المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فكرة تجمع منتجي الغاز تتبلور وسط اهتمام عالمي متزايد



أبوتركي
21-03-2007, 09:47 AM
فكرة تجمع منتجي الغاز تتبلور وسط اهتمام عالمي متزايد




قال محللون إن فكرة إقامة كارتل للغاز على غرار منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» آخذة في التبلور في الوقت الذي أعلنت فيه دول كانت تستبعد هذه الفكرة مثل روسيا والجزائر استعدادها لدراستها قبل أيام من قمة بهذا الشأن. وبحسب صحيفة «كومرسانت» الروسية فإن خمس من الدول الرئيسية المنتجة للغاز هي الجزائر وروسيا وقطر وإيران وفنزويلا، ستطلق «اوبك للغاز» أثناء اجتماع تعقده أثناء منتدى الدول المصدرة للغاز في 12 ابريل بالدوحة.


في هذه الأثناء قال شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الجزائري ان هذا الاتحاد قد يرى النور في حال أبدى المنتجون اهتماما به وذلك بعد ان كان يعتبر قبل أسابيع ان إقامة مثل هذا الكارتل «مستحيلة». وعدل الوزير الجزائري موقفه بعد ان اعتبر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الأسبوع الماضي انه ينبغي عدم رفض هذه الفكرة بشكل مسبق.


كما عدل وزير الطاقة القطري عبدالله العطية ايضا موقفه. وبعد ان كان يرفض الفكرة في بداية فبراير قال في مستهل مارس انه سينتظر انعقاد المنتدى لإعلان موقفه.


وقال في وقت سابق «منتدى الدوحة للغاز الذي سينعقد يوم 9 ابريل المقبل سيشهد مداولات بين الدول المنتجة للغاز، وسيتم النظر في ما يمكن عمله».


وعادت فكرة إقامة كارتل للغاز إلى واجهة الأحداث منذ الصيف خاصة بعد إقامة تحالف بين شركتي «غازبروم» الروسية و«سونطراك» الجزائرية ابرز مزودي أوروبا بالغاز. وشكلت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بداية فبراير دفعا للفكرة التي قال انها «مثيرة للاهتمام».


غير ان قيام اتحاد لمصدري الغاز على غرار منظمة أوبك يصعب تصوره بالنظر إلى خصوصيات سوق الغاز. وقال فرانسيس بيران رئيس تحرير دورية «البترول والغاز العربي» ان «الفارق الأساسي يكمن في كون وسيلة التحرك الرئيسية لأوبك تتمثل في قدرتها على تغيير إنتاجها للتأثير على الأسعار».


ويتم التداول بالنفط في الأسواق المالية مثل سوقي لندن ونيويورك ولا يزيد أمد العقود عن بضعة أشهر ما يمكن أوبك من تغيير إنتاجها. ومع ان الغاز أيضا مدرج في الأسواق المالية الا انه لا يشمل الا قسما بسيطا جدا من الأسواق. وتتم اغلب العقود من خلال اتفاقيات ثنائية عادة ما تمثل أسعار النفط مرجعيتها وتمتد على 15 أو 20 عاما وأحيانا أكثر.


كما ان سوق الغاز يتخذ طابعا إقليميا بسبب صعوبة نقل هذه المادة بخلاف النفط. ويتطلب نقل الغاز مد خطوط أنابيب او عندما يتعلق الأمر بمسافات ابعد عبر سفن لنقل الميثان ما يستدعي تسييل الغاز وهي عملية مكلفة ماليا.


ورأى بيران انه من الممكن «تصور منظمة من نوع مختلف» تشمل تبادل المعلومات والدراسات والتعاون على الاستثمار وتنمية طاقة الغاز. وأضاف ان الدول الأعضاء في هذا الكارتل يمكنها، لتعويض التدخل المباشر في الإنتاج والأسعار، الاتفاق معا على معاودة التفاوض على عقودها القائمة واغلبها غير مربحة مقارنة بأسعار السوق الحالية التي شهدت ارتفاعا منذ خمس سنوات.


لكنه أشار إلى انه لا ينبغي للدول المصدرة للغاز إعادة النظر في عقودها الطويلة الأمد «الضرورية لها» لأنها تدر عليها تمويلا طويل الأمد. وتوقع اندري فيدوروف المحلل في «الفا بنك» رد فعل «سلبي من الدول الأوروبية المستهلكة للغاز» التي قد تعمد في رد فعل على إقامة كارتل للغاز إلى السعي إلى تنويع مصادر إمداداتها.


ويتزايد الاهتمام بمسألة التعاون في العديد من المجالات بين منتجي الغاز العالميين. وفي هذا الإطار دشن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ونظيره الأرمني روبرت كوتشريان خلال الساعات القليلة الماضية مشروع أنبوب غاز بين البلدين يحد من اعتماد ارمينيا على روسيا في الحصول على الغاز. وفتح الرئيسان رسميا أنبوب الغاز الذي يبلغ طوله 141 كلم في مدينة اغاراك القريبة من الحدود الإيرانية.


وقال كوتشاريان «انه حدث تاريخي يفتح عهدا جديدا في العلاقات بين ايران وارمينيا». وينص العقد المبرم بين البلدين على تزويد ارمينيا بنحو 36 مليار متر مكعب من الغاز خلال العشرين سنة المقبلة.


وتعتبر قطر محوراً رئيسياً في قطاع الغاز العالمي، وقال محمد صالح السادة العضو المنتدب لشركة راس غاز وهي مشروع مشترك بين مؤسسة قطر للبترول واكسون موبيل إن طاقة تصدير الغاز الطبيعي المسال في قطر تبلغ حاليا 7 .30 مليون طن سنويا ترتفع الى 77 مليون طن سنويا أو 30 في المئة من صادرات الغاز الطبيعي المسال في العالم بحلول عام 2010.


وأضاف أنه حالما تستكمل الوحدة السابعة ستبلغ طاقة راس غاز 3 .36 مليون طن سنويا مقارنة مع الطاقة الحالية البالغة 6 .20 مليون طن سنويا. وألغت قطر للبترول واكسون موبيل خططا لبناء مجمع لتحويل الغاز الى وقود سائل في قطر بسبب ارتفاع التكاليف. وتقوم اكسون موبيل بدلا من ذلك بتطوير حقل غاز برزان.