المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محللون سعوديون غاضبون لتفوق "المصادر المُجهلة" على توقعاتهم لحركة الأسهم



أبوتركي
30-03-2007, 01:06 PM
أكدوا أنها تحظى بـ"تصديق فوري" من المتعاملين في السوق حتى لو كانت غير منطقية
محللون سعوديون غاضبون لتفوق "المصادر المُجهلة" على توقعاتهم لحركة الأسهم


الرياض - نضال حمادية

عبّر محللون متابعون لتحركات سوق المال السعودية عن حرجهم البالغ من تفوق "أحاديث المصادر وشائعاتها" على تحليلاتهم وجداولهم ورسوماتهم البيانية، مؤكدين أن الواقع الحالي يشهد بأنه "لاصوت يعلو فوق صوت المصدر" لدى فئة كبيرة من المتداولين.

في وقت قال مستثمرون سعوديون إن المعلومات المنسوبة للمصادر تعامل بقدر غير قليل من التسليم الفوري بصحتها، مبدين تذمرهم من تجاوز "لعبة المصادر المُجهلة عمدا" في السوق المحلية لحدودها المعهودة، بانتقالها إلى وسائل إعلام وجهات رسمية.


باطن وظاهر

وفي هذا الصدد اعتبر المحلل فايز الحربي أن السوق المالية الناشئة تبقى عرضة لجميع الاحتمالات مما قد يخطر أو لا ببال، مؤكدا أن المعلومة التي تؤخذ عن طريق التحليل لا ترقى في تأثيرها إلى المعلومة المستقاة من أحد المصادر، والتي ربما يتم إخفاؤها، وهذا ما قد يفسر الاتجاه الإيجابي لسهم ما في وقت تكون جميع المؤشرات المتعلقة به سلبية، مضيفا أنه أمر كثير الحدوث في السوق السعودية.

وأقر الحربي أن عموم المحللين يواجهون حرجاً شديدا في الرد على من يتهمهم بالفشل و"قلة الحيلة"، نتيجة مخالفة السوق لتحليلاتهم من جهة، واتفاقه مع "أحاديث المصادر" من جهة أخرى، منوها بأن هذا الحرج لا يأتي من عدم ثقة المحللين بإمكاناتهم، وإنما من صعوبة إقناع المنتقدين بأن انطباق أي نوع من أنواع التحليل على السوق المحلية هو أمر بعيد المنال، في ظل الضبابية التي تغلف مجمل تحركاتها.

ولفت الحربي إلى نقطة مهمة تتصل بعلاقة بعض المحللين مع المصادر، قائلا إن هناك محللين يبنون رؤاهم على ما يردهم من معلومات، لكنهم ينمقونها ويطرحونها في قالب تحليلي. للتمويه على معرفتهم بتلك المعلومات أولاً، و"لتلميع أسمائهم" في عالم التحليل الفني ثانياً، لاسيما بعد تحقق توقعاتهم التي ظاهرها التحليل وباطنها المعلومة الأكيدة.


هزّ الصورة

وفضّل المحلل المتابع لحركة السوق السعودية محمد الرعوجي استخدام شعار "لاصوت يعلو فوق صوت المعركة" مع بعض التحوير، قائلا: "واقع السوق يشهد بأن لاصوت يعلو فوق صوت المصدر بغض النظر عن صحة المعلومات، التي يتباهى البعض بحصوله عليها حصريا بفضل شبكة علاقاته الشخصية مع صناع القرار في الشركات والجهات ذات الصلة بالسوق".

وعبر الرعوجي عن اعتقاده بأن معظم ما ينسب إلى المصادر من معلومات وأحاديث، ليس سوى "مزاعم مختلقة من أساسها، أو مضخمة في كثير من جوانبها"، مع عدم استبعاده وجود طائفة من صغار الموظفين المحيطين بصناع القرار، والذين يهمهم "تَسَقُط الأنباء وإشاعتها إرضاءً لغرورهم الشخصي".

وأشار الرعوجي إلى من أسماهم المحللين الحقيقيين بصفتهم يتعرضون لأكبر قدر من الإحراج؛ لأجل "هز صورتهم" في أذهان المتداولين، قائلا إن هذه العملية تتم بمشاركة جهات عدة رفض تحديدها لأنها معروفة لكل من هو داخل السوق، وفقا لقوله.
تفسير لا أكثر.

أما المحلل فيصل العتيبي فقال إن "المصدر" كان ولا زال أقوى من التحليل الفني في تأثيره على حركة السوق، مردفاً أن التحليل ليس سوى أداة من أدوات تفسير تلك الحركة، بينما يكتسب المصدر أهميته عبر قدرته على توجيه السوق والتحكم بقرارات المتعاملين فيها.

وتحسر العتيبي على حال المحللين الذين قد تتحول جداولهم ورسوماتهم إلى هباء منثور أمام معلومة صغيرة من مصدر خاص، يستأثر بها البعض دون الآخر ولا يكتفون بهذا الاستئثار، بل يتدخلون في حجم وطبيعة ما يريدون تسريبه، حيث يكشفون أرقاما وحقائق ويخفون أخرى بما يتلاءم مع مصلحتهم، مع تركيزهم على التوقيت، فهناك مصادر لا تفصح عما لديها إلا أثناء التداول أو قبل الإغلاق بفترة قصيرة، أو قبيل افتتاح التداولات، وفقا لنوع المعلومة والتأثير المطلوب إحداثه.

وأوضح العتيبي أن المحللين الفنيين لا يملكون أكثر من بيانات تعينهم في تحديد نقاط الدعم والمقاومة وما شابه، فيما يستطيع "المصدر القوي" الجزم بإعطاء إشارة خروج من السوق أو دخول إليها، ما يدعو المحللين للأسف والحرج الشديد في آن معا.


عدّوى

بدورهم وصف مستثمرون سعوديون التنافس بين بيانات التحليل ومعلومات المصادر بأنه غير متكافئ، حيث الغلبة للطرف الثاني دائما. وقال المستثمر عايد الشمري إن أي معلومة مصنفة تحت بند "مصدر خاص أو مطلع" تأخذ مداها في الانتشار والتأثير على المتداولين أكثر من أي رؤية تحليلية مبنية على الحقائق والإحصاءات، حتى ولو كانت تلك المعلومة مجرد شائعة وهمية لا أساس لها من الصحة.

وتابع الشمري أن كثيرا من المتعاملين اعتادوا على التعامل مع ما ينسب للمصادر بقدر غير قليل من التسليم والتصديق، وهي نقطة "أجاد" بعض أصحاب التوصيات استغلالها في رسائلهم التي يبثونها عبر البريد الإلكتروني والجوال والمنتديات.

في حين رأى المستثمر بدر العمر أن "لعبة المصادر في السوق السعودية بلغت حداً لا يطاق، بانتقال عدوى اللعبة إلى أطراف كثيرة، منهم وسائل إعلام وجهات رسمية"، مذكرا بخبر تم نشره قبل يومين ونقل عن "مصدر رفيع المستوى في هيئة سوق المال" عدم نية الهيئة طرح اكتتابات جديدة وعزمها على التحقيق في أسباب "نكسة الاثنين الماضي"، مضيفا أن هناك تساؤلات حائرة سرت في أوساط المتداولين عن مغزى إخفاء المصدر لاسمه، لاسيما وأنه يتكلم عن قضية تهم جميع المتداولين، وفي مرحلة حرجة تتطلب الاتجاه نحو مزيد من الإفصاح وليس العكس.

لكن المتداول فهد الصالحي قال إنه لا يلتفت كثيرا إلى مسألة إخفاء المصدر أو إظهاره، لأن ما يهمه بالدرجة الأولى صحة المعلومة، معتبرا أن نشر المعلومة التي ينتظرها الناس دون الإفصاح عن اسم المصدر أفضل بكثير من عدم نشرها أو حتى تأجيلها بدعوى ضرورة ذكر الاسم الصريح، حسب تصوره.