أبوتركي
30-03-2007, 12:50 PM
السيولة الاستثمارية تتأهب لدخول سوق الأسهم
تستأنف الأسهم السعودية تعاملاتها غدا وسط ترقب لاستقبال سيولة استثمارية إضافية بعد أن هبطت أسهم الشركات المتضخمة بصورة كبيرة. وفقدت السوق خلال الأسبوع الماضي 671 نقطة ليقف المؤشر عند 7889 نقطة, وعادت بذلك القيمة السوقية الكلية إلى مستوى 1.19 تريليون ريال.
وستكون تعاملات الأسبوع المقبل رهن الترقب للنتائج المالية ربع السنوية المنتظر صدورها خلال الأيام المقبلة, وبالأخص نتائج الشركات القيادية، التي ستشكل المحرك الرئيسي لاتجاه السوق. وخلال هذا الأسبوع واصلت أسهم شركات المضاربة تراجعاتها التصحيحية قبيل صدور هذه النتائج التي من المتوقع أن تظهر خسائر أو أرباحا ضئيلة لهذه الشركات.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
"لا تشتر دائما في القاع ولا تبع في القمة .. من هنا يبدأ طريق الثروة". أبدأ بهذه العبارة التحليل الأسبوعي، ولا أعرف أين قرأتها من الكتب التي تختص بالأسواق المالية، ولكن هذا واقع المضاربين والمستثمرين في السوق السعودي، فإما يريد البيع في القمة ليحقق أقصى ربح وبالتالي يخسر كل شيء وتتحول الأرباح إلى خسائر، وإما أن يبحث عن قاع للأسعار ليشتري بأرخص الأسعار، ولكن ترتفع الأسعار ويستمر في البحث عن الأقل حتى يفقد الفرصة الذهبية.
السؤال: ما السبب؟ السبب عدة عوامل، منها المكونات الشخصية للمتعامل في السوق (ثقة، قناعة، جرأة، ذكاء، وغيرها)، وعوامل التحليل الفني الأساسية التي يبنى عليها الشيء الكثير.
التحليل الفني للسوق السعودي واقع رغم مكابرة الكثير بأهمية التحليل الفني، والآن أعيد تأكيد ما قلته خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من تحذير بوضع السوق، وآخر عنوان كان الأسبوع الماضي هو "بداية تصحيح إيجابي أم اتجاه لقاع جديد لسوق الأسهم السعودية؟"، هذا الأسبوع الماضي القريب 21 آذار (مارس) 2007. والأسبوع الذي قبله في 15 آذار (مارس) 2007 كتبت تحليلي الأسبوعي "استمرار فقاعة أسهم المضاربة الخاسرة بالتضخم .. وإيجابية السوق مستمرة".
لا أريد العودة إلى ما كتبت أو الاستشهاد حتى لا نستهلك المساحة هنا التي أعتبرها ضيقة وإن كانت صفحتين اليوم، لأني أتمنى أن أقدم تحليلا تفصيليا دقيقا بكل المؤشرات، خدمة لقراء جريدتنا "الاقتصادية"، والمسؤولية التي تلقيتها خلال الأسابيع الماضية من القراء.
حذرت في تحليلاتي الأسبوعية على مدار الشهر الماضي من السوق والانحرافات السلبية، وكتبت أيضا في 13 آذار (مارس) 2007 مقالة يوم الأحد بعنوان "فقاعة تتشكل بأسهم المضاربة في السوق السعودي"، وكان النقد للبعض لا مبرر له، لأنني أستند إلى تحليل نفسي وفني وخبرة في السوق، فإن كان هناك أي تحليلات فنية تناقضه فليس لدي أدنى تردد في قوله ومستعد أن أغيّر كل قناعاتي إن وجدت ما ينفيها أو ينقضها أو يعدلها، فهو علم نسبي لا قطعي ولا يتم وضعه في مختبرات.
بعد هبوط الإثنين الماضي ظهرت بعض الصحف والكتاب والمنتديات وغيرها يتحدثون عن "مؤامرة"، بهذه البساطة "مؤامرة"، وهنا أقول ومستعد للإثبات "فنيا ونفسيا" أن السوق أعطى إشارات الخروج منذ أسبوع وأكثر، ولكن هناك إصرار من المتداولين "والكتّاب العاطفيين" على أن يستمروا في سوق أوضحت كل مؤشراته بالهبوط. وكتبتها هنا بوضوح تام في الأسابيع الماضية، وتحدثت عن "فقاعة تتشكل"، وتحدثت تلفزيونيا. كل المؤشرات الفنية تقول إن السوق وصل لمرحلة سيعقبها انخفاض، فأي مؤامرة يتحدثون عنها لإسقاط السوق؟
إن تركنا العوامل العاطفية "والبكائيات" وتعاملنا بواقعية مع السوق سنجد أن المؤشرات واضحة، ولكن الصعوبة هي تحديد توقيت الهبوط، هل سيكون غدا أو بعد ساعة أو بعد أسبوع؟ ولكن الحصيف بالسوق حين يرى أن المؤشرات بدأت تتشكل السلبيات فيها يخرج من السوق حتى تتضح الصورة.
أعظم الكتّاب العالميين في أسواق المال، ولنأخذ مارك فان ستولك، يقول "حين تكون الصورة ضبابية وغير واضحة في السوق فالخروج مباشرة أفضل الحلول"، ولكن السؤال: مَن يمارس ذلك؟ القلة، والقلة هم المتمرسون في السوق. أغلب المتداولين يكررون عبارة أن خسارته غير حقيقية في ظل أنه لم يبع السهم، وهذا قمة الخطأ وعدم الاحترافية، فهو ينتظر وينتظر لكي تعود أسعاره السابقة، ويفقد الفرص تلو الأخرى وهو في موقع المتفرج، ثم يتساءل: لماذا أخسر؟ السوق لا يقوم على مؤامرة! وأعرف أنني أخالف التيار، ولكن هذه حقيقة، وأنا لا أملك معلومات داخلية، بل فقط معلومات خارجية، بل هي ممارسات مضاربين أو محافظ أو غيرها، لكن الفارق أنك تستطيع قراءة كل تحركاتهم من خلال "الشارت" والتحليل الفني، وهذا علم قائم بذاته، ولا جدال فيه.
التحليل الفني كأشعة "طبية"، ولكن الفرق أنه يحتاج إلى الطبيب الذي يقرأ بتمعن ويشخص بدقة. طبعا التحليل الفني ليس كل شيء والوحيد الذي يقوم عليه السوق، فهناك التحليل المالي، والعوامل النفسية، والمؤثرات الخارجية، والاقتصاد الوطني. فهل نتصور أن كل متداول مدرك لكل هذه المتغيرات؟ أشك! وإلا ما شاهدنا الخسائر الفادحة والمديونيات العالية، ورسائل تأتيني من أشخاص متعلقين بأسعار منذ فبراير 2006 ولا يعرفون ماذا يفعلون! السوق لا توجد فيه مؤامرة، ولا شيء من ذلك. مَن يتآمر على مَن؟ إذا المضاربون، فهي تظل مشروعة ما ظلت هيئة سوق المال لم تصرح أو تصدر شيئا. المخالفات صدرت، عقوبات بحق مضاربين وغرموا بأموال كبيرة، والمطلوب بالتأكيد تشديد أكبر وأكثر، ولعل الحل الأقرب ضمن الحلول هو تقسيم السوق.
"بغض النظر عما تقوله المؤشرات الحالية، يمكن أن تسيطر عليها عوامل أخرى غير متوقعة"، هذا ما يقوله "نيلسون" أحد رواد التحليل. ولكن سوقنا فعلا مزيج من المؤثرات، ولعل ما حدث الأسبوع الماضي من خلال الرسم الفني الذي وضعته لمثلث صاعد "وكسر"، وهو كسر ترند أساسي واضح لا لبس فيه، وأرفقه لكم اليوم تأكيدا للانخفاض وهدفه سلبي وفق هذا المثلث ما لم يستجد جديد.
ما حدث الأسبوع الماضي أن السوق فقد الزخم momentum ولم يستطع أن يكسر مقاومات وصلها وأصبحت تشكل القمم ROUND TOP وهي مستويات خروج حين تكون في قمم، والخلاص من الأسهم وتشكل شكلا فنيا "كالقبعة"، وهي مدار نقاش الأسبوع الماضي مع بعض الإخوة من محللين أكفاء. حين تصل الأسعار إلى مستويات جديدة وتواجه مقاومة، مرتين أو ثلاث وتتراجع، فإن مصيرها التراجع ويقاس وفق معطيات فنية، إما بمثلثات وإما أوتاد وإما مقياس فيبوناتشي، وهي تستطيع أن تقدر مستويات التصحيح.
وحين تستقر الأسعار عند مقاومات جديدة وقوية، لعدة أيام ولا تستطيع اختراقها، مع الاستعانة بمؤشرات أخرى تؤكد الضعف والوهن في السهم، وهي حدثت في أغلب شركات السوق، حتى أصبح كثير من المتعاملين في السوق خارجه، وهم المضاربون، فلم يضيفوا أي زخم لأسعار الشركات، فهناك أسهم يمكن دفعها بقوة، وهي أسهم المضاربة، ولكن القياديات ماذا يمكن الفعل بها؟ فخرج كثير من المضاربين في أسهم المضاربة أو غيرها، ففقدت قوة الدفع وصغار المتعاملين وحدهم في السوق، فمن يدعم هذه الشركات؟ لا أحد، فحصل ما حصل من هبوط لأنه لا توجد قوة للمضاربين في أعلى الأسعار لأنهم حققوا أهدافهم، وبقي الصغار يعتقدون أن الاستمرار بالدفع مستمر، ولكن هذا لم يحدث، إذاً هذه مضاربة وأعرافها، فهل هذه مؤامرة كما كتب الكثير أم يتوقعون ارتفاعات بلا توقف؟ وهذا مستحيل بالطبع! لا يوجد سلم لمبنى سكني من عشرة أدوار إلا أن يكون هناك "استراحة والتقاط أنفاس" وإلا لم تصبح سوق مضاربة بل تسمى سوق "صاعدة".
ما حذرنا منه من أسهم مضاربة، والتي فقدت الآن بمتوسط 30 في المائة من أسعارها. لم تفقد "سابك" مثلا أكثر من 12 في المائة من أسعار، و"الراجحي" 10 في المائة. وهنا يجب أن نقدر نظرة المتعاملين كمستثمر أو مضارب.
السوق أصبح سوق محترفين بكل معنى الكلمة، والمضاربون واللاعبون الرئيسيون في السوق يدركون هذا، فأصبحوا حتى يحاولون وضع مؤشرات إيجابية وهي سلبية، يستخدمون أشرس الأسلحة، فماذا يفعل المواطن البسيط أمام هؤلاء؟ السوق يزداد وعيا واحترافا، واللاعبون الرئيسيون سيبحثون عن مخارج جديدة للافتكاك من المحللين وعدم إعطاء صورة واضحة لحركة الأسعار، وهذا مميز وجيد لأنه يخلق البحث والإبداع، وهي تعزز القوة التي يملكها الطرفان، فهي حرب شرسة لا شك فيها، صراع أضداد، ولكن يظل التحليل يشخّص ويقرأ كل ما كان المحلل ملما بكل شاردة وواردة، وهذا ما يصعب المهمة، بشرط، وأكرر بشرط.. العدالة في السوق، بمعنى شفافية، لا تسرب، لا تجاوز وغيره، عدا ذلك لا قيمة له.
تستأنف الأسهم السعودية تعاملاتها غدا وسط ترقب لاستقبال سيولة استثمارية إضافية بعد أن هبطت أسهم الشركات المتضخمة بصورة كبيرة. وفقدت السوق خلال الأسبوع الماضي 671 نقطة ليقف المؤشر عند 7889 نقطة, وعادت بذلك القيمة السوقية الكلية إلى مستوى 1.19 تريليون ريال.
وستكون تعاملات الأسبوع المقبل رهن الترقب للنتائج المالية ربع السنوية المنتظر صدورها خلال الأيام المقبلة, وبالأخص نتائج الشركات القيادية، التي ستشكل المحرك الرئيسي لاتجاه السوق. وخلال هذا الأسبوع واصلت أسهم شركات المضاربة تراجعاتها التصحيحية قبيل صدور هذه النتائج التي من المتوقع أن تظهر خسائر أو أرباحا ضئيلة لهذه الشركات.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
"لا تشتر دائما في القاع ولا تبع في القمة .. من هنا يبدأ طريق الثروة". أبدأ بهذه العبارة التحليل الأسبوعي، ولا أعرف أين قرأتها من الكتب التي تختص بالأسواق المالية، ولكن هذا واقع المضاربين والمستثمرين في السوق السعودي، فإما يريد البيع في القمة ليحقق أقصى ربح وبالتالي يخسر كل شيء وتتحول الأرباح إلى خسائر، وإما أن يبحث عن قاع للأسعار ليشتري بأرخص الأسعار، ولكن ترتفع الأسعار ويستمر في البحث عن الأقل حتى يفقد الفرصة الذهبية.
السؤال: ما السبب؟ السبب عدة عوامل، منها المكونات الشخصية للمتعامل في السوق (ثقة، قناعة، جرأة، ذكاء، وغيرها)، وعوامل التحليل الفني الأساسية التي يبنى عليها الشيء الكثير.
التحليل الفني للسوق السعودي واقع رغم مكابرة الكثير بأهمية التحليل الفني، والآن أعيد تأكيد ما قلته خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من تحذير بوضع السوق، وآخر عنوان كان الأسبوع الماضي هو "بداية تصحيح إيجابي أم اتجاه لقاع جديد لسوق الأسهم السعودية؟"، هذا الأسبوع الماضي القريب 21 آذار (مارس) 2007. والأسبوع الذي قبله في 15 آذار (مارس) 2007 كتبت تحليلي الأسبوعي "استمرار فقاعة أسهم المضاربة الخاسرة بالتضخم .. وإيجابية السوق مستمرة".
لا أريد العودة إلى ما كتبت أو الاستشهاد حتى لا نستهلك المساحة هنا التي أعتبرها ضيقة وإن كانت صفحتين اليوم، لأني أتمنى أن أقدم تحليلا تفصيليا دقيقا بكل المؤشرات، خدمة لقراء جريدتنا "الاقتصادية"، والمسؤولية التي تلقيتها خلال الأسابيع الماضية من القراء.
حذرت في تحليلاتي الأسبوعية على مدار الشهر الماضي من السوق والانحرافات السلبية، وكتبت أيضا في 13 آذار (مارس) 2007 مقالة يوم الأحد بعنوان "فقاعة تتشكل بأسهم المضاربة في السوق السعودي"، وكان النقد للبعض لا مبرر له، لأنني أستند إلى تحليل نفسي وفني وخبرة في السوق، فإن كان هناك أي تحليلات فنية تناقضه فليس لدي أدنى تردد في قوله ومستعد أن أغيّر كل قناعاتي إن وجدت ما ينفيها أو ينقضها أو يعدلها، فهو علم نسبي لا قطعي ولا يتم وضعه في مختبرات.
بعد هبوط الإثنين الماضي ظهرت بعض الصحف والكتاب والمنتديات وغيرها يتحدثون عن "مؤامرة"، بهذه البساطة "مؤامرة"، وهنا أقول ومستعد للإثبات "فنيا ونفسيا" أن السوق أعطى إشارات الخروج منذ أسبوع وأكثر، ولكن هناك إصرار من المتداولين "والكتّاب العاطفيين" على أن يستمروا في سوق أوضحت كل مؤشراته بالهبوط. وكتبتها هنا بوضوح تام في الأسابيع الماضية، وتحدثت عن "فقاعة تتشكل"، وتحدثت تلفزيونيا. كل المؤشرات الفنية تقول إن السوق وصل لمرحلة سيعقبها انخفاض، فأي مؤامرة يتحدثون عنها لإسقاط السوق؟
إن تركنا العوامل العاطفية "والبكائيات" وتعاملنا بواقعية مع السوق سنجد أن المؤشرات واضحة، ولكن الصعوبة هي تحديد توقيت الهبوط، هل سيكون غدا أو بعد ساعة أو بعد أسبوع؟ ولكن الحصيف بالسوق حين يرى أن المؤشرات بدأت تتشكل السلبيات فيها يخرج من السوق حتى تتضح الصورة.
أعظم الكتّاب العالميين في أسواق المال، ولنأخذ مارك فان ستولك، يقول "حين تكون الصورة ضبابية وغير واضحة في السوق فالخروج مباشرة أفضل الحلول"، ولكن السؤال: مَن يمارس ذلك؟ القلة، والقلة هم المتمرسون في السوق. أغلب المتداولين يكررون عبارة أن خسارته غير حقيقية في ظل أنه لم يبع السهم، وهذا قمة الخطأ وعدم الاحترافية، فهو ينتظر وينتظر لكي تعود أسعاره السابقة، ويفقد الفرص تلو الأخرى وهو في موقع المتفرج، ثم يتساءل: لماذا أخسر؟ السوق لا يقوم على مؤامرة! وأعرف أنني أخالف التيار، ولكن هذه حقيقة، وأنا لا أملك معلومات داخلية، بل فقط معلومات خارجية، بل هي ممارسات مضاربين أو محافظ أو غيرها، لكن الفارق أنك تستطيع قراءة كل تحركاتهم من خلال "الشارت" والتحليل الفني، وهذا علم قائم بذاته، ولا جدال فيه.
التحليل الفني كأشعة "طبية"، ولكن الفرق أنه يحتاج إلى الطبيب الذي يقرأ بتمعن ويشخص بدقة. طبعا التحليل الفني ليس كل شيء والوحيد الذي يقوم عليه السوق، فهناك التحليل المالي، والعوامل النفسية، والمؤثرات الخارجية، والاقتصاد الوطني. فهل نتصور أن كل متداول مدرك لكل هذه المتغيرات؟ أشك! وإلا ما شاهدنا الخسائر الفادحة والمديونيات العالية، ورسائل تأتيني من أشخاص متعلقين بأسعار منذ فبراير 2006 ولا يعرفون ماذا يفعلون! السوق لا توجد فيه مؤامرة، ولا شيء من ذلك. مَن يتآمر على مَن؟ إذا المضاربون، فهي تظل مشروعة ما ظلت هيئة سوق المال لم تصرح أو تصدر شيئا. المخالفات صدرت، عقوبات بحق مضاربين وغرموا بأموال كبيرة، والمطلوب بالتأكيد تشديد أكبر وأكثر، ولعل الحل الأقرب ضمن الحلول هو تقسيم السوق.
"بغض النظر عما تقوله المؤشرات الحالية، يمكن أن تسيطر عليها عوامل أخرى غير متوقعة"، هذا ما يقوله "نيلسون" أحد رواد التحليل. ولكن سوقنا فعلا مزيج من المؤثرات، ولعل ما حدث الأسبوع الماضي من خلال الرسم الفني الذي وضعته لمثلث صاعد "وكسر"، وهو كسر ترند أساسي واضح لا لبس فيه، وأرفقه لكم اليوم تأكيدا للانخفاض وهدفه سلبي وفق هذا المثلث ما لم يستجد جديد.
ما حدث الأسبوع الماضي أن السوق فقد الزخم momentum ولم يستطع أن يكسر مقاومات وصلها وأصبحت تشكل القمم ROUND TOP وهي مستويات خروج حين تكون في قمم، والخلاص من الأسهم وتشكل شكلا فنيا "كالقبعة"، وهي مدار نقاش الأسبوع الماضي مع بعض الإخوة من محللين أكفاء. حين تصل الأسعار إلى مستويات جديدة وتواجه مقاومة، مرتين أو ثلاث وتتراجع، فإن مصيرها التراجع ويقاس وفق معطيات فنية، إما بمثلثات وإما أوتاد وإما مقياس فيبوناتشي، وهي تستطيع أن تقدر مستويات التصحيح.
وحين تستقر الأسعار عند مقاومات جديدة وقوية، لعدة أيام ولا تستطيع اختراقها، مع الاستعانة بمؤشرات أخرى تؤكد الضعف والوهن في السهم، وهي حدثت في أغلب شركات السوق، حتى أصبح كثير من المتعاملين في السوق خارجه، وهم المضاربون، فلم يضيفوا أي زخم لأسعار الشركات، فهناك أسهم يمكن دفعها بقوة، وهي أسهم المضاربة، ولكن القياديات ماذا يمكن الفعل بها؟ فخرج كثير من المضاربين في أسهم المضاربة أو غيرها، ففقدت قوة الدفع وصغار المتعاملين وحدهم في السوق، فمن يدعم هذه الشركات؟ لا أحد، فحصل ما حصل من هبوط لأنه لا توجد قوة للمضاربين في أعلى الأسعار لأنهم حققوا أهدافهم، وبقي الصغار يعتقدون أن الاستمرار بالدفع مستمر، ولكن هذا لم يحدث، إذاً هذه مضاربة وأعرافها، فهل هذه مؤامرة كما كتب الكثير أم يتوقعون ارتفاعات بلا توقف؟ وهذا مستحيل بالطبع! لا يوجد سلم لمبنى سكني من عشرة أدوار إلا أن يكون هناك "استراحة والتقاط أنفاس" وإلا لم تصبح سوق مضاربة بل تسمى سوق "صاعدة".
ما حذرنا منه من أسهم مضاربة، والتي فقدت الآن بمتوسط 30 في المائة من أسعارها. لم تفقد "سابك" مثلا أكثر من 12 في المائة من أسعار، و"الراجحي" 10 في المائة. وهنا يجب أن نقدر نظرة المتعاملين كمستثمر أو مضارب.
السوق أصبح سوق محترفين بكل معنى الكلمة، والمضاربون واللاعبون الرئيسيون في السوق يدركون هذا، فأصبحوا حتى يحاولون وضع مؤشرات إيجابية وهي سلبية، يستخدمون أشرس الأسلحة، فماذا يفعل المواطن البسيط أمام هؤلاء؟ السوق يزداد وعيا واحترافا، واللاعبون الرئيسيون سيبحثون عن مخارج جديدة للافتكاك من المحللين وعدم إعطاء صورة واضحة لحركة الأسعار، وهذا مميز وجيد لأنه يخلق البحث والإبداع، وهي تعزز القوة التي يملكها الطرفان، فهي حرب شرسة لا شك فيها، صراع أضداد، ولكن يظل التحليل يشخّص ويقرأ كل ما كان المحلل ملما بكل شاردة وواردة، وهذا ما يصعب المهمة، بشرط، وأكرر بشرط.. العدالة في السوق، بمعنى شفافية، لا تسرب، لا تجاوز وغيره، عدا ذلك لا قيمة له.