المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفور المستثمرين من خوض غمار المخاطر يزداد



أبوتركي
27-03-2007, 05:21 AM
نفور المستثمرين من خوض غمار المخاطر يزداد

إن المستثمرين حول العالم أعادوا النظر باستيطاب المغامرة وسط التدهور الذي حصل في بورصات الأسهم بدءا من 27 فبراير حسبما جاء في المسح الذي أجرته شركة ميريل لينش لشهر مارس.

ففي اول دراسة شاملة لشعور المستثمرين منذ ابتداء الهبوط، كشف مديرو الاستثمار العالميين عن مدى تصاعد نفورهم من المخاطر. فقد زاد مديرو الثروات أرصدتهم النقدية بحدة من 3.8% الى 4.4% وأفاد 30% من المستطلعين انهم مثقلون بالنقد. وقد انخفض مؤشر ميريل لينش لقابلية المخاطر خمس نقاط هذا الشهر ليسجّل أدنى مستوى وصل اليه في الخمس سنوات الأخيرة. ثم انه يظهر من الاستطلاع ان مديري الحقائب الاستثمارية كشفوا عن ان متوسط فترة آفاق استثماراتهم هي الآن سبعة أشهر وهي الأقصر في أربع سنوات.

وقال دافيد باورز، الاستشاري المستقل لدى ميريل لينش «ان انقشاع الرؤية لدى المستثمر بات الأضعف منذ ربيع 2003 عندما حصل غزو العراق يوم كان الخوف على أشده. ولئن حصل إعادة نظر في مستوى المخاطر فهذا ليس مستغربا. ولكن ما يدعو الى الاهتمام هو المدى الذي يعكسه التدهور في إعادة النظر من قبل المستثمرين بأساسيات المستقبل الاقتصادي العالمي».

المستثمرون يرفضون الاعتقاد بركود وشيك

يدل الاستطلاع بقوة ان الانخفاض الذي بلغ 3% في مؤشرات السوق الرئيسية فشل في ان يحمل المستثمرين على ان يسارعوا ويعيدوا النظر برأيهم في مستقبل الاقتصاد العالمي. ولئن كانوا اكثر حذرا بقدر يسير حول مستقبل النمو الاقتصادي وأرباح الشركات، فإن 10% فقط من الذين اشتركوا بالاستطلاع يرجحون ركودا عالميا في الشهور الاثني عشر القادمة.

ان مؤشر توقعات النمو المركّب لدى ميريل لينش هو نزولي باعتدال إذ انخفض الى 34 من 36 لكن الشعور هو أقوى مما كان عليه في الشهرين الاخيرين من 2006.

وهناك ايضا أدلة على ان أكثرية المستثمرين لم يتخلوا عن الأسهم. إذ ثمة غالبية من 34% من مديري الثروات يستبعدون ان تكون الأسهم في الأشهر الستة القادمة أدنى مما هي عليه الآن، صعودا من 15% كانوا من هذا الرأي في فبراير. ولئن لجأوا الى أمان النقد، يخطط المديرون لزيادة استثماراتهم بالأسهم، إذ ان غالبية من 25% من مخصصي الأصول ينوون رفع تملكهم للأسهم في الأشهر الثلاثة القادمة.

قلق حول ارتفاع أسعار الأصول في الولايات المتحدة

رغم ان المستثمرين غير قلقين حول خطر تباطؤ عالمي في الاقتصاد المجموعي، فهم يعتقدون انه ينبغي على مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) ان يقلق على الرؤية المستقبلية في الولايات المتحدة. ثمة 45% من مخصصي الاصول يعتقدون الآن انه يجدر بالاحتياطي الاتحادي ان يكون اكثر قلقا إزاء خطر تباطؤ النمو الاقتصادي، وهناك 17% يرون ان الاحتياطي الاتحادي ينبغي ان يكون اكثر قلقا من خطر التضخم. هذا الرأي هو الأكثر استقطابا اتخذه المستثمرون منذ ان بدأت ميريل لينش في أغسطس 2006 تطرح هذا السؤال. ويوصي بأن المستثمرين، وان كانوا اكثر ارتياحا لجهة مستقبل الاقتصاد العالمي، فهم قلقون حول إمكانية تزايد المخاطر المرافقة للأصول في الولايات المتحدة. ان الولايات المتحدة تبدو البلد الأقل جاذبية في نظر المستثمرين لجهة أرباح الشركات بينما ينظرون الى منظقة اليورو بأنها اكثر إشراقا. وفي رؤية تمتد اثني عشر شهرا لا يخامر مديري الاستثمار أدنى شك بأنه ينبغي التخفيف من الأسهم الاميركية والتركيز على الاستثمار في أسهم منطقة اليورو.

المستثمرون يودعون عملية «الفرشخة» على الين

ثمة سؤال حول تطور وجهة السوق، فهل يركّز المستثمرون على اقتصاد الولايات المتحدة او بدل ذلك يستحسن ان يتوجهوا شرقا ليركزوا على اليابان وعلى مستقبل الفرشخة straddle على الين Yen carry trade (وهي الاستقراض بعملة ذات فائدة متدنية مقابل الاقراض بعملة ذات فائدة مرتفعة). وفي هذه الحالة راح كثيرون من المستثمرين لسنوات يستدينون بالين ويقرضون بعملية عالية الفائدة كالجنيه الاسترليني) ويقول جيسون داي احد كبيري مخططي العملات بميريل لينش «يبدو من الاشارات التي نرصدها ان تصفية هذه الاستراتيجية الشعبية قد تستمر خلال ما تبقى من 2007 ومن هنا نتوقع ان يرتفع الين الى سعر صرف 107 ينات ضد دولار اميركي واحد. وإن الركن الذي يعتمد عليه هذا الرأي هو اننا نشهد تشددا في السياسة النقدية العالمية ذات الفائدة المتدنية وازدياد التقلب في العملات وهما عاملان كانا تاريخيا وراء تصفية الفرشخة».

على الصعيد القطاعي، يحبّذ مديرو الاستثمار موقفا دفاعيا كلاسيكيا إذ ينصحون بأسهم شركات الادوية وأسهم صناعة المواد الاستهلاكية ويؤثرون الابتعاد عن المصارف وشركات التكنولوجيا. ولجهة التقييم فإن مديري الاستثمار يعتبرون المرافق غالية وأسهم شركات الادوية رخيصة. كما انهم يفضلون أسهم الشركات الالمانية على أسهم الشركات البريطانية.

اما في العملات، ثمة غالبية 9% من المديرين لا يزالون يعتبرون الدولار الاميركي غاليا و27% منهم ينظرون الى اليورو على انه أعلى من قيمته الاساسية، كما ان 46% يرون ان سعر الليرة الاسترلينية هي فوق قيمتها واخيرا هناك 68% يعتبرون سعر الين دون قيمة أساسياته.

اشترك بالاستطلاع العالمي 199 مدير استثمار يشرفون على توظيف 668 بليون دولار اميركي واشترك بالاستطلاع الاقليمي 173 مديرا يشرفون على استثمار 412 بليون دولار.