أبوتركي
19-03-2007, 03:19 AM
الإعلام في عيون رجال الأعمال!
سـعود الأحمد
بمناسبة انعقاد اجتماعات القمة العربية في العاصمة السعودية، الرياض، الأسبوع المقبل، وما ينتظر معه من تزايد التغطيات والفعاليات الإعلامية الأخرى، فإن من المهم أن نعترف بأن الفجوة ما زالت واسعة بين فهم المسؤولين لمهام الإعلاميين، وبخاصة الإعلاميين الاقتصاديين، بل إن من المسلم به أنه وإلى يومنا هذا لم يأت من يقوم بدور الجمع والتوفيق بين حاجة الإعلام وحاجة المسؤولين ورجال المال والأعمال.
لكن مما يبعث على التفاؤل، أن العالم بدأ يتعامل مع هذه المشكلة بشكل أكثر فعالية. فقد ظهر علم جديد (على مستوى العالم) يَعْنَى بأساليب وتقنيات تفاهم بين الطرفين. فمما يُحمد لبرامج المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق التعريفية أنها استضافت في دورتها السادسة (الاثنين 6/2/2007) المستشار الإعلامي الأميركي، مارك ماثيز، رئيس شركة ماثيز للإعلام، لإلقاء محاضرة كان موضوعها «التعامل مع وسائل الإعلام وكيفية إيجاد شراكة قوية معها». وهو موضوع نحن في أشد الحاجة للاستزادة منه، حيث يعتبر مارك الصحافة «وحش الإعلام». وخلال حلقة النقاش أطلق مارك على الصحافة أو الإعلام تعريفات ينبغي التوقف عندها، مثل: ـ الجديد، أو المعلومات، أو الحدث، لكن التعريف الحقيقي أنها العفوية Emotion أو simplicity، وإن كان من المهم التفريق بينهما من حيث المعنى والخطورة. كما ركز مارك على أهمية الظهور الإيجابي في وسائل الإعلام الإخبارية، وأعتبره أفضل الأساليب القائمة للتسويق، معتبراً أن وجود شراكة بين الشركات والإعلام، يعد فرصة يجب استغلالها، لمصلحة المنشآت الاقتصادية والإعلاميين في ذات الوقت.
وكان من أبرز ما علق به مارك أنه لا بد عند التعامل مع الصحفي الأخذ في الاعتبار الصفات الأربع له (HHHH)، وهي في الواقع ما يجعل مهنة الصحافة مهنة المتاعب:
1 ـ Handicap، هي صفة يراها مارك تلازم بعض الصحفيين، بحكم صغر سنهم وقلة تعليمهم، لكنه يعطف هذه الصفة على الصحفي بدون مساعدة المسؤولين (في القطاعين العام والخاص). وهذه ملاحظة منطقية لو أخذت من زاوية حاجته للمعلومة، والحقيقة أننا في الممارسة الصحفية نعاني منها، لأن المعلومات التي يطلبها القراء تكون في حوزة المسؤولين. والكثير من المسؤولين يخفي المعلومة عن الصحافة. ربما لجهله التفريق بين ما هو حق للعامة أن يطلعوا عليه، وما هو في حكم السري، ومن حق المنشآت الاقتصادية التحفظ عليه.
2 ـ Hurry، هي المشكلة الثانية، إذ أن الصحفي يهدف للحصول على السبق الصحفي. لكن معظم المسؤولين يتعمدون التأجيل، فيظل الصحفي يحترق رغبة في الحصول على المعلومة في وقت مبكر. وفي أحيان كثيرة تغلق الصحيفة صفحاتها وتوزع أعدادها على متن سيارات التوزيع، والمسؤول (المتحفظ) ما زال يحرر الخبر (يضيف جملة ويعدل أخرى). 3 ـ Hungry، هذه أهم مشكلة يواجهها الصحفي، وهي أنه جائع وربما متعطش للمزيد من الأخبار. في وقت هناك شح في وصولها إليه. وربما لا يتصور البعض حالة الصحفي، وهو يغلق العدد ويعود إلى منزله، لا ليفكر فيما نشر، بقدر ما يفكر في مواد عدد غدٍ.. لأن الصحافة مثل النار تحتاج دائماً إلى وقود، ووقودها المواد اليومية الجديدة.
4 ـ Human، هذه صفة لا يستطيع غالبية الناس التخلص منها، وهي أنه بحسن المقابلة ودماثة الأخلاق في المعاملة، يتأثر الإنسان وينعكس ذلك فيما يكتب عن القضية والجهة التي تمده بالمعلومات، بل إن مارك يرى أن الصحفي أقرب من غيره إلى التأثر والمزاجية، وأنه في الحقيقة لا يوجد نظام للصحافة.. لكن مارك يؤكد أنه بقدر ما توفر المعلومة للصحفي ولو أنك تتحكم فيها، بقدر ما يحبك ويواليك ويخدمك، وأن ما يقدمه لك أثمن مما تقدمه له، لا سيما أنه سيحصل على المعلومة منك أو من غيرك عاجلاً أم آجلاً.
وختاماً.. أود أن أشكر وزراء الإعلام الخليجيين على استصدار قرار السماح للإعلاميين بحضور جلساتهم. وأؤكد أن مجتمع المال والأعمال في أمسِّ الحاجة لتبني برامج تقوية عُرَى التواصل مع الإعلاميين.
وأن مثل هذه المحاضرات تخدم المجتمع، وتحتاج لإعداد أفضل ودعوات أشمل للمستفيدين المحتاجين لها (كالبنوك والشركات المساهمة ورجال الأعمال المهمين)، في المناسبات القادمة.
سـعود الأحمد
بمناسبة انعقاد اجتماعات القمة العربية في العاصمة السعودية، الرياض، الأسبوع المقبل، وما ينتظر معه من تزايد التغطيات والفعاليات الإعلامية الأخرى، فإن من المهم أن نعترف بأن الفجوة ما زالت واسعة بين فهم المسؤولين لمهام الإعلاميين، وبخاصة الإعلاميين الاقتصاديين، بل إن من المسلم به أنه وإلى يومنا هذا لم يأت من يقوم بدور الجمع والتوفيق بين حاجة الإعلام وحاجة المسؤولين ورجال المال والأعمال.
لكن مما يبعث على التفاؤل، أن العالم بدأ يتعامل مع هذه المشكلة بشكل أكثر فعالية. فقد ظهر علم جديد (على مستوى العالم) يَعْنَى بأساليب وتقنيات تفاهم بين الطرفين. فمما يُحمد لبرامج المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق التعريفية أنها استضافت في دورتها السادسة (الاثنين 6/2/2007) المستشار الإعلامي الأميركي، مارك ماثيز، رئيس شركة ماثيز للإعلام، لإلقاء محاضرة كان موضوعها «التعامل مع وسائل الإعلام وكيفية إيجاد شراكة قوية معها». وهو موضوع نحن في أشد الحاجة للاستزادة منه، حيث يعتبر مارك الصحافة «وحش الإعلام». وخلال حلقة النقاش أطلق مارك على الصحافة أو الإعلام تعريفات ينبغي التوقف عندها، مثل: ـ الجديد، أو المعلومات، أو الحدث، لكن التعريف الحقيقي أنها العفوية Emotion أو simplicity، وإن كان من المهم التفريق بينهما من حيث المعنى والخطورة. كما ركز مارك على أهمية الظهور الإيجابي في وسائل الإعلام الإخبارية، وأعتبره أفضل الأساليب القائمة للتسويق، معتبراً أن وجود شراكة بين الشركات والإعلام، يعد فرصة يجب استغلالها، لمصلحة المنشآت الاقتصادية والإعلاميين في ذات الوقت.
وكان من أبرز ما علق به مارك أنه لا بد عند التعامل مع الصحفي الأخذ في الاعتبار الصفات الأربع له (HHHH)، وهي في الواقع ما يجعل مهنة الصحافة مهنة المتاعب:
1 ـ Handicap، هي صفة يراها مارك تلازم بعض الصحفيين، بحكم صغر سنهم وقلة تعليمهم، لكنه يعطف هذه الصفة على الصحفي بدون مساعدة المسؤولين (في القطاعين العام والخاص). وهذه ملاحظة منطقية لو أخذت من زاوية حاجته للمعلومة، والحقيقة أننا في الممارسة الصحفية نعاني منها، لأن المعلومات التي يطلبها القراء تكون في حوزة المسؤولين. والكثير من المسؤولين يخفي المعلومة عن الصحافة. ربما لجهله التفريق بين ما هو حق للعامة أن يطلعوا عليه، وما هو في حكم السري، ومن حق المنشآت الاقتصادية التحفظ عليه.
2 ـ Hurry، هي المشكلة الثانية، إذ أن الصحفي يهدف للحصول على السبق الصحفي. لكن معظم المسؤولين يتعمدون التأجيل، فيظل الصحفي يحترق رغبة في الحصول على المعلومة في وقت مبكر. وفي أحيان كثيرة تغلق الصحيفة صفحاتها وتوزع أعدادها على متن سيارات التوزيع، والمسؤول (المتحفظ) ما زال يحرر الخبر (يضيف جملة ويعدل أخرى). 3 ـ Hungry، هذه أهم مشكلة يواجهها الصحفي، وهي أنه جائع وربما متعطش للمزيد من الأخبار. في وقت هناك شح في وصولها إليه. وربما لا يتصور البعض حالة الصحفي، وهو يغلق العدد ويعود إلى منزله، لا ليفكر فيما نشر، بقدر ما يفكر في مواد عدد غدٍ.. لأن الصحافة مثل النار تحتاج دائماً إلى وقود، ووقودها المواد اليومية الجديدة.
4 ـ Human، هذه صفة لا يستطيع غالبية الناس التخلص منها، وهي أنه بحسن المقابلة ودماثة الأخلاق في المعاملة، يتأثر الإنسان وينعكس ذلك فيما يكتب عن القضية والجهة التي تمده بالمعلومات، بل إن مارك يرى أن الصحفي أقرب من غيره إلى التأثر والمزاجية، وأنه في الحقيقة لا يوجد نظام للصحافة.. لكن مارك يؤكد أنه بقدر ما توفر المعلومة للصحفي ولو أنك تتحكم فيها، بقدر ما يحبك ويواليك ويخدمك، وأن ما يقدمه لك أثمن مما تقدمه له، لا سيما أنه سيحصل على المعلومة منك أو من غيرك عاجلاً أم آجلاً.
وختاماً.. أود أن أشكر وزراء الإعلام الخليجيين على استصدار قرار السماح للإعلاميين بحضور جلساتهم. وأؤكد أن مجتمع المال والأعمال في أمسِّ الحاجة لتبني برامج تقوية عُرَى التواصل مع الإعلاميين.
وأن مثل هذه المحاضرات تخدم المجتمع، وتحتاج لإعداد أفضل ودعوات أشمل للمستفيدين المحتاجين لها (كالبنوك والشركات المساهمة ورجال الأعمال المهمين)، في المناسبات القادمة.