تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "الفورملا 1" تدعم اقتصاد البحرين بأكثر من 1.5مليار دولار



أبوتركي
22-03-2007, 05:47 AM
"الفورملا 1" تدعم اقتصاد البحرين بأكثر من 1.5مليار دولار



جدة - خالد الدماك:
انتاب القلق رجال الأعمال البحرينيين والخليجيين في لحظة إعلان اطلاق مشروع حلبة البحرين الدولية بتكلفة 150مليون دولار، فبعد سنوات من الشعور بالحيطة والاستثمارات الخالية من المخاطر في منطقة الخليج، والتي تعتمد على قطاعات النفط والصناعات المأمونة الجدوى الاقتصادية وفقاً لمناخ الاستثمار الخليجي السائد، والذي يسعى للخروج إلى العالمية ضمن هذه القطاعات ولم يستأنس في نفسه القدرة على اقتحام قطاعات السياحة والرياضة بمفهومها الذي يتجاوز الحدود الاقليمية ويعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية، مما دعا العديد من رجال الأعمال إلى التحذير من الافراط في التفاؤل خاصة في ظل الامكانيات المتاحة لدولة بحجم مملكة البحرين والتي قلبت الموازين في محاولة استقطابها لجماهير في القارة الأوروبية والأمريكية من عشاق سباقات الفورمولا ون، والتي تحمل مخاطر جمة من شأنها تقلص فرص النجاح، وبالذات في ظل غياب ثقافة رياضة الفورمولا في الدول العربية، واتجاه الأنظار والقلوب جهة بطولات كرة القدم، علاوة على عدم وجود الخبرة في الكوادر الرياضية والتنظيمية والسياحية والتسويقية لاستيعاب 60ألف متفرج في بقعة المساحة الجغرافية المحدودة، ناهيك عن 700مليون متابع في متخلف انحاء العالم.
إلا ان مساحة التشكيك في جدوى نجاح هذا الصرح الرياضي اخذت في التلاشي في عام 2004م عندما أعلن عن تحقيق الحلم على أرض الواقع في اكتمال كافة الترتيبات والاستعدادات لاستقبال الحدث الكبير في موعده المحدد ليضع البحرين على خارطة السياحة العالمية، والتي وضعت حداً للتوقعات المشحونة بالترقب في ولادة جيل جديد من صناعة السياحة الرياضية التي استطاعت خلال عامها الأول من الافتتاح حصد مداخيل للاقتصاد البحريني لامست 160مليون دولار في كافة القطاعات ذات الصلة من السياحة، الطيران، التسويق، الرعاية، والفعاليات الفنية والتجارية المصاحبة لسباقات الفورمولا ون، وخلال العامين الأولى من التشغيل قفزت الأرباح لتجني في العام 2005م ما يقارب من 200مليون دولار، وأدى نجاح حملتها الترويجية في استقطاب مئات الآلاف من الخليجيين والسياح الأجانب من هواة رياضة السيارات الذين تابعوا بشغف السباق والجائزة، اضافة إلى العديد من الفعاليات المقامة التي تنظم تحت شعار "يلا بحرين" والتي تتضمن الرياضة، المهرجانات الثقافية والاجتماعية والفنية التي تسبق انطلاق فعاليات السباق، لتضخ في الاقتصاد البحريني 300مليون دولار في العام 2006م، وفي ظل هذه النجاحات المتلاحقة وتوسع القاعدة الجماهيرية لهذه الرياضة لتمتد إلى الخليج العربي ومنطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط، فإن المراقبين يتوقعون ان تشهد الأرباح نمواً يتجاوز 30% في العام الحالي 2007م.

وأمام هذا النجاح غير المسبوق تراجع رجال الأعمال عن مخاوفهم من اقتحام هذا المضمار الجديد، معلنين عن اطلاق مشاريع شبيهة له في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج بعد أن لمسوا مدى الشعبية التي حظي بها من قبل شريحة الشباب بشكل خاص حيث تجاوز المتابعون في أرض الحلبة من السعوديين والسعوديات أكثر من 30%، مما وضعها في بؤرة الضوء وباتت هدفاً للمستثمرين الذين سعوا إلى اطلاق سلسلة من المشاريع المصغرة بدء من حلبة جدة، راليات حائل، فورمولا ون القوارب في أبها، وانتهاء بحلبة أبوظبي التي سيعلن اطلاقها في العام 2008م.

ويرى الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية والعلاقات العامة بحلبة البحرين الدولية بأن هذه البطولة قد وضعت مملكة البحرين في مصاف الدول المتقدمة في القيام بهذا الحدث العالمي الضخم، والذي من شأنه تعزيز المكاسب العالمية التي حققتها المملكة بفضل نجاحها في التنظيم والتأثير الايجابي ايضاً على جيرانها من دول الجوار، مؤكداً ان الاستثمار في صناعة سباقات السيارات هي صناعة جادة، وان القيمة المرجوة من وراء هذا الاستثمار تحقيق عوائد تصل لعشرة أضعاف وهي عوائد هائلة لا تتحقق إلا من خلال الالتزام بمعايير واشتراطات النجاح التي تؤكد حلبة البحرين الدولية في المضي بها، مشيراً إلى ان نشوء مشاريع مماثلة في منطقة الخليج يشكل تعزيزاً وتطويراً لثقافة السياحة الرياضية من خلال الشراكة التكاملية والتنوع في نوعية رياضة السيارات المختلفة قبل ان تتحول إلى منافسة، مما يحقق مكاسب جمة من حيث زيادة جهودنا الراسخة بأن نصبح سفيراً رياضياً من خلال الارتباط بحلبة البحرين الدولية، ويسهم في رفع شريحة محبي وعشاق هذه الرياضة من مختلف أنحاء العالم، مما يعني ان تشهد منطقة الخليج نمواً في حجم جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال لدفع عجلة التنمية.