذي يكشف لنا دوماً عما خفي علينا من أسرار.. فهناك أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا تحتاج إلى جواب كاف ورد مقنع .. ما السر وراء إقدام المدمنين إلى المخدرات في حالة الإحباط النفسي والإحساس بالفشل؟! .. وهل هناك علاقة تجمع بين هذا وذاك ؟! وإذا كانت هناك علاقة فما هي؟!

هذا ما أفصح عنه باحثون أمريكيون في محاولة منهم لفهم أسرار العلاقة التي تربط بين المعاناة من الإحباط النفسي أو الشعور بالألم البدني المزمن وبين اللجوء إلى إدمان المخدرات أو أدوية تسكين الألم، وأيضاً من أجل تعليل إقدام البعض من دون غيرهم على إدمان المخدرات.

فقد كشف فريق البحث من جامعة متشغن الأميركية النقاب عن دور مركبات الدماغ الكيميائية في تحفيز الشعور باللذة أو الشعور بالألم، الأمر الذي يترتب عليه تشابه في التفاعل بين مناطق الدماغ المختلفة مع كلا الأمرين، وهو يُعلل سهولة وقوع البعض في دوامة إدمان المخدرات، كسمة شخصية لأولئك، بغض النظر عن الخصائص الجينية أو الفيزيولوجية لديهم.



وظل الباحثون لسنوات طويلة يعتقدون أن مركب "دوبامين" الكيميائي هو عنصر اللذة في الدماغ، من خلال عمله على إرسال إشارات بين خلايا الدماغ كجزء من العائد الجيد على أنشطة مختلفة يُمارسها أو يعيشها الإنسان، إلا أنه في الآونة الأخيرة تمكن العلماء من الكشف عن سر ارتباط مواد كالكوكايين والهيروين باللذة، لأن هذه المواد تعمل على تضخيم تأثير مركب "دوبامين" على خلايا الدماغ، ما يعزز شعور المرء باللذة، وهو السر في حب المدمنين لتلك المواد من المخدرات واعتمادهم المفرط على دوام توفير وجودها في الجسم بأي ثمن، ولذا نلحظ أن "المسطول" أو "المحشش" يضحك كثيراً عند سماع الطُرفة أو "النكتة" العادية.

من جانبه يقول البروفسور جون كارزيوبيتا المختص في طب علم النفس والأشعة وهو الباحث الرئيسي في الدراسة "إن ما يظهر من دراستنا هو أن "دوبامين" مركب كيميائي يُشكل الحدود المشتركة فيما بين التوتر والألم والعواطف، أو بين التفاعلات الجسدية والتفاعلات العاطفية، ما يعني أن بعث إفرازه وإثارة عمله تتم بمؤثرات إيجابية ومؤثرات سلبية على السواء"، وأضاف "لذا يبدو أنه يعمل كالآلية التي تستجيب لأي بروز أو ظهور للعنصر المثير أو المحفز والذي أهميته تختلف بحسب اختلاف شخصية الإنسان وما يحصل له وتجعل بالتالي من الممكن ظهور التفاعل واضحاً لدى الإنسان، وهو كلام دقيق جداً يحتاج إلى تأمل".

وما طرحه باحثو جامعة متشغن في البحث الجديد، ضمن عدد 18 أكتوبر الماضي من مجلة علوم الأعصاب، هو أن الوظيفة الأساسية لمركب الدماغ "دوبامين" ليست على إطلاقها في الارتباط باللذة، بل هو مركب كيميائي مرتبط أيضاً بشعور الألم.

وبعد أن كشف العلماء عن هذه الحقائق كان لابد لنا أن نعرف نبض الشارع المصري، وردود أفعاله وآرائه عن الأسباب التي تدفع هؤلاء الشباب أو الفئة المعينة من الناس إلى اللجوء إلى هذه الوسائل المهلكة في محاولة منهم للهروب من الواقع .

ضعف الشخصية وقلة التدبير

يقول أحمد محمد طالب بكلية التربية "أنا في رأيي أن الهروب من الواقع وعدم القدرة على حل المشاكل لا يعد سبباً كافياً إلى لجوء البعض إلى إدمان المخدرات، لأن هذا وإن دل على شيء فإنما يدل على ضعف الشخصية وقلة التدبير، فهناك أطباء نفسيين وأصحاب رأى ومشورة يمكن اللجوء إليهم في المشاكل والأزمات.

أصدقاء السوء

أما على عبود 24 سنة، فإنه يرجع سبب انتشار المخدرات بين الشباب بصفة خاصة إلى أصدقاء السوء الذين يزينون للإنسان قبائح الأفعال، ويا حبذا لو كان من بين هؤلاء الأشخاص من يتعاطى المخدرات، فتجد أنهم يسخرون كل قدراتهم المتمثلة في الضغط عليهم في بعض الأحيان، والإغراء والتيسير في البعض الأخر حتى يدخلونهم في دائرتهم، لأنهم يبحثون دوماً عن زبون جديد ينضم إلى شلة الضياع، وفي هذه الحالة يقع أصحاب النفوس الضعيفة في دوامة الإدمان في محاولة منهم للتعرف على حقيقة ما يشعر به المتعاطي.

الفراغ القاتل

ومن وجهة نظر "س . ع . ع" 22 سنة فإن الزهق والملل ورتم الحياة الممل الذي نعيش فية هو ما يدفع الشباب إلى اللجوء إلى الإدمان في محاولة منهم لتغيير مسار حياتهم إلى الأفضل "من وجهة نظرهم"، وذلك نتيجة إلى القهر الذي يتعرض له الشباب في ظل الظروف الاقتصادية السيئة وعدم إيجاد فرص عمل تناسبهم، وفي هذه الحالة يتجهون إلى إدمان المخدرات وحبوب السعادة وغيرها للخروج من الواقع الأليم الذي يعيشون فيه.

ضعف الوازع الديني

ويقول الشيخ يوسف توفيق إمام وخطيب"إن السبب في انجراف الشباب في دوامة المخدرات هو ضعف الوازع الديني لدى بعضهم، وعدم اللجوء إلى الله تعالى في الشدائد والمحن، وهنا يأتي دور الشيطان ليزين لهم هذه المنكرات ويحببها إلى قلوبهم بحجة أنها تنسى المشاكل وتساعد على حلها، ولكنها في الحقيقة ليست كذلك فهي هروب إلى جحيم المخدرات والرذيلة، لذا جاء القرأن الكريم ليحرم علينا هذه الخبائث بنص شرعي كما ورد في سورة المائدة "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون" "إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون" (الآيتان 90 ، 91)، أما عن كلمة "فاجتنبوه" التي وردت في الآية الكريمة فهي ليست كما يزعم بعض الناس كلمة خفيفة لا تدل على التحريم، بل تدل على أبلغ التحريم وأشده، ولذلك تأتي مع الشرك والكبائر.



والدليل على ذلك قول الحق سبحانه في كتابه العزيز "فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور" ويقول أيضاً "وقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"، "والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها"، الأصنام والأوثان، "الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم"، فهكذا كلمة "اجتنب" لا تأتي إلا مع الشرك والطاغوت والأصنام وكبائر الذنوب وفواحشها.

الاستخدام الخاطئ لوسائل الإعلام

ويقول "ع. ف." بكالوريوس إعلام " في ظل التطور التكنولوجي الذي نعيش فيه، وعصر السموات المفتوحة والأقمار الصناعية، استطاعت القنوات الفضائية أن تغزو معظم البيوت، وتؤثر بالسلب على بعض الشباب أصحاب النفوس المريضة، نظراً لما تبثه من برامج وأفلام تدعو إلى الفواحش بشتى أنواعها ومنها إدمان المخدرات، وبحكم عدم الخبرة بعواقب الأمور ينجرف هؤلاء الشباب إلى تيار الإدمان بحجة حب الاستطلاع ومحاولة التعرف على حقيقة ما يشعر به متعاطي من لذة ونشوة، وهنا يقع المحظور.

سوء التربية وغياب الرقابة الأسرية

أما "ك. ع. أ" وهى ربة منزل فقد اختلفت عن هؤلاء، لأنها أرجعت السبب في هذه الظاهرة إلى سوء التربية وغياب الرقابة الأسرية، وقالت إن غياب أحد الوالدين أو كلاهما سواء نتيجة الوفاة أو الطلاق أو السفر يعتبر من أهم الأسباب المؤدية إلى الانحراف، لأن مفيش حد يقول له إنت رايح فين أو مين صحابك أو انت تأخرت النهاردة ليه ومن هنا تبدأ رحلة العناء مع المخدرات".

الترف الزائد ووفرة المال

وتقول "م. ر. " طالبة بكلية التجارة "إن الترف الزائد ووفرة المال لدى كثير من الناس يدفع بهم إلى إدمان المخدرات، ويكون ذلك على سبيل التجربة، لأن كل حاجة متاحة لهم ، الصحة موجودة والفلوس موجودة إيه المانع بقى انهم يشربوا مخدرات".

وقد عول محمد العربي 32 سنة، سبب انتشار هذه العادة السئية بين الشباب إلى وجود عصابات متخصصة في الترويج للمخدرات وتسهيل وصولها إلى التجمعات الشبابية مثل "الجامعات والنوادي" مما يسهل من طرق الحصول عليها بالتالي يسهم بشكل ملحوظ في انتشارها، وكذلك تهاون بعض الدول في التصدي لهذه المشكلة، وعدم فرض العقوبات الرادعة لمسروجي المخدرات.

البركان
17-03-2007, 10:56 AM
الله المستعان على هالافه والهلاك والضياع والدمار

الله يستر على اطفالنا وابناء بلدنا والمسلمين عامه

أبوتركي
19-03-2007, 12:24 AM
الله المستعان على هالافه والهلاك والضياع والدمار

الله يستر على اطفالنا وابناء بلدنا والمسلمين عامه


اللهم آمين .....