المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهند: صناديق الاستثمار الإسلامية تتطلع لجذب بين 15 إلى 20 مليار دولار



مغروور قطر
31-03-2007, 05:18 AM
الهند: صناديق الاستثمار الإسلامية تتطلع لجذب بين 15 إلى 20 مليار دولار

عبر استقطاب 150 مليون مسلم يعيشون هناك


نيودلهي: براكريتي غوبتا
بدأت صناديق الاستثمار الإسلامية التي تدير ما يقرب من 500 مليار دولار على مستوى الاستثمار العالمي، بالالتفات إلى الهند التي تضم ثاني أكبر كيان سكاني مسلم في العالم بعد اندونيسيا. واستضافت عاصمة المال الهندية، مومباي، اخيرا مؤتمرا تحت عنوان «مؤتمر فرص الاستثمار الإسلامي»، وهو محاولة لجذب السكان الهنود المسلمين كي يستثمروا في السوق الملتزمة بأحكام الشريعة.
وحضر المؤتمر عدد من علماء الدين الذين دققوا في الأسهم المتماشية مع الشريعة ومناقشة الفرص الاستثمارية المتماشية مع الشريعة في أسواق البورصة.

وفي الهند التي يبلغ عدد سكانها المسلمين 150 مليون نسمة هناك شركتا مضاربة تقدمان خدمات استثمار تتماشى مع الشريعة وهما «إضافة» و«شركة برسولي المحدودة».

وفي بحث جرى أخيرا على يد «استثمارات برسولي» أوضح أن هناك فقط 0،5% من 2-3% من العائلات الهندية التي تستثمر في أسواق البورصة، من أصل مسلم.

وقال ظفار ساريشوالا مدير شركة برسولي إنه «مع اعتبار أن للهند أكبر جالية مسلمة في العالم بعد اندونيسيا فإن ازدهار الأسواق الهندية قابل على جذب ما بين 15 إلى 20 مليار دولار في مجال الاستثمارات، ولعل الهند هي أفضل سوق لصناديق الاستثمار الإسلامية».

وتطلق مجموعة برسولي حاليا مشروعا استثماريا بمبلغ 20 مليون يورو في ألمانيا لصالح أسواق الأسهم الهندية. وبدأت سوق المال الإسلامية بالانفتاح في الهند، بانتظار المصادقة عليها من قبل بنك الاحتياط الهندي.

وهناك قدر من التشوش بين الهنود المسلمين حول ما هو محلل لهم دينيا في مجال الاستثمار. بل حتى المتعلمون المسلمون الهنود هم غير متأكدين فيما إذا كانوا قادرين على الاستثمار في البورصة. والكثير منهم يدخرون أموالا في وسائدهم وفرشهم كما قال بعض المشاركين في المؤتمر.

وقال أشرف محمدي الذي يرأس «مضاربات إضافة» إنه حتى مع اتساع الاستثمار الإسلامي والصيرفة الإسلامية فإن المسلمين الهنود ما زالوا محرومين من كل العروض الملتزمة بالشريعة، وهم يجدون أنفسهم ما بين حافز الاستثمار مع ازدهار سوق البورصة، حيث بلغت الزيادة في عام 2006 حوالي 47% والتعاليم الدينية المتشددة التي تمنعهم من كسب دخل يستند إلى المضاربات أو من خلال منتجات تتحقق عبر الفوائد. ويقوم محمدي بتجديد الأسهم القائمة على الالتزام بالشريعة بفترات منتظمة. وحاليا تشمل القائمة على 15% من الأسهم الموجودة في البورصات الهندية.

وقال ساريشوالا من مجموعة برسولي إنه «كي تكون الشركة تتبع تعاليم الشريعة عليها ألا تكون طرفا في إنتاج وبيع الكحول والسجائر والمقامرة والخلاعة والتسلية المبتذلة وغيرها. وعليها ألا تكون طرفا في إنتاج الجلود أو معالجة الأطعمة أو الصناعات البنكية من بين القطاعات».

ومع هذه المصافي طرحت مؤشرا إسلاميا باثنتين وأربعين نقطة منفصلة عن الأسهم الأخرى الموجودة في سوق الأوراق المالية في بومباي وسوق الأوراق المالية القومي.

وقال المفكر مولانا برهان الدين هاشمي، الذي يعمل استاذا بمركز المعارف، في كلمته ان المسلمين عادة ما لا يدخلون السوق لأنه يعتبر في نظرهم مساويا للميسر، وأضاف قائلا انهم توصلوا الى وجود احتمالات لاستثمار المسلمين في سوق الاسهم الحالية. وقال نكولاس ونزار، من مصرف «اتش اس بي سي إنديا» في حديث له لـ«اكيونوميك تايمز» الهندية انهم اجروا دراسة للطلب على «اتش اس بي سي أمانة»، وهو القسم المعني بالتعاملات المصرفية الاسلامية التابع لمجموعة «اتش اس بي سي»، لكنه أشار الى ان اللوائح المنظمة للعمل المصرفي حاليا في الهند لا تسمح ببدء العمل في «اتش اس بي سي أمانة» في الوقت الراهن، على الرغم من «الثروة الكبيرة للمسلمين في شبه القارة الهندية في الوقت الراهن» على حد قوله. جدير بالذكر ان «اتش اس بي سي» ليس هو المصرف الوحيد الذي لا يستطيع الاستفادة من هذا القطاع المزدهر في الهند، إذ ان «دويتش بانك» و«أي بي ان» و«أي ام آر او» و«يو بي اس» و«سيتيغروب» تقدم ايضا خدمات تعاملات مالية اسلامية في مختلف الدول ما عدا في الهند. لكن الملاحظ انه ليس هناك الكثير من الصناديق المالية التي تعمل وفقا لأحكام الشريعة الاسلامية في السوق الهندية باستثناء «صندوق تاتا»، الذي تنص سياساته على عدم الاستثمار في قطاعات إنتاج الكحول والتبغ والبضائع الاستهلاكية والتمويل والمصارف والسندات على اساس نظام الفائدة. إلا ان بيوت التمويل تتحدث عن طرح منتجات جديدة، إذ ان «ساندارام بي ان بي باريباس» على سبيل المثال، تبحث صندوق اسهم مفتوح. ويتوقع ان يكون المشروع الهندي اشبه بالصندوق العالمي الاسلامي في لوكسمبورغ التابع لـ«بي ان بي باريباس»، الذي ظل يعمل على مدى الـ16 عاما الماضية ويدير ارصدة بقيمة 19.5 مليار يورو.

ويقول أ. ك. سيريندار، مسؤول الاستثمار في صندوق يو تي آي المشترك، ان عدم توفر علماء على دراسة تامة بجوانب التمويل لتوجيه مديري التمويل على مجالات الاستثمار من ضمن الاسباب الرئيسية في بطء بيوت التمويل في تقديم منتجات وخدمات قائمة على اساس الشريعة الاسلامية. وقال ايضا ان كل المنتجات التي تتوافق مع أحكام الشريعة يجب ان تجري المصادقة عليها من اللجنة الاسلامية، وقال ان هذه قاعدة معمول بها خصوصا في الشرق الاوسط.

وقالت روشان نايك، 75 سنة، وهي والدة زكيب نايك، الداعية الاسلامي الأكثر شهرة على شاشات التلفزيون، انها حولت استثماراتها الى اسهم وسندات تعمل وفق قواعد الشريعة الاسلامية. من جانبه قال آناند تاندون، المشارك في مجموعة «مستشارو غرايفون للاستثمار» في مومباي، «ان التأمين في هذه المرحلة يظل فكرة غير واضحة اذا اخذنا في الاعتبار ان الاستثمارات تذهب الى المسلم، ذلك ان المسلم لا يفترض من الناحية النظرية ان يأخذ تأمينا. الصناديق المشتركة والأسهم والسندات خيارات جيدة للمسلم المتدين». وكان اوتو بدر بادر رئيس سوق ميونيخ للأوراق المالية قد قدم عرضا حول الأسواق المالية في الهند في الوقت الراهن.