ابن ادم
20-03-2007, 04:55 PM
{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ... [آل عمران : 110]
الأمة التي يكون من الرعيل الأول فيها أبو بكر العربي ، وبلال الحبشي ، وصهيب الرومي ، وسلمان الفارسي ، وإخوانهم الكرام . والتي تتوالى أجيالها على هذا النسق الرائع .. الجنسية فيها العقيدة ، والوطن فيها هو دار الإسلام ، والحاكم فيها هو الله ، والدستور فيها هو القرآن .
هذا التصور الرفيع للدار وللجنسية وللقرابة هو الذي ينبغي أن يسيطر على قلوب أصحاب الدعوة إلى الله ، والذي ينبغي أن يكون من الوضوح بحيث لا تختلط به أوشاب التصورات الجاهلية الدخيلة ، ولا تتسرب إليه صور الشرك الخفية : الشرك بالأرض ، والشرك بالجنس ، والشرك بالقوم ، والشرك بالنسب ، والشرك بالمنافع الصغيرة القريبة ، تلك التي يجمعها الله سبحانه في آية واحدة فيضعها في كفة ، ويضع الإيمان ومقتضياته في كفة أخرى ، ويدع للناس الخيار :
{ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } ... [التوبة : 24]
حيث أن المعتبر في الولاء والبراء عند أبناء القبيلة أو العشيرة هو مجرد الانتماء إلى القبيلة ونظامها بغض النظر عن الدين والمعتقد؛ فكل من كان ينتمي إلى القبيلة أو العشيرة ويقر بنظامها وعاداتها يجب أن يعطى من الولاء والنصرة - وإن كان كافراً - مالا يعطاه ابن قبيلة أو عشيرة أخرى وإن كان من خيرة المسلمين المؤمنين.
وبذلك تكون القبيلة - ونظامها - في نظر أبنائها إلهاً مطاعاً من دون الله عز وجل ؛ فالذي توجبه القبيلة تطاع فيه وإن كان في الشرع محرماً، والذي تنهى عنه القبيلة تطاع فيه وإن كان في الشرع واجباً، وهذا عين الشرك والكفر كما قال تعالى: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} الأنعام: 121 أي إن أطعتموهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله إنكم مثلهم مشركون.
فمن لوازم هذا النوع من الولاء.. موالاة ونصرة ابن القبيلة لابن قبيلته في الحق والباطل.. وظالماً ومظلوماً.. لمجرد كونه ينتمي إلى قبيلته!
ومن صور الولاء المعهود عند بعض القبائل والعشائر تماجدهم وتفاخرهم بالأجداد والآباء بغض النظر عن استقامتهم وسلامة دينهم، وهذا مما لا شك فيه أن الإسلام قد نهى عنه، وحذر منه أشد التحذير.
كما في الحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "انتسب رجلان على عهد موسى، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، حتى عد تسعة فمن أنت لا أم لك؟! قال: أنا فلان بن فلان ابن الإسلام، فأوحى الله إلى موسى أن قل لهذين المنتسبين: أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم في النار، وأما أنت أيها المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة " [132].
فمن كان منتسباً ومتفاخراً ولا بد، فلينتسب إلى الإسلام وإلى من كان منتسباً إلى الإسلام.
ورحم الله القائل:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إن افتخروا بقيس أو تميم
تنبيه: القبيلة أو العشيرة التي تتعاهد فيما بينها على أن تنصر الحق أينما كان ولو كان في قبيلة أخرى، وأن تعادي الباطل وإن كان صادراً عن أبناء قبيلتها، وكذلك أن توالي المؤمن وإن كان من غير قبيلتها، وتعادي الكافر الظالم وإن كان من أبناء قبيلتها، وأن يكون الحكم الذي ترد إليه جميع النزاعات والخلافات هو الكتاب والسنة.. فهذه قبيلة محمود ولاؤها محمود نظامها، وأبناؤها يندرجون تحت قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} التوبة: 71.
--------------------------------------------------------------------------------
[132] رواه أحمد، والنسائي، والطبراني، صحيح الجامع: 1492.
منقول
الأمة التي يكون من الرعيل الأول فيها أبو بكر العربي ، وبلال الحبشي ، وصهيب الرومي ، وسلمان الفارسي ، وإخوانهم الكرام . والتي تتوالى أجيالها على هذا النسق الرائع .. الجنسية فيها العقيدة ، والوطن فيها هو دار الإسلام ، والحاكم فيها هو الله ، والدستور فيها هو القرآن .
هذا التصور الرفيع للدار وللجنسية وللقرابة هو الذي ينبغي أن يسيطر على قلوب أصحاب الدعوة إلى الله ، والذي ينبغي أن يكون من الوضوح بحيث لا تختلط به أوشاب التصورات الجاهلية الدخيلة ، ولا تتسرب إليه صور الشرك الخفية : الشرك بالأرض ، والشرك بالجنس ، والشرك بالقوم ، والشرك بالنسب ، والشرك بالمنافع الصغيرة القريبة ، تلك التي يجمعها الله سبحانه في آية واحدة فيضعها في كفة ، ويضع الإيمان ومقتضياته في كفة أخرى ، ويدع للناس الخيار :
{ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } ... [التوبة : 24]
حيث أن المعتبر في الولاء والبراء عند أبناء القبيلة أو العشيرة هو مجرد الانتماء إلى القبيلة ونظامها بغض النظر عن الدين والمعتقد؛ فكل من كان ينتمي إلى القبيلة أو العشيرة ويقر بنظامها وعاداتها يجب أن يعطى من الولاء والنصرة - وإن كان كافراً - مالا يعطاه ابن قبيلة أو عشيرة أخرى وإن كان من خيرة المسلمين المؤمنين.
وبذلك تكون القبيلة - ونظامها - في نظر أبنائها إلهاً مطاعاً من دون الله عز وجل ؛ فالذي توجبه القبيلة تطاع فيه وإن كان في الشرع محرماً، والذي تنهى عنه القبيلة تطاع فيه وإن كان في الشرع واجباً، وهذا عين الشرك والكفر كما قال تعالى: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} الأنعام: 121 أي إن أطعتموهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله إنكم مثلهم مشركون.
فمن لوازم هذا النوع من الولاء.. موالاة ونصرة ابن القبيلة لابن قبيلته في الحق والباطل.. وظالماً ومظلوماً.. لمجرد كونه ينتمي إلى قبيلته!
ومن صور الولاء المعهود عند بعض القبائل والعشائر تماجدهم وتفاخرهم بالأجداد والآباء بغض النظر عن استقامتهم وسلامة دينهم، وهذا مما لا شك فيه أن الإسلام قد نهى عنه، وحذر منه أشد التحذير.
كما في الحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "انتسب رجلان على عهد موسى، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، حتى عد تسعة فمن أنت لا أم لك؟! قال: أنا فلان بن فلان ابن الإسلام، فأوحى الله إلى موسى أن قل لهذين المنتسبين: أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم في النار، وأما أنت أيها المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة " [132].
فمن كان منتسباً ومتفاخراً ولا بد، فلينتسب إلى الإسلام وإلى من كان منتسباً إلى الإسلام.
ورحم الله القائل:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إن افتخروا بقيس أو تميم
تنبيه: القبيلة أو العشيرة التي تتعاهد فيما بينها على أن تنصر الحق أينما كان ولو كان في قبيلة أخرى، وأن تعادي الباطل وإن كان صادراً عن أبناء قبيلتها، وكذلك أن توالي المؤمن وإن كان من غير قبيلتها، وتعادي الكافر الظالم وإن كان من أبناء قبيلتها، وأن يكون الحكم الذي ترد إليه جميع النزاعات والخلافات هو الكتاب والسنة.. فهذه قبيلة محمود ولاؤها محمود نظامها، وأبناؤها يندرجون تحت قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} التوبة: 71.
--------------------------------------------------------------------------------
[132] رواه أحمد، والنسائي، والطبراني، صحيح الجامع: 1492.
منقول