المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من عبد الله بن زيد آل محمود إلى الأمراء والوزراء والعقلاء المفكرين في الخليج



مطيع الله
25-03-2007, 02:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الخليج في منع الاختلاط وما ينجم عنه من مساوئ الأخلاق

إلى الأمراء وإلى الوزراء وإلى العقلاء المفكرين من المسلمين:

سلام الله ورحمته عليهم أجمعين ، وأسأل الله لي ولهم التوفيق للتمسك بالدين وطاعة رب العالمين ، وأن يعيذنا وإياهم من شرر أنفسنا وسيئات أعمالنا ومن همزات الشياطين.

أما بعد ــ فإن الدين النصيحة لله و لدينه و عباده المؤمنين ، و قد أوجب الله علينا بنص القرآن بأن نتعاون على البر و التقوى ، و أن نتناهى عن الإثم و العدوان ، و أن دين الإسلام هو دين كامل و شرع شريف شامل ، مبني على جلب المصالح و درء المفاسد ، فلا يحرم شيئا من المحرمات ، إلا لأنه ضار بفاعله و بالناس مباشرة ، و تسببا ، و مدار سياسة الإسلام على ستة أمور ، أحدها : حفظ الدين ، و الثاني : حفظ الأنفس ، و الثالث : حفظ الأموال ، و الرابع : حفظ الأنساب ، و الخامس : حفظ العقول ، والسادس : حفظ العروض : أي حفظ الفروج .

و من أجل حفظ العروض ، حرم الله الزنا و حرم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ، و حرم إبداء زينة المرأة المسلمة لغير زوجها و محارمها ، و نهى عن الخلوة بها و عن سفرها بغير محرم ، و عن النظر إليها بشهوة ، كل هذا الأمور حرمها لكونها تفضي إلى الفاحشة الكبرى و الوسائل لها أحكام المقاصد و درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، فالشرع الحكيم حمى ، حمى العروض و سد الطرق التي تفضي إلى السفاه و الفساد و الإخلال بنظام النكاح الحلال ، و قال : » تلك حدود الله فلا تعتدوها ، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه « و حدود الله محارمه .

إن أمراء و العلماء و الوزراء ، يجب أن يكونوا بمثابة المرابطين دون ثغر دينهم ووطنهم، يحمونه عن الإلحاد و تسرب دخول الفساد على العباد ، لاعتبار أنهم متكاتفون متكافلون في جلب المصالح و دفع المضار ، يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ، و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يطيعون الله و رسوله .

فمتى قصر هؤلاء بواجبهم و تكاسلوا عن حماية دينهم ووطنهم و تركوا الخمور تجلب إلى بلدهم و الحوانيت تفتح لبيعها ، و تركوا بلدهم معطنا لمراتع الفسوق ، فلم يأخذوا على أيدي سفهائهم في منعهم عما يضرهم ، فإنه بذلك يتحقق خراب البلاد و فساد العباد ، و خاصة النساء و الأولاد ، فتسود الفوضى و هتك الأعراض و يصابون بفتنة في الأرض و فساد كبير ، لأن بقاء الأمم ببقاء أخلاقهم ، فإذا ذهبت أخلاقهم ذهبوا . يقول الله : » و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا « و المراد بالهلاك هنا هو هلاك الأخلاق، لأنه أضرمن هلاك الأبدان ، و الفتنة أشد من القتل .

إن العقلاء لا ينبغي لهم أن يغتروا بكثرة الأصوات في طلب ما هو محض الضرر عليهم في أخلاقهم ، فإن كثرة الأصوات ليست بحجة في إباحة المحرمات مع قيام الدليل و البرهان على البطلان ، و لأن كثرة الأصوات تنشأ غالبا عن الهوى و الحب للشيء . و الله يقول: » و إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ، إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون « . و أكثر الناس في هذا الزمان يفضلون التحلل عن عقل الدين و أخلاقه و آدابه و حلاله و حرامه ، و يحبون أن يعيشوا في الدنيا عيشة البهائم ، ليس عليهم أمر و لا نهي و لا صلاة و لا صيام و لا حلال و حرام .

و اعتبروا بالبلدان التي قوضت منها خيام الإسلام و ترك أهلها فرائض الصلاة و الصيام ، و استباحوا الجهر بمنكرات الأخلاق و العصيان ، و صرفوا جل عقولهم و جل أعمالهم و جل اهتمامهم للعمل في دنياهم ، و اتباع شهوات بطونهم و فروجهم ، و تركوا فرائض ربهم ، و نسوا أمر آخرتهم ، فانظروا كيف حالهم و ما دخل عليهم من النقص و الجهل و الكفر وفساد الأخلاق، و العقائد و الأعمال ، حتى صاروا بمثابة البهائم ، يتهارجون في الطرقات لا يعرفون صياما
و صلاة ، و لا يعرفون معروفا و لا ينكرون منكرا ، و لا يمتنعون من قبيح و لا يهتدون إلى حق، قد ضرب الله قلوب بعضهم ببعض فذهبت منهم الديانة و فشت من بينهم الخيانة ،
واستشرت الفوضى و الفساد ، فاعتبروا بسوء حالهم و فساد أعمالهم ، » فإن خير الناس من وعظ بغيره « ، و قد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لكم مثلا فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون، فقال : » مثل القائم في حدود الله الذين ينكرون المنكرات و يسعون في إزالتها ،
ويأخذون بأيدي سفهائهم عن مواقعتها ، و مثل الواقع في المنكرات كمثل قوم ركبوا في سفينة فصار بعضهم في أعلاها ، أي في السطح و بعضهم في أسفلها ، أي في الخن ، فأراد الذين في الخن أن يخرقوا خرقا يتناولون منه ماء البحر من عندهم ، قال : فإن أخذوا على أيديهم و منعوهم نجوا و نجوا جميعا ، و إن تركوهم و ما يصنعون هلكوا و هلكوا جميعا « و هذا مثل مطابق للواقع ، فإن إنكار هو مما يقلل فشوها و انتشارها ، و إذا خفيت المعصية لم تضر إلا صاحبها . أما السكوت عن إنكار المنكرات ، فإنه مدعاة إلى الغرق فيها ، لكون السكوت عنها هو مما يسبب فشوها و انتشارها ، و المحسن شريك للمسيء ، إذا لم ينهه عن المنكر ، و لتأخذون على يد السفيه و لتأطرنه على أطرا ،( أي تلزمونه به إلزاما ) ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده«.

و أن هذا الاختلاط بين الشباب و الشابات ، و احتكاك بعضهم ببعض جنبا إلى جنب ،
وجريان الحديث و المزاح من بينهما ، ثم المصاحبة و الخلوة كما تقتضيه المجالسة و المؤانسة ، فإن هذا العمل ضار في ذاته و مؤد إلى الفاحشة الكبرى في غايته و سوء عاقبته ، لأنه يعد من أقوى الأسباب و الوسائل لإفساد البنات المصونات و تمكن الفساق من إغوائهن بنصب حبائل المكر والخداع .

و الفساق هم الذين يحرصون أشد الحرص على مثل هذا الاختلاط لينالوا أغراضهم
و يشبعوا شهواتهم من التمتع بالنظر إلى البنات المصونات عنهم طول الحياة ، و الصيانة نعم العون على العفاف و الحصانة فإن من العصمة أن لا تقدر و ما من نظرة إلا و للشيطان فيها مطمع .

إلى متى نغش أنفسنا أو نغش بناتنا و أهل ملتنا ، و نتعامى عما يترتب على هذا الاختلاط من فساد الآداب و مساوئ الأخلاق ، فالنظرة هي نظرة في مبدأها لكنها تكون خطرة في القلب ، ثم تكون خطوة بالقدم ، ثم تكون خطيئة و كم نظرة أورثت صاحبها حسرة و هي تحسب من مقدمات الزنا لما في البخاري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : » العينان تزنيان و زناهما النظر و القلب يصدق ذلك أو يكذبه « ، و لهذا أمر الله المؤمنين ، بأن يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ، و كما أمر المؤمنات بأن يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهم و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها و ليضربن بخمرهن على جيوبهن ، و كما أمر الله نساء نبيه و نساء المؤمنين بأن يدنين عليهم من جلابيبهن و أن لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى .

أيها الإخوان المسلمون :

إن تحويل النساء المسلمات عن الآداب الإسلامية و العادات العربية إلى اتباع تقليد النصارى و زيهم ، عاداتهم إنه مبدأ لقطع الرابطة الإسلامية و الأخلاق الدينية ، و تقويض لدعائم الشرف و الحياء و الستر و فتح لباب السفاح و الفساد .

فليس ضرره مقصورا على عصيان النساء لأمر الله في إبداء زينتهن للأجانب في هذا المقام ، و جرأتهن في اختلاطهن بالأغيار و ما ينجم عنه من فنون الأضرار على الدين و الشرف و العرض فحسب ، بل إن ضرره يتعدى بطريق العدوى و التقليد الأعمى من طور إلى طور و من بلد إلى بلد إذا لم يوجد من يعرضه بمنعه من القائمين على الناس بالإصلاح و العدل ، لأن الأخلاق الحميدة تتعادل و الطباع تتناقل كما هو المعروف من انتشار البدع والأخلاق السيئة، و لهذا مدح النبي صلى الله عليه وسلم المتمسكين بدينهم عند فساد الناس ، فقال » طوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس « و في رواية » يصلحون ما أفسد الناس « و هم قوم صالحون قليل في قوم سوء كبير . و الرجل الصالح يصلح الله به أهله و كثيرا من أهل بلده ، و إن أكثر ما يجني على الناس بالشر و يوقعهم في فعل المنكر ، هو تقليد بعضهم لبعض ، لكون الناس في تقليدهم للغير يسهل في نفوسهم فعل ما يسوء فعله و لا قدوة في الشر ، فقد قيل : لا تستوحش طرق الإسلام من قلة السالكين ، و لا تغتر بكثرة الهالكين التاركين لأخلاق الدين ، فإن الله يقول : » و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين « .

إن تحويل النساء المسلمات عن أخلاقهن الدينية أن يقع بتأثير روح الأخلاق أجنبية غايتها تحويل المسلمات عن دينهن و جميل أخلاقهن إلى اتباع الأوروبيات و تقليدهن في عاداتهن
» و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم ، قل إن هدى الله هو الهدى « فتقليد المسلمين لغير المسلمين في مثل هذا الاختلاط هو مدعاة إلى فتنة في الأرض و فساد كبير ، و لن يخفى ضرره على من له مسكة من عقل و دين ، و لكن الهوى يعمي و يعم .

و حتى النصارى على كفرهم أصبحوا و هم يعانون الشقاء و يشكون منه الويلات على أثر الويلات ، من جراء إفساده لأخلاق البنين و البنات و سائر البيوت و العائلات ، فهم يتمنون الخروج منه و أن تكون حالتهم في صيانة عائلتهم كحالة المسلمين .

و أن العرب المسلمين في تقليدهم لغيرهم فيه شبه الطفل الصغير مع الرجل الأحمق الفاجر، يحسب الطفل أن كل ما يفعله هذا الأحمق أنه مفيد له ، فإذا رآه يشرب الدخان شربه ، أو رآه يشرب الخمر ، شربه ، و هكذا الأمة الجاهلة بمصالحها و الضعيفة في دينها و مداركها ، تحسب أن كل ما يفعله النصارى أنه مفيد لها فتقلدها على غير بصيرة من أمرها ، لاعتقادها أنه محض التمدن و التجدد و جهلت بأن رؤساء الأمم أصبحوا و هم قلقون من هذا الاختلاط و ما ينجم عنه من فنون المضار و فساد الأخلاق إلى حالة أن بعض رؤسائهم امتنع عن الزواج ، لما يشاهده من سوء الطباع و فساد الأوضاع ، و يقول : كيف أتزوج امرأة يأخذ بيدها خدنها من الشباب إلى الصحراء و المغارات فتبقى عنده اليومين و الثلاثة و لا أقدر على إنقاذها منه و لأصده عنها .

و قال آخر : إني أغبط المسلمين على أشياء أهمها عندي صونهم لنسائهم .

إن كل ما قلنا فإنه يعد من البراهين التي لا مجال للجدل في صحتها لو كان للمسلمين رؤساء عقلاء يأخذون بأيدي سفهائهم عن إقرار مثل هذا فيأطرون على الحق إطرا ، أي يلزمونهم به إلزاما ، فيدبرون أمر بلدهم بحسن رأيهم و رعايتهم ، و يتعاونون على جلب ما ينفعهم و دفع ما يضرهم و لكنهم و للأسف أصبحوا فوضى لا سراة لهم .

فإن تولوا فبالأشرار تنقاد



تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحوا





ولا سراة إذا جهالهم سادوا



لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم






و قد قال الحكماء : صنفان من الناس إذا صلحا صلح سائر الناس ، و إذا فسدا ، فسد سائر الناس : العلماء و الأمراء .

مطيع الله
25-03-2007, 02:45 PM
يا معشر المسلمين العرب ، إني نذير لكم من شر قد اقترب ، إنكم على ملة إسلامية ليست يهودية و لا نصرانية ، دينها المحافظة على الفرائض الفضائل و اجتناب منكرات الأخلاق و الرذائل ، و قد بعث نبيكم ليتم لكم مكارم الأخلاق .

و أن هذا الاختلاط يعد من مساوئ الأخلاق ، و ليس من خلق أهل الإسلام في شيء ، بل و لا من خلق العرب في جاهليتهم ، فإن العرب على شركهم يتهالكون في حفظ أحسابهم و أنسابهم و صيانة نسائهم ، فهم أباة العار وحماة الحرم ، حتى أن الزنا يعد قليلا عندهم كما قالت هند : أو تزني الحرة يا رسول الله ، استعادا لوقوع الزنا من الحرائر ، و إنما يعرف من أخلاق الإماء ، » و الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض « ، فمتى زالت قوامية الرجل ورقابته على موليته و أمنت غيرته ساءت طباعها و فسدت أوضاعها ووقعت فيما يكره فعله .

إن مبدأ بدعة الاختلاط إنما نشأت من النصارى الأوروبيين ، و كان في شريعتهم تحريم الزنا و دواعيه ، لكنهم من أجل غلوهم في نسائهم اخترعوا بدعة الاختلاط بين الشباب الشابات ، تمشيا مع شهوة نسائهم ليزيلوا بها الحياء و الحشمة و النفرة بين الجنسين ، ثم استرسلوا معهن في توسيع النطاق في الانطلاق في مساوئ الأخلاق ، فأعطوا المرأة كمال حريتها تتصرف في نفسها كيف شاءت ليس لزوجها و لا لأبيها عليها من سلطان ، فلها أن تعاشر من شاءت من الأخدان و على أثر هذا جرى القانون في عرفهم بإباحة الزنا و اللواط ، و صار كالشيء العادي التي لا تعاب به المرأة إلى حالة أنهم صاروا يمدحون المرأة المجربة ، أي التي تأتي بولد أو ولدين من غير زوج ، فهذه هي كمال الحرية التي ينوه بمدحها النصارى ، و هي تفرق شمل أهل البيت و تلطخهم بالتهمة لمخالفتها لشرف الصيانة الإسلامية الجامعة بين الكمال و الجمال .

و بحسب العاقل أن يعرف مبدأ الاختلاط و غايته و سوء عاقبته ، و أن الدعاة إليه يريدون أن تكون نساءهم و بناتهم و أهل بلدهم كحالة المرأة الغربية ، فإن لم يريدوا ذلك ، فإن التقليد و الاتباع يصيرهن إليه اضطرار لا اختيارا ، والدفع للمنكرات قبل وقوعها أيسر من رفعها بعد وقوعها ، و حسبك من شر سماعه فما بالك برؤيته .

أما دخول هذا الاختلاط على بعض بلدان العرب المسلين ، فإن سببه معروف و أصله ضعف الدين ، فإن لما كثر اختلاط العرب المسلمين بالنصارى الأوروبيين و كثر احتكاكهم بهم و تعلموا في مدارسهم و شاهدوا ما شاهدوه من اختلاط نسائهم برجالهم ، تأثروا بكثرة المشاهدة حتى زال بها الإحساس عنهم لأن رؤية المنكرات تقوم مقام ارتكابها في سلب القلوب نور التمييز الإنكار ، لأن المنكرات متى كثر على القلوب ورودها ، و تكرر في العين شهودها ذهبت وحشتها من القلوب شيئا فشيئا ، إلى أن يراها الناس فلا يرون أنها منكرات و لا يمر بفكر أحدهم أنها معاصي ، و ذلك سبب سلب القلوب نور التمييز و الإنكار على حد ما قيل : » إذا كثر الإمساس قل الإحساس « . و لهذا السبب أخذوا يقتبسون من أخلاق النصارى تدريجيا لضعف الوازع الديني في نفوسهم لهذه الأسباب أخذت بعض البلدان العربية تنادي بعملية الاختلاط في الجامعات اتباعا لكثرة الأصوات و ترتب على أثره من التوسع في الفاسد و المنكرات و هتك الأعراض و حدوث الشقاق و النفاق و سوء الأخلاق ما لا يخفي على أحد ، و كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من منكرات الأخلاق و الأقوال و الأعمال ، و نقل صاحب المنار قائلا: إن القائمين على عملية المطالبة بالاختلاط في مصرهم المنحلون عن دين الإسلام و آدابه
و أخلاقه ، و الذين يودون لو مرق جميع المسلمين منه ، يحبون أن يعيشوا في الدنيا عيشة البهائم، ليس عليهم أمر و لا نهى و لا صلاة و صيام و لا حلال و لا حرام … انتهى .

و ساعد على هذا كثرة ما يشاهدونه من عرض الأفلام الخليعة و الصور الشنيعة
والفواحش الفظيعة التي تعبث بالعقول و توقع في الفضول و التي هي بمثابة الدروس تطبع في نفوس النساء الشباب محبة العشق و الميل إلى الفجور ، بحيث تجعل القلب الخلي شجيا تساوره الهموم و الغموم ، و يبتلي بطول التفكير الذي من لوازمه السهر و حرمان لذة النوم الذي جعله الله راحة و رحمة للناس و من أسباب الصحة لأجسامهم .

فهي بمثابة شرك الكيد و حبائل الصيد للقلوب الضعيفة من الشباب و النساء التي و صفهن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم في تكسرهن و سرعة ميولهم بالقوارير ، لأن رؤية ما فيها من الصور المتحركة المضطربة ، و سماع ما فيها من أصوات الغناء و الألحان المطربة هو مما يعلم بالحس و المشاهدة أنه يغري النفوس و يهيجها على الاندفاع إلى ما يشاهدونه فيها من تعاشق و تعانق و مجاراة و مباراة ، حتى يضعف الإيمان و حتى يصير محبا للفسوق
والعصيان، فيغرق في حضيض الذل و الهوان ، فهي من الأعمال الضارة التي تفسد عليهم عقائدهم و عفافهم و آدابهم و تقطع روابط الزوجية فيما بينهم و تدينهم من الإباحة المطلقة و لم يزل حكماء الإسلام و رؤساء الأنام يشكون منها الويلات على أثر الويلات ، من جراء ما أفسدت عليهم من أخلاق البنين و البنات و سائر بيوت العائلات ، تفسد منهم الأديان و تدعوا إلى الافتنان، و إنها و الله لن توجد في بيتي و لم أشاهدها بعيني و إنما بلغني من ضررها ما يبلغ العذراء في خدرها ، فمتى كان القائم ببث أفلامها ممن لا حظ لهم في الأخلاق الدين ، و يحبون أن تشيع الفواحش بين المسلمين فإنها حينئذ يترتب عليها فتنة في الأرض و فساد كبير ،
والحاصل أنها من منكرات الأخلاق و من مضلات الفتن الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ منها ، و مع ابتلاء بها ، فإنني أنصح المراقبين عليها في عرض منكرات الأخلاق الساقطة و الأعمال السافلة ، كما يوجبه الدين و الشرف و الأمانة ، فإن الله لا يجب الفحش
والتفحش ، و إذا لم تستح فاصنع ما شئت .

والحاصل ، أنه يجب على الحكومة نصب رقابة عدلية لها حظ من الأخلاق الدينية ، تمنع نشر الفواحش الموحشة ، و تمنع نشر ما يقبح منظره و يسوء خيره صيانة لكرامة الناس واتقاء فتنتهم و استبقاء حسن سمعتهم .

و مثله إطلاق السراح لكتاب الجرائد المجلات الماجنة الخليعة ، الذين يقودون الأمة إلى مهاوي الجهالة ، و يبثون بينهم عوامل الفساد السفاهة ، فهم كما قال تعالى : » لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم و ما تخفي صدورهم أكبر « فهم في لحن قولهم يحبون انتشار الفوضى اللادينية و الأخلاق البهيمية ، لكون أحدهم ، لكون أحدهم يفضل الإباحة المطلقة على كل ما يقيد الشهوة من عقل و أدب و دين . فجناية التحرير الذي يتطلع عليها الصغير و الكبير يترتب عليها فتنة في الأرض و فساد كبير ، لكون العامة بما طبعوا عليه من السذاجة و عدم الرسوخ في العلم و المعرفة قد يغترون بما يقول هؤلاء و يحسبونه هينا و هو عند الله عظيم ، لأن من أوتي قدرة على صف الكلام قدر أن يغش به العوام و ضعفة العقول و الأفهام المنافقون في هذا الزمان هم شر من المنافقين الذين نزل فيهم القرآن، » الذين يبغونكم الفتنة
و فيكم سماعون لهم « فهم يحبون أن تشيع الفواحش في بلدهم ، و قد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم الدعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها .

ثم أنه في هذا الزمان انتشرت العقيدة الشيوعية اللادينة ، حيث تسمم بها قلوب كثير من الشباب في هذا الزمان ، و جعلوها طريقة لهم و عقيدة ، و من عقائدها : وجوب الاشتراك بين الناس في الإبضاع و الأموال و يجعلون النساء السوائب اللاتي لا يحق لشخص أن يختص بواحدة منهن دون الثاني لا زوج و لا غيره ، و يتمنون تنفيذ هذا الاعتقاد ليتوصلوا به إلى نيل أغراضهم و إشباع شهواتهم ، لو لا معارضة المصلحين القائمين في الناس بالإصلاح و العدل لمنع هذه الفكرة التي لا تبقى شيئا من الدين و لا من الأخلاق و لا من الأموال ، » و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض « الآية .

و الحاصل أن هذا الاختلاط الذي ننصح بمنعه و عدم إقراره أنه يفضى بأهله إلى أشر غاية و أسوأ حالة ، فلا ينبغي أن نغتر بمن ساء فهمه و زل قدمه في الغرق في إثمه ، فإنه لا قدوة في الشر، فإن غشيان النساء لهذه الجامعات من أقوى الوسائل لتعرف الفساق بهن
وإغوائهن ، والفساق هم الذين يحرصون على هذا الاجتماع بالنساء ، فلا ينبغي أن نغش أنفسنا
و نتعامى عما يترتب عليه من فساد الأخلاق و الآداب .

تدخل البنت العذراء المصونة المحصنة هذا المجتمع المختلط و هي في غاية من النزاهة
والعفة ، فتقعد المرأة البرزة ، بحيث تكون في متناول كل ساقط و فاسق ، فيوجه السفهاء
والفسقة إليها أنظارهم و أفكارهم ، و يسترسلون معها في حديث الهزل و الغزل ، و يعملون لها وسائل الإغراء و الإغواء ، سيما إذا كانت ذا حسب و جمال ، فلا تلبث قليلا حتى تلقي عن نفسها جلباب الحياء و الحشمة و تزول عنها العفة و تنحل منها رابطة العصمة ، ثم تميل إلى الفاحشة المحرمة ، لأنها ناقصة عقل و دين ، و مشبهة عقولهن بالقوارير و الشباب قطعة من الجنون
» و من العصمة أن لا تقدر و المعصوم من عصمه الله « و متى كثر الإمساس قل الإحساس .

و المسئولون عن هذا أمام الله و الناس هم الأمراء و الزعماء ، الذين يجب عليهم منع طريقة اختلاط الجنسين إتقاء الفتنة ، و قد قرر العلماء بأن المجموع الذي يتضمن المحظور يكون محظورا ، و أن الوسائل لها أحكام المقاصد و أن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح ،
و من وقع في الشبهات وقع في الحرام فلأجله يجب النهي و الانتهاء عن مثل هذا ، لأنه يجر إلى فنون من المضار المتنوعة متى اعتادها النساء أصبحن لا يرون بها بأسا .

إن أكبر أمر تخسره المسلمة الخفرة في هذا الاختلاط هو خسرانها للحياء الذي هو بمثابة السياج لصيانتها و عصمتها ، فالحياء يحسبه بعض الناس هينا و هو عند الله عظيم ، و في البخاري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : » الحياء من الإيمان « . و قال » الحياء خير كله « .لأن الحياء ينحصر في فعل ما يجملها و يزينها ، و اجتناب ما يدنسها و يشينها ، و الحياء مقرون به البهاء و الجلال و الجمال ، كما أن عدم الحياء من لوازمه ذهاب البهاء و الجمال
والجلال ، ترى المرأة الملقية لجلباب الحياء في صورة قبيحة مترجلة لا تدري أ هي رجل أو امرأة .

و إذا أردت أن تعرف خسارة فقد الحياء فانظر إلى بعض البلدان الذي هجر نسائهم الحياء و تجافين عن التخلق به و اعتقدن أن الإنسان حيوان ترى فيهم العجب من فساد الأخلاق
والآداب و نكوس الطباع و فساد الأوضاع ، و الإخلاد إلى سفاسف الشرور و الفجور ، فلا تبالي بما فعلت أو فعل بها ، شبه الحيوان ، فلا تستحي من الله و لا من خلقه ، و لا ترغب في أن يبقى لها شرف أو ذكر جميل تذكر به ، و هذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : » إذا لم تستح فاصنع ما شئت « .

و إن قلنا : إن النساء في حاجة إلى العلم و الأدب و الإصلاح و تعلم العلوم و الفنون كالرجال ، فهذا صحيح و العلم النافع مطلوب و مرغوب فيه في حق الرجال و النساء ، لكن من العلم ما يكون جهلا ، و قد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم إلا من الشر ، و هذا العلم النافع يمكن تحصيله له وحدها و في بلدها ، بمراجعة الكتب و الفنون و سائر المؤلفات و بسؤال العلماء عن المشكلات ، لأن هذا هو طريق حصول العلم للرجال و النساء ، فالراسخون في العلم و المتوسعون في إنما يتوصلون إلى ما تحصلوا عليه بهذه الطريقة ، فلماذا تترك المرأة هذا ، ثم تحرص و يحرص أهلها على السفر الذي حرمه الشارع ، بقوله » لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تسافر يوما و ليلة إلا مع ذي محرم « .رواه البخاري و مسلم ، خصوصا مثل السفر البعيد الذي تتعرض فيه إلى الأخطار و الأضرار ، ثم إلى الافتتان بها ، الناشئ عن الخلوة بها و اختلاطهن بالرجال في الملاهي و المجتمعات و سائر الأحوال و الأوقات ، تقليدا بما يسمونه تحرير المرأة عن رق أهلها و زوجها .

فبالله قل لي ماذا ينفع العائلة المسلمة من سفر ابنتهم إلى مدرسة نصرانية تتربي بأخلاقهم و مساوئ آدابهم ، و إن أكبر ما تستفيده هي اللغة الأجنبية التي لا يمكن أن تخاطب بها أمها و لا أباها و أخواتها ، أو تتعلم ألحان الغناء و الرقص و إذا رجعت إلى أهلها رجعت إليهم بغير الأخلاق و الآداب الذي يعرفونها منها ، فترى أهلها كأنهم عالم غير العالم الذي نشأت فيه ، و تحمل في نفسها الكبر و الازدراء و الاحتقار لأهلها ، فتعيب عليهم في كل ما يزاولونه من معيشتهم وأخلاقهم وآدابهم وعوائدهم ، فتثور العداوة والبغضاء والتنافر بينها وبينهم في كل شيء وغايتها أنها تبغض أهلها وأقاربها وتبغض كل ما أحبوا وألفوا ، ويبغضونها أفلا يكون سفرها للتعلم على هذه الحالة شقاء وضلالة وقطع لأواصر العائلة وبذر شقاق ونفاق بين أفراد عائلتها. وما تستفيده من الدريهمات في مرتباتها ، فإنها ستكون أبعد وأبعد عن أهلها ، أو لم يكن الأوفق والأليق لهذا البنت ولأهلها أن تتعلم مبادئ العلوم الشريفة عند أهلها وفي مدارس بلدها وأهل ملتها لتستعين بالبيئة والمجتمع على تحسين تربيتها لتكون في بيت زوجها وأهلها صالحة مصلحة، تعاملهم بالحفاء والوفاء ، بدون نفرة ولا جفاء ، فتكون مثالا صالحا لأخواتها وأقاربها، قادرة على إدارة شئون بيتها وكاليد الكريم لزوجها والصدر الرحب لجيرانها وأقاربها ، فتعيش سعيدة بيت وسيدة عشيرة ولا يوفق لهذا إلا خيار النساء عقلا وأدبا ودينا ، لأن الإصلاح الصحيح هو إصلاح النشئ بتربية الأخلاق والآداب الدينية.

نهي القرآن نهيا صريحا عن إبداء النساء زينتهن لغير أزواجهن ومحارمهن ، ومن المعلوم أن المرأة في حالة هذا الاختلاط ستظهر محاسنها ومفاتن جسمها ، فتبدي يديها إلى قريب العضد وبها أسورة الذهب وساعة الذهب وتبدي رجليها إلى نصف الساق وتكشف عن رأسها ورقبتها وقلائدها وحلق الأذان ، ولن تذهب إلى هذا المجتمع إلا بعد تكلفها بتجميل نفسها من الأصباغ والأدهان العطرية لعلمها أن الشباب سينظرون إليها ، فهل يشتبه على عاقل بعد هذا تحريم إبداء هذه الزينة مع الرجال الأجانب ، إذ لا محل للتردد في تحريم هذا العمل ، وتحريم التعاون عليه، وتحريم المساعدة لأهله ، بل ولا في تحريم إقرارهم عليه والسكوت عن الإنكار عليهم ، ولا حاجة إلى تطويل الكلام في مفاسده.

وما يؤول إليه ، فإنها بديهة بطريق العقل والاختبار والمفتونون بالتقليد يعلمون من مضاره المتولدة عنه أكثر مما ذكرنا ، لكنهم يستحبون العمي على الهدى ، » وأن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا« ، وأن يروا سيبل الغي يتخذوه سبيلا ، فهم يفضلون ترك هذه الآداب الإسلامية والأخلاق العربية ويهزؤن بمن يفعلها وبمن يخالف رأيهم في تركها من كل ما يسمونها تمدنا وتجديدا..

لأنهم كفروا بالله تقليدا



عمي القلوب عموا عن كل فائدة






إن الغيرة على المحارم تعد من شيم ذي الفضائل والمكارم ، فالغيور مهاب ومن لا غيرة فيه مهان ، والغيرة الواقعة في محلها هي بمثابة السلاح لوقاية حياة الشخص وحماية أهله ، لأن الغيرة الممدوحة هي كراهة القبائح وبغضها والنفرة منها ومن أهلها ، وكلما اشتد حفظ الإنسان لصيانة نفسه وأهله قوت غيرته واشتدت شكيمته ، بحيث لا تخلوا بواديه الأراجيل.

وكلما كثرت ملابسته للقبائح وخاصة الزنا وتوابعه ، فإنها تنطفي من قبله حرارة الغيرة ، فلا يستنكر معها فعل القبيح لا من نفسه و من أهله ، بل ربما يلطف فعل الفاحشة ويزينها لغيره، كما يفعل الديوث الذي يقر السوء في أهله ولهذا صارت الجنة عليه حرام ، كما ثبت بذلك الحديث، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: » لا يدخل الجنة ديوث « ، والديوث هو الذي يقر أهله على عمل السوء ، لأن من يهن في نفسه وأخلاقه ، فإنه يسهل عليه الهوان.

فالفاسدة أخلاقهم وبيوتهم يحبون أن تفسد أخلاق الناس وبيوتهم لينظفيء بذلك عارهم ويختفي ذلهم وصغارهم ، فمثل هؤلاء يحبون أن تشيع الفواحش في بلدهم والغيرة من الدين ومن لا غيرة له لا دين له ، لأن من لوازم عدم الغيرة الرضا بانتهاك حدود الله ومحرماته ، ولما قال رجل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يا رسول الله ، أرأيت لو وجد أحدنا على امرأته رجلا، ماذا يصنع ، إن قتله قلتتموه ، وإن تركه ذهب ، فقال سعد بن عبادة: أما أنا لو وجدته لضربته بالسيف غير مصفح ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ » أما تعجبون من غيرة سعد وأنا أغير منه والله أغير مني ، فمدح سعدا على غيرته الواقعة في محلها « .

إن الرجل العاقل والمفكر الحازم ، يجب عليه أن يراقب العواقب ، وأن يقابل بين المصالح والمفاسد ، فإن لهذه القضية ما بعدها ، إذ المنكرات يقد بعضها إلى بعض وتكون الآخرة شر من الأولى ، فعند نجاح القائلين بإباحة الاختلاط في مثل هذه القضية ، فإنه يقودهم إلى المطالبة بإباحة الرقص ، ثم المطالبة بإعطاء المرأة كمال حريتها تتصرف كيف شاءت ليس لزوجها و لا لأبيها عليها من سلطان ، كفعل المرأة الأوربية ، وكأن هذا هو هدفهم الأكبر وبعمله يعملون.

إن عذر دعاة الاختلاط هو الحرص على حصول العلم والتعلم من كل الرجال والنساء ، مع اختصار مصرف النفقة في سبيله ، وهذا سهل ميسر وليس بعذر يبيح أكل الميتة للمضطر، » ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا « ، فالحكومة القائمة بالمصارف على كافة شئون المعارف ومنها الجامعات ، فإنها لن تعجز عن النفقة في حالة انفصال كل جنس عن الآخر ،وأما القول بدعوى الحرص منهم على حصول العلم كما يزعمون ، فإن الاختلاط يعد من أسباب موانع العلم ، وتعويق حصوله ، إذ هو ضار المتعلمين والمتعلمات ، لكونه يغري الشباب والشابات بالفتنة ويولعهم باللذة ويصرفهم عن فهم العلم وتعلمه ، لأن من طبيعة النفوس أنها متى أخذت بمبادئ الأمور المستلذة من النظرة والمحادثة ، فإنها تسترسل بأفكارها ويشتد شغفها بها ويتدرج بشتى الوسائل ونصب الحبائل إلى أن تصل إلى غايتها منها وتكون قبل وصول الغاية في هم وبلبال وشغل فكر وبال ، تهيم به داعية الشهوة بدافع من التأثر العصبي الناشئ عن المشاهدة والمحادثة ، حتى يضيع الكثير من وقته ودروسه في شغل قلبه بالتفكير وحتى يضيع السعي في كسبه ومعيشة أهله ، وقد يذهب ماله وعقاره في سبيل متابعته لشهوته مع ما يصاب به من توقع الأنكاد والأكدار الناشئ عن عداوة الأغيار ، وقد لا يكتفي بشغفه بواحدة فقط ، بل ينتقل في مراتع الفسوق من واحدة إلى أخرى حتى ينصرف كل الانصراف عن زوجته الشرعية التي كان يحبها قبل معاشرته لغيرها ، فيكتفي بالمسافحة واتخاذ الأخذان عن زوجته الحلال مع فساده لغيرها ، وفي هذا من المضار ما لا يخفى على أحد. وإن فاعله يحرم من السعادة الزوجية التي ملاكها قناعة كل واحد منهما بصاحبه ، وكذلك المرأة إذا اعتادت ذلك فإنها تنبوا بنظرها عن زوجها ، وتلتحق بالشاردات عن أهلهن ، وفي هذا من الشقاء والجناية على النفس والنسل والأهل وخراب البيوت وحرمان السعادة ما لا يخفى على عاقل ولكن الهوى يعمى ويصم . وقد روى في الحديث» لعن الذواقين من الرجال والذواقات من النساء « .

أيها العقلاء ، إعتبروا وفكروا اعلموا بأن المسلمين إنما نكبوا في مجتمعهم وأخلاقهم إلا بعد ما نكبوا في نظام عائلتهم وفساد تربيتهم لنسائهم وأبنائهم التربية الدينية الصحيحة المبنية على التحلي بالفضائل والتخلي عن منكرات الأخلاق والرذائل.

وسبب إهمالهم لحسن تربيتهم وفساد تعليمهم ساءت طباعهم وفسدت أوضاعهم ، وأخذوا يتناسون التعاليم الإسلامية والأخلاق العربية ، لأنه إذا ساء التعليم ساء العمل ، وإذا ساء العمل ساءت النتيجة ، » ومن يرد الله فتنة فلن تملك له من الله شيئا ، أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم « .

فهذه محض نصيحتي لكم ، قصدت بها نفعكم ودفع ما يضركم ، وإني أرجو أن تقع منكم بموقع القبول والتنفيذ والإصلاح والتعديل وإلا فستذكرون ما أقول لكم والله خليفتي عليكم ، وأستودع الله دينكم وأمانتكم ، وأستغفر الله لي ولكم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

http://www.alshreef.com/book11/01.html

::.Silent.::
25-03-2007, 02:52 PM
جزاك الله الف خير

qatar2go
25-03-2007, 02:53 PM
مشكور على نقل الموضوع:strong

ســـهم
25-03-2007, 07:14 PM
عبد الله بن زيد آل محمود

جزاه الله خيرا ورحمه الله << مادري توفى ولا لا لكن الرحمه تجوز على الحي والميت

مشكور اخوي مطيع الله

رياني1212
25-03-2007, 08:45 PM
عبد الله بن زيد آل محمود

جزاه الله خيرا ورحمه الله << مادري توفى ولا لا لكن الرحمه تجوز على الحي والميت

مشكور اخوي مطيع الله
رحمة الله على الشيخ عبدالله بن زيد == نعم اخي العزيز توفي هذا العلامة الكبير من ما يقارب 10 سنوات وكما هو معروف بانه مفتي دولة قطر والله يرحم جميع علماء قطر والمسلمين== الف شكر اخي مطيع الله

مطيع الله
25-03-2007, 11:13 PM
جزاك الله الف خير

وجزاك بمثله


مشكور على نقل الموضوع:strong

والشكر لك أيضاً


عبد الله بن زيد آل محمود

جزاه الله خيرا ورحمه الله << مادري توفى ولا لا لكن الرحمه تجوز على الحي والميت

مشكور اخوي مطيع الله
غفر الله لشيخنا وجزاك خيراً


رحمة الله على الشيخ عبدالله بن زيد == نعم اخي العزيز توفي هذا العلامة الكبير من ما يقارب 10 سنوات وكما هو معروف بانه مفتي دولة قطر والله يرحم جميع علماء قطر والمسلمين== الف شكر اخي مطيع الله

الشكر لك أيضاً

الخفي
28-03-2007, 03:17 PM
اتمنى من المسئولين في الدوله ادراك مايمكن ادراكه من انتشار الاختلاط وخصوصا بشكل خطير واتقاء الله والخوف من الله وليس ارضاء الحكومه لانهم مساكين لايقدمون ولا يؤخرون ولكن الله كريم

إنتعاش
01-04-2007, 04:52 PM
رحمة الله على علامتنا فضيلة الشيخ

عبدالله بن زيد

شاكر لك اخوي الغالي على التذكير بوصايا علامتنا

عليه رحمة الله ومغفرته ورضوانه