تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التركي: بدايتي تعثرت في "زمن الطفرة" وخرجت بدروس "تقوية"



أبوتركي
27-03-2007, 03:54 AM
"ساعي البريد" الذي تجاوز "أخطاء الماضي" يروي تفاصيل حياته بين زمني "الغربة والذهب الأسود"
التركي: بدايتي تعثرت في "زمن الطفرة" وخرجت بدروس "تقوية" لأستثمر في قطاع البترول والغاز بحثاً عن "قطعة الكعكة" مع الأجنبي



التركي: 70% من الاستثمارات العالمية تابعة لشركات عائلية

الخبر - سعيد السلطاني، محمد الصفيان تصوير - عصام عبدالله
في السبعينات الميلادية، وبينما الطالب المجتهد عبدالعزيز التركي في الولايات المتحدة الأمريكية يدرس الماجستير كان يعمل مراسلاً في احدى مراكز البريد مقابل دولارين وربع في الساعة، وذلك في وقت فراغه من الدراسة والتحضير.
هذا الطالب الذي اصبح أحد أهم رجال الاعمال في المملكة، ربما لم يكن بحاجة ماسة للعمل مقابل حفنة من الدولارات، بقدر ما كان بحاجة لمعرفة اهمية العمل، والكفاح، واكتساب الخبرات، وتجريب المشقة، واكتساب سلوك عملي ينضبط فيه بدوام ويتحمل فيه المسؤولية، ويعرف قيمة الالتزام، ونبذ احتقار العمل مهما كان تواضعه طالما انه شريف.

تلك التجربة اضافة الى توجيهات والده (رحمه الله) وقواعده في ادارة اعماله كانت الرصيد المهم في مشوار رجل الاعمال عبدالعزيز التركي رئيس مجلس ادارة شركة روابي القابضة، الذي أكد انه يمتلك ادارة قوية وأفقا واسعاً في ادارة اعماله، يعزز ذلك حبه لوطنه ومجتمعه الذي يحرص في كل مناسبة على مبادلته الوفاء والعطاء عن ايمان وقناعة بأن العلاقة مع المجتمع هي علاقة اخذ وعطاء، ولذلك يكثر من الاعمال الخيرية وعلى رأسها دعم جمعية مكافحة مرض السرطان.

"الرياض" التقت برجل الاعمال الاستاذ عبدالعزيز التركي للحديث عن بداياته، ونجاحاته التي حققها طوال مسيرته الى جانب رؤيته الخاصة للاقتصاد السعودي، وتنوع استثماراته، كذلك أبرز اعماله الانسانية والخيرية، ونصائحه لجيل الشباب اليوم.











البداية مع الطفرة

@ كيف كانت بداياتك كرجل أعمال؟

- البداية كانت مع تخرجي من الجامعة والعمل مع شقيقي الاكبر عبدالرحمن، وتأسيس عدة شركات، وكان ذلك في فترة الطفرة، وطبعاً الطفرة الاولى كانت سريعة وقوية لأن البلد حينها كانت تفتقر للبنية التحتية، ولذلك كان النشاط هائلاً وسريعاً، وكان لابد ان تتوقف لتأخذ انفاسك، وهذه الفترة كانت فيها اخطاء وتعلمنا منها الكثير، وبعد هذه الطفرة استقللت في العمل عن الاخ عبدالرحمن وقمت بتأسيس شركات مع اخي الاصغر صالح، وبعد فترة ليست قصيرة استقللت بنفسي بتأسيس شركة (روابي).

@ وهل يمكن القول بأن الأخطاء التي ذكرتها هي سوء تخطيط مثلاً؟

- لا، ليست كذلك لأننا فوجئنا بحجم العمل وفتح الاسواق السعودية بشكل كبير، ووجدنا أنفسنا أمام اكبر تحد ببناء اكبر مدينة صناعية في العالم وهي الجبيل، ولذلك لم يكن لدينا وقت للتخطيط، واذا جلست تخطط ضاعت عليك الفرص، فالعملية كانت متسارعة، ولكن مع مرور الايام وقدوم الشركات الاجنبية استفادت الشركات السعودية في التخطيط والتنظيم.

@ هل كان لوالدكم نشاطات تجارية سابقاً؟ وما مدى استفادتكم منه؟

- الوالد (الله يرحمه) كان نشاطه في تأسيس محل كبير، وكان معه الاخ عبدالرحمن وانا واخي صالح كنا في بيروت للدراسة، ثم انتقلنا للدراسة في أمريكا، ولذلك كان الاحتكاك بالوالد لفترة قصيرة، ولكن المهم انه يحضنا على الامانة في العمل والصدق في التعامل وذلك ولله الحمد ما التزمنا به كلنا كأخوة.


الخدمات البترولية

@ لماذا وقع اختياركم على الاستثمار في هذا المجال؟

- استثماري أنا شخصياً في شركة روابي القابضة في مجال الخدمات البترولية، لأن المنطقة اساس العمل بها هو البترول والغاز، ولذلك من باب اولى ان تكون الشركات العاملة في هذا المجال سعودية بدلاً من الاجنبية.

@ ما المبدأ الاساسي الذي انطلقتم منهم للاستثمار في هذا المجال؟

- كما قلت اقتصاد المملكة قائم على صناعة الغاز والنفط بالدرجة الاولى، ومن حق كل واحد ان يطمح للعمل في هذا الحقل لانه كبير ولمدى طويل ولابد ان يكون لنا نظرة بعيدة في العمل، حيث ان اكبر مجمع للطاقة في العالم موجود في هذه المنطقة.

@ الثقة والصبر هما أساس العمل التجاري فما نصيبك من ذلك؟

- الحديث عن الثقة يرتبط بالجهازين الفني والاداري للشركة، وعندما تثق فيهما وتعطي المسؤوليات والصلاحيات وتنتظر منهما الانتاجية، وعليه اعتقد ان تجربتنا في هذا الحقل جيدة والحمد لله نشاط الشركة بدأ يتوسع ويتفرع، والسبب الاساسي اننا نضع ثقل الادارة على المدراء والمسؤولين في جميع الشركات ونعطيهم الثقة المطلقة، وهذا يعني ان هذه الثقة ولّدت هذه الطاقة وفجرتها.


تحدي العمالة المدربة

@ ما أبرز المعوقات التي واجهتكم؟

- المعوقات كثيرة منها ايجاد الكفاءات التي لديها مواهب متعددة وتجارب، وفي وقتنا الحاضر هناك اقتصاد متضخم في جميع انحاء العالم، وهناك تنافس كبير بين الشركات العاملة في هذا المجال، ولذلك اكبر تحد هو ايجاد العمالة المدربة وجلبها للسوق السعودي في الوقت الحاضر.

@ وكيف تم التغلب على ذلك؟

- عن طريق الاغراءات المالية، ولكننا لا نزال نعاني من نواقص كثيرة.

@ كيف كان تقبل المجتمع السعودي لنشاطكم التجاري؟

- لا أعتقد أن هناك عزوفا او كرها في المجتمع السعودي او حسدا وغيرة للشركات الناجحة، بل بالعكس سوقنا مفتوح وكبير.

وطبعاً هناك كثير من الجهات تنظر ل"الروابي" نظرة احترام وتقدير، لأنها رائدة في كثير من المجالات، خاصة في مجال توظيف المرأة، ونحن من الأوائل في ذلك بل أعطيناها دوراً قيادياً بالشركة.


عمل المرأة

@ ما نسبة توظيف المرأة لديكم؟

- النسبة ليست كبيرة، لكن نسعى حالياً لاستيعاب المزيد، حيث لدينا 16امرأة في القسم الهندسي والمحاسبة وإدارة الأفراد والسكرتاريا، وكل من لديها الكفاءة نقوم بتوظيفها.


@ وكيف وجدتم التعامل معهن؟

- الشركة مرتاحة معهن لأن التزامهن جيد جداً ولكن ينقصنا فقط إمكانية تدريبهن، وطالما أننا نسعى لنهضة قوية فلابد من تفعيل دور المرأة.


@ وما استراتيجيتكم مستقبلاً لتوظيف النساء؟

- نحن نوظف في كل المجالات وليس لدينا أي إشكالية في توظيفهن.


سعودة الوظائف

@ من خلال التجربة كيف تقيمون تطور أداء الشباب في العمل؟

- قبل الطفرة الأولى كانت كل العمالة المتواجدة هنا في المنطقة الشرقية عمالة سعودية، وأذكر في السبعينات أخذت مقاولة من أرامكو وكانت كل العمالة التي لدي من السعوديين 100%، وكان لدي اثنان أجانب بالتنسيق مع أرامكو، والآن بعد أربعين سنة ليس لدي أي سعودي إلا في مهنة التخليص.


@ ما السبب في ذلك؟

- في الماضي كان الحرفيون في الكهرباء والبناء سعوديين، والآن أين السعوديون الذين يعملون في هذه المجالات؟، وذلك لأن المستوى الفكري لدى الشباب السعودي تغير، والوظيفة لا تعيب، وإذا لم تعطه اليوم وظيفة إدارية فلن يعمل خصوصاً إذا كان متعلماً.


جيل الشباب

@ وما الكلمة التي توجهها للشباب؟

- يفترض أن يعرف الإنسان أنه مهما تدنت الوظيفة فذلك ليس عيباً، وليس عيباً ان يأكل بعرق جبينه، والإنسان الطموح يبني نفسه من الصفر، ولا يمكن للشباب خاصة الخريجين ان يعملوا بوظيفة إدارية ومكتب كبير فور تخرجهم لابد لهم أن يعملوا حتى يصلوا لذلك، وبدون ذلك فلن يصلوا، وأنا في شركتي لن أعطي أي واحد وظيفة إدارية قيادية بدون عمل واجتهاد، وكان تقييمه إيجابياً بناء على ما يتوفر له لدينا من بيئة عمل ومزايا وبدلات جيدة.


@ وما أسباب عزوف الشباب عن العمل في القطاع الخاص؟

رجل الأعمال دائماً هو الشماعة التي يعلقون عليها الأخطاء التي تحدث في المؤسسات الحكومية، فهو لديه أعمال وجداول وأسعار معينة وإن خرج عن هذه المنظومة سقط في (الحفرة)، وكان يفترض بمؤسسات التعليم ان تعلم أولاً الطلاب حب العمل وأنه من العبادات، ولكن الشباب مع مرور الوقت تعلموا الكسل والدلع، وأذكر اننا في الثمانينات كان لدينا عمل في الموانئ قمنا بتوظيف شباب سعوديين وجدنا ان بعضهم كان يجلس في بيوتهم لمدة ثلاثة سنوات بعد تخرجهم بحجة ان الوظيفة لا تناسبهم، ولم نأخذ كثيرا منهم للعمل لأن من يجلس كل هذه المدة فلن تناسبه وظيفتنا، ومن يأكل وينام فلن يكون لديه طموح ولن يتخطى هذا الحاجز، وللأسف قضية الالتزام وأخلاقية العمل ليست موجودة لدينا، ونسوا كيف كان يعاني آباؤهم وأجدادهم حتى يوفروا لقمة العيش، والآن تسهلت الأمور وإذا وجد عمل في الجبيل وهو في الدمام لا يذهب بحجة بعدها، ونسوا أيضاً كيف كان الأهل يغيبوا بالسنوات بسبب سعيه لتوفير لقمة العيش، ولذلك لابد ان يتعلموا ان الحياة ليست وردية طول الوقت، وعادة ما يبدأ الإنسان يرتاح مادياً بعد ان يصل الأربعين وما بعدها وليس في السبعة عشر أو العشرين.


معاهد التدريب

@ ما ملاحظاتك على معاهد التدريب المهني التي يعول عليها في مخرجات مناسبة لسوق العمل؟

- معاهد التدريب لدينا لم تتطور في مخرجاتها، ويمكن ملاحظة ذلك في حال ما قارنت بين طالب تخرج من الصنائع اللبنانية وخريجنا، حيث تجد خريج الصنائع على مستوى عال من التأهيل، وفي لقاء بالغرفة التجارية قلت اننا لسنا بحاجة لخريجي الجامعات وإنما حاجتنا ماسة لخريجي المعاهد الفنية.


@ هل أنت متفائل بمستقبل هذه المعاهد؟

- ما رأيته مع الدكتور الغفيص اعطاني امل إذ ان النظرة الآن أصبحت واقعية وبرامجهم أصبحت معروفة عكس السابق، والدولة الآن صرفت فيها مبالغ كبيرة، واعتقد ان هناك أملا كبيرا في تحسن مخرجات هذه المعاهد.


الشركات العائلية

@ كيف تنظر إلى الشركات العائلية؟ وهل تؤيد تحويلها إلى شركات مساهمة؟

- معظم الاقتصاد العالمي، حوالي 70% منه مبني على الشركات العائلية، وطبعاً لها إيجابياتها وسلبياتها، وكثير منها يموت بموت المؤسس لاختلاف وجهات النظر بين الورثة، وتعثر إيجاد الكفاءات التي تديرها، وإذا أرادت ان تستمر استمراراً جيداً لابد ان يكون هناك فصل بين الملكية والإدارة، وتحويل هذه الشركات الآن الى شركات مساهمة امر ما يزال بعيداً، لأن ا لعائلة هي المسيطرة بنسبة 70% و 30% للمساهمين، ولكي تتحول إلى مساهمة ينبغي ألا تزيد نسبة العائلة عن 50% أو 49% حتى يكون للمساهم دور أكبر في إدارة الشركة، وبدون ذلك يبقى الوضع على ماهو عليه وغالباً ما يحدث خلاف بين افراد العائلة في الامور الادارية بعد موت المؤسس، ولذلك قليل جداً من هذه الشركات التي تخطت الجيل الثاني.


@ وهل الاندماج بين هذه الشركات يضمن استمراريتها؟

- الاندماج ليس شرطاً للاستمرارية، وانما هو اخذ حصة اكبر من السوق والقدرة على تنفيذ مشاريع اكبر، وهذا المطلوب الآن لأخذ المشاريع العملاقة الموجودة.


المنافسة العالمية

@ بعد انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية هل تخشون منافسة الشركات الاجنبية في مجال نشاطكم؟ وكيف تنظرون لميزات وسلبيات الانضمام على الاقتصاد السعودي؟

- الانضمام خطوة كبيرة لاقتصادنا ولكن هذه الخطوة تتطلب قوانين واحكاماً بالنسبة للعمل التجاري، وكما قلت سلفاً ان البقاء للاصلح، وبدون ان تكون الشركات مؤهلة بالكوادر البشرية القوية فلن تستطيع الاستمرار في السوق، وما لم تهتم بانشاء فروع لها فإن اصحاب الوكالات وهم اصحاب الشأن سيحضرون ويرون انهم ليسوا بحاجة لهؤلاء الوكلاء، وهناك ميزات كبيرة للانضمام لأنها سترفع الشركات الي مستويات عالمية، ومطلوب الشفافية تبعاً لذلك ولا بد من معرفة المراكز والاوضاع والقوائم المالية.


@ هناك كفاءات سعودية في المجال الاقتصادي ولكن اين هي؟

- هذا السؤال أسأل عنه وزارة المالية!.


تخفيض نسبة السعودة

@ ما رأيك في قرارات مجلس الوزراء الاخيرة بتخفيض نسبة السعودة في القطاع الخاص؟

- الدولة الآن بدأت تنظر نظرة واقعية لقضية السعودة من حيث انها ليست عصاة ترفع على المقاولين، ونحن دائماً نقول انها مطلب وطني وليس هناك رجل اعمال يحب بلده يعجز عن توظيف الكفاءات من الشباب، ولكن المطلوب قبل ذلك تهيئة الشباب عملياً حتى يكون لديهم زمام المبادرة ففي الفلبين معاهد فنية على مستوى عال، ولذلك العالم كله يأخذ من العمالة الفلبينية وكذلك الهند، واذا تطورت المعاهد الفنية فلا اعتقد مستقبلاً هناك مشكلة في ايجاد وظائف تلبي حاجة السعودة، وفي نفس الوقت فإن قضية البطالة ليست بالمسألة الواضحة، وفي المنطقة الشرقية مثلاً لا اعتقد ان فيها بطالة، وكما يقولون ان هناك 22الف عاطل فإن لدينا 22الف منشأة فكل واحد مقابل منشأة وفي المنطقة هنا لا يمكن حل المشكلة بالنسبة لمناطق اخرى.


مشكلات القطاع الخاص

@ ما المشكلات التي تواجه القطاع الخاص حالياً؟ وما الحلول التي تقترحونها وكيف يمكن تأهيله لمنافسة الشركات الاجنبية وحمايته منها؟

- لا اعتقد ان هذه الحماية مجدية فالشركة السعودية القوية التي تنفذ المشاريع بكفاءة هي التي يجب ان ينظر لها، اما الشركة التي تأخذ العقد في سبيل اخذه فقط وتظل سنتين او ثلاث والمشروعات متعثرة فهذه يجب اغلاقها نحن لا نريد الحماية ولكن العدالة وكما يتم معاملة المقاول الاجنبي يجب معاملة المقاول السعودي بمثل ذلك.


@ ما نصائحكم للجيل الجديد من الشباب السعودي خاصة وان بعضهم دخل مجالكم ولكنهم فشلوا؟

- لا يزال في المملكة مجال كبير للابداع والتطور والسوق كبير وبحاجة لشركات كثيرة، والعمل يتطلب صبراً وليس طلوع السلم ركضاً، فيجب ان تكون هناك رؤية لما يريده هؤلاء الشباب، ولا بد من التركيز على الطموح والسير نحوه، ولا يتوقع هؤلاء الشباب ان الامور ستكون وردية بين يوم وليلة، فلابد من العمل والجهد والتخطيط الجيد والصبر واهم شيء الصدق والاستقامة في العمل حتى يحصلوا على الاحترام مع عدم محاولة (التشاطر) على الآخرين والكذب عليهم كما يجب ان يكون هناك اخذ وعطاء مع الشباب كما يجب على رجل الأعمال ان يقدم لهذا المجتمع من خلال العمل الخيري وذلك مثل ما فعلناه حتى ولو بأشياء بسيطة، بالاضافة الى التطوع في هذا العمل، وذلك ما ينقصنا في اعمالنا الخيرية اكثر من الدعم المالي.