المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير اقتصادي ... الغش يسيطر على سوق السيارات المستعملة في ألمانيا



أبوتركي
30-03-2007, 03:00 PM
تقرير اقتصادي ... الغش يسيطر على سوق السيارات المستعملة في ألمانيا


غالبا ما يكون شراء سيارة مستعملة مسألة حظ، لذا فإن الكثير من العوام يفضلون شراء سيارتهم المستعملة من أحد التجار. ولكن ذلك أيضا لا يعفيهم من ضرورة تدقيق النظر عند شراء السيارة بحثا عن أية عيوب محتملة خاصة بعد أن أظهر اختبار قام به نادي السيارات الألماني “أ دي أ تسيه” بشأن السيارات المستعملة لدى التجار.

وتبين من خلال الاختبار أن ثلث السيارات المستعملة المعروضة للبيع والتي أخضعت للفحص من قبل أحد التقنيين المختصين والمعتمدين رسميا خال من العيوب. وقال روبرت زاوتر، الخبير لدى نادي السيارات الألماني:”كما تبين أن ثلث السيارات المستعملة والمعروضة للبيع بها آثار لحوادث لم يذكرها التاجر”.

وأضاف زاوتر خلال إعلانه عن نتيجة الاختبار في ميونيخ:”ثبت أن ثلثي السيارات المستعملة المعروضة للبيع لا تستحق ثمنها”.

وقام ثلاثة خبراء في السيارات بتفويض من نادي السيارات الألماني بزيارة 23 تاجر سيارات مستعملة وثلاثة وعشرين من تجار السيارات ذات الماركات الشهيرة وانتحل هؤلاء الخبراء صفة باحثين عن سيارة برغبة الشراء وفحصوا الكثير من السيارات لدى هؤلاء التجار في بعض المدن الألمانية ذات الكثافة السكانية المرتفعة وهي ميونيخ و شتوتجارت و هامبورج و دريسدن وبرلين وكولونيا وتمخض الاختبار عن “رسوب” اثني عشر تاجرا أي نحو ربع التجار المختبرين بشكل تام في هذا “الامتحان”.

وأعطى الخبراء 12 من هؤلاء التجار تقييما ما بين “متوسط” أو “جيد” ولم يحصل سوى عشرة تجار على تقييم “جيد جدا” وهو أعلى تقييم.

وبذا يقابل كل تاجر سيارات أمين تاجر آخر غير أمين في ألمانيا حسب انتقاد نادي السيارات الألماني “أ دي أ تسيه”.

وكان أسوأ تاجر التقى به خبراء النادي هو أحد تجار مدينة ميونيخ، حيث عرض سيارة صغيرة للبيع وجد بها الخبراء قائمة طويلة من العيوب منها تقادم زيت الفرامل وسوء مسند الرأس بمقعد السائق و تسرب زيت المحرك وقدم الإطارات بالإضافة إلى أنها تحتاج منذ وقت طويل إلى تغيير سير الدينامو والذي يتكلف كثيرا. ومع ذلك فإن التاجر عرض هذه السيارة للبيع بسعر 4300 يورو أي أعلى بنسبة 20 في المائة عن القيمة الحقيقية لهذه السيارة حسبما قال جونتر كنوبف، نائب رئيس نادي السيارات الألماني.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك حيث صارح التاجر المعني خبراء النادي بعد الكثير من النقاش حول السيارة بأنه يعرضها للبيع لصالح أحد زبائنه مما يعني أنه لن يكون ضامنا لهذه السيارة عند بيعها بما ينطوي عليه ذلك من سلبيات بالنسبة للمشتري.

كما كانت هناك الكثير من الجوانب المستحقة للنقد لدى الكثير من التجار الآخرين. ولم يقتصر الأمر عند مجرد العيوب التقنية سواء كان ذلك خاصا بأضواء السيارة أو المكابح بل تعداها إلى الخدمة المقدمة للزبائن وكذلك نقص المعلومات التي يحصلون عليها حيث تعطلت سيارة أثناء تجريب الخبراء لها بمدينة هامبورج.

وفي شتوتجارت عرض أحد التجار سيارة بسعر أعلى ب 64 في المائة تقريبا عن سعرها المعتاد. وعن ذلك قال زاوتر:”ليس هذا مقبولا”.

وأحيانا كان التاجر يعرض السيارة على الانترنت بسعر أقل ثم يطلب سعرا أعلى عندما يذهب المشتري إلى معرض سياراته. وفي أحيان أخرى لا يذكر عدد الكيلومترات التي قطعتها السيارة بدقة بالإضافة إلى خطأ في المعلومات الخاصة بعدد الملاك السابقين للسيارة.

أضاف زاوتر أنه في أحيان كثيرة كانت عملية البيع تفشل بسبب عدم معرفة البائع نفسه معرفة جيدة بسيارته التي يعرضها للبيع وأن نحو ثلث البائعين لم يكن مستعدا لتحمل تكاليف إصلاح العيوب التي ظهرت خلال التفاوض على الشراء.

وقال بيتر ميليس، الخبير في السيارات، إن التجار غالبا ما يتمتعون بالقدرة البلاغية الجيدة التي تمكنهم أيضا من تهميش أية عيوب محتملة في السيارات وحذر المشترين من الاقتناع بما يقوله هؤلاء التجار دون التأكد من حقيقته.

كما أشار ميليس إلى ضرورة الاعتماد على الحدس الشخصي والانطباع الأول عن التاجر عند شراء سيارة منه.

وتبين من خلال الاختبار الذي يعتبر بمثابة دراسة ولكن غير شاملة أن أفضل تاجر التقى به الخبراء هو أحد تجار منطقة “راديبويل” بالقرب من مدينة دريسدن حيث كان متقنا لعمله وأمينا ولطيفا في التعامل مع زبائنه وكان سعر السيارة التي عرضها ب 7900 يورو أقل بنسبة عشرة في المائة تقريبا عن سعر مثيلاتها في السوق.