أبوتركي
19-03-2007, 01:41 AM
أولو الأمر في السوق يأكلون مال صغار الكسبة
19/03/2007
كتب منير يونس:
تتفاقم في سوق الكويت للاوراق المالية خلال هذه الآونة آفة قديمة جديدة لطالما كانت مدار انتقاد وتحذير من خطورتها، ألا وهي الافادة من المعلومات الداخلية في عدد من الشركات المدرجة بحيث تستغل المعلومات في عمليات التداول، بما يعني ذلك من مخالفة صريحة لنصوص القانون الخاص بذلك، ومن الملاحظات التي كان لا بد من ذكرها وهي مستقاة من واقع التداول في الآونة الاخيرة ما يلي:
صعود الحد الأعلى بلا سبب معلن
-1 صعدت بالحد الأعلى اسهم عدة لفترة من الزمن غير قصيرة من دون اي اعلان واضح عن صفقة او ارباح او اي افصاح له علاقة بتأثر الشركة وبالتالي سهمها بربح ما. الصعود المتتالي لم يلفت نظر احد من المعنيين في السوق بالسؤال عن ماهيته بأي شكل من الأشكال المعتمدة مع الشركات المعنية، فاذا بعد ان طارت الطيور بارزاقها تطل علينا جملة اعلانات وافصاحات تفسر جزئيا ذلك اللهيب في عدد من اسعار الاسهم التي صعد بعضها نحو 70% في أيام معدودة.
تسريبات الأرباح والتوزيعات
-2 لوحظ ايضا ان عددا من الاسهم تأثرت اسعارها ايجابا قبيل اعلان ارباحها وتوزيعاتها، مما يعني ان معلومات الارباح تسربت والا لما صعد السهم عشية الاعلان، وكان شبه مستقر طيلة اشهر!
طمس الأخبار ثم الإفصاح عنها
-3 رؤساء واعضاء منتدبون ينفون اخبارا أو معلومات متداولة عن صفقات ثم يتضح ان ما تم تناقله في الدواوين وفي بعض الصحف كان صحيحا، واكثر من ذلك، ينبري نفس النافي لإعلان صريح بملء فمه متناسيا انه كان اول من طمس الحقيقة، وبين الطمس والافصاح تمر ايام لا بل اسابيع يكون خلالها السهم قد تحرك بما فيه الكفاية ليستفيد من يستفيد.
توصيات بلا حسيب أو رقيب
-4 زاد التركيز اخيرا من بعض الجهات على اصدار توصيات شراء اسهم واصدار تقارير تضع اسعارا 'عادلة' لعدد من الاسهم 'المنتقاة' وتوصي بالاحتفاظ بها او الشراء منها ايضا وايضا. وليس في السوق ادوات لمعرفة مدى علمية هذه التقارير ومدى حيادية تلك التوصيات، والانكى من ذلك هو ان الجهات المذكورة تمتلئ محافظها او صناديقها بتلك الأسهم ولا أحد يراقب او يتابع هذه القضية الحساسة التي تجر ذيولها منذ سنوات.
ورد.. ثم شوك
-5 شركات مدرجة حديثا تخسر رأسمالها جزئيا او كليا بعدما روج مستشارها ومدير اصدار اسهمها في فترات الاكتتاب معلومات وردية وبروباغندا، على حيلها، ترسم مستقبل اقتناء السهم مشرقا، فإذا بالسنة الاولى للادراج تفضح المستور فيتراجع السهم 30 الى 40 أو 50% قياسا بسعر بيعه على المكتتبين، وتخسر الشركة مبالغ طائلة تكاد تبتلع رأس المال.. ولا احد يتابع ويراقب ويسأل ويحاسب!
صفقات السند والهند
-6 شركات كويتية تعلن عن صفقات او مشاريع صفقات في سوريا وليبيا وباكستان وبنغلادش وبلاد الهونولولو تتناقلها وسائل الاعلام بالتفصيل الممل ولا نرى في السوق اي افصاح عنها. واذا تسنى لنا ان نقع على افصاح ما نراه لا يغني ولا يسمن من جوع عبارة عن اسطر قليلة فقيرة المعلومات ضنينة الشفافية.. وبالتالي شحيحة الحياء.. ولا من حسيب ولا رقيب.
ذهب مطمور
-7 بدأت الجمعيات العمومية بالانعقاد وباتت تقارير مجالس الادارات متاحة للجميع. فإذا بنا بعد قراءتها نجد فيها معلومات لا تخطر على بال عن صفقات وارباح بالملايين وعشرات الملايين احيانا. تلك المعلومات لا نعرف لها اثرا خلال العام المالي، فلا افصاح عنها ولا من يحزنون. لنفاجأ بعد اشهر طويلة انها في الميزانية والتقرير السنوي فمن يدري كيف استفاد من استفاد من تلك المعلومات؟ ولا نعلم لماذا الطمس والكتمان على بيانات مؤثرة في سعر السهم.. ولا من سائل ولا من مجيب وكأن الامر لم يكن ولا من يكلف نفسه عناء البحث والتدقيق والتمحيص!
الحق باطل.. والباطل حق
-8 شركات تربح قضايا واخرى تخسر والسوق يستجيب او لا يستجيب بكفاءة متدنية وفقا لبيانات الحق المقلوب باطلا اوالباطل المتقمص حقا، بحسب آراء المحللين والمحامين واصحاب المصالح.. ولا من يقف عن كثب على الحقيقة حقنا لدماء مال صغار المساهمين.
عقود تفسخ.. وأخرى تبرم
-9 عقود تفسخ واخرى تعقد والشركات المعنية تضن علينا برشفة شفافية كافية تروي ظمأنا لمعرفة الاثر المالي الحقيقي لتلك العقود المفسوخة او المعقودة على سعر السهم. وما تفصح عنه يكاد يكون مضللا اكثر منه منورا.. ولا من يعبأ بطيور الظلام المتمادية بتسللها الليلي.
الصناديق.. وراء الأكمة ما وراءها
10- صناديق تدير اكثر من ملياري دينار لا نعرف عنها شيئا سوى انها تعلن في الصحف عن عوائد 'غريبة'، في زاوية لا يراها احد اذا كانت خاسرة.. وملء الصفحات اذا كانت رابحة، وعدد قليل من تلك الصناديق يعلن عما في حوزته من اسهم، والباقي بعلم الغيب.. ولا من يكلف نفسه عناء الاهتمام ولو قليلا بصغار الكسبة الذين وضعوا مدخرات لدى مديري استثمار زرعوا الارض ورودا عند اطلاق صناديقهم وتحدثوا عن عوائد خيالية، خلافا لما يحصدونه حاليا من اشواك.
من أمن العقوبة .. ارتكب المخالفة
قد لا يكون ما تقدم ذكره الا غيضا من فيض التعميات والمعميات في السوق. ورب قائل من 'أمن العقوبة.. ارتكب المخالفة' وآخر يقول: هذه هي حدود المطلوب للافصاح وليس في كل ما أثير ويثار مخالفات تذكر، القولان محقان ربما ان بعض قوانين الافصاح عن المعلومات قاصرة في الكويت، فالنماذج التي بين ايدي الشركات تلبي متطلباتها باضعف الايمان وكفى المؤمنين شر القتال.
هل يكفي ذلك لنضع رأسنا في الرمال ونقول: لا يحدث اي مريب؟ الجواب بالنفي طبعا اذا اردنا سوقا يتكافأ فيه الجميع امام احقية الوصول الى المعلومة، الا اذا كنا ممن سلم جدلا بأن هناك ابناء ست وابناء جارية.. وهذا التمييز حرام شرعا قبل ان يكون حراما سوقا.. والله المستعان.
19/03/2007
كتب منير يونس:
تتفاقم في سوق الكويت للاوراق المالية خلال هذه الآونة آفة قديمة جديدة لطالما كانت مدار انتقاد وتحذير من خطورتها، ألا وهي الافادة من المعلومات الداخلية في عدد من الشركات المدرجة بحيث تستغل المعلومات في عمليات التداول، بما يعني ذلك من مخالفة صريحة لنصوص القانون الخاص بذلك، ومن الملاحظات التي كان لا بد من ذكرها وهي مستقاة من واقع التداول في الآونة الاخيرة ما يلي:
صعود الحد الأعلى بلا سبب معلن
-1 صعدت بالحد الأعلى اسهم عدة لفترة من الزمن غير قصيرة من دون اي اعلان واضح عن صفقة او ارباح او اي افصاح له علاقة بتأثر الشركة وبالتالي سهمها بربح ما. الصعود المتتالي لم يلفت نظر احد من المعنيين في السوق بالسؤال عن ماهيته بأي شكل من الأشكال المعتمدة مع الشركات المعنية، فاذا بعد ان طارت الطيور بارزاقها تطل علينا جملة اعلانات وافصاحات تفسر جزئيا ذلك اللهيب في عدد من اسعار الاسهم التي صعد بعضها نحو 70% في أيام معدودة.
تسريبات الأرباح والتوزيعات
-2 لوحظ ايضا ان عددا من الاسهم تأثرت اسعارها ايجابا قبيل اعلان ارباحها وتوزيعاتها، مما يعني ان معلومات الارباح تسربت والا لما صعد السهم عشية الاعلان، وكان شبه مستقر طيلة اشهر!
طمس الأخبار ثم الإفصاح عنها
-3 رؤساء واعضاء منتدبون ينفون اخبارا أو معلومات متداولة عن صفقات ثم يتضح ان ما تم تناقله في الدواوين وفي بعض الصحف كان صحيحا، واكثر من ذلك، ينبري نفس النافي لإعلان صريح بملء فمه متناسيا انه كان اول من طمس الحقيقة، وبين الطمس والافصاح تمر ايام لا بل اسابيع يكون خلالها السهم قد تحرك بما فيه الكفاية ليستفيد من يستفيد.
توصيات بلا حسيب أو رقيب
-4 زاد التركيز اخيرا من بعض الجهات على اصدار توصيات شراء اسهم واصدار تقارير تضع اسعارا 'عادلة' لعدد من الاسهم 'المنتقاة' وتوصي بالاحتفاظ بها او الشراء منها ايضا وايضا. وليس في السوق ادوات لمعرفة مدى علمية هذه التقارير ومدى حيادية تلك التوصيات، والانكى من ذلك هو ان الجهات المذكورة تمتلئ محافظها او صناديقها بتلك الأسهم ولا أحد يراقب او يتابع هذه القضية الحساسة التي تجر ذيولها منذ سنوات.
ورد.. ثم شوك
-5 شركات مدرجة حديثا تخسر رأسمالها جزئيا او كليا بعدما روج مستشارها ومدير اصدار اسهمها في فترات الاكتتاب معلومات وردية وبروباغندا، على حيلها، ترسم مستقبل اقتناء السهم مشرقا، فإذا بالسنة الاولى للادراج تفضح المستور فيتراجع السهم 30 الى 40 أو 50% قياسا بسعر بيعه على المكتتبين، وتخسر الشركة مبالغ طائلة تكاد تبتلع رأس المال.. ولا احد يتابع ويراقب ويسأل ويحاسب!
صفقات السند والهند
-6 شركات كويتية تعلن عن صفقات او مشاريع صفقات في سوريا وليبيا وباكستان وبنغلادش وبلاد الهونولولو تتناقلها وسائل الاعلام بالتفصيل الممل ولا نرى في السوق اي افصاح عنها. واذا تسنى لنا ان نقع على افصاح ما نراه لا يغني ولا يسمن من جوع عبارة عن اسطر قليلة فقيرة المعلومات ضنينة الشفافية.. وبالتالي شحيحة الحياء.. ولا من حسيب ولا رقيب.
ذهب مطمور
-7 بدأت الجمعيات العمومية بالانعقاد وباتت تقارير مجالس الادارات متاحة للجميع. فإذا بنا بعد قراءتها نجد فيها معلومات لا تخطر على بال عن صفقات وارباح بالملايين وعشرات الملايين احيانا. تلك المعلومات لا نعرف لها اثرا خلال العام المالي، فلا افصاح عنها ولا من يحزنون. لنفاجأ بعد اشهر طويلة انها في الميزانية والتقرير السنوي فمن يدري كيف استفاد من استفاد من تلك المعلومات؟ ولا نعلم لماذا الطمس والكتمان على بيانات مؤثرة في سعر السهم.. ولا من سائل ولا من مجيب وكأن الامر لم يكن ولا من يكلف نفسه عناء البحث والتدقيق والتمحيص!
الحق باطل.. والباطل حق
-8 شركات تربح قضايا واخرى تخسر والسوق يستجيب او لا يستجيب بكفاءة متدنية وفقا لبيانات الحق المقلوب باطلا اوالباطل المتقمص حقا، بحسب آراء المحللين والمحامين واصحاب المصالح.. ولا من يقف عن كثب على الحقيقة حقنا لدماء مال صغار المساهمين.
عقود تفسخ.. وأخرى تبرم
-9 عقود تفسخ واخرى تعقد والشركات المعنية تضن علينا برشفة شفافية كافية تروي ظمأنا لمعرفة الاثر المالي الحقيقي لتلك العقود المفسوخة او المعقودة على سعر السهم. وما تفصح عنه يكاد يكون مضللا اكثر منه منورا.. ولا من يعبأ بطيور الظلام المتمادية بتسللها الليلي.
الصناديق.. وراء الأكمة ما وراءها
10- صناديق تدير اكثر من ملياري دينار لا نعرف عنها شيئا سوى انها تعلن في الصحف عن عوائد 'غريبة'، في زاوية لا يراها احد اذا كانت خاسرة.. وملء الصفحات اذا كانت رابحة، وعدد قليل من تلك الصناديق يعلن عما في حوزته من اسهم، والباقي بعلم الغيب.. ولا من يكلف نفسه عناء الاهتمام ولو قليلا بصغار الكسبة الذين وضعوا مدخرات لدى مديري استثمار زرعوا الارض ورودا عند اطلاق صناديقهم وتحدثوا عن عوائد خيالية، خلافا لما يحصدونه حاليا من اشواك.
من أمن العقوبة .. ارتكب المخالفة
قد لا يكون ما تقدم ذكره الا غيضا من فيض التعميات والمعميات في السوق. ورب قائل من 'أمن العقوبة.. ارتكب المخالفة' وآخر يقول: هذه هي حدود المطلوب للافصاح وليس في كل ما أثير ويثار مخالفات تذكر، القولان محقان ربما ان بعض قوانين الافصاح عن المعلومات قاصرة في الكويت، فالنماذج التي بين ايدي الشركات تلبي متطلباتها باضعف الايمان وكفى المؤمنين شر القتال.
هل يكفي ذلك لنضع رأسنا في الرمال ونقول: لا يحدث اي مريب؟ الجواب بالنفي طبعا اذا اردنا سوقا يتكافأ فيه الجميع امام احقية الوصول الى المعلومة، الا اذا كنا ممن سلم جدلا بأن هناك ابناء ست وابناء جارية.. وهذا التمييز حرام شرعا قبل ان يكون حراما سوقا.. والله المستعان.