بيانو
24-03-2007, 07:31 PM
منتجع شاطيء سيلين أحد أجمل المواقع السياحية في قطر. وهو عبارة عن واحة تحيط بها من ثلاث جهات كثبان من الرمال المائلة للون الأبيض بينما يحده من الجهة الرابعة البحر بمياهه الزرقاء المائلة إلي اللون الوردي.
يتألف المنتجع الذي يقع علي شاطئ مدينة مسيعيد من فندق وأربعين شاليهاً بالإضافة إلي حمامات السباحة والحدائق.
ورغم أن المنتجع أهم متنفس لأبناء قطر خاصة الشباب لقضاء وقت جميل في الرياضة واللهو والمتعة، إلا انه لا يحظي بالاهتمام الواجب كي يصبح مكاناً جميلاً وملائماً للمتعة التي يبتغيها ويأملها المواطن داخل وطنه بدلاً من اللجوء للبحث عن الراحة والرفاهية خارج حدود الوطن أو في دول الجوار.
والمشاكل التي ينوء بها المكان متعددة وفوق الحصر، ورغم ذلك فهي بسيطة الحل ولكنها تحتاج فقط إلي رغبة حقيقية من المسؤولين لحلها وبالتالي تطوير المكان وجعله واحة جميلة تغص بالرفاهية والجمال وتشرق بالنظافة والهدوء.
والمنتجع الذي تزينه الخضرة الرائعة وما يحيط به من شاطئ هاديء الأمواج مياهه ذات ألوان سماوية وزرقاء تخلب الألباب وتأسر النفوس وتحيطها مجموعة كبيرة من الكثبان الرملية ذات الرمال البيضاء الناعمة يبدو كلوحة فنان لم يكمل رتوشها الأخيرة. اما الرتوش الأخيرة تلك فهي من تقصير يد الإنسان الذي لم يحاول استثمار ما أبدعه اللَّه من جمال في المكان.
وتلاحقك المشاكل العديدة حتي قبل ان تصل المنتجع الذي يرتاده المئات من ابناء قطر يومياً خاصة في فصلي الشتاء والربيع وبعضهم يقضي بالمكان عدة أشهر ناصباً خيمته ومصطحباً معه متاعه ومقتضيات معيشته وحياته اليومية هو وأطفاله حيث يقوم بعض المواطنين باستخراج ترخيص لإقامة خيمة بجوار المنتجع وفي مواجهة الكثبان الرملية وتصل المدة التي يستغرقها انهاء الترخيص إلي حوالي ثلاثة أو أربعة أشهر.
ولاستخراج التراخيص حكاية أخري حيث لا يستطيع المواطن الحصول علي هذا الترخيص إلا بعد عناء شاق ويجد عشرات الاجابات التي لا منطق فيها، مثل الدور لم يأت عليك بعد أو البيئة غير ملائمة حتي لا يحدث تزاحم. وأحياناً يأتيك رد يقول إن التراخيص موقوفة وتفاجأ بمن ينصب خيمته أمام عينيك. وعن مشاكل الانتظار في الحصول علي الترخيص الثمين هناك حكايات كثيرة.
فإذا نجحت في الحصول علي هذا الترخيص الثمين أو باهظ الثمن فإن الطريق إلي المنتجع الذي يبعد عن مدينة الدوحة حوالي 70 كيلومتراًَ يكاد يكون محفوفاً بالمخاطر. فما ان تنتهي من اجتياز طريق سلوي الجديد والذي يحتاج إلي إعادة تجديد لكثرة ما فيه من حفر ومطبات وتسلك الطريق المؤدي إلي الشاطئ إلا وتجده طريقاً ضيقاً وبه أعمال استكمال توسعة متوقفة منذ أكثر من عام، كما ان به انحناءات شديدة الانحراف كما ان ذلك الطريق لا يوجد به أي أعمدة إنارة بطول حوالي 15 كيلومترا وتحيط بك الصحراء الجرداء من علي الجانبين ولا نشاهد علي طول الطريق أي محطة خدمة واحدة أو محلاً لإصلاح ميكانيكا السيارات أو بنشر لإصلاح إطارات السيارات أو بيع إطارات جديدة.
كما لا يوجد علي مدي الطريق الطويل محل واحد لخدمة المواطنين مثل بيع المأكولات أو كافيتريا أو أي مكان للراحة سوي الصحراء الشاسعة الممتدة علي طول البصر فلا تجد فيها ظلاً يأويك من وهج الشمس أو ماء يرويك من ظمأ أو نقطة اسعاف أو طواريء تغيثك إذا حدث مكروه لا قدر اللَّّه.
وإذا قدر لك أن تذهب لأول مرة إلي المكان لن تجد لك دليلاً مرشداً فنادراً ما تجد لوحة ارشادية تدلك علي طول الطريق خاصة في منطقة التقاطعات أو المفارق، حيث تجد نفسك فجأة أمام ثلاث طرق مختلفة وكل منها يؤدي إلي مكان مختلف فإذا كنت محظوظاً فإنك سوف تسلك طريقاً واحداً خطأ. اما إذا كنت من أصحاب الحظ السيئ مثلي فإنك ستجد نفسك قد قطعت طريقين غير الطريق الذي تقصده، وبالتالي يضيع من الوقت للوصول لوجهتك الصحيحة فضلاً عن التشتت وعدم التركيز في القيادة نتيجة عدم التأكد من صحة الطريق الذي تسير عليه يحدث نفس الأمر أثناء العودة خاصة إذا كنت عائداً في ظلمة الليل مثلي. حيث يكون الضلال هو مصيرك المحتوم لا محالة.
وإذا قدر لك الوصول إلي المنتجع بعد طول عناء ستجد أن المسافة الصغيرة المؤدية إلي بوابة المنتجع مكتظة عن آخرها بموازييك غير متناغم من أنواع عديدة من السيارات التي يتخلل المسافات الضيقة فيما بينها عدد كبير من دراجات الباتش ذات العجلات الأربع. والغريب أن هذا الزحام الشديد لا يمنع الشباب من الاستعراض بهذه الدراجات وغالباً ينتابك الهلع خوفاً من سقوط احدهم وحدوث مكروه لأي من الشباب أثناء قيامه بهذه الأعمال الاستعراضية الخطيرة حيث يقوم الشباب في خلال المسافات الضيقة بقيادة دراجتهم بسرعة كبيرة ثم يقوم برفعها فجأة لتسير علي عجلتيها الخلفيتين وهو عمل نتج عنه حوادث وفاة وإصابات عديدة للشباب الذين يقودون تلك الدراجات أو للمارة، وإذا كنت مُصراً علي دخول بوابة المنتجع الرئيسية سوف تجد نفسك مضطراً إلي عبور مسافة لا تتعدي المائة متر.
تقريباً حوالي ربع الساعة لأنك سوف تتحين فرصة ملائمة لخلو الطريق الإسفلتي الصغير من السيارات المكدسة والدراجات الصاخبة والمارة الذين يقفون علي جوانب الطريق الضيق لمشاهدة هذه الاستعراضات الجنونية من الشباب الصغير في جو خانق من الزحام وعدم النظام، واذا قدر لك الوصول الي بوابة المنتجع فإن رسم الدخول للفرد الواحد حتي ولو كان زيارة بسيطة هو 50 ريالاً، أما أسعار الإقامة والخدمات في الداخل فهي أسعار خيالية لا تكاد تجد لها مثيلاً في أي مكان آخر في قطر، فأسعار المأكولات والمشروبات تبلغ حوالي أربعة أضعاف سعرها العادي. أما سعر الشالية في اليوم الواحد فهو يبدأ من ألف ريال الي 1600 ريال حسب مساحة الشالية وموقعه بالقرب من البحر أو بعده عنه.
وما ان تلتقي أحداً حتي يلقي علي كاهلك عشرات الشكاوي التي تصب في اتجاه التقصير الشديد من عدم النظام أو قلة النظافة أو انعدام الرقابة أو قلة الخدمات.
حسن الكعبي قطري الجنسية وأحد الشباب الذين جاءوا بأسرتهم البسيطة مصطحبين معهم قاطرة صغيرة تجرها سيارة ذات دفع رباعي والقاطرة محملة بدراجتين بانشي أو باجي بيتشي ويستخدم القاطرة في نصب خيمة عليها اذا أراد المبيت ليلا بجوار المنتجع يقول: اضررت لتصميم هذه القاطرة وهي يطلق عليها تيدر وكلفتها مبلغاً كبيراً من المال حتي تكون مجهزة لعدة أغراض منها نصب الخيمة خاصة أنني لم استطع استخراج ترخيص بإقامة خيمة بجوار المنتجع رغم محاولاتي الكثيرة في هذا الأمر ومشاكلنا لا تقتصر علي هذا ولكن ينقصنا الرقابة والنظافة في المكان وأنا أركز علي الرقابة لأن هناك الكثير من الشباب يقودون دراجات وسيارات بدون رخصة وهم دون السن القانونية لذلك وهي 18 علي الأقل، ويقوم هذا الشباب المستهتر بقيادة هذه الدراجات والسيارات برعونة وعدم اكتراث الأمر الذي ينتج عنه حوادث وفاة واصابات يومياً.ويلفت الكعبي الي ان الكثير من حوادث التصادم يقوم بها آسيويون لا يراعون قواعد القيادة السليمة من اعطاء اشارات ضوئية في حالة الانحراف يمينا أو يسارا، وكذلك عدم احتياطهم أثناء الرجوع للخلف أو أثناء صعودهم أعلي قمة الطعس أو - الكثبان الرملية- مما يتسبب في وقوع حوادث واصابات ووفيات كثيرة يومياً. والحوادث الكثيرة تقع أثناء صعود السيارات أو هبوطها أعلي قمة الكثبان حيث لا يري قائد السيارة الأخري المقابلة إلا من خلال مسافة قليلة وفي أثناء السرعة لا يستطيع أن يتجنب التصادم إلا بصعوبة بالغة نظرا لأن استدارة الجبل لا تمنح قائد السيارة رؤية أفقية طويلة.
ويطالب حسن الكعبي بضرورة إقامة وانشاء محلات خدمة بيع المأكولات أو أكشاك لبيع العصائر والمشروبات أو ورش لاصلاح كفرات السيارات أو ورش لإصلاح أعطال الميكانيكا للسيارات خاصة ان السيارات تتعرض كثيرا للأعطال خاصة اعطال الكفرات نتيجة القيادة العنيفة والحركات الاستعراضية المثيرة التي يقوم بها الشباب أثناء صعودهم وهبوطهم من فوق الكثبان العالية والتي يبلغ ارتفاع الواحد منها أكثر من مائة متر تقريبا هذا الصعود والهبوط العنيف ينتج عنه حوادث تصادم وأعطال كثيرة للسيارات ينتج عنها في المتوسط 4 حالات وفاة أسبوعيا.
ويشير الي ضرورة وجود أماكن مخصصة للعوائل -العائلات بعيدا عن أماكن الشباب. حتي يتمكنوا من الاستمتاع بالبحر والماء بعيدا عن صخب وضجيج دراجات البانشي والتلصص علي خصوصيات العائلات المحافظة.
كما يشكو حسن الكعبي من عدم وجود أوناش لإنقاذ السيارات التي تنغرس عجلاتها في برك المياه المنتشرة أو في الرمال الناعمة حيث تتعرض السيارات كثيرا لهذه المشكلة ويصبح الأمر حرجا للغاية في حالةوجود نساء وأطفال داخل السيارة فيقف الرجل حول السيارة لا حول له ولا قوة في انتظار الغوث واذا جاء الغوث من البريك دون أو الونش فإن أجرته عالية جداً حيث يبلغ الحد الأدني 500 ريال الي 1500 ريال للسيارة ذات الحجم الكبير أما اذا انغرست السيارة في الماء فإن الونش يتقاضي ثلاثة آلاف ريال.
ويحكي الكعبي عن مشكلة تعرض لها صديقان له في الصيف الماضي حيث تعطلت سيارتهما في سفح الجبل المواجه للبحر وحاولا طيلة النهار اصلاحها إلا أنهما فشلا فمات أحدهما من العطش بجوار السيارة وحاول الآخر ان يصل الي باب المنتجع ولحظه العاثر ما ان وصل البوابة حتي توفي هو الآخر من الإجهاد والعطش متأثرين بحرارة الجو العالية، مطالبا بضرورة توفير مياه للشرب في المنطقة لأنه لا توجد حياة بدون ماء. ولا يتصور وجود هذه المساحة الكبيرة من ساحة اللعب بدون وجود ماء صالح للشرب.
أما سلطان خليفة الرميحي وشقيقه سليمان خليفة الرميحي وصديقهما علي ميرزا وهم قطريو الجنسية فقد نجحوا في الحصول علي ترخيص ببناء خيمة لهما للإقامة فيها مع عائلتهما الصغيرة بجوار سور المنتجع علي شاطيء البحر و سلطان الذي أقام خيمته منذ أكثر من أسبوع لا يخفي معاناته الضخمة حتي تمكن من الحصول علي الرخصة بعد جهد كبير ويشكو من التعسف الشديد في منح تلك الرخص، مشيرا الي ان الشخص المسئول عن اعطاء الرخص في منطقة سيلين يتعسف في اعطاء الرخصة لإقامة الخيام برغم ان المنطقة واسعة جدا ويمكنها ان تستوعب العشرات من هذه المخيمات حتي تستطيع العائلات المتوسطة من الاستمتاع بالمكان نظرا للغلاء الشديد في أسعار الشاليهات كما يطالب سلطان الرميحي بتسوير المنطقة وايجاد أماكن للعائلات وتنظيم مرور الدراجات.
ويحكي سلطان الرميحي مشكلة مزمنة قائلاً: المنطقة كلها الموجودة حول المنتجع لا توجد بها دورة مياه واحدة.. ودورة المياه الوحيدة الموجودة هي تلك الملحقة بالمسجد وأصبحت نتيجة الإهمال والازدحام الشديد بها سيئة للغاية وذات رائحة كريهة، هذا فضلاً عن أن استخدام دورة مياه المسجد بهذا النحو فيه إهانة وتقليل من كرامته خاصة أن هناك الكثير من غير المسلمين من الجنسيات غير العربية تدخل هذه الدورات وتسيء إليها.
ويطالب الرميحي بتوفير دورات مياه آدمية للرجال والسيدات كل علي حدة وبتوفير محلات لبيع الأطعمة والمشروبات وبيع الآيس كريم وبيت الدنت، البتزا، كما يطالب بدعم رجال الدفاع الوطني حتي يستطيعوا القيام بدورهم في إنقاذ الجرحي والمصابين من حصيلة حوادث التصادم الكثيرة. وكذلك بتوفير محطات خدمة للسيارات لتزويد السيارات بالوقود أو إصلاح العيوب البسيطة وكذلك غسلها وتنظيفها.
وطالب الرميحي بتخفيض أسعار الشاليهات وجعل أسعارها في متناول الجميع حتي لا يلجأون للمبيت في الفضاء، وعن سعر الخيمة يقول إن الخيمة العائلية تبدأ أسعارها من 850 ريالاً في حين تبدأ أسعار خيمة الشباب من 195 ريالاً، كما يجب الاهتمام بالمرافق الترفيهية والملاهي المخصصة للأطفال حتي لا يلجأون لركوب الدراجات المخصصة للشباب الأكبر سناً، وبالتالي يتعرضون لوقوع حوادث تصادم شديدة.
مجموعة أخري من السائحين العرب هم عبدالله الجساس وخالد القميزي من السعودية وعلاء أبي جمعة من لبنان لخصوا الحالة في عبارة صغيرة قائلين: إن المكان يعتبر متعة ولكنها غير مرتبة، وطالبوا بأن تكون هناك جهة أو هيئة مسؤولة لتنظيم اللعب والسير في المنطقة خاصة أنه لا توجد لوحات إرشادية في المنطقة أو أي تواجد أمني، كما لا توجد محلات خدمة لبيع المبردات والأغذية كما أن دورة المياه الوحيدة الموجودة في المسجد عطلانة وإذا دخلتها يغشي عليك.
وأضافوا أن الشباب القطري لديه طاقة يحتاج لتفريغها والرياضة من أفضل الوسائل لذلك.
أما منصور ومبارك وعبدالعزيز الدليمي وهم ثلاثة أشقاء قطريين يطالبون بتنظيم مسابقات للشباب في المنطقة وتخصيص مناطق لعب للأطفال بعيداً عن أماكن الشباب حتي لا تحدث حوادث تصادم، كما أنهم يشكون من العشوائية الشديدة في المكان وعدم توافر سلال لإلقاء القمامة بها حتي لا يتم إلقاء القمامة ومخلفات الأطعمة علي الرمال.
محمود علي قنيبي- عربي الجنسية ومدير أحد محلات بيع وتأجير الدراجات النارية يقول: إننا المحل الوحيد المرخص له بتأجير هذه الدراجات في المنطقة ورغم ذلك فإنك تجد العشرات من الناس المتشرين يقومون بتأجير هذه الدراجات بدون التأكد من سن الشباب الذي يجب ألا يقل عن 16 سنة، كما أننا نقوم بتسليم المستأجر قناعاً لوقاية الرأس من الاصطدام، ورغم ذلك تقع حوادث وفاة كثيرة حيث تبلغ عدد حالات الوفاة أربع حالات أسبوعياً بسبب عدم وجود نظام مرور وعدم التشديد علي تأجير الدراجات للأطفال.
كما يشكو قنيبي من عدم وجود رجال مرور أو سيارات خدمة مرورية كافية في المنطقة علي الإطلاق كما لا توجد سيارات إسعاف كافية.
وفي المكتب الصغير المتواضع المخصص للدفاع المدني قابلنا كلاً من عبدالله العتبي وخالد الشيخ اللذين يشكوان من وجود سيارات كثيرة أمام مدخل المكتب وسيارة الإنقاذ الأمر الذي يسبب صعوبة كبيرة في تحركها إذا حدث طاريء كما يطالبون شركة كيوتل بتوفير خط تليفون في المكتب، حيث لا يوجد بالمنطقة كلها سوي خمسة خطوط للتليفونات.
كما يطالبون بوجود لوحة إرشادية تدل علي المكان وكذلك توفير علم الدولة الرسمي، وإيجاد حاجز أمام المكتب لنع سيارات المواطنين من عرقلة سيارة الإنقاذ التابعة لهم.
منقـــــول
يتألف المنتجع الذي يقع علي شاطئ مدينة مسيعيد من فندق وأربعين شاليهاً بالإضافة إلي حمامات السباحة والحدائق.
ورغم أن المنتجع أهم متنفس لأبناء قطر خاصة الشباب لقضاء وقت جميل في الرياضة واللهو والمتعة، إلا انه لا يحظي بالاهتمام الواجب كي يصبح مكاناً جميلاً وملائماً للمتعة التي يبتغيها ويأملها المواطن داخل وطنه بدلاً من اللجوء للبحث عن الراحة والرفاهية خارج حدود الوطن أو في دول الجوار.
والمشاكل التي ينوء بها المكان متعددة وفوق الحصر، ورغم ذلك فهي بسيطة الحل ولكنها تحتاج فقط إلي رغبة حقيقية من المسؤولين لحلها وبالتالي تطوير المكان وجعله واحة جميلة تغص بالرفاهية والجمال وتشرق بالنظافة والهدوء.
والمنتجع الذي تزينه الخضرة الرائعة وما يحيط به من شاطئ هاديء الأمواج مياهه ذات ألوان سماوية وزرقاء تخلب الألباب وتأسر النفوس وتحيطها مجموعة كبيرة من الكثبان الرملية ذات الرمال البيضاء الناعمة يبدو كلوحة فنان لم يكمل رتوشها الأخيرة. اما الرتوش الأخيرة تلك فهي من تقصير يد الإنسان الذي لم يحاول استثمار ما أبدعه اللَّه من جمال في المكان.
وتلاحقك المشاكل العديدة حتي قبل ان تصل المنتجع الذي يرتاده المئات من ابناء قطر يومياً خاصة في فصلي الشتاء والربيع وبعضهم يقضي بالمكان عدة أشهر ناصباً خيمته ومصطحباً معه متاعه ومقتضيات معيشته وحياته اليومية هو وأطفاله حيث يقوم بعض المواطنين باستخراج ترخيص لإقامة خيمة بجوار المنتجع وفي مواجهة الكثبان الرملية وتصل المدة التي يستغرقها انهاء الترخيص إلي حوالي ثلاثة أو أربعة أشهر.
ولاستخراج التراخيص حكاية أخري حيث لا يستطيع المواطن الحصول علي هذا الترخيص إلا بعد عناء شاق ويجد عشرات الاجابات التي لا منطق فيها، مثل الدور لم يأت عليك بعد أو البيئة غير ملائمة حتي لا يحدث تزاحم. وأحياناً يأتيك رد يقول إن التراخيص موقوفة وتفاجأ بمن ينصب خيمته أمام عينيك. وعن مشاكل الانتظار في الحصول علي الترخيص الثمين هناك حكايات كثيرة.
فإذا نجحت في الحصول علي هذا الترخيص الثمين أو باهظ الثمن فإن الطريق إلي المنتجع الذي يبعد عن مدينة الدوحة حوالي 70 كيلومتراًَ يكاد يكون محفوفاً بالمخاطر. فما ان تنتهي من اجتياز طريق سلوي الجديد والذي يحتاج إلي إعادة تجديد لكثرة ما فيه من حفر ومطبات وتسلك الطريق المؤدي إلي الشاطئ إلا وتجده طريقاً ضيقاً وبه أعمال استكمال توسعة متوقفة منذ أكثر من عام، كما ان به انحناءات شديدة الانحراف كما ان ذلك الطريق لا يوجد به أي أعمدة إنارة بطول حوالي 15 كيلومترا وتحيط بك الصحراء الجرداء من علي الجانبين ولا نشاهد علي طول الطريق أي محطة خدمة واحدة أو محلاً لإصلاح ميكانيكا السيارات أو بنشر لإصلاح إطارات السيارات أو بيع إطارات جديدة.
كما لا يوجد علي مدي الطريق الطويل محل واحد لخدمة المواطنين مثل بيع المأكولات أو كافيتريا أو أي مكان للراحة سوي الصحراء الشاسعة الممتدة علي طول البصر فلا تجد فيها ظلاً يأويك من وهج الشمس أو ماء يرويك من ظمأ أو نقطة اسعاف أو طواريء تغيثك إذا حدث مكروه لا قدر اللَّّه.
وإذا قدر لك أن تذهب لأول مرة إلي المكان لن تجد لك دليلاً مرشداً فنادراً ما تجد لوحة ارشادية تدلك علي طول الطريق خاصة في منطقة التقاطعات أو المفارق، حيث تجد نفسك فجأة أمام ثلاث طرق مختلفة وكل منها يؤدي إلي مكان مختلف فإذا كنت محظوظاً فإنك سوف تسلك طريقاً واحداً خطأ. اما إذا كنت من أصحاب الحظ السيئ مثلي فإنك ستجد نفسك قد قطعت طريقين غير الطريق الذي تقصده، وبالتالي يضيع من الوقت للوصول لوجهتك الصحيحة فضلاً عن التشتت وعدم التركيز في القيادة نتيجة عدم التأكد من صحة الطريق الذي تسير عليه يحدث نفس الأمر أثناء العودة خاصة إذا كنت عائداً في ظلمة الليل مثلي. حيث يكون الضلال هو مصيرك المحتوم لا محالة.
وإذا قدر لك الوصول إلي المنتجع بعد طول عناء ستجد أن المسافة الصغيرة المؤدية إلي بوابة المنتجع مكتظة عن آخرها بموازييك غير متناغم من أنواع عديدة من السيارات التي يتخلل المسافات الضيقة فيما بينها عدد كبير من دراجات الباتش ذات العجلات الأربع. والغريب أن هذا الزحام الشديد لا يمنع الشباب من الاستعراض بهذه الدراجات وغالباً ينتابك الهلع خوفاً من سقوط احدهم وحدوث مكروه لأي من الشباب أثناء قيامه بهذه الأعمال الاستعراضية الخطيرة حيث يقوم الشباب في خلال المسافات الضيقة بقيادة دراجتهم بسرعة كبيرة ثم يقوم برفعها فجأة لتسير علي عجلتيها الخلفيتين وهو عمل نتج عنه حوادث وفاة وإصابات عديدة للشباب الذين يقودون تلك الدراجات أو للمارة، وإذا كنت مُصراً علي دخول بوابة المنتجع الرئيسية سوف تجد نفسك مضطراً إلي عبور مسافة لا تتعدي المائة متر.
تقريباً حوالي ربع الساعة لأنك سوف تتحين فرصة ملائمة لخلو الطريق الإسفلتي الصغير من السيارات المكدسة والدراجات الصاخبة والمارة الذين يقفون علي جوانب الطريق الضيق لمشاهدة هذه الاستعراضات الجنونية من الشباب الصغير في جو خانق من الزحام وعدم النظام، واذا قدر لك الوصول الي بوابة المنتجع فإن رسم الدخول للفرد الواحد حتي ولو كان زيارة بسيطة هو 50 ريالاً، أما أسعار الإقامة والخدمات في الداخل فهي أسعار خيالية لا تكاد تجد لها مثيلاً في أي مكان آخر في قطر، فأسعار المأكولات والمشروبات تبلغ حوالي أربعة أضعاف سعرها العادي. أما سعر الشالية في اليوم الواحد فهو يبدأ من ألف ريال الي 1600 ريال حسب مساحة الشالية وموقعه بالقرب من البحر أو بعده عنه.
وما ان تلتقي أحداً حتي يلقي علي كاهلك عشرات الشكاوي التي تصب في اتجاه التقصير الشديد من عدم النظام أو قلة النظافة أو انعدام الرقابة أو قلة الخدمات.
حسن الكعبي قطري الجنسية وأحد الشباب الذين جاءوا بأسرتهم البسيطة مصطحبين معهم قاطرة صغيرة تجرها سيارة ذات دفع رباعي والقاطرة محملة بدراجتين بانشي أو باجي بيتشي ويستخدم القاطرة في نصب خيمة عليها اذا أراد المبيت ليلا بجوار المنتجع يقول: اضررت لتصميم هذه القاطرة وهي يطلق عليها تيدر وكلفتها مبلغاً كبيراً من المال حتي تكون مجهزة لعدة أغراض منها نصب الخيمة خاصة أنني لم استطع استخراج ترخيص بإقامة خيمة بجوار المنتجع رغم محاولاتي الكثيرة في هذا الأمر ومشاكلنا لا تقتصر علي هذا ولكن ينقصنا الرقابة والنظافة في المكان وأنا أركز علي الرقابة لأن هناك الكثير من الشباب يقودون دراجات وسيارات بدون رخصة وهم دون السن القانونية لذلك وهي 18 علي الأقل، ويقوم هذا الشباب المستهتر بقيادة هذه الدراجات والسيارات برعونة وعدم اكتراث الأمر الذي ينتج عنه حوادث وفاة واصابات يومياً.ويلفت الكعبي الي ان الكثير من حوادث التصادم يقوم بها آسيويون لا يراعون قواعد القيادة السليمة من اعطاء اشارات ضوئية في حالة الانحراف يمينا أو يسارا، وكذلك عدم احتياطهم أثناء الرجوع للخلف أو أثناء صعودهم أعلي قمة الطعس أو - الكثبان الرملية- مما يتسبب في وقوع حوادث واصابات ووفيات كثيرة يومياً. والحوادث الكثيرة تقع أثناء صعود السيارات أو هبوطها أعلي قمة الكثبان حيث لا يري قائد السيارة الأخري المقابلة إلا من خلال مسافة قليلة وفي أثناء السرعة لا يستطيع أن يتجنب التصادم إلا بصعوبة بالغة نظرا لأن استدارة الجبل لا تمنح قائد السيارة رؤية أفقية طويلة.
ويطالب حسن الكعبي بضرورة إقامة وانشاء محلات خدمة بيع المأكولات أو أكشاك لبيع العصائر والمشروبات أو ورش لاصلاح كفرات السيارات أو ورش لإصلاح أعطال الميكانيكا للسيارات خاصة ان السيارات تتعرض كثيرا للأعطال خاصة اعطال الكفرات نتيجة القيادة العنيفة والحركات الاستعراضية المثيرة التي يقوم بها الشباب أثناء صعودهم وهبوطهم من فوق الكثبان العالية والتي يبلغ ارتفاع الواحد منها أكثر من مائة متر تقريبا هذا الصعود والهبوط العنيف ينتج عنه حوادث تصادم وأعطال كثيرة للسيارات ينتج عنها في المتوسط 4 حالات وفاة أسبوعيا.
ويشير الي ضرورة وجود أماكن مخصصة للعوائل -العائلات بعيدا عن أماكن الشباب. حتي يتمكنوا من الاستمتاع بالبحر والماء بعيدا عن صخب وضجيج دراجات البانشي والتلصص علي خصوصيات العائلات المحافظة.
كما يشكو حسن الكعبي من عدم وجود أوناش لإنقاذ السيارات التي تنغرس عجلاتها في برك المياه المنتشرة أو في الرمال الناعمة حيث تتعرض السيارات كثيرا لهذه المشكلة ويصبح الأمر حرجا للغاية في حالةوجود نساء وأطفال داخل السيارة فيقف الرجل حول السيارة لا حول له ولا قوة في انتظار الغوث واذا جاء الغوث من البريك دون أو الونش فإن أجرته عالية جداً حيث يبلغ الحد الأدني 500 ريال الي 1500 ريال للسيارة ذات الحجم الكبير أما اذا انغرست السيارة في الماء فإن الونش يتقاضي ثلاثة آلاف ريال.
ويحكي الكعبي عن مشكلة تعرض لها صديقان له في الصيف الماضي حيث تعطلت سيارتهما في سفح الجبل المواجه للبحر وحاولا طيلة النهار اصلاحها إلا أنهما فشلا فمات أحدهما من العطش بجوار السيارة وحاول الآخر ان يصل الي باب المنتجع ولحظه العاثر ما ان وصل البوابة حتي توفي هو الآخر من الإجهاد والعطش متأثرين بحرارة الجو العالية، مطالبا بضرورة توفير مياه للشرب في المنطقة لأنه لا توجد حياة بدون ماء. ولا يتصور وجود هذه المساحة الكبيرة من ساحة اللعب بدون وجود ماء صالح للشرب.
أما سلطان خليفة الرميحي وشقيقه سليمان خليفة الرميحي وصديقهما علي ميرزا وهم قطريو الجنسية فقد نجحوا في الحصول علي ترخيص ببناء خيمة لهما للإقامة فيها مع عائلتهما الصغيرة بجوار سور المنتجع علي شاطيء البحر و سلطان الذي أقام خيمته منذ أكثر من أسبوع لا يخفي معاناته الضخمة حتي تمكن من الحصول علي الرخصة بعد جهد كبير ويشكو من التعسف الشديد في منح تلك الرخص، مشيرا الي ان الشخص المسئول عن اعطاء الرخص في منطقة سيلين يتعسف في اعطاء الرخصة لإقامة الخيام برغم ان المنطقة واسعة جدا ويمكنها ان تستوعب العشرات من هذه المخيمات حتي تستطيع العائلات المتوسطة من الاستمتاع بالمكان نظرا للغلاء الشديد في أسعار الشاليهات كما يطالب سلطان الرميحي بتسوير المنطقة وايجاد أماكن للعائلات وتنظيم مرور الدراجات.
ويحكي سلطان الرميحي مشكلة مزمنة قائلاً: المنطقة كلها الموجودة حول المنتجع لا توجد بها دورة مياه واحدة.. ودورة المياه الوحيدة الموجودة هي تلك الملحقة بالمسجد وأصبحت نتيجة الإهمال والازدحام الشديد بها سيئة للغاية وذات رائحة كريهة، هذا فضلاً عن أن استخدام دورة مياه المسجد بهذا النحو فيه إهانة وتقليل من كرامته خاصة أن هناك الكثير من غير المسلمين من الجنسيات غير العربية تدخل هذه الدورات وتسيء إليها.
ويطالب الرميحي بتوفير دورات مياه آدمية للرجال والسيدات كل علي حدة وبتوفير محلات لبيع الأطعمة والمشروبات وبيع الآيس كريم وبيت الدنت، البتزا، كما يطالب بدعم رجال الدفاع الوطني حتي يستطيعوا القيام بدورهم في إنقاذ الجرحي والمصابين من حصيلة حوادث التصادم الكثيرة. وكذلك بتوفير محطات خدمة للسيارات لتزويد السيارات بالوقود أو إصلاح العيوب البسيطة وكذلك غسلها وتنظيفها.
وطالب الرميحي بتخفيض أسعار الشاليهات وجعل أسعارها في متناول الجميع حتي لا يلجأون للمبيت في الفضاء، وعن سعر الخيمة يقول إن الخيمة العائلية تبدأ أسعارها من 850 ريالاً في حين تبدأ أسعار خيمة الشباب من 195 ريالاً، كما يجب الاهتمام بالمرافق الترفيهية والملاهي المخصصة للأطفال حتي لا يلجأون لركوب الدراجات المخصصة للشباب الأكبر سناً، وبالتالي يتعرضون لوقوع حوادث تصادم شديدة.
مجموعة أخري من السائحين العرب هم عبدالله الجساس وخالد القميزي من السعودية وعلاء أبي جمعة من لبنان لخصوا الحالة في عبارة صغيرة قائلين: إن المكان يعتبر متعة ولكنها غير مرتبة، وطالبوا بأن تكون هناك جهة أو هيئة مسؤولة لتنظيم اللعب والسير في المنطقة خاصة أنه لا توجد لوحات إرشادية في المنطقة أو أي تواجد أمني، كما لا توجد محلات خدمة لبيع المبردات والأغذية كما أن دورة المياه الوحيدة الموجودة في المسجد عطلانة وإذا دخلتها يغشي عليك.
وأضافوا أن الشباب القطري لديه طاقة يحتاج لتفريغها والرياضة من أفضل الوسائل لذلك.
أما منصور ومبارك وعبدالعزيز الدليمي وهم ثلاثة أشقاء قطريين يطالبون بتنظيم مسابقات للشباب في المنطقة وتخصيص مناطق لعب للأطفال بعيداً عن أماكن الشباب حتي لا تحدث حوادث تصادم، كما أنهم يشكون من العشوائية الشديدة في المكان وعدم توافر سلال لإلقاء القمامة بها حتي لا يتم إلقاء القمامة ومخلفات الأطعمة علي الرمال.
محمود علي قنيبي- عربي الجنسية ومدير أحد محلات بيع وتأجير الدراجات النارية يقول: إننا المحل الوحيد المرخص له بتأجير هذه الدراجات في المنطقة ورغم ذلك فإنك تجد العشرات من الناس المتشرين يقومون بتأجير هذه الدراجات بدون التأكد من سن الشباب الذي يجب ألا يقل عن 16 سنة، كما أننا نقوم بتسليم المستأجر قناعاً لوقاية الرأس من الاصطدام، ورغم ذلك تقع حوادث وفاة كثيرة حيث تبلغ عدد حالات الوفاة أربع حالات أسبوعياً بسبب عدم وجود نظام مرور وعدم التشديد علي تأجير الدراجات للأطفال.
كما يشكو قنيبي من عدم وجود رجال مرور أو سيارات خدمة مرورية كافية في المنطقة علي الإطلاق كما لا توجد سيارات إسعاف كافية.
وفي المكتب الصغير المتواضع المخصص للدفاع المدني قابلنا كلاً من عبدالله العتبي وخالد الشيخ اللذين يشكوان من وجود سيارات كثيرة أمام مدخل المكتب وسيارة الإنقاذ الأمر الذي يسبب صعوبة كبيرة في تحركها إذا حدث طاريء كما يطالبون شركة كيوتل بتوفير خط تليفون في المكتب، حيث لا يوجد بالمنطقة كلها سوي خمسة خطوط للتليفونات.
كما يطالبون بوجود لوحة إرشادية تدل علي المكان وكذلك توفير علم الدولة الرسمي، وإيجاد حاجز أمام المكتب لنع سيارات المواطنين من عرقلة سيارة الإنقاذ التابعة لهم.
منقـــــول