المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موجة اندماج البنوك في الخليج بدأت: «أبطال» المنطقة يريدون حضوراً عالميا



مغروور قطر
23-03-2007, 09:01 AM
موجة اندماج البنوك في الخليج بدأت: «أبطال» المنطقة يريدون حضوراً عالميا
تعريب واعداد: فراس ياسين: يرى مصرفيون في المنطقة ان عملية الدمج المتوقعة لبنكين في دبي تبعث الامال في ان صناعة الخدمات المالية في الخليج تتحضر لموجة من الاندماجات مع استعداد المؤسسات المحلية للمنافسة على المستوى الدولي.
ويجري كل من بنك دبي الوطني وبنك الامارات الدولي محادثات لتأسيس بنك عملاق في دبي، بأصول تبلغ نحو 45 مليار دولار اميركي، سيكون اضخم مقرض في الخليج الذي يشهد ارتفاعا في السيولة نتيجة طفرة سوق النفط المستمرة منذ خمسة اعوام.
ولقي تأسيس هذا البنك، الذي لم يسمّ بعد، ترحيبا كبيرا بالاجماع، مع شعور المصرفيين بنهاية سوق البنوك الاماراتي المشبع والمجزأ، وتطلعاتهم الى توحيد صناعة الخدمات المالية في الخليج.
ويرى رئيس قسم الابحاث في «دوتشه بنك» في دبي زياد شودهري انها «بداية منحى جديد، هناك حجج اقتصادية منطقية كافية للاعتقاد بضرورة ازدياد العمليات تلك»، مضيفا «يحتمل ان يشكل ذلك كرة ثلج في المنطقة في ظل سعي البنوك الى اقتصادات الحجم (economies of scale) للمنافسة في مرحلة العمل المصرفي الجديدة».
ولطالما رأى المحللون ان الامارات، التي تشهد نموا سكانيا سريعا والتي تضم 46 بنكا محليا ودوليا تخدم 5 ملايين نسمة، مهيأة لعملية توحيد البنوك فيها. لكن عددا قليلا من مالكي تلك البنوك مستعدون للتخلي عن سيطرتهم. وعلى الرغم من تجنب البنكين عن كشف تفاصيل تلك الصفقة غير المنتهية، الا ان ذكر اسم حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد في الاعلان يشير الى جدية المحادثات.
وتملك حكومة دبي حصة الاكثرية في بنك الامارات الدولي بواقع 77 في المئة وحصة الاقلية في بنك دبي الوطني بواقع 17 في المئة. ورجحت مؤسسة «موديز» للتصنيف الائتماني ان تكون ملكية الحكومة لحصة في البنكين قد ساهمت في محادثات الدمج. وتقول «قد تكون عملية الدمج تلك فاتحة لعمليات اندماج مستقبلية في السوق، لاسيما في ظل امتلاك المساهمين أنفسهم لحصص مختلفة في عدد من المؤسسات الاخرى».
وافتتحت معظم البنوك العالمية مكاتب لها في مركز دبي المالي العالمي «الجنة» الخالية من الضرائب للاستثمارات والعمل المصرفي الاسلامي والخاص، لكن لا تستيطع تلك المؤسسات ان تقدم خدمات التجزئة.
وتقدم بنوك اجنبية مثل «اتش اس بي سي» و«ستاندرد شارترد» خدمات محلية برخصة من البنك المركزي الاماراتي، لكن مازالت الامارات تتعرض لضغوط دولية لفتح قطاعها المصرفي امام المنافسة الاجنبية غير المقيدة.
ويقول شودهري ان «هذا التزاوج بين بنكين قويين في دبي يشكل انسجاما مناسبا لكونه يسمح لقوتهما المختلفتين ان تتكاملا». فالبنك الوطني معروف في خدمة سوق التجزئة الغني وحمل التوكيلات الحكومية، بينما لدى بنك الامارات الدولي مقاربة اكثر توسعا لسوق التجزئة في اقراض القطاع الخاص والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
وتوفر دبي، ذات الطفرة الاقتصادية التي تذجب نحو 25 ألف عامل اجنبي شهريا، اعمالا مالية مربحة، لاسيما للبنوك الضخمة التي تتمتع باقتصادات مؤثرة.
ويرى مساعد رئيس الاستثمارات المصرفية في الشرق الاوسط في «روثشيلدز» مايكل حلو ان «عمليات الدمج داخل المنطقة قد تمهد الطريق للبنوك الخليجية للتوسع خارجيا وابرام صفقات شراء في الاسواق المتطورة، لاسيما في ظل سعي دول الخليج الى الاداء كمجموعة اقتصادية». ويقول ان «المنافسة الدولية تشكل مفتاح النجاح للبنوك الخليجية، وبهدف تحقيق ذلك، يجب ان تكون هناك عمليات دمج اكثر. فالمنطقة بحاجة لان ترى بعض ابطالها يندمجون للمنافسة على المستوى العالمي».
ومازالت عمليات الدمج في المنطقة حتى الآن تحصل في اطرافها. اذ قامت بنوك خليجية بشراء حصص في بنوك مصرية وسودانية. وتبحث حاليا «روثشيلد»، التي افتتحت مكتبا لها في مركز دبي المالي العالمي في نوفمبر الماضي، على مشتر لبنك صحارى الليبي المملوك من الدولة، والذي يقول حلو انه يحظي باهتمام خليجي ملحوظ.
ولكن سيرى الخليج عمليات دمج ضخمة بين البنوك في المستقبل، اذ يقول المصرفيون ان لاعبين كبار، مثل بنك الكويت الوطني، يترصدون الفرص باستمرار. ويقول حلو انه «قد تتخذ تلك العمليات في بضع سنوات، لكن من المرجح ان تحدث».

«فايننشال تايمز»