المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صورة العرب.. وخطة التشويه في المناهج الأسبانية!!



أبوتركي
17-03-2007, 08:12 AM
صورة العرب.. وخطة التشويه في المناهج الأسبانية!!

في ظل ما نشهده يوميا من هجوم مبرر وغير مبرر من قبل الغرب على الإسلام والعرب ، والمحاولات المستميتة لتشويه صورتهم أمام الرأي العام العالمي واتهامهم بالعنف والإرهاب ، وعلى الجانب المقابل التاريخ الطويل الذي رسمه العرب والأسبان على أرض الأندلس ، والمواقف المعتدلة التي أحيانا ما تتبناها الحكومة الإسبانية مثل شجب الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين واللبنانيين ،وسحب قواتها من العراق بعد المظاهرات الشعبية الرافضة للحرب ،إضافة للفصل بين الإسلام وإرهاب القاعدة ومبادراتها لحل النزاع العربي الإسرائيلي وتقوية الصلات بين دول حوض البحر المتوسط ، مثل: " مؤتمر مدريد للسلام " و" مشروع برشلونة " .



قامت اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة ( يونسكو – أليسكو – أيسيسكو ) التابعة للإدارة العامة للهيئات والمنظمات الدولية ( وزارة التعليم العالى ) بتنظيم حلقة نقاشية على مدى يومين بعنوان " آليات تنقية صورة الثقافة العربية الإسلامية في الكتب المدرسية الأوروبية " أسبانيا نموذجا " " , تنظر فيما تحويه كتب التعليم الإلزامى والثانوى من معلومات غير صحيحة عن هذا الطرف أو ذاك ، لما لها من تأثير خطير فى هذه السن المبكرة على تكوين الشخصية ورسم معالم ردود أفعالها وسلوكياتها ، لاسيما وأنها مستمدة من كتب ذات طابع رسمى وقامت الدراسة على ( اثنين وعشرين كتاباً ) .

حضرت الفعاليات الأستاذة الدكتورة كارمن رزيث برابو رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب والفلسفة بجامعة الأتونوما بمدريد , والأستاذ الدكتور خوان مارتوس كيسادا رئيس قسم اللغة العربية والعلوم الإسلامية بكلية فقه اللغة بجامعة كومبلوتنسي وخبير المناهج الدراسية , والأستاذ الدكتور محمد المدكوري أستاذ مساعد اللغويات التطبيقية المقارنة بكلية الأداب والفلسفة بجامعة الأتونوما بمدريد , وممثلي مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة وأساتذة متخصصين بالأسبانيات بالقاهرة .

أشار الدكتور محمد عبدالرازق ( مدير المكتب الإقليمى لليونسكو ) إلى الخطوات التى جرت فى ذات الإطار حيث عقد (مؤتمر بجامعة الدول العربية عام 2004) وآخر خلال شهر نوفمبر من عام 2006بمشاركة الجامعة العربية واللجنة المصرية , ونوّه إلى بعض الصعوبات التى تعوق تقدم هذا المشروع ومنها الجوانب المادية ، وكذلك آلية الوصول إلى الناشرين وآليات تنفيذ التوصيات .




ورسم الأستاذ الدكتور محمود على مكى ملامح تطور صورة الثقافة العربية الإسلامية فى أسبانيا ومراحلها المختلفة , وجاء ببعض الأمثلة المتعلقة باستخدام بعض المصطلحات وعدم مواءمتها للحقائق التاريخية مثل: استخدام Reconquista ( الأسترداد ) وInvasion اقتراحه لفظة Presencia تعبيراً عن الوجود العربى الإسلامى فى الأندلس .


ومن جانبه لاحظ الأستاذ الدكتور الطاهر مكى أنه إلى جانب الكتب المدرسية هناك أدوات مساعدة فى رسم الصورة السلبية مثل: المعاجم والترجمات المغرضة للقرآن الكريم وبعض الكتب التى تحمل عناوين مغلوطة عن سوء قصد .


ونوّه الأستاذ الدكتور عبداللطيف عبدالحليم إلى أنه لا يمكن أن نفرض فكرنا على غيرنا ولكن من المهم أن نصل إلى نقطة وسط ذلك أن مناهج المدارس تبتسر ما هو عربى أندلسى من كتب التاريخ ، وأشار – فى موضع حديث بعض الكتب المدرسية عن الرّق فى الإسلام – إلى أن الإسلام شرع العتق ولم يشرع الرق بل كان هذا الأخير قائماً قبل ظهور الإسلام .

الجانب الأكبر والذي ينم عن جهد كبير كان خلال الدراسة التي قام بها الدكتوران على البمبي , وعلي المنوفي التي قامت على تحليل مناهج تدريس أكثر من عشرين كتابا منها ماهو حديث , صدر بعد عام 2000 ومنها ما صدر 2004 , وأغلبها من تلك المقررة على مناهج التعليم العام الثانوي بأسبانيا , لم يخلو الحديث لذكر تفصيلي عن كل كتاب وما يحويه كما تعرض له الدراسة ولكنها بقراءتها يمكننا أن نستخلص تلك النقاط التي تظهر بتلك الكتب متناولين تلك النقاط التي تعكس معلومات خاطئة فقط ليس لرغبتنا في عرض نظرة غير موضوعية ولكن لأن الحلقة النقاشية هدفها كان تصحيح هذه النقاط وإلقاء الضوء عليها , مع الإشارة لأن الدراسة في عرضها للكتب قد عرضت الوجهان ورصدت العديد من النواحي الإيجابية ببعض الكتب .


تضم عينة الكتب عدداً من الكتب الدراسية المقررة على المرحلة الثانوية وتنحصر فى مادة التاريخ (تاريخ أسبانيا القديم والحديث وتاريخ العالم المعاصر) وتاريخ الفن والحضارة ( فى العالم وفى أسبانيا ) ، ومن الطبيعى كما رأينا نماذج أن تتناول موضوعات تمس الحضارة العربية الإسلامية بأبعادها المختلفة: الدينية والاقتصادية والسياسية والفنية والفكرية سواء فى العصور الوسطى أو فى الوقت الراهن .

مغالطات: القرآن تعاليم ابتدعها محمد من الديانات السابقة

كتاب " إسبانيا العصور الوسطى: مسلمون ويهود ومسيحيون ، أنايا ، 1992 " , من تأليف فرناندو أثنار , يتحدث عن الفتح العربي لإسبانيا وظهور الإسلام مبينا أن من أسباب سرعة انتشار الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ، من بينها : الحميّة الدينية للمسلمين الأوائل ، وضعف الإمبراطورية الفارسية والبيزنطية ، والمبادئ الجذابة للدين الإسلامي القائم على التوحيد والخالي من التعقيدات اللاهوتية ، واعتراف الإسلام بالديانات السماوية السابقة ، ولمناداته بمبدأ المساواة بين بني البشر ...


و عن سهولة مهمة المسلمين في الاستيلاء على إسبانيا واعتناق معظم سكانها للدين الإسلامي فقد عزاهما إلى تعسف الكنيسة القوطية،وحق المساواة بالفاتحين ( الغزاة ) حال الدخول في دينهم ، وإلى الانبهار بالجيش الغازي الذي جاء حاملاً ومبشراً بعقيدة جديدة ، وأخيراً سماحة الإسلام ودلّل على هذه السماحة بالمعاهدة التي أبرمها موسى بن نصير مع الحاكم القوطي " تدمير " صاحب مرسية .

ولكنه من جانب آخر يضم عبارات غير صحيحة تماما رصدتها الدراسة من بينها كما ورد بالكتاب الجمل :
- " وطبقاً لتعاليم محمد المجموعة في القرآن فإن على المسلم الإيمان بالله والعمل في الحياة بشكل يؤهله في النهاية ( بعد الموت ) لدخول الجنة , ولكي يظفر المسلم بهذا يجب عليه


- بالإضافة إلى اعترافه بقدرة الله والإذعان لمشيئته ، الوفاء بأربعة أوامر أساسية: الصلاة خمس مرات في اليوم، وصوم شهر رمضان ، والتصدق على المحتاج ، والحج مرة في العمر إلى مكة إن استطاع ، وإلى هذه الالتزامات ينبغي إضافة تلبية داعي الجهاد حال الضرورة إليه " ( ص 11 ) .


الجملة الأولى توحي بأن القرآن الكريم ليس منزلاً من السماء !!، كما أن الجملة الثانية قد حذفت ركناً من أركان الإسلام بينما جعلت الجملة الثالثة من الجهاد أحد أركان الإسلام !!.

والعبارة الثانية
- " حين مات محمد وبدأت التوسعات ( الفتوحات ) الإسلامية اتخذ أتباعه الكنائس المسيحية دوراً للصلاة " ( ص 38 ) .

ومن الكتب التي نرى ضرورة أن نلقي عليها الضوء:
كتاب : Grupo Edetania, Geografia e Historia 2 [ Segundo Curso, educacion secundaria obligatoria ] , Madrid, Ecir Editorial, 2003.


[ التاريخ والجغرافيا للصف الثاني الثانوي ، دار نشر ECIR ، طبعة عام 2003 ، لمجموعة من المؤلفين ] .
أفرد فيه المؤلفون وحدة كاملة للحديث عن الإسلام ( من ص144 إلى ص160 ) , تطرقوا بشكل موجز ل : نشأة الإسلام ، الهجرة ، العقيدة الإسلامية ، القرآن ، التوسع الإسلامي وأسبابه ، التطور السياسي للإسلام ، خلفاء الرسول ، الأمويون ، العباسيون ، النظام الإداري في دولة الإسلام ، الاقتصاد والزراعة ، المجتمع والمدن كمراكز تجارية وثقافية ، الفن الإسلامي ( العمارة وتشييد المساجد ) , وفي الجزء الأخير من هذا الفصل ( الذي يحمل عنوان : " الإسلام في الوقت الراهن " ) ألقى المؤلفون الضوء على الزيادة المطردة في أعداد المسلمين ( 1500 مليون مسلم ) ، وعلى بعض الأنظمة السياسية ، ثم المواجهات الدامية بين مسلمي فلسطين والإسرائيليين التي امتدت لأكثر من نصف قرن ، وأخيراً وضع المرأة في العالم الإسلامي حيث أشاروا إلى أنه يختلف من بلد إلى آخر ؛ لكنهم ألمحوا إلى الوضع المتردي للمرأة المسلمة من خلال الصورة التي عرضوها لإحدى قاعات الدرس بكلية طب باكستانية ، وفيها تظهر الطالبات منقبات ومنفصلات ( بستارة من القماش ) عن زملائهن الذكور .

و عند الحديث عن بعثة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) والهجرة والعقيدة الإسلامية وردت العبارات التالية:
* " تعتبر مكة أهم مدينة للمسلمين ، وتقع في شبه الجزيرة العربية , وفيها وُلد محمد الذي كان سائقاً لقوافل تجارية وينعم بحياة رغدة بفضل زواجه من أرملة موسرة وتاجرة تُدعى خديجة " ( ص114 ) .
* " وفي رحلاته مع قوافله إلى البلاد المجاورة ـ مصر وسوريا ـ تعرف محمد على الديانتين التوحيديتين آنذاك : اليهودية والمسيحية ومنهما سوف يستقي شخصيات وتعاليم من أجل العقيدة الجديدة التي سيبتدعها " ( ص144 ) .


* " ويعتبر هذا الهروب ( ويقصدون به الاشارة إلى الهجرة ) الذي جرى عام 622 ميلادية بمثابة نقطة البداية للتقويم الإسلامي " ( ص145 ) .
* " شرع محمد في الدعوة لعقيدته التي سوف تُجمع بعد وفاته في القرآن ، وهو الكتاب المقدس لأتباع هذا الدين ، وهم المسلمون المعتنقون لدين محمد " ( ص146 ) .


* " أركان الدين الإسلامي خمسة: ........ 4- تقديم الصدقات للمؤمنين الأشد احتياجاً وللإنفاق الحربي …………………. وإلى هذه الأركان يجب إضافة الحرب المقدسة أو الجهاد ...............يستقي الدين الإسلامي تعاليمه من نفس مصادر الدين اليهودي والمسيحي ..............وإبراهيم هو أول الأنبياء الذين أرسلهم الرب ويعتبر محمد آخرهم " ( ص146 ) .

وعند الحديث عن القرآن جاءت هذه العبارات

- " العقيدة اللاهوتية للإسلام موجود في القرآن , ويعتمد مضمونه بصفة أساسية على عظات محمد التي جُمع القسط الأكبر منها في عهد الخليفة الثالث عثمان ـ في عام 652م ـ .. .. ونصوص القرآن تتميز أحياناً بالرقي الأدبي .. .. وبالإضافة إلى القرآن فلدى المسلم مجموعة من الأحكام الموجزة المكتوبة بأسلوب واضح لكي تكون أكثر قرباً من أفهام العامة ، ويُطلق عليها إجمالاً الحديث " (ص146) .. والمغالطات في هذه العبارات لا تحتاج إلى تعليق ونكتفي بوضع خط تحت أوضحها .


- كما أورد المؤلفون نماذج لبعض الآيات القرآنية [ وقد أطلقوا عليها " سوراً " ] التي جاءت جميعها غير مطابقة للنص القرآني ، سواء بالحذف أو الإضافة أو الابتعاد تماماً عن النص الأصلي .
ففي النموذج الأول الذي قدموه جاءت هذه الآية مبتورة وناقصة :


" فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مَرْصَد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم " ( سورة التوبة ، آية 5 ) .
لقد اجتزئت هذه الآية من سياقها وقدمت ناقصة بنية التدليل على عدوانية المسلم
( انظر ص147 ) .

كتب تحوي آيات قرآنية مخترعة!!

أما الأنموذج الثاني للآية القرآنية التي تقول : " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).

( سورة المائدة ، آية 3 ) .


فقد قدمه الكتاب ( ص147 ) على النحو التالي :
" حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به . فمن اضطر فلا إثم عليه ، إن الله غفور رحيم " ( ص 147 ) .


بل ورسم المؤلفون صورة من خيالهم لجنة المسلمين وساقوا ما اعتبروه نصًّاً قرآنياً ، إذ قالوا إنه ينتمي للسورة التاسعة من القرآن ( الآية 74 ) ، وبالطبع لا توجد في السورة التاسعة ( ولا في ما قبلهما أو بعدها ) هذه الآية التي اخترعت اختراعاً ، وفيما يلي النص الذي أوردوه ـ باعتبار أنه آية قرآنية ـ لوصف جنة المسلمين :


" المؤمنون يكونون هنالك متقابلين ، متكئين على حشيّات طرية ، يطوف عليهم كغلمان فتيان مخلدون بجرار وآنية مترعة بأجود أنواع الخمور التي لا تُسكر أحداً ولا توجع رأسه. ويوجد هناك فواكه مدهشة وكل أنواع الطيور التي يمكن أن يشتهيها المرء ، وتخدمهم فتيات جميلات كاللؤلؤ ذوات أعين واسعة . ويجتمع السعداء تحت أزهار السَّـدْر الخالي من الأشواك وأشجار الموز المزهرة ، تحت ظلال كثيفة وإلى جوار المياه الجارية الرقراقة ، تتدلى فوقهم العناقيد ، وأكواب الفضة تنتقل دون هوادة من يد إلى يد . يلبسون حريراً أخضر وإستبرق مُوشى بأساور من فضة " ( ص 147 ) .


وفي أسباب التوسع الإسلامي جاءت هذه الجملة:

" التعصب الديني : فاحتلال الأراضي كان بالنسبة لهم ( أي المسلمين ) بمثابة حرب مقدسة ، والمسلم الذي يموت في حرب ضد الكافرين سوف ينعم أتوماتيكياً بمتع جنة الله " ( ص 148 ) .فقد عزى المؤلفون هنا سرعة الفتح الإسلامي إلى التعصب الديني ، وهذا يتطلب شرح معنى الجهاد في الإسلام .
ويقول مؤلفو الكتاب عند حديثهم عن خلافة الرسول بعد موته:

" بموت محمد تفجرت مشاكل خلافته , كان البعض يرى أن الخليفة والزعيم الديني والسياسي يجب أن يكون واحداً من أسرة النبي ، مثل ابن عمه عليّ . أما الآخرون فكانوا يرون إمكانية خلافته بزعيم إحدى العشائر صاحبة النفوذ . لم يكن الخلفاء الثلاثة الأًوَل من عائلة الرسول ( أبو بكر وعمر وعثمان ) ، وحين تولى عليّ الحكم كوّن طائفة دينية


( الشيعة ) اعتبرت نفسها الوحيدة صاحبة الحق في توجيه دفة الإسلام " ( ص 150 ) .
وعند الحديث عن الإسلام في الوقت الراهن نجد جمل تحاول إلصاق تهمة التعصب والعنف والإرهاب بدول تنتمي إلى العالم الإسلامي منها :

" في مقابل بعض الدول المستقرة ذات الأنظمة القريبة من الديمقراطية ( مثل تونس وتركيا والأردن ) نجد دولاً أخرى لا تخلُ الحياة اليومية لسكانها من العنف الأصولي والتعصب الديني أو دعم الإرهاب " ( ص 158 ) .
و عند الحديث عن المسجد الأقصى تقول جملة " لا يتبع مسجد عمر أو مسجد الصخرة في القدس التخطيط المعهود في المساجد الإسلامية ( مستطيلة الشكل ) . فالمبنى هنا مثمن الأضلاع حول صخرة مركزية ضخمة وعليها ـ طبقاً للتراث الإسلامي ـ صعد محمد إلى السماء بعد موته " ( ص155 ) .وننتبه لأن أن صعود محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إلى السماء ( المعراج ) لم يحدث بعد مماته بل في أثناء حياته .

وأورد المؤلفون تحت هذا العنوان ترجمة لآية قرآنية وصورة لقاعة درس بإحدى كليات الطب الباكستانية للتدليل على التفرقة بين المرأة والرجل في العالم الإسلامي وعلى تراجع حقوق المرأة فيه .
- الآية القرآنية التي يشير إليها النص الإسباني هي:


" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً " ( سورة النساء ، آية 34 ) .


و استبدلت الترجمة قوله تعالى :
" فعظوهن واهجروهن في المضاجع " بالكلمات التالية : " وبخوهن واحبسوهن في غرفهن " .

وفي كتاب : AAVV, Historia del mundo Contemporaneo (Bachillerato), Zaragoza, Editorial Luis Vives, 2003.


[ تاريخ العالم المعاصر المقرر على الصف الأول الثانوي ، طبعة عام 2003 ، لمجموعة من المؤلفين ] , يتناول تاريخ العالم المعاصر منذ عصر التنوير في القرن الثامن عشر حتى النظام العالمي الجديد .


يفرد المؤلفون عدة عناوين للحديث عن الشرق الأوسط والعالم الإسلامي والأصولية الإسلامية : فتحت عنوان " الشرق الأوسط " تناول الكتاب المشكلة الفلسطينية منذ وعد بلفور وهجرة اليهود المكثفة بعد الحرب العالمية الثانية ـ تعويضاً لهم عما لاقوه على أيدي النازية ـ إلى فلسطين ، وقيام دولة إسرائيل (بدعم من الدول الغربية والصهيونية العالمية) حتى الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ، ومروراً بحروب 1948 ، 1956 ، 1967 ، 1973 وغزو لبنان (1982) ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ، وبين إسرائيل والأردن ، ثم محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي وصلت إلى طريق مسدود نتيجة للتعنت الإسرائيلي .


وتحت عنوان " الأصولية الإسلامية " تحدث الكتاب عن تأسيس حسن البنا لحركة الإخوان المسلمين التي انتشرت بعد ذلك في كثير من الدول الإسلامية لاسيما إيران . كما تحدث عن الثورة الإسلامية الإيرانية وعن موقفها المناهض للإمبريالية الأمريكية .


ويشير فيه المؤلفون إلى استيلاء الحركات الأصولية على أفئدة الشباب المسلم لما تقدمه لهم هذه الحركات من خدمات اجتماعية وصحية وتعليمية وفرص للعمل في ظل تدني أو غياب الخدمات الحكومية , وإلى استطاعة هذه الحركات الأصولية تكوين أحزاب سياسية في مصر والجزائر والأردن وحصولها على مقاعد في برلمانات هذه الدول . كما تطرقوا أيضاً إلى فوز " جبهة الإنقاذ الوطني " في الانتخابات البلدية بالجزائر وإلى حلّها بعد ذلك مما أدى إلى نشوب حرب أهلية شهدت ألواناً من الأحداث الدموية .

وتوصلت نتائج الدراسة فيه لأنه لا يوجد في الكتاب ما يستحق التعليق سوى جملتين فحسب:الجملة الأولى وردت في معرض الحديث عن الحلم القومي الناصري في توحيد الشعوب العربية للوقوف في وجه الأطماع الغربية ، وتقول:" ولقد انتهجت الخط نفسه ثورة معمر القذافي في ليبيا والتي قضت على الملكية في عام 1969 وأقامت نظاماً إسلامياً بهدف التوصل إلى توحيد الشعوب الإسلامية " ( ص254) .


- " لقد جرّ القطاع الأشد أصولية في الثورة الإيرانية البلاد إلى حرب استنزاف ضارية ضد العراق ( ما بين عامي 1980 و 1988 ) خربت البنية التحتية للنفط في كلتا الدولتين " ( ص 254 ) .ونحن نعلم أن العراق هي التي شنّت تلك الحرب بدعم من الغرب وحلفائه العرب في المنطقة من أجل الخلاص من الثورة الإسلامية الوليدة .

- وبصفة عامة نورد بعض الجمل التي سردتها الدراسة والمشابهة لما ورد بالكتب السابقة والتي يندى لها الجبين لقسوتها على أي مسلم ويلاحظ بصفة عامة كما تشير الدراسة لأن بعض الباحثين الأسبان يتعاملون مع الثقافة العربية بشكل انتقائى ولا يعيرونها الكثير من الاهتمام إلا إذا شعروا بحاجتهم إليها لسد نقص فى بعض الجوانب الفكرية فى تاريخهم مثلما هو الحال فى التعامل مع ابن رشد وابن عربى وبعض العلماء العرب , وأن أغلب الكتب التى بين أيدينا – إن لم تكن جميعها – تتحدث عما يسمى " بحرب الاسترداد " التى بدأت فى رأى الكثيرين بعد سنوات قليلة من دخول العرب إلى أرض شبه الجزيرة الأيبيرية وبالتالى ظلوا فى حرب صليبية طوال قرون ثمانية لم يهدأ للأسبان فيها بال ولم يدخروا جهداً حتى استطاعوا فى النهاية إخراج هؤلاء المور من أراضيهم .

- "كانت مكة من تلك المدن المستقلة،حاضرة ومركزاً لحج القبائل العربية ، وهناك ـ في عام 610م ـ تلقى جمّال غني في سن الأربعين يُدعى محمد الوحي من الملاك جبريل " .


- " جُمعت تعاليم محمد بواسطة أتباعه في القرآن ، وهو كتاب مدوّن باللغة العربية تعود فصوله ـ أو سوره ـ إلى الحقب المختلفة من حياة النبي ، ومادته تتألف من التواريخ المقدسة والنبوءات والرؤى والمبادئ الأخلاقية ونتف من السيرة الذاتية لمحمد " , وهذه توحي بأن القرآن من عنديات الرسول ، و تعريف المؤلف بالقرآن يشوبه الخلط.

- " توجد خمسة التزامات أساسية للمسلم تعرف بـ " أركان الإسلام " ، وهي : الشهادتان ، والصلاة خمس مرات في اليوم ، والصدقات ، وصوم شهر رمضان ( وهو الشهر القمري التاسع في التقويم الإسلامي ) ، والحج أو زيارة مكة ( التي أصبحت مدينة مقدسة ) التي يجب الوفاء بها كل عام أو على الأقل مرة في العمر مادام المسلم يستطيع توفير نفقاته دون الحاجة إلى التغرب عن أهله " ( ص 8 ) .


ونحن نعلم أن الحج ليس مفروضاً كل عام ، بل مرة واحدة في العمر لمن استطاع إليه سبيلاً .

- " سار المسلمون على نهج المسيحية في تحريم صورة كل ذي روح في الإبداعات الفنية . كما أنهم قلدوا اليهودية في تحريم تعاطي الخمور والأطعمة التي تعتبر غير نقية ودنسة " .

- " وفي عام 630م استطاع محمد الاستيلاء على مكة ، وقام بتحطيم الأصنام ؛ لكنه احتفظ بالحجر الأسود الضخم ( الكعبة ) بمثابة رمز ديني ومعبد مركزي لعموم المسلمين " ( ص9) .

- " لتداخل الدين والدولة والصفة القومية في الإسلام ، فقد أدى الموت المبكر لمحمد في عام 632م ـ دون ترك تعليمات محددة بشأن من يخلفه ـ إلى حدوث مشكلة خطيرة ... ، تسمح رسالة محمد بتفسيرات لاهوتية متعددة ذات نتائج أخلاقية متنوعة ، ولذا حدثت انقسامات خطيرة " .


- في معرض الحديث عن الحروب بين العرب وإسرائيل جاءت هذه الجملة بأحد الكتب المدرسية :
" استطاعت إسرائيل توسعة أراضيها باستمرار نتيجة لانتصاراتها في الحروب التي خاضتها ضد جيرانها العرب : حرب 1948 و 1956 و 1967 ( حرب الأيام الستة ) وحرب 1973 ( حرب يوم الغفران ) " .


-" وقد تميزت العمارة في ممالك الطوائف وعند الموحدين باستخدام مواد أشد فقراً وأقل ديمومة مثل الطوب والجصّ ، وهذا ما يجعلها أكثر التصاقاً بتعاليم الدين الإسلامي الذي لا يحبذ الاستمرار الزمني الطويل لأية بناية " .
-" تخصص محمد في شبابه في تجارة القوافل ، ومن المحتمل سفره إلى خارج حدود الجزيرة العربية وقد أثمرت رحلاته تلك عن اتصاله ـ الذي ينكره البعض ـ بجماعات توحيدية : يهودية ومسيحية ، أثـّـرت بعد ذلك في عقيدته " .
-" وتتألف عقيدة محمد من مجموعة من المبادئ ، من بينها الصلاة ... والحج إلى مكة أو ممارسة الحرب المقدسة ضد أعداء الدين " .


- " كان العرب قبائل رُحّل " ولم يكن لهم أى موروث معمارى خاص بهم ، ولهذا اتخذوا الكثير من العناصر الموروثة عن الرومان والمسيحين والبيزنطين والفرس وتلك الواردة من الشرق الأقصى . وظل الفن الإسلامى مرتبطاً ارتباطاً حميماً بالدين الذى كان له قول الفصل فى توظيف مساحة المسجد ( معمارياً ) ، وعلى الصعيد الزخرفى فرض الإسلام الزخرفة التجريدية التى غطت الفراغات ولم يتصور محمد الرّب على أنه يظهر فى شكل آدمى وتم ترجمة ذلك فى الأبتعاد المطلق عن التصوير " .

- " الإسلام ديانة توحيد ولدت فى شبه الجزيرة العربية ، أسسها محمد " .
-" كتب أتباع محمد القرآن ذلك الكتاب المقدس عند المسلمين " .


- - العرب والبربر: منذ أن دخلوا شبه الجزيرة الأيبيرية بدأوا فى التزاوج مع نساء الإقليم ، وبالتالى أخذت الأعراق والسلالات تختلط أكثر فأكثر ، وأخذ الحكام المسلمون يتزوجون فتيات أسبانيات أنجبن لهم الأطفال ورويداً رويداً أصبح الدم العربى قليلاً فى عروق هؤلاء: فأغلبهم كان أشقراً أو مائلاً إليها بدلاً من أن يكون أسود الشعر كالعرب ، وكانت عيونهم زرقاء .


- الزكاة هى ثالثة أركان الإسلام ويمكن للمسلمين أن يقدموا الزكاة بحرية ، غير أنه كان عليهم فى أسبانيا الإسلامية ، أن يقدموا بعضها بشكل إجبارى حيث تتلقاها الدولة لاستخدامها فى إعانة الفقراء واليتامى والأرامل واعتاق الرقاب وتجييش الجيوش .

أبوتركي
17-03-2007, 08:13 AM
ولاحظت الدراسة بصفة عامة أن المصالحة الأسبانية مع جزء مهم من ماضيهم العربى الإسلامى لازالت حتى الآن محل شد وجذب فمن ناحية نراهم يعقدون احتفاليات ثقافية ضخمة بابن رشد وابن عربى وابن زيدون ... ويعتبرونهم أسباناً ولدوا على هذه الأرض وتربوا على ثقافتها العربية الأندلسية وهم يفعلون ذلك كنوع من الحاجة لسد فراغ فى التاريخ الثقافى والفكرى والفلسفى مقارنة بالدول الأوربية الأخرى . ومن ناحية أخرى نراهم وهم يتحدثون عن تأثير الثقافة العربية الأندلسية فى اللغة القشتالية وثقافتها يقاومون هذا التأثير ويغمطونه حقه وإن فعلوا فعلى استحياء كما هو الحال فى تأثير فن الشعر بقوالبه وفن السرد القصصى .

وفيما يتعلق بالإسلام كديانة ورسول الإسلام محمد والسياق الذى عاش فيه الرسول وما قام به فى حياته والحديث وأركان الإسلام والقضايا الفقهية الأخرى :


فقد ذكر اسم الرسول على الطريقة القشتالية Mahoma وليس محمد , ويذكر أنه مؤسس الديانة الجديدة وجاء بديانة جديدة داعياً لعبادة إله جديد , والإسلام ديانة توحيد ولدت فى شبه الجزيرة العربية وأسسه محمد ( موجز تاريخ الفن ص 65 ) , وأن أتباع محمد كتبوا القرآن الكتاب المقدس عند المسلمين , ووردت عبارة " الغزو والغزاة " فى كافة الكتب لوصف دخول العرب إلى شبه الجزيرة الأيبيرية مشيرين لأن غاية المسلمين كانت غايات توسعية . ( موجز التاريخ ص 65 ) .

يلاحظ أنه في تنفيذ الملف تلون العبارات المغلوطة الموجودة بالكتب الأسبانية بلون مخالف واضح ،تجنبا لسوء الفهم للموضوع .