مغروور قطر
31-03-2007, 06:14 AM
إنزال السوق تحت شعار الشائعات!
عبدالرحمن بن ناصر الخريف
مع كل إنزال قوي يحدث لأسعار الأسهم بالسوق يخرج علينا الصناع بمبررات تتفق مع المنطق لإقناعنا بأن ما حدث كان مبرراً، فهم أثناء الارتفاعات القوية يخالفون المنطق والمؤشرات الفنية للسوق، ولكن بعد إتمام عمليات التصريف بالأسعار العالية يبحثون عن المنطق الذي تجاهلوه لتبرير عملية إنزال الأسعار، لان السوق تم تحويله للمضاربة فقط! وهذا ما سبق وأكدت عليه في مقال السبت الماضي قبيل النزول الكبير للسوق (إفشال التحليل الفني هدف تم تحقيقه) فهم يعلمون بأسس التحليل الفني ومؤشراته ولديهم في نفس الوقت القدرة على اصطناع عمليات البيع والشراء ونقل أسهمهم بين المحافظ التابعة، وبالتالي التمكن من رسم الشارتات الايجابية بعمليات بيع وشراء وهمية لإقناع الآخرين بأننا في بداية موجة صاعدة ليزداد دخول باقي المتداولين بالسوق للشراء منهم! هذا ما حدث خلال الفترة الماضية، فلا يجب أن نصدق بأن الشائعات هي من عصف بالسوق، فالصناع هم من صنع الشائعات لإقناعنا والجهة المختصة بما حدث! وإذا نظرنا لما حدث لسهم الكهرباء على سبيل المثال لأنه من قاد النزول الأسبوع الماضي، لوجدنا أن هناك شراء كبير وسريع حدث للسهم يوم الأحد قفز به إلى (14.75) ريالاً - كلسعة كهربائية - ثم في الغد يوم الاثنين يتم وفي وقت مبكر - وكشرارة للنزول الكبير - تلبية كافة الطلبات التي كانت بالملايين وخلال دقائق يتم إنزال السعر الى ما يقارب النسبة الدنيا (13.5) ريالاً! فمن شاهد تلك الكميات الضخمة التي عرضت على الأسهم القيادية المؤثرة على المؤشر سيتأكد بأنها ليست لصغار المتداولين الذين خدعوا بالشائعات! وهنا نتساءل: ما الهدف من تركيز القنوات الفضائية والمحللين بأن هناك شائعات انتشرت وتحذر من نزول وشيك؟ ولماذا في كل مرة يلقى باللوم على الصغار لتصديقهم لتلك الشائعات؟ هل هو التغطية الإعلامية لحدث صنعه صناع السوق ورغبوا في إظهار ما حدث بأنه نتيجة لتلك الشائعات؟ فالصناع مازالوا يديرون السوق للمضاربة وليس للاستثمار، كما ان الهدف ليس لتحقيق الأرباح السريعة بل لرغبتهم في عدم تعزيز الثقة بالسوق وتشجيع الدخول لأموال جديدة داخلية او خارجية منافسة لهم للاستثمار بالسوق السعودي، وكل ما يحدث هو الشراء بأسعار متدنية تحت غطاء الشائعات السلبية ثم البيع بأسعار عالية وتحت غطاء الشائعات الايجابية أيضاً!
إن ما أريد التركيز عليه هو ما ذكر بشأن الشائعات الأخيرة وهو الإشارة بأن مصدرها خارجي وربما من بيوت خبرة خارجية، وبغض النظر عن صحة او عدم صحة ما ذكر فإن الملاحظ هو استغراب معظمنا لذلك، وكيف يمكن لتلك البيوت أن تعطي توصيات في السوق السعودي، ولكن الذي يجب أن ننوه عنه هنا هو ان هناك عدداً كبيراً من الأجانب (اوربيون وعرب وغيرهم) يديرون سوقنا ومحافظنا عبر مكاتب إدارة المحافظ من خلال رفع وإنزال السوق عنوة والدخول في شركات صغيرة لرفع معدلات عمولتهم بأكبر قدر ممكن، وهم من ينفذ الصفقات والقيام بعمليات المضاربة والتدوير ويقدم الاستشارات وبعضهم انتقل إلى دولة مجاورة! بل إن بعض محللينا ومديري المكاتب يقيمون بصورة شبة دائمة بدول أخرى! فكيف نستغرب أن يكون مصدر الشائعات دولاً خارجية؟ ألا يمكن ان هذه الشائعات اطلقت من تلك المحافظ الضخمة لإنزال السوق لبدء مرحلة جديدة من المضاربة؟
إن تعاملنا الرسمي مع الشائعات التي تحدث بالسوق يتطلب إعادة النظر فيه، فإذا كنا جميعاً نحارب انتشار تلك الشائعات فإنه من باب أولى أن تقف الجهة المختصة بالمرصاد أمام تلك الشائعات سواء الايجابية أو السلبية فالحقيقة يجب ان تكون واضحة أمام الجميع في نفس الوقت، فعلى سبيل المثال قبل عدة اشهر انتشرت شائعة بيع الدولة لأسهمها ودعم ذلك تأجيل عقد جمعيتين لشركتين تمتلك الدولة حصصاً بها لعدم اكتمال النصاب فانتشرت الشائعات أكثر في ظل صمت الجهات المختصة وبعد فترة طويلة من نزول السوق تحت شعار هذه الشائعة نفي معالي وزير المالية صحة تلك الشائعة كإجابة على سؤال طرح علية من قناة تلفزيونية! وكذلك ما حدث مؤخراً، فالشائعات بوجود تصحيح قوي للأسعار كانت منتشرة قبل أكثر من ثلاثة أسابيع وكان يدعم ذلك قراءة محللين فنيين لبعض المؤشرات الا ان الصناع خالفوا تلك القراءات واظهروا بصفقاتهم وجود قوة شرائية عالية كسرت جميع المقاومات ودعم ذلك شائعات ايجابية بدخول سيولة جديدة لم يتم نفيها او إثبات صحتها فانخدع بها البعض! ثم بعد ذلك انتشرت شائعات الاكتتابات الجديدة الكبرى وقرب تقسيم السوق فتم تجاهلها ولم يتم نفيها في وقتها ليتم استغلالها من استهدف النزول الأخير! فما الفائدة من نفي شائعة بعد تحقق الغرض منها؟ ولا يفوتني في المقابل ان انوه بموقف شركة سابك عندما نشر المحلل القدير محمد السويد نشرة صادرة من رويترز بأن الحكومة تمتلك (52%) من أسهم سابك وبادر بالاستفسار من شركة سابك عن صحة ذلك فأجابت فوراً بأن الحكومة مازالت تمتلك (70%) من أسهم الشركة فتم بناء على ذلك قتل الشائعة خلال أيام!
وأخيراً.. لابد أن نشير الى ما حدث في تداول يوم الأربعاء الماضي الذي شهد استمراراً لإنزال متعمد للسوق وفي آخر دقيقة تم وفي لحظات شراء كبير في سامبا وبعض الشركات الصغيرة وكأنها عملية واحدة لرفع المؤشر كإثبات بأن الصناع هم من يحرك القياديات لخدمة الخشاش! وهذا يذكرنا بما حدث العام الماضي عندما تم شراء اسهم سابك والراجحي والاتصالات بمليار ريال في آخر سبع ثوان من وقت التداول يوم الخميس، وبررت الهيئة حينها بأنه استغلال فرص ففهمنا الفرص بأنها استغلال تلك الأسهم بتلك الأسعار، بينما اتضح لنا فيما بعد بأن المقصود بالفرص هي استغلال وضع السوق وغض الطرف عما كان يحدث به، ودليل ذلك كان إعادة عرض تلك الأسهم في بداية الأسبوع التالي بأقل من قيمة الشراء!!
عبدالرحمن بن ناصر الخريف
مع كل إنزال قوي يحدث لأسعار الأسهم بالسوق يخرج علينا الصناع بمبررات تتفق مع المنطق لإقناعنا بأن ما حدث كان مبرراً، فهم أثناء الارتفاعات القوية يخالفون المنطق والمؤشرات الفنية للسوق، ولكن بعد إتمام عمليات التصريف بالأسعار العالية يبحثون عن المنطق الذي تجاهلوه لتبرير عملية إنزال الأسعار، لان السوق تم تحويله للمضاربة فقط! وهذا ما سبق وأكدت عليه في مقال السبت الماضي قبيل النزول الكبير للسوق (إفشال التحليل الفني هدف تم تحقيقه) فهم يعلمون بأسس التحليل الفني ومؤشراته ولديهم في نفس الوقت القدرة على اصطناع عمليات البيع والشراء ونقل أسهمهم بين المحافظ التابعة، وبالتالي التمكن من رسم الشارتات الايجابية بعمليات بيع وشراء وهمية لإقناع الآخرين بأننا في بداية موجة صاعدة ليزداد دخول باقي المتداولين بالسوق للشراء منهم! هذا ما حدث خلال الفترة الماضية، فلا يجب أن نصدق بأن الشائعات هي من عصف بالسوق، فالصناع هم من صنع الشائعات لإقناعنا والجهة المختصة بما حدث! وإذا نظرنا لما حدث لسهم الكهرباء على سبيل المثال لأنه من قاد النزول الأسبوع الماضي، لوجدنا أن هناك شراء كبير وسريع حدث للسهم يوم الأحد قفز به إلى (14.75) ريالاً - كلسعة كهربائية - ثم في الغد يوم الاثنين يتم وفي وقت مبكر - وكشرارة للنزول الكبير - تلبية كافة الطلبات التي كانت بالملايين وخلال دقائق يتم إنزال السعر الى ما يقارب النسبة الدنيا (13.5) ريالاً! فمن شاهد تلك الكميات الضخمة التي عرضت على الأسهم القيادية المؤثرة على المؤشر سيتأكد بأنها ليست لصغار المتداولين الذين خدعوا بالشائعات! وهنا نتساءل: ما الهدف من تركيز القنوات الفضائية والمحللين بأن هناك شائعات انتشرت وتحذر من نزول وشيك؟ ولماذا في كل مرة يلقى باللوم على الصغار لتصديقهم لتلك الشائعات؟ هل هو التغطية الإعلامية لحدث صنعه صناع السوق ورغبوا في إظهار ما حدث بأنه نتيجة لتلك الشائعات؟ فالصناع مازالوا يديرون السوق للمضاربة وليس للاستثمار، كما ان الهدف ليس لتحقيق الأرباح السريعة بل لرغبتهم في عدم تعزيز الثقة بالسوق وتشجيع الدخول لأموال جديدة داخلية او خارجية منافسة لهم للاستثمار بالسوق السعودي، وكل ما يحدث هو الشراء بأسعار متدنية تحت غطاء الشائعات السلبية ثم البيع بأسعار عالية وتحت غطاء الشائعات الايجابية أيضاً!
إن ما أريد التركيز عليه هو ما ذكر بشأن الشائعات الأخيرة وهو الإشارة بأن مصدرها خارجي وربما من بيوت خبرة خارجية، وبغض النظر عن صحة او عدم صحة ما ذكر فإن الملاحظ هو استغراب معظمنا لذلك، وكيف يمكن لتلك البيوت أن تعطي توصيات في السوق السعودي، ولكن الذي يجب أن ننوه عنه هنا هو ان هناك عدداً كبيراً من الأجانب (اوربيون وعرب وغيرهم) يديرون سوقنا ومحافظنا عبر مكاتب إدارة المحافظ من خلال رفع وإنزال السوق عنوة والدخول في شركات صغيرة لرفع معدلات عمولتهم بأكبر قدر ممكن، وهم من ينفذ الصفقات والقيام بعمليات المضاربة والتدوير ويقدم الاستشارات وبعضهم انتقل إلى دولة مجاورة! بل إن بعض محللينا ومديري المكاتب يقيمون بصورة شبة دائمة بدول أخرى! فكيف نستغرب أن يكون مصدر الشائعات دولاً خارجية؟ ألا يمكن ان هذه الشائعات اطلقت من تلك المحافظ الضخمة لإنزال السوق لبدء مرحلة جديدة من المضاربة؟
إن تعاملنا الرسمي مع الشائعات التي تحدث بالسوق يتطلب إعادة النظر فيه، فإذا كنا جميعاً نحارب انتشار تلك الشائعات فإنه من باب أولى أن تقف الجهة المختصة بالمرصاد أمام تلك الشائعات سواء الايجابية أو السلبية فالحقيقة يجب ان تكون واضحة أمام الجميع في نفس الوقت، فعلى سبيل المثال قبل عدة اشهر انتشرت شائعة بيع الدولة لأسهمها ودعم ذلك تأجيل عقد جمعيتين لشركتين تمتلك الدولة حصصاً بها لعدم اكتمال النصاب فانتشرت الشائعات أكثر في ظل صمت الجهات المختصة وبعد فترة طويلة من نزول السوق تحت شعار هذه الشائعة نفي معالي وزير المالية صحة تلك الشائعة كإجابة على سؤال طرح علية من قناة تلفزيونية! وكذلك ما حدث مؤخراً، فالشائعات بوجود تصحيح قوي للأسعار كانت منتشرة قبل أكثر من ثلاثة أسابيع وكان يدعم ذلك قراءة محللين فنيين لبعض المؤشرات الا ان الصناع خالفوا تلك القراءات واظهروا بصفقاتهم وجود قوة شرائية عالية كسرت جميع المقاومات ودعم ذلك شائعات ايجابية بدخول سيولة جديدة لم يتم نفيها او إثبات صحتها فانخدع بها البعض! ثم بعد ذلك انتشرت شائعات الاكتتابات الجديدة الكبرى وقرب تقسيم السوق فتم تجاهلها ولم يتم نفيها في وقتها ليتم استغلالها من استهدف النزول الأخير! فما الفائدة من نفي شائعة بعد تحقق الغرض منها؟ ولا يفوتني في المقابل ان انوه بموقف شركة سابك عندما نشر المحلل القدير محمد السويد نشرة صادرة من رويترز بأن الحكومة تمتلك (52%) من أسهم سابك وبادر بالاستفسار من شركة سابك عن صحة ذلك فأجابت فوراً بأن الحكومة مازالت تمتلك (70%) من أسهم الشركة فتم بناء على ذلك قتل الشائعة خلال أيام!
وأخيراً.. لابد أن نشير الى ما حدث في تداول يوم الأربعاء الماضي الذي شهد استمراراً لإنزال متعمد للسوق وفي آخر دقيقة تم وفي لحظات شراء كبير في سامبا وبعض الشركات الصغيرة وكأنها عملية واحدة لرفع المؤشر كإثبات بأن الصناع هم من يحرك القياديات لخدمة الخشاش! وهذا يذكرنا بما حدث العام الماضي عندما تم شراء اسهم سابك والراجحي والاتصالات بمليار ريال في آخر سبع ثوان من وقت التداول يوم الخميس، وبررت الهيئة حينها بأنه استغلال فرص ففهمنا الفرص بأنها استغلال تلك الأسهم بتلك الأسعار، بينما اتضح لنا فيما بعد بأن المقصود بالفرص هي استغلال وضع السوق وغض الطرف عما كان يحدث به، ودليل ذلك كان إعادة عرض تلك الأسهم في بداية الأسبوع التالي بأقل من قيمة الشراء!!