المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميريل لينش: تدهور البورصات العالمية يثير مخاوف المستثمرين من خوض غمار المخاطرة



أبوتركي
27-03-2007, 02:22 AM
ميريل لينش: تدهور البورصات العالمية يثير مخاوف المستثمرين من خوض غمار المخاطرة

وسط اهتمام ومراقبة مستقبل الاقتصاد العالمي في ظل الاضطراب الحالي


لندن: «الشرق الأوسط»
كشف مسح اجرته شركة ميريل لينش ان المستثمرين حول العالم قد أعادوا النظر باستطياب المغامرة وسط التدهور الذي حصل في بورصات الأسهم بدءاً من 27 شباط (فبراير) الجاري، وجاء في تقرير تلقته «الشرق الاوسط» أمس ان المستثمرين بدأوا بإعادة النظر في خططهم منذ بدء الهبوط، وكشف مديرو الاستثمار العالميون عن مدى تصاعد نفورهم من المخاطر، فقد زاد مديرو الثروات أرصدتهم النقدية بحدة من 3.8% الى 4.4% وأفاد 30% من المستطلعين انهم مثقلون بالنقد. وقد انخفض مؤشر ميريل لينش لقابلية المخاطر خمس نقاط هذا الشهر ليسجّل أدنى مستوى وصل اليه في الخمس سنوات الأخيرة. ثم انه يظهر من الاستطلاع ان مديري الحقائب الاستثمارية كشفوا ان متوسط فترة آفاق استثماراتهم هي الآن سبعة أشهر وهي الأقصر في أربع سنوات.
وقال دافيد باورز، الاستشاري المستقل لدى ميريل لينش: «ان انقشاع الرؤية لدى المستثمر بات الأضعف منذ ربيع 2003 عندما حصل غزو العراق يوم كان الخوف على أشده. ولئن حصلت إعادة نظر في مستوى المخاطر فهذا ليس مستغرباً. ولكن ما يدعو الى الاهتمام هو المدى الذي يعكسه التدهور في إعادة النظر من قبل المستثمرين بأساسيات المستقبل الاقتصادي العالمي». ويدل الاستطلاع بقوة الى ان الانخفاض الذي بلغ 3% في مؤشرات السوق الرئيسية فشل في ان يحمل المستثمرين على ان يسارعوا ويعيدوا النظر برأيهم في مستقبل الاقتصاد العالمي. ولئن كانوا اكثر حذراً بقدر يسير حول مستقبل النمو الاقتصادي وأرباح الشركات، فإن 10% فقط من الذين اشتركوا بالاستطلاع يرجحون ركوداً عالمياً في الشهور الاثني عشر القادمة. ان مؤشر توقعات النمو المركّب لدى ميريل لينش هو نزولي باعتدال إذ انخفض الى 34 من 36 لكن الشعور هو أقوى مما كان عليه في الشهرين الاخيرين من 2006.

ويشير التقرير الى ان هناك ايضاً أدلة على ان أكثرية المستثمرين لم يتخلوا عن الأسهم. إذ ثمة غالبية من 34% من مديري الثروات يستبعدون ان تكون الأسهم في الأشهر الستة القادمة أدنى مما هي عليه الآن، صعوداً من 15% كانوا من هذا الرأي في فبراير (شباط). ولئن لجأوا الى أمان النقد، يخطط المديرون لزيادة استثماراتهم بالأسهم، إذ ان غالبية من 25% من مخصصي الأصول ينوون رفع تملكهم للأسهم في الأشهر الثلاثة القادمة.

في جانب آخر يشير التقرير الى ان المستثمرين غير قلقين حول خطر تباطؤ عالمي في الاقتصاد المجموعي، فهم يعتقدون انه ينبغي على مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) ان يقلق على الرؤية المستقبلية في الولايات المتحدة. ثمة 45% من مخصصي الاصول يعتقدون الآن انه يجدر بالاحتياطي الاتحادي ان يكون اكثر قلقاً إزاء خطر تباطؤ النمو الاقتصادي، وهناك 17% يرون ان الاحتياطي الاتحادي ينبغي ان يكون اكثر قلقاً من خطر التضخم. هذا الرأي هو الأكثر استقطاباً والذي اتخذه المستثمرون منذ ان بدأت ميريل لينش في اغسطس (آب) 2006، ويوضح الاستطلاع ان المستثمرين وان كانوا اكثر ارتياحاً لجهة مستقبل الاقتصاد العالمي، فهم قلقون حول إمكانية تزايد المخاطر المرافقة للأصول في الولايات المتحدة، حيث يبدو ان الولايات المتحدة تبدو البلد الأقل جاذبية في نظر المستثمرين لجهة أرباح الشركات بينما ينظرون الى منظقة اليورو بأنها الأكثر إشراقاً. وفي رؤية تمتد الى اثني عشر شهراً لا يخامر مديري الاستثمار أدنى شك بأنه ينبغي التخفيف من الأسهم الاميركية والتركيز على الاستثمار في أسهم منطقة اليورو.

الى ذلك يشير التقرير الى ان ثمة سؤالا حول تطور وجهة السوق، فهل يركّز المستثمرون على اقتصاد الولايات المتحدة او بدل ذلك يستحسن ان يتوجهوا شرقاً ليركزوا على اليابان وعلى مستقبل الاعتماد على الين Yen carry trade (وهي الاستقراض بعملة ذات فائدة متدنية مقابل الاقراض بعملة ذات فائدة مرتفعة). وفي هذه الحالة راح كثيرون من المستثمرين لسنوات يستدينون بالين ويقرضون بعملية عالية الفائدة كالجنيه الاسترليني) ويقول جيسون داي احد كبيري مخططي العملات بميريل لينش: «يبدو من الاشارات التي نرصدها ان تصفية هذه الاستراتيجية الشعبية قد تستمر خلال ما تبقى من 2007 ومن هنا نتوقع ان يرتفع الين الى سعر صرف 107 ينات مقابل دولار اميركي واحد. وإن الركن الذي يعتمد عليه هذا الرأي هو اننا نشهد تشدداً في السياسة النقدية العالمية ذات الفائدة المتدنية وازدياد التقلب في العملات وهما عاملان كانا تاريخياً وراء تصفية الفرشخة».

وعلى الصعيد القطاعي، يحبّذ مديرو الاستثمار موقفاً دفاعياً كلاسيكياً إذ ينصحون بأسهم شركات الادوية وأسهم صناعة المواد الاستهلاكية ويؤثرون الابتعاد عن المصارف وشركات التكنولوجيا. ولجهة التقييم فإن مديري الاستثمار يعتبرون المرافق غالية وأسهم شركات الادوية رخيصة. كما انهم يفضلون أسهم الشركات الالمانية على أسهم الشركات البريطانية.

اما في العملات، فثمة غالبية 9% من المديرين لا يزالون يعتبرون الدولار الاميركي غالياً و27% منهم ينظرون الى اليورو على انه أعلى من قيمته الاساسية، كما ان 46% يرون ان سعر الجنيه الاسترليني هي فوق قيمته وأخيراً هناك 68% يعتبرون سعر الين دون قيمة أساسياته. يذكر ان هذا الاستطلاع العالمي شارك فيه 199 مديرا للاستثمار يشرفون على توظيف 668 مليار دولار اميركي واشترك بالاستطلاع الاقليمي 173 مديراً يشرفون على استثمار 412 مليار دولار.