المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النفط العراقي.. قانون مثير للجدل.. والانفجار



أبوتركي
29-03-2007, 01:37 AM
صاغه عراقيون بتدخل أميركي وضغط دولي
النفط العراقي.. قانون مثير للجدل.. والانفجار


29/03/2007
تعريب وإعداد: إيمان عطية
لا يزال الثراء الموعود لمنجم نفط عراق ما بعد الحرب سرابا. فالبلد الذي يقبع على ثاني او ثالث احتياطي نفطي في العالم يجعل النفط قلب وأهم مصادر اقتصاده. ولذلك اكد بول وولفويتز للكونغرس في مارس 2003 أن العراق 'سيمول عمليات اعادة بنائه قريبا نسبيا' وتوقع واضعو الخطط الاميركيون ان يزداد انتاج النفط العراقي ثلاث مرات الى 6 ملايين برميل يوميا بحلول 2010 .
غير ان الحرب والفساد والاقتتال المذهبي وتفشي الجريمة حولت قطاع البترول القوي الى جثة هامدة.
ومع ذلك ظلت شركات النفط الرئيسية وصندوق النقد الدولي يضغطان على العراق لتمرير قانون لسوق حرة للهيدروكربون يسمح بموجبه للشركات الاجنبية بتحقيق ارباح هائلة من النفط العراقي.
وقد وافق مجلس الوزراء العراقي على مشروع قانون بهذا الشأن وتم تحويله الى البرلمان للنقاش والموافقة عليه في مارس الجاري.
لكن هل ان شركات النفط الكبرى تقترب من تحقيق نصر كامل في العراق؟ من الصعب تخيل ذلك، أقله على المدى القريب، نظرا الى معارضة محتملة من العراقيين والاهم من ذلك الفوضى التي تعم البلاد.. فالعراق مجتمع يتهاوى دون وجود دولة حقيقية يمكن الحديث عنها. كما ان العديد من السياسيين غادروا العراق ونادرا ما يخاطرون بالعودة الى بغداد، لذا فان تحقيق النصاب بحده الادنى في البرلمان قد يكون صعبا. ولطالما كانت السيطرة والتربح من نفط العراق هدف شركات النفط الكبرى غير انها غير قادرة على كتابة تاريخ غير مثقل بالاحداث والاجندات المتنافسة.
الاستثمارات الاجنبية
احد المحللين النفطيين، ومقره لندن، الذي يتوقع قانونا اكثر لا مركزية وانفتاحا وصفه ب'مربك جدا' اذ يقول 'فيما يخص الاسئلة المهمة المتعلقة بالاستثمارات الاجنبية واللامركزية الاقليمية مقابل الهيمنة المركزية، فان القانون مبهم لكنه ليس سيئا بمجمله. فبشكل عام يعيد القانون التأكيد على هيمنة الدولة على النفط ويقيد الوسط السني والجنوب الشيعي والشمال الكردي من خلال اعادة تأسيس شركة النفط الوطنية العراقية التي ستوزع بدورها عائدات النفط على المناطق على اساس الفرد، وهو ما قد يساعد في الحد من الصراعات الطائفية.
لكن القانون يترك الكثير من القضايا الخلافية المثيرة للمشاكل: فجميع التفاصيل المهمة تركت للحل لاحقا من خلال مجلس فدرالي للنفط والغاز يرأسه رئيس الوزراء الذي سيتخطى البرلمان: ورغم ان القانون يؤكد على مجموعة من الاهداف الاقتصادية الوطنية العامة، فانه لا يضع حدا ادنى لمشاركة الدول ولا يغطي كمية الأرباح المسموح بها للشركات الأجنبية.
ويسود ارتباك بين أفراد الطبقة السياسية العراقية حيال القانون الجديد، غير ان شعورا عميقا بالوطنية ينتاب الجميع، يعارض بيع ثروات البلاد.
وكشفت لقاءاتي مع خبراء نفط وسياسيين وأناس عاديين عراقيين عن رأي معقول ومتوازن حيال الوضع:
فالجميع يشعر ان المشاركة الأجنبية في قطاع النفط قد تساعد في إحياء صناعة دمرها كابوس امتد خمسة عشر عاما من حرب وعقوبات وحرب أخرى والآن الفوضى. غير ان لا أحد يرى ان العراق يجب أن يترك نفسه عبدا لإرادة شل وبريتيش بتروليوم واكسون موبيل.
وإذا ما تم في نهاية المطاف اتباع سياسة تحرير ولا مركزية شديدة لقانون النفط، فإنه من غير الواضح على الإطلاق انها ستشكل مستقبلا، ان كان هناك مستقبل، لقطاع النفط في العراق.
إذ يقول كامل مهدي، أكاديمي عراقي في جامعة اكستر في بريطانيا 'إذا تم تمرير قانون غير عادل، فإن ذلك سيكون مصدر نزاع سيستمر لسنوات، سيذكر هذا القانون على انه شيء تم إقراره بالقوة في أسوأ فترات العنف، انه سيبذر بذور عدم الاستقرار في المنطقة برمتها'.
إذ علام سينص قانون النفط الجديد؟ وهل سيتم إقراره كقانون وقبوله من قبل الشعب؟ وما الأوضاع والاحتمالات الحقيقية لصناعة النفط العراقية؟
يقول محلل النفط جورج أورويل. محلل النفط في استخبارات الطاقة' ان الوضع مريع وسيزداد سوءا قبل أن يتحسن.
حجم الانتاج
قبل حرب الخليج عام ،1991 كان العراق ينتج 3.5 ملايين برميل يوميا. لكن بعد مرور 4 أعوام على الاحتلال، بالكاد بدأ العراق أخيرا وبشكل مرحلي إنتاج 2.1 مليون برميل يوميا. كما انه من النادر ان يستطيع تصدير أكثر من 1.5 مليون برميل يوميا. ويتركز الإنتاج الحالي في الشمال والجنوب، لكن منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، توقف تقريبا الإنتاج في الحقول الشمالية بسبب العنف المستمر. إذ سجل حتى الآن 400 اعتداء رئيسي على خطوط الأنابيب التي تربط حقول كركوك بمصفاة بيجي وكليهما بميناء جيهان التركي. وكانت هجمات العام الماضي على المرافق النفطية والموظفين أدت إلى مقتل 289 وجرح 179 شخصا.
أما وزارة الطاقة التي تهيمن عليها الحكومة الشيعية، فغارقة بالفساد وتعاني من رداءة حفظ السجلات و محاسبة محدودة واستنزاف للعقول. فالكثير من مهندسي البترول والجيولوجيين العراقيين هربوا من البلاد 'معظمهم إما يختبئ في مناطق السنة وإما يقودون سيارات الأجرة أو هربوا إلى الخارج لأنهم مدرجون على قائمة القتل لفرق الموت' بحسب عبدالله، رئيس المهندسين في إقليم صلاح الدين.
وكانت وزارة النفط خصصت العام الماضي 3.5 مليارات دولار لمشروعات مثل اصلاح خطوط الأنابيب، لكن بسبب غياب الأمن وندرة الفنيين والمديرين الأكفاء، لم تنفق الوزارة سوى 40 مليون دولار اعتبارا من أغسطس 2006.
وقد تم إرساء العمل على الشركة الحكومية للمشروعات النفطية التي تولت مهام البناء والاستكشاف والاصلاح والتي كانت سابقا من مهام هاليبرتون وبارسونز ودفعت لهما مليارات الدولارات نظير ذلك لكن ما انجزتاه كان القليل.
الصادرات في الوقت الراهن في مستوى منخفض جدا، كما ان تدفق النفط متقطع جدا لدرجة ان الحكومة العراقية دفعت العام الماضي أكثر من 100 مليون دولار غرامة تقاعس تحميل شحنات او رسوم تعويض لناقلات النفط نظير الانتظار والتأخير في التحميل في البصرة.
وحتى منتصف عام ،2006 فإن معظم خطوط أنابيب النفط العراقية لم تكن مجهزة حتى بالعدادات، ومع بداية الاحتلال رفض الحاكم المدني للعراق حينها بول بريمر تركيب عدادات جديدة.. لماذا، لا احد يعرف، واليوم فان العدادات القليلة المركبة في البصرة لا تعمل جيدا، وتم تأجيل صيانتها لشهر آخر، وقد قدر المحللون مستويات انتاج العراق من خلال اضافة كمية البترول التي اشتراها ناقلو الشحن الدوليون. اما التهريب فهو متفشى الى حد بعيد ويتراوح ما بين استخدام قوافل الشاحنات والناقلات الصغيرة الى الناقلات التابعة للحكومة التي تملأ حمولتها من دون تسجيل وتدفع الرشاوى للمسؤولين لتزوير حجم الحمولة على الحدود الكردية التركية، تصطف شاحنات نقل النفط بثلاثة او اربعة خطوط يمتد طولها احيانا الى ثمانية اميال، فيما يجلس سائقو الشاحنات الى جانب معداتهم يلعبون الورق ويشربون الشاي ويتفحصون محركاتهم بانتظار دفع الرشاوى وأوراق الطبيب علهم يعبرون، وقد قدر المفتش العام لوزارة النفط العراقية اخيرا ان سائق شاحنة النفط المستعد للمجازفة بعبور شوارع البلاد الخطرة يتوقع ان يدفع 500 دولار رشوه وهو قادر على تحقيق ما يصل الى نحو 8400 دولار ارباحا عند اعادة بيع شحنته في بلد آمن.
ان دعم سعر البنزين العراقي، الذي هو اقل من نصف السعر الإقليمي، يجعل من إعادة بيع الوقود العراقي المشترى قانونيا في الأردن او سوريا مربح جدا، لكن وبحسب مكتب المحاسبة للحكومة الأميركية فان نحو 10% من الوقود المكرر العراقي مسروق، وتقدر 'رقابة العائدات' ان ذلك كلف الدولة 4.2 مليارات دولار عائدات مفقودة في عام 2005.

أبوتركي
29-03-2007, 01:38 AM
العقود الباطنية
ويتهم السياسيون السنة الاحزاب الشيعية المهيمنة بالسيطرة على معظم تجارة النفط 'الباطنية'. اذ يقول احد تجار النفط في عمان 'ان النفط العراقي يهرب بانتظام الى خارج البلاد بطرق متعددة ومختلفة. ان عمار الحكيم (ابن رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية) يقضي معظم وقته في البصرة في بيع النفط كما لو كان يملكه. الناس هناك يطلقون عليه اسم عدي الحكيم، اي انه يتصرف كما كان عدي صدام حسين يتصرف. ان التجار الآخرين مثلي يتعين عليهم العمل من خلاله لعقد الصفقات الكبرى او تهريب كميات صغيرة لحسابنا. ان البترول الآن مقسم بين الاحزاب السياسية المهيمنة'.
ومن المذهل حقا انه لا يزال هناك نفط ينتج ويصدر وسط هذا المستوى من العنف الذي يلف البلاد فالصناعة تدار جزئيا بواسطة محاولات العراقيين العاديين اليائسة للتعلق ببعض مظاهر الاستقرار. احد المهندسين في وزارة النفط من الذين رفضوا الهرب من البلاد يعيش الآن في مكتبه مع زوجته.
ويعني تصاعد العنف والتدمير انه لا استقطاب تقريبا للاستثمارات الاجنبية في قطاع النفط العراقي، فيما عدا خمس اتفاقيات صغيرة بين الحكومة المحلية الكردية ومزيج من شركات حفر واستكشاف مستقلة لم تنجح سوى واحدة فقط منها وهي شركة دي ان او النرويجية التي تدير بئرا واحدة قرب الحدود التركية.
وكانت مجموعة صغيرة من اليساريين العراقيين قضى افرادها عاما كاملا وهم يعملون بسرية على اعداد قانون الهيدروكربون الجديد، وبتدخل خارجي من شركة الاستشارات الاميركية Bearing Point والسفارتين الاميركية والبريطانية فضلا عن وزير الطاقة الاميركي صامويل بودمان الذي من المفترض ان يكون قد اطلع عددا من شركات النفط الرئيسية على النسخ الاولى من مسودة القانون. ولإضافة مزيد من الضغط، وضع صندوق النقد الدولي تمرير قانون تحرير قطاع الهيدروكربون شرطا لإسقاط نحو 6% من ديون العراق.
وبحسب التقديرات فإن العراق بجاجة الى ما بين 20 مليار دولار الى 30 مليار دولار على شكل استثمارات جديدة لإعادة قطاع البترول الى مساره ووضعه الصحيحين. وبعد الحصول على قروض خارجية اولية ودعم فني من شركات الخدمات النفطية، يمكن للعراق مرة اخرى ان يمول نفسه وجذب مهندسية مرة اخرى. لكن شركات النفط الكبرى تريد استغلال ضعف العراق الحالي للتمكن الى الوصول الى اكبر قدر ممكن من النفط العراقي. كما ان للسياسيين العراقيين الذين يعملون علي قانون الهيدروكربون بقيادة وزير النفط حسين الشهرستاني يتخذ موقفا مؤيدا بقوة للسوق المفتوحة في هذا القطاع وتمريره.
اللعنة بعينها
ففي بريد الكتروني بعثه لي، شرح الوزير الشهرستاني المزاج السائد حيال الشركات الاجنبية بالقول 'ان فتح قطاع الانتاج واستكشاف النفط العراقي امام استثمارات الشركات النفطية العالمية الشهيرة بمواردها المالية وبتقنياتها المتطورة لتطوير حقول النفط والغاز من خلال مناقصات شفافة تقدم افضل العوائد للشعب العراقي ليس محل خلاف من اي حزب في الحكومة او خارج الحكومة، حتى في النظام السابق، كان مثل هذا التعاون محل ترحيب'.
لكن وعلى عكس السياسيين العراقيين الآخرين الذين حاولوا في السنوات الاخيرة اعادة بناء صناعة النفط، يتعين على لجنة شهرستاني التراجع عن بعض العناصر المثيرة للجدل في مسودة القانون. فرئيس الوزراء الاسبق المعين من الولايات المتحدة إياد علاوي كان وضع خطة خصخصة متطرفة تتلخص في منح الشركات الاجنبية ملكية النفط الموجودة تحت التربة. وهذا النوع من الاجراءات لا يستخدم الا في الولايات المتحدة فقط اذ انه في جميع الدول يعتبر النفط ملكية للدولة حتى لو كانت شركات خاصة هي من تقوم بالتنقيب عنه وبيعه. خطة علاوي لم تدم اكثر من الخطة الفاشلة لاعادة تصميم علم العراق. (العلم 'الجديد' الذي ايده ودعمه بريمر كان بالازرق وبالابيض كالعلم الاسرائيلي. ولم يحلق في سماء العراق سوى ليوم واحد في صيف 2004).
مسودة القانون ستترك ملكية النفط للدولة، لكن وبحسب عدة تقارير، فان النصوص الاولى للقانون تشمل عقودا يطلق عليها اسم اتفاقيات الشراكة في الانتاج التي تسمح بمعدل ربح مرتفع واستثنائي قدره 25% هذا النوع من الاتفاقيات مذموم على نطاق واسع بسبب كونها طويلة الاجل وناهبة للثروات. اما شركات النفط الخاصة فتفضل اتفاقيات الشراكة في الانتاج لانها تسمح بحساب احتياطيات النفط في حساباتها وتعزز اسعارها في البورصات العالمية.
يبدو ان معظم العراقيين ينظرون الآن الى النفط كلعنة. لقد عوقبنا لان صدام امم النفط. لقد سمعت من اساتذتي في المدرسة في السبعينات ان اوروبا واميركا لن تدع ذلك يمر دون عقاب على حد قول سالم علوان. ضابط في الفلوجة.
اما نعمان هاني، مدرس في الموصل، فيقول 'اتمنى لو لم يكن لدينا نفط في هذا البلد، لما كانت الولايات المتحدة غزت بلادنا ولكنا عشنا بين نهرين عظيمين وارض عاش عليها اجدادنا بعز وكرامة'.


ذي نيشن


كريستيان بارينتي

القانون يسمح بالمشاركة أو لا يسمح بها؟.. فما الجواب؟
كان وزير النفط العراقي قال قبل أسابيع عدة 'ليس هناك أي اشارة الى اتفاقيات الشراكة في الانتاج في المسودة، ولم يكن أبدا هناك أي اشارة لها في المسودة التي اقترحتها الوزارة على لجنة الطاقة. ان المجلس الفدرالي للنفط والغاز سيقرر اي نوع من الاتفاقيات لكل حقل بحيث يزيد من الايرادات للعراق بالحدود القصوى'. ان القانون الجديد لم يذكر اتفاقيات الشراكة في الانتاج وينص على انه يتعين على الشركات التفاوض على اساس حقل نفطي بحقل.
وسيعيد القانون هيكلة وبناء صناعة النفط بطرق اخرى مهمة، حيث سيتم تعيين المجلس الفدرالي للنفط والغاز برئاسة رئيس الوزراء للاشراف على جميع العقود المستقبلية فضلا عن مراجعة الصفقات الحالية. وتشمل تلك الاتفاقيات العقود الخمسة الموقعة من قبل الحكومة المحلية الكردية وست اتفاقيات شراكة في الانتاج موقعة بين صدام حسين وعدد من الشركات أبرزها لوك أويل الروسية وتوتال الفرنسية وايني الايطالية وشركة البترول الوطنية الروسية.
وسيعاد تأسيس شركة النفط الوطنية العراقية تحت سيطرة الحكومة المركزية. هذا الالتزام بإعادة صناعة النفط الى السيطرة المركزية قد يخفف من مخاوف العراقيين السنة حيال حرمانهم من عائدات النفط كما انه يمثل تسوية جدية مع الأكراد. وبشكل أعم، فإن المركزية قد تجذب مختلف أطياف وطوائف واحزاب القيادة العراقية الى شكل من اشكال التعاون في الفساد مما سيخفف من التوترات التي تدفع باتجاه وقوع حرب أهلية.
إذا كيف سيتم استقبال القانون؟ حتى أفضل الخطط التي يتفتق عنها ذهن جماعة المنطقة الخضراء تجد ما يوازيها من الفوضى والمشاعر الوطنية العميقة لدى الناس.

رفض سياسي سني وشيعي لسياسة تحرير القطاع النفطي
يقول رفيق لاتا المحلل النفطي في ارغوس للطاقة في لندن 'الثقافة الكاملة لوزارة النفط العراقية تعارض التحرير، هؤلاء الاشخاص اداروا الصناعة بشكل جيد جدا على مدى سنوات العقوبات، لقد كان عملا مثيرا للاعجاب وهم فخورون بنفطهم'، ولا تزال الاحزاب السياسية تتمتع بسلطة كبيرة على موضوع النفط، لكن ليس جميعها ودودا مع الشركات النفطية الكبرى.
وتعارض الاحزاب السنية الرئيسية بشدة تحرير القطاع النفطي واللامركزية فيه، حيث بهما يمكن السماح للشمال والجنوب الاحتفاظ بالايرادات بعيدا عن وسط البلاد ذي الكثافة السنية.
يقول صالح المطلق، رئيس جبهة الحوار الوطني العراقية، نعتقد ان تمرير اي قرار في هذه الظروف الاستثنائية سيكون خطأ، اذ سيزيد الامور تعقيدا وسيواجه رفضا واسعا من الشعب العراقي.
ويتوقع ممثل عن الحزب الاسلامي ان التيار الصدري سيتحد معهم في رفض القانون.
ويقول الشيخ غيث التميمي، المتحدث باسم الصدر 'في الحقيقة، نحن نخشى من الاستثمارات النفطية، لاننا لا نثق بالعملية السياسية التي تشكلت في عهد برايمر'.
واتهم التميمي معظم السياسيين العراقيين بسرقة النفط بالتنسيق مع 'الاحتلال'، لكنه لم يكن عدائيا تجاه المشاركة الاجنبية في القطاع النفطي، ويبدو ان مشاعره تلخص موقف معظم العراقيين 'نحن سنرحب بأي استثمارات في نفطنا لكن وفق شروط محددة، نريد لنفطنا ان يطور لا ان يسرق، اذا ما مرر قانون سيئ فإن جميع العراقيين سيقاومونه'.
ويعارض الاتحاد العام لموظفي النفط العراقي بقوة اي خطوات باتجاه بيع الموارد الوطنية، وقد قام الاتحاد بوقف الانتاج في مناسبات عديدة وهم يدعون الآن البرلمان العراقي لرفض القانون.