أبوتركي
28-03-2007, 01:00 PM
حذر من عودة كبار المضاربين لـ "التلاعب بالمؤشر"
خبير: توقيت "ضربة الاثنين" لسوق الأسهم السعودية كان مقصودا
الرياض - نضال حمادية
حذر خبير في شؤون سوق المال من عودة كبار المضاربين إلى ما أسماه حركة اللعب على المؤشر، والتي ظهرت جليا في إغلاق يوم أمس الثلاثاء 27-3-2007، حيث بقيت معظم الشركات قريبة من النسب الدنيا رغم أن المؤشر قلص خسائره مما يزيد على 300 نقطة إلى نحو 83 نقطة فقط.
وقال المصرفي والمحلل الاقتصادي أمجد البدرة لـ"الأسواق.نت" إن عدم المبادرة لتعديل طريقة احتساب المؤشر ساعد إلى حد ما بتحقيق كبار المضاربين لمرادهم في إعطاء صورة غير دقيقة عن حركة السوق، حيث لا يكلفهم ذلك سوى ضغط بسيط على أسهم بعض القياديات، حتى يخفضوا المؤشر أو يرفعوه عشرات النقاط، لاسيما في أسهم مثل "سابك" التي يتم احتساب حصتها على أساس كامل أسهمها المصدرة، في حين أن 70% من هذه الأسهم تساوي صفرا على أرض الواقع، بحكم أنها مجمدة وغير متداولة.
توقيت مقصود
واستغرب البدرة محاولة البعض تجميل صورة ما حدث يوم الاثنين الماضي من هبوط حاد رغم أن السبب معروف للجميع، معتبرا أن "وجود لاعبين في ساحة السوق السعودية أكبر نفوذاً من الحَكَم" هو بمثابة أمّ المشاكل، التي ولّدت وستولّد الكثير من السلبيات، ما لم يتم تدارك الوضع.
ولفت البدرة إلى أن ما يشاع عن أسباب أخرى للخلل الذي تعانيه السوق، لا يعدو كونه أمورا ثانوية مقارنة بالسبب المذكور سالفاً، ضارباً على ذلك مثلاً بما يتردد عن قرب طرح اكتتابات جديدة وكبيرة مثل شركتي كيان وجبل عمر، حيث لا يمكن مقارنة أضخم اكتتاب بحجم السيولة اليومية في السوق، والتي باتت تقارب 20 مليار ريال في المتوسط، ومن هنا فلا مبرر لتعليق الهبوط على "شماعة" هذه الاكتتابات.
وأضاف البدرة أن توقيت "ضربة يوم الاثنين" كان مقصودا ومدروسا، حيث أن درجات حذر المتداولين تكون أقل في مطلع أسبوع التداول ومنتصفه مما هي عليه في آخره، بحكم أن الأخبار المؤثرة غالبا ما تصدر عن هيئة السوق مع نهاية الأسبوع، ما جعل الأمر أشبه بعملية "مباغتة للخصم وهو نائم"، حسب تعبيره.
فزعة!
وحول طبيعة تحركات اللحظات الأخيرة ودفع المؤشر للإقفال فوق مستوى 8 آلاف نقطة، رأى البدرة أن من يتحكمون بالسوق يدركون أهمية العلاقة بين رقم الإغلاق ونفسيات المتداولين التي تلعب دورها الكبير في اتخاذ معظم هؤلاء لقراراتهم، ولأجل ذلك يتم تكثيف الصفقات المؤثرة في الدقائق الأخيرة لتحقيق الإغلاق المطلوب، أي الإغلاق الذي يوصل "رسائل كبار المضاربين" إلى مختلف الجهات ولاسيما صغار المتعاملين بوصفهم الشريحة الأوسع في السوق.
ولم يستبعد البدرة أن يكون للجانب الرسمي دور ما في توجيه تعاملات ما قبل الإغلاق، من قبيل الاتصال ببعض مدراء الصناديق لحثهم على شراء كميات في أسهم قيادية من أجل الوصول لإقفال إيجابي نوعا ما، مشبهاً الأمر بأنه قريب من أسلوب "الفزعة"، الذي يقضي بمد يد النجدة والمساعدة لمن يطلبها، وخصوصا للأطراف المرتبطة ببعضها البعض.
وشدد البدرة على أن جميع ما تشهده السوق من تقلبات له هدف واحد في النهاية، وهو اقتناص أكبر قدر من أسهم المتداولين بأدنى الأسعار ومعاودة بيعها لهم بأعلى ثمن ممكن.
تشكيك واتهام
من ناحيته أوضح المحلل المالي محمد الرعوجي أن قرابة 40 % من الشركات التي انخفضت يوم أمس لامست سقف النسبة الدنيا، حيث أغلقت 27 شركة من أصل 72 منخفضة بنسب تراوحت بين 9 و10%.
واعتبر الرعوجي أن إغلاق حوالي 85% من شركات السوق على انخفاض، نصفها تقريبا عند الحدود الدنيا، يجب أن يجعلنا نتوقف ملياً أمام قدرة المؤشر على عكس حالة السوق بدقة وأمانة، لاسيما وأن هذا المؤشر يشكل "بوصلة يحدد بها كثير من المتداولين اتجاهاتهم"، مضيفا أن تعطل هذه البوصلة أو اختلال معايير ضبطها يؤدي بالضرورة إلى الخطأ الأكيد في القرار المبني على أساسها.
ودعا الرعوجي هيئة سوق المال للتفاعل مع مطالب عامة المتداولين بضرورة إيضاح أسباب الهبوط عندما يكون كبيرا، والاستفسار من الشركات التي يتكرر انخفاضها بالنسب الدنيا أو قريبا منها، أسوة بالاستفسارات المرسلة إلى بعض الشركات التي تحقق ارتفاعات متوالية، قائلا إن عدم استجابة الهيئة لهذا المطلب يحرض المتداولين على التشكيك بدورها، واتهامها بأنها "تستكثر" عليهم تحقيق الأرباح بينما لا تكترث بخسائرهم، وهو منطق قد لا يُتفق معه، لكن ترسيخه ليس في مصلحة السوق ولا الهيئة المشرفة عليه أبدا.
خبير: توقيت "ضربة الاثنين" لسوق الأسهم السعودية كان مقصودا
الرياض - نضال حمادية
حذر خبير في شؤون سوق المال من عودة كبار المضاربين إلى ما أسماه حركة اللعب على المؤشر، والتي ظهرت جليا في إغلاق يوم أمس الثلاثاء 27-3-2007، حيث بقيت معظم الشركات قريبة من النسب الدنيا رغم أن المؤشر قلص خسائره مما يزيد على 300 نقطة إلى نحو 83 نقطة فقط.
وقال المصرفي والمحلل الاقتصادي أمجد البدرة لـ"الأسواق.نت" إن عدم المبادرة لتعديل طريقة احتساب المؤشر ساعد إلى حد ما بتحقيق كبار المضاربين لمرادهم في إعطاء صورة غير دقيقة عن حركة السوق، حيث لا يكلفهم ذلك سوى ضغط بسيط على أسهم بعض القياديات، حتى يخفضوا المؤشر أو يرفعوه عشرات النقاط، لاسيما في أسهم مثل "سابك" التي يتم احتساب حصتها على أساس كامل أسهمها المصدرة، في حين أن 70% من هذه الأسهم تساوي صفرا على أرض الواقع، بحكم أنها مجمدة وغير متداولة.
توقيت مقصود
واستغرب البدرة محاولة البعض تجميل صورة ما حدث يوم الاثنين الماضي من هبوط حاد رغم أن السبب معروف للجميع، معتبرا أن "وجود لاعبين في ساحة السوق السعودية أكبر نفوذاً من الحَكَم" هو بمثابة أمّ المشاكل، التي ولّدت وستولّد الكثير من السلبيات، ما لم يتم تدارك الوضع.
ولفت البدرة إلى أن ما يشاع عن أسباب أخرى للخلل الذي تعانيه السوق، لا يعدو كونه أمورا ثانوية مقارنة بالسبب المذكور سالفاً، ضارباً على ذلك مثلاً بما يتردد عن قرب طرح اكتتابات جديدة وكبيرة مثل شركتي كيان وجبل عمر، حيث لا يمكن مقارنة أضخم اكتتاب بحجم السيولة اليومية في السوق، والتي باتت تقارب 20 مليار ريال في المتوسط، ومن هنا فلا مبرر لتعليق الهبوط على "شماعة" هذه الاكتتابات.
وأضاف البدرة أن توقيت "ضربة يوم الاثنين" كان مقصودا ومدروسا، حيث أن درجات حذر المتداولين تكون أقل في مطلع أسبوع التداول ومنتصفه مما هي عليه في آخره، بحكم أن الأخبار المؤثرة غالبا ما تصدر عن هيئة السوق مع نهاية الأسبوع، ما جعل الأمر أشبه بعملية "مباغتة للخصم وهو نائم"، حسب تعبيره.
فزعة!
وحول طبيعة تحركات اللحظات الأخيرة ودفع المؤشر للإقفال فوق مستوى 8 آلاف نقطة، رأى البدرة أن من يتحكمون بالسوق يدركون أهمية العلاقة بين رقم الإغلاق ونفسيات المتداولين التي تلعب دورها الكبير في اتخاذ معظم هؤلاء لقراراتهم، ولأجل ذلك يتم تكثيف الصفقات المؤثرة في الدقائق الأخيرة لتحقيق الإغلاق المطلوب، أي الإغلاق الذي يوصل "رسائل كبار المضاربين" إلى مختلف الجهات ولاسيما صغار المتعاملين بوصفهم الشريحة الأوسع في السوق.
ولم يستبعد البدرة أن يكون للجانب الرسمي دور ما في توجيه تعاملات ما قبل الإغلاق، من قبيل الاتصال ببعض مدراء الصناديق لحثهم على شراء كميات في أسهم قيادية من أجل الوصول لإقفال إيجابي نوعا ما، مشبهاً الأمر بأنه قريب من أسلوب "الفزعة"، الذي يقضي بمد يد النجدة والمساعدة لمن يطلبها، وخصوصا للأطراف المرتبطة ببعضها البعض.
وشدد البدرة على أن جميع ما تشهده السوق من تقلبات له هدف واحد في النهاية، وهو اقتناص أكبر قدر من أسهم المتداولين بأدنى الأسعار ومعاودة بيعها لهم بأعلى ثمن ممكن.
تشكيك واتهام
من ناحيته أوضح المحلل المالي محمد الرعوجي أن قرابة 40 % من الشركات التي انخفضت يوم أمس لامست سقف النسبة الدنيا، حيث أغلقت 27 شركة من أصل 72 منخفضة بنسب تراوحت بين 9 و10%.
واعتبر الرعوجي أن إغلاق حوالي 85% من شركات السوق على انخفاض، نصفها تقريبا عند الحدود الدنيا، يجب أن يجعلنا نتوقف ملياً أمام قدرة المؤشر على عكس حالة السوق بدقة وأمانة، لاسيما وأن هذا المؤشر يشكل "بوصلة يحدد بها كثير من المتداولين اتجاهاتهم"، مضيفا أن تعطل هذه البوصلة أو اختلال معايير ضبطها يؤدي بالضرورة إلى الخطأ الأكيد في القرار المبني على أساسها.
ودعا الرعوجي هيئة سوق المال للتفاعل مع مطالب عامة المتداولين بضرورة إيضاح أسباب الهبوط عندما يكون كبيرا، والاستفسار من الشركات التي يتكرر انخفاضها بالنسب الدنيا أو قريبا منها، أسوة بالاستفسارات المرسلة إلى بعض الشركات التي تحقق ارتفاعات متوالية، قائلا إن عدم استجابة الهيئة لهذا المطلب يحرض المتداولين على التشكيك بدورها، واتهامها بأنها "تستكثر" عليهم تحقيق الأرباح بينما لا تكترث بخسائرهم، وهو منطق قد لا يُتفق معه، لكن ترسيخه ليس في مصلحة السوق ولا الهيئة المشرفة عليه أبدا.