المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : برادلي: وحدها الاندماجات تخلق منافسين كويتيين لنا



مغروور قطر
24-03-2007, 05:54 AM
القبس تحاور الرئيس الإقليمي للقطاع التجاري في بنك 'أتش أس بي سي'
برادلي: وحدها الاندماجات تخلق منافسين كويتيين لنا

كيث برادلي


24/03/2007
أجرى الحوار: مارون بدران
تشعر في لقاء كيث برادلي أنك فعلا مع رجل بنكي 'يعرف الشاردة والواردة' في عالم 'البيزنس'. فرئيس القطاع التجاري في بنك 'أتش أس بي سي' في الشرق الأوسط عمل لفترة ليست بقصيرة في هونغ كونغ 'مدينة الأحلام والورود الاقتصادية'. حمل خبرته بكيفية إدارة الثروات ليأتي الى منطقة تشهد الطفرة الاقتصادية ذاتها التي شهدتها دول شرق آسيا، وتلامس انفتاح أسواقها على العالمية، تماما كما شرعت هونغ كونغ أبوابها للمستثمرين من كل حدب وصوب. عين برادلي منذ 6 أشهر فقط في منصبه الحالي ليزور الكويت الأسبوع الماضي لأول مرة في حياته. 'لم أكن أتصور أن هذا البلد الصغير هو عالمي لهذه الدرجة' يصف أول انطباع له خلال زيارته التي لم تدم أكثر من 48 ساعة. أتى ليطلع عن قرب على ما أنجزه فريق عمل البنك البريطاني هنا، 'فالأعمال كثيرة والمنافسة بدأت تشرس'، كما يقول ل 'القبس' في حديث هنا تفاصيله:
هل هي زيارتك الأولى للكويت؟ وكيف وجدتها؟
- نعم، هذه أول مرة أزور فيها الكويت. إذ عينت في منصبي في الشرق الأوسط منذ 6 أشهر فقط. أجد أن الكويت هي مكان عالمي أكثر مما توقعت. وهناك الكثير من الفرص أتمنى أن نحصل على بعضها. أنا مسرور لأننا زدنا الكويت على لائحة حضورنا في المنطقة، فهي المنطقة العاشرة التي زدناها على لائحة الدول التي ننشر فيها مكاتبنا. وهو المكتب الثالث والثلاثين ضمن شبكتنا في الشرق الأوسط حيث عززنا وجودنا أخيرا في مصر والسعودية.
ما الفرص التي تبحثون عنها هنا؟
- أعتقد أن هناك فرصا كثيرة وعظيمة في الكويت. لدينا الشرف أن نحصل على الرخصة للعمل هنا، كما أننا سنستفيد من تواجدنا في الكويت للتعلم من البنوك المحلية للدخول بقوة إلى الأسواق الخليجية، وكسب خبراتهم. فهذه البنوك تعمل في المنطقة منذ فترة طويلة. كما سنستفيد من خبراء كثر يعملون في الخليج مثل المديرين الماليين ومديري الثروات. كما أتمنى أن نعمل في 'أتش أس بي سي' مع زملاء كويتيين وعرب.
المالية الإسلامية
كبنك عالمي، كيف تنظرون إلى السوق الكويتي ؟
- هدفنا هنا هو تأسيس لحضور رئيسي ومعنوي، خصوصا أننا بنك عالمي يركز على توسيع شريحة العملاء له. ونتمتع بحضور كبير في الشرق الأوسط، وفي أماكن كثيرة في العالم. ونحن بموقع قوي جدا كبنك لتأمين الخدمات.
على ماذا تركزون اليوم في قطاعاتكم؟
- نركز على 3 مجالات حاليا: إدارة النقد والمدفوعات، إذ نملك أحد فرق العمل القياديين في هذا المجال، ويمكن أن نخدم كثيرا في الكويت. فنحن ندير حسابات من أي بقعة على الأرض. كما ينتشر موظفونا لهذه المهمة في الكويت. والمجال الثاني هو تمويل التجارة و'أتش أس بي سي' يملك تاريخا طويلا في هذا القطاع الحيوي. ونتطلع إلى اقتناص فرص كثيرة. أما المجال الثالث والأخير الذي نركز عليه ضمن خدماتنا في المنطقة فهو حضورنا القوي كبنك استثماري حول العالم. ولدينا خبرة كبيرة في لندن ودبي، حيث مولنا مشاريع كثيرة وعملاء أكثر عبر توسيع شبكتنا في الخليج. كما أننا وضعنا أخيرا حلولا للتمويل الإسلامي مع الخدمات التقليدية. هذه باختصار الأهداف الثلاثة للبنك في المنطقة ومجالات تركيز فريق العمل.
ما هي خططكم حول التمويل الإسلامي في المستقبل؟
- حاليا، ليس لدينا رخصة لإطلاق خدمات مصرفية إسلامية في. وكل الخدمات الاسلامية في المنطقة نطلقها بنظام 'الأوفشور'. نريد أن نستغل السيولة الضخمة المتراكمة في الصناعة المالية الإسلامية. زارتني زميلة لي تعمل في مقر البنك بهونغ كونغ، وأخبرتني أن الحكومة هناك تشجع تأسيس بنوك إسلامية، لأنه سوق ينمو بسرعة كبيرة. والسلطات في المدينة الصينية تريد تأمين مكان لها في هذه الصناعة الضخمة.
المناخ الاستثماري
من وراء خبرتكم أنتم شخصيا في هونغ كونغ، هل تعتقدون أن المنطقة هنا تسير على الخطوات نفسها التي اتبعتها المدينة الصينية العالمية من خلال الطفرة الاقتصادية التي تشهدها دول الخليج؟
- أظن أن هناك الكثير من نقاط التلاقي يمكن ملاحظتها بين الطرفين. لكن أيضا هناك نقاط مقارنة كثيرة بين ما يحصل هنا وما يحصل في الصين. فالكثير من الناس يقارنون بين دبي وهونغ كونغ. لكن في الحقيقة، هناك في الصين اليوم أكثر من هونغ كونغ واحدة. فهناك على سبيل المثال شنغهاي التي حصدت أخيرا احتراما واسعا يماثل احترام سوق هونغ كونغ. كما تنمو مدن كثيرة في الصين لتصبح أسواقا عالمية نشطة. أنا شخصيا أرى الشيء نفسه يحصل في منطقة الخليج. ودبي على الطريق الصحيح، كما أن هناك الكثير من المدن الخليجية أيضا ينظرون إلى خلق نموذج مثل هونغ كونغ وسنغافورة وأخذ أفضل ما عندهم لإضافة النكهة المحلية اليه. وأظن أن خلق المنافسة وفتح أبواب الاستثمار ضروريان في المنطقة، كما هو الحال في هونغ كونغ والصين لأن هذا سيساعد على الابتكار وخلق فرص عمل.
ما رأيك بالمناخ الاستثماري في منطقة الخليج وخصوصا في الكويت؟
- أصف المناخ الاستثماري في دول مجلس التعاون الخليجي بالممتاز. فنحن نلتقي اليوم بشركات من وراء البحار تسعى للحصول على حصص استثمارية في المنطقة، ناهيك عن رجال الأعمال الذين يأتون من الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا وآسيا ليستثمروا أموالهم هنا. والجدير بالذكر حجم السيولة الضخم في المنطقة كما أن الفرص لا تزال متوافرة بكثرة هنا.
المنافسة والاندماجات
ما هي الخصائص التي تتميزون بها عن البنوك المحلية وبنوك المنطقة؟
- نحن واضحون جدا من ناحية استخدام التكنولوجيا لتأمين أكثر الحسنات الممكنة لعملائنا. أذكر هنا 'أتش أس بي سي نت' الذي يعتبر نظاما قياديا في العالم في هذا المجال. فمع الانترنت، أصبح السوق العالم بأسره، ونحن متطورون جدا من ناحية تحويل الأموال وصرف العملات. هذا مثال على ما أتينا به من جديد إلى الكويت. كما أننا نبتكر خدمات جديدة في دول أخرى. فعلى سبيل المثال لا الحصر، أطلقنا العام الماضي في دبي خدمة 'رزمة الأجور' للشركات التي لديها عدد كبير من الموظفين، الذين يريدون أن تدفع رواتبهم نقدا. ووضعنا لهذه الشركات الحلول المناسبة. كما طورنا في السعودية ودبي خدمات إسلامية. ونحن نتابع الابتكار في مجال المنتجات المطابقة للشريعة الإسلامية في المنطقة. فمعظم خدماتنا في السعودية مثلا هي خدمات إسلامية.
ما مدى تأثير اندماج البنوك على 'أتش أس بي سي'، خصوصا أن الموجة انطلقت في المنطقة مع بنكي دبي والإمارات؟
- أتمنى في الوقت القريب أن نتمكن من ربح بعض موظفيهم وبعض عملائهم. (يضحك). مما لا شك فيه أنه على المدى الطويل، سيكون لنا منافسون جدد كبار في الامارات العربية المتحدة وفي دول المنطقة مع موجة الاستحواذات والاندماجات. وأنا متأكد أن هذا البنك الجديد في الإمارات سيلعب دورا أكبر في القطاع المصرفي في الشرق الأوسط ككل. ونحن نحب المنافسة لذا افتتحنا فرعا في الكويت رغم وجود البنوك الكويتية القوي في هذا السوق. ومع الاندماجات ستصبح المنافسة أشرس.
اشترت شركتان كويتيتان الأسبوع الماضي شركة 'أستون مارتن' البريطانية لتصنيع السيارات الرياضية. ما رأيك برجال الأعمال الكويتيين؟
- أنا مندهش جدا من حنكة رجل الأعمال الكويتي وذكائه. ويعتبر مفهوم فتح أسواق المال للاستثمار بين الدول فرصة حقيقية ليصبح أفضل الناس الشغوفين بال'بيزنس' الأقوى في إدارة الشركات. وهذا ما أراه لدى الكويتيين.
اين تنصحون الشركات الكويتية بأن تستثمر أموالها في الوقت الراهن؟
- أعتقد أن الفرص متاحة بكثرة، إلا انه في الأعوام الأخيرة ارتفعت الأسعار بشكل كبير في أسواق المنطقة. لذا تبعتها حركة تصحيحية. فالناس في الشرق الأوسط والكويت استفادوا كثيرا من موجة ارتفاع الأسعار الأولى. واليوم، أظن أن استثمار الأموال بذكاء وحنكة في أي قطاع في المنطقة قد يخلق ثروات ضخمة.



خدمات جديدة وتقنيات متطورة
يعتبر بنك 'أتش أس بي سي' البريطاني بنكا عالميا بامتياز. ورغم حصته الضخمة من أسواق المنطقة والعالم، 'يضع البنك نصب عينيه المنافسة التي بدأت تشرس في ظل الاندماجات الكثيرة التي قد تحصل في المنطقة'. ويقول كيث برادلي أن 'أتش أس بي سي' يبتكر خدمات جديدة لعملائه كما أنه يتميز عن بقية البنوك المحلية والعربية بالتكنولوجيا والتقنيات المتطورة التي يستخدمها.


العملة الخليجية .. والعالمية
يعتقد رئيس القطاع التجاري في بنك 'أتش أس بي سي' الشرق الأوسط أن العملة الخليجية الموحدة 'ستسمح بإطلاق عجلة المشاريع بوتيرة أسرع في دول مجلس التعاون الخليجي'. ويعدد كيث برادلي حسنات هذا التوحيد منها 'جذب الاستثمارات من وراء البحار، وتقوية نظام المنطقة المالي، وإدخال العملة الخليجية في سلم أسواق العملات العالمية'.

إعادة تقييم العملات
ينصح كيث برادلي دول الخليج بالحذر والتنبه عند إعادة تقييم العملات، 'فالعملية ضرورية بالنسبة لإدارة المخاطر والأزمات'. ويتابع 'انظروا إلى ما حصل في آسيا أواخر تسعينات القرن الماضي'، مضيفا 'نحن نملك فريق عمل ممتازا في إعادة تقييم العملات ونقترح على الدول هنا الاستعانة به'.