المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لعبة الموت - التفحيط ---للشباب---



nooora
02-04-2007, 01:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لعبة الموت - التفحيط

السيارة نعمة من نعم الله ، وأي نعمة .. فكم قضت من حاجة .. وكم أسعفت من مريض .. وكم أغاثت من ملهوف .. ناهيك عن الطاعات والقربات من سير إلى المساجد .. أو حج وعمرة .. أو بر والدين .. أو صلة رحم .. أو عيادة مريض .
ولقد أشار الله إلى هذه النعمة المتجددة .. أعني نعمة وسائل النقل .. قبل ألف وأربعمائة سنة فقال سبحانه : ( وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم . والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون ) .
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : " ويخلق ما لا تعلمون مما يكون بعد نزول القرآن ، من الأشياء التي يركبها الخلق في البر والبحر والجو ، ويستعملونها في منافعهم ومصالحهم " انتهى كلامه .
إنها نعمة عظيمة .. تستوجب شكرَ المنعم سبحانه .. وتسخيرَها فيما يحبه ويرضاه .
لكننا في هذا الزمان رأينا والله .. كيف يحوّل بعض شبابنا هذه النعمة إلى نقمة .. رأيناهم بالموت يلعبون .. وبالأرواح يغامرون .. وبالأبرياء يضحون .. وللأموال يبددون .
إنها لعبة الموت .. تفحيط وتطعيس .. وتربيع وتخميس .. وجنون وتهويس .

ولنبدأ بالعنصر الأول:
1) مظاهر التفحيط ، وواقعه بين شبابنا :
ماذا يفعل هؤلاء الشباب في الشوارع ؟ وما الذي يدور خلف الكواليس ؟
شاب متهور .. يقوم بحركات قاتلة .. يصوب سيارته إلى مجموعة من الجماهير .. التي اصطفت يميناً وشمالاً .. في الطرقات .. وبعد المباريات .. وعند المدارس والساحات .
يشجعون ويضحكون .. ولكن .. سرعان ما يندمون ويبكون .
ويلقب المفحطون أنفسهم ، أو يلقبهم غيرهم بألقابٍ غريبة .. أحدهم لقب نفسه ليمونة .. والآخر كازانوفا .. قشطة .. الشبح .. العقرب .. فروج ..آمري يا كامري .. الزين يطلب .. وآخر يلقب بالـخنزير .. أكرمكم الله ..
هذه الألقاب تكون وسيلة لشهرتهم بين الشباب في الأحياء ، وصعوبة معرفتهم من رجال الأمن أو من أقاربهم .
واشتهر المفحطون .. حتى بلغ الحال ببعض شبابنا أن يدفعوا لهم المبالغ الطائلة .
يقول أحد المفحطين : " كان بعض الناس يؤمنون لي السكن والرحلات في مقابل التفحيط .. وفي يوم من الأيام .. قابلني شاب في شارع التخصصي .. يقود سيارة فخمة .. وقال لي : هذا مبلغ خمسة آلاف ريال .. بدل مواصلات وبنزين ( كما يقول ) .. بشرط أن تفحط عندنا .. ثم تقف وتسلم علينا ويركب معك واحد منا .. حتى يعرف الجمهور أنك من شلتنا " .
وإذا قبض على المفحط ثم خرج من السجن .. أقام له رفاقه الاحتفالات .. واستأجروا الاستراحات .. وقد يدعون إليها المغنين في جلسات على المحرمات .. فرحاً بخروج هذا البطل من السجن .
ويحدثني أحد الشباب الموقوفين في مرور الرياض .. يقول " مع توفر الجوالات .. أصبح الشباب يتناقلون الأخبار .. أن المفحط المشهور سيفحط في الشارع الفلاني .. وفي بعض الأحيان يعجز جوال المفحط عن الاستقبال بسبب كثرة المتصلين عند الموعد " .

وهناك مواقف وأوقات تمثل مناخاً خصباً لهذه الظاهرة .. كالمباريات .. والتجمعات .. وأوقات الامتحانات .. حيث ينتشر الطلاب بعد الامتحان ما بين مفحط ومتفرج .
لقد فتن كثير من شبابنا بهذه الظاهرة .. فأصبحوا يتفننون في أنواع الحركات .. من تربيع وتخميس .. وسلسلة واستفهام .. بل وحركة الموت .
وحركة الموت عندهم أنواع ، منها ما حدثنا به أحد المفحطين الموقوفين بالمرور ، يقول عن هذه الحركة : بعد أن تصل السرعة إلى المائة والثمانين أنطل السيارة المرة الأولى ، ثم الثانية للجهة الأخرى ، وأترك السيارة تمشي بسرعتها على الجنب حتى تتوقف ، وكم حدث بسبب هذه الحركة من الحوادث والوفيات .
وأما النوع الآخر من حركة الموت ، فهو والله أشبه بالجنون .. ينطلق المتحدي من جهته بأقصى سرعة ، ثم يقابل المتحدي الآخر وجهاً لوجه .. والجبان هو من ينحرف عن الآخر .
وقد يكون كل منهما شجاعاً فتقع الكارثة .. كما ذكر لي أحد المسؤولين في المرور ، وقال : كان آخر ضحايا هذه الحركة شابين قبل أيام .. توفي أحدهما في الحال .. ونقل الآخر إلى الإنعاش .
العنصر الثاني : أضرار التفحيط :
أيها الأحبة .. للتفحيط آثارٌ وأضرارٌ خطيرة على الشاب والأسرة والمجتمع ، أول هذه الأضرار :

1ـ قتل النفس .. الموت وكفى به ضرراً .
فالمفحط وهو يقوم بهذه اللعبة .. يغامر بروحِه التي يحيا بها ..وحواسِّه التي يشعر بها ..وأطرافِه التي يتحرك بها .
لعبة الموت .. كم أزهقت من روح .. وكم فجرت من جروح ..إنها مسرحية الانتحار .. فكيف يرضى العاقل أن يقتل نفسه .. أو يَشُلَّ جسده .
ومن المؤسف أن أول من يتبرأ من المفحط عند وقوع الحادث رفقاؤه الذين يركبون معه ، أو يشجعونه .. فيتركونه يصارع الموت ويهربون .. وقد يعود أحدهم لأخذ جواله ولا يفكر في مساعدة رفيقه المصاب .
في أحد شوارع الرياض .. يقوم أحد المفحطين المشهورين بالتفحيط .. وبعد لحظات تصطدم سيارته بأحد الوايتات .. وفي حادث مؤلم تدخل السيارة تحت الوايت فيموت الشاب في الحال ، وينقل الشباب الذين معه إلى العناية المركزة .
وهذا أبو حبل ، أحد المفحطين ، يحدثنا بعد إيقافه ، يقول : كنت أركب مع أحد المفحطين .. فحلف علي أحد أصدقائي المقربين أن أنزل ويركب هو مع المفحط .. فقلت : والله ما أنزل .. فحلف علي ثانية حتى نزلت .. ثم ركب مع المفحط .. وبعد شوط واحد وقع عليه الحادث فمات .. فتأثرت كثيراً لفقد هذا الصديق .. وكرهت التفحيط من تلك اللحظة .
وفي مستشفى النقاهة .. وقفت على شابين من ضحايا التفحيط ، مصابين بالشلل النصفي .. أدخل الغرفة .. فإذا بالمنظر المؤلم .. على السرير الأيمن ، شاب .. عمره يوم أن دخل المستشفى عشرون عاماً .. ثم أمضى بعد الحادث أحد عشر عاماً على السرير .. قد انثنت أطرافه .. وانحرفت رقبته .. وشلت حركته .. فلم يبق له من الحركة سوى نظرةٍ بالعين .. والتفاتةٍ يسيرة بالعنق .. نظر إلي .. فتغيرت ملامح وجهه .. كأنه يريد أن يعبر لي عن شعوره .. لكنه لا يستطيع الكلام .. حاولت أن أتكلم معه .. فعجزت أن أخرج كلمة واحدة .. لم أجد إلا أن أرفع أصبعي إلى السماء .. لعلي أذكره رحمة رب العالمين .. الذي لا يضيع أجر الصابرين .
ثم التفت إلى السرير الآخر .. وإذا بالمصيبة الأخرى .. شاب دخل المستشفى وعمره أربعة وعشرون عاماً .. أمضى في المستشفى بعد الحادث ثماني سنوات .. كان بجوار هذا الشاب أحد الممرضين ، معه وعاء فيه طعام سائل .. كيف يأكل هذا الشاب ؟ رأيت الممرض وهو يقوم برفع السائل بالملعقة .. فإذا وصلت إلى فم الشاب المسكين حرك شفتيه ليشرب .. ثم ينتظر الملعقة الأخرى .
هكذا يعيشون .. بعد أن فقدوا حياتهم .. إنهم أموات في صور أحياء .. أسأل الله أن يلهمهم الصبر .. ويعظم لهم الأجر .
هذه أحوالهم .. فإن لم تتعظ وترتدع .. فزرهم .. فليس من رأى كمن سمع .

2ـ التعدي على الآخرين .. بإتلاف أرواحهم .. وتحطيم أبدانهم .. وترويعهم في طرقاتهم .
كم من رجال ونساء .. وأطفال أبرياء .. تحولوا إلى أشلاء بسبب تهور المفحطين .
كل من يركب مع المفحط ، أو يتـفرج عليه ، أو يسير في الشارع بأمان عرضة لهذا الخطر العظيم .
3ـ الخسائر المادية في الممتلكات العامة والخاصة بسبب الحوادث الناتجة عن التفحيط .
أيها الإخوة .. هناك أموال طائلة .. وثروات مهدرة .. تنفق سنوياً بسبب تهور المفحطين .
حوادث التفحيط شنيعة .. وآثارها مضاعفة .
ففي أحد الحوادث تصطدم سيارة المفحط بسيارة أخرى ، فترتطم هذه السيارة بثلاث سيارات أخرى تقف على جانب الطريق .. حتى إن السيارات تزحزحت عن مكانها بسبب قوة الصدمة .. وكانت النتيجة تلفياتٍ كبيرةً بالسيارات الخمس .

بل هناك أسباب ودوافع مهمة لفهم هذه الظاهرة ، لعلنا نقتصر على أهمها :
1 ـ ضعف الإيمان :
التفحيط أمر محرم شرعاً .. لا يقدم عليه إلا من ضعف إيمانه .. وقلت خشيته من الله تعالى .
وإلا كيف يرضى المسلم حقاً أن يؤذي نفسه أو إخوانه بهذه الأفعال . ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام ( المسلم ـ أي المسلم الكامل ـ من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .. فإذا رأيت إنساناً يؤذي عباد الله فاعلم أنه ضعيفُ الإيمانِ والصلةِ بالله تعالى .

2 ـ حب الظهور والشهرة :
وهذا من أهم الأسباب التي تدفع الشاب إلى ممارسة التفحيط .. رغبةً في الشهرة .. وطمعاً في تهافت المعجبين عليه .
هذا شاب عمره سبعة عشر عاماً موقوف في دار الملاحظة يقول :
أفحط لتشتهر سمعتي عند الشباب .. ويعرفوا أني سواق .. فقمت بسرقة سيارة ، وبعد قيامي بالتفحيط بها تم القبض علي .
إن كثيراً من المفحطين يفتن بالشهرة.. فالشباب يرونه إنساناً محترفاً .. سواق .. ملك الطارة .. فيتسابقون إلى التعرف عليه .. وهذا يجعله يدمن على التفحيط ولا يقلع عنه .
ومن الطرائف (في مسألة حب الظهور) ما حدثني به أحد الشباب الموقوفين ، يقول : لما رأيت زملائي متجمعين بجوار سور المدرسة ، أردت أن أظهر مهارتي أمامهم .. فأسرعت بالسيارة .. ومع المنعطف سحبت الجلنط .. فلم أشعر إلا والسيارة تتجه إلى إحدى الأشجار وتصطدم بها ، فيا للخزي والندم.
3 ـ الفراغ :
شباب .. يتسكعون في الأحياء .. ويجوبون الشوارع بلا مهمة .. وبلا هدف .. هذا هو حال كثير من المفحطين .. أكثرهم من أهل البطالة العاطلين عن العمل ..والآخرون ممن لم يستثمروا أوقاتهم الفائضة فيما ينفعهم .
4 ـ تقليد ومحاكاة رفقة السوء :
وهذا أمر بارز في حياة المراهقين .. حيث إن كثيراً من السلوكيات الخاطئة ، إنما يكتسبها المراهق من طبقة الأقران .
لعلك تلاحظ في بعض الشلل أو تجمعات الشباب شاباً له شعبية كبيرة بين هذه الشلة .
إما بسبب امتلاكه قدراتٍ معينة .. أو اتصافه بالمرح والدعابة .. أو غيرِ ذلك .. فيتأثر أفراد الشلة بهذا الشاب تأثراً كبيراً .. في سلوكهم .. وتصرفاتهم .. وألفاظهم .. بل وحتى كلماتِ المِزاح ومصطلحاتِ الشباب .. تجد أنهم سرعان ما يحفظونها من فم هذا الشاب .. وتنتشر بينهم .
ومن هنا نقول : كثير من الشباب دخل عالم التفحيط تقليداً ومحاكاة لمن حوله من رفاقه .
وأشير هنا إلى قضية التحدي الذي يقع بين الشباب .
فهذا أحد الشباب يقول : كنت أسير بسرعة مائة وتسعين كيلو متر .. فتحداني أحد الشباب أن أفحط بهذه السرعة ( منتهى الجنون) .. يقول : قبلت التحدي ، ومع أول محاولة انكسر العكس وانقلبت السيارة .. وبعد الحادث ، لم أستطع الخروج لأن الحديد قد التف علي بسبب الصدمة .. أمضيت لحظاتٍ مخيفة داخل السيارة.. كنت أنتظر احتراقَ السيارة أوانفجارَها في أية لحظة .. حتى حضر رجال الأمن ، فقصوا الحديد وأخرجوني .. ولكن مع كل أسف .. توفي أحد الشباب الذين كانوا معي .
ومن الطريف (في التقليد والمحاكاة) أن أحد المفحطين كان يركب مع عامل بنجلاديشي يعمل عندهم .. فقال الشاب للعامل أنا اليوم إن شاء الله أعلمك التفحيط .. قال : كيف تفحيط ؟ .. قال : لف بالسيارة يمين ، لف يمين . لف يسار . والسيارة تروح وتجي . وبعد أول شوط .. كانت الدورية في وجه العامل المسكين فتم القبض عليه وإيقافه في قضية رسمية مسجلة في مرور الرياض قضية تفحيط .
5 ـ ضعف رقابة الأسرة .. وغفلة كثير من الآباء عن أبنائهم .
فبعض الآباء ينتهي دوره بشراء السيارة لولده .. فلا يكلف نفسه متابعةَ سلوك الولد .. ومنعَه من السيارة إذا أساء استخدامها .
ومن جانب آخر .. يقوم بعض الآباء بشراء سيارة لولده الصغير الذي لا يعي خطورة التفحيط .. بعضهم يقود السيارة وعمره عشر سنوات أو أقل ..حتى إنه يخيل إليك أن السيارة تمشي بدون سائق . فإذا اقتربت من السيارة وجدت هذا الصغير جعل تحته مخدة أو مخدتين وتعلق بالدركسون .
إن هذا الطفل .. سرعان ما يقلد غيره من المفحطين .. ويسيء استخدام السيارة .
6 ـ بعض ما يعرض في وسائل الإعلام والاتصال والألعاب الإلكترونية :
يتأثر كثير من الشباب بأفلام المطاردات والعنف التي تعرض في بعض القنوات .. فيحاول الشاب تقليدَ الحركات التي يشاهدها في الفيلم .
كما ينتشر بين الشباب أفلام فيديو لمشاهد تفحيطٍ مسجلةٍ من شوارعنا عبر الكاميرات .. وهذه الأفلام ، قد يشاهدها الشاب في باديء الأمر لمجرد التسلية .. لكنها سرعان ما تثير في نفسه الرغبة في التفحيط .
في دار الملاحظة لفت نظرَنا وجودُ طفل صغير.. سألناه ما قضيتك ؟ .. قال : تفحيط .. تفحيط!! وهل تعرف قيادة السيارة أصلاً حتى تقوم بالتفحيط ؟
فرفع إبهامه وضم أصابعه .. يعني علامة الجودة .. قال : تبغى عقدة ، استفهام ، سفتي ، وبدأ يعدد الحركات .
قلنا : كيف تعلمت هذه الحركات ؟ قال : كنت أشاهد أفلام المطاردات .. ثم أخرج بالسيارة ، وأطبق الحركة حتى أجيدَها .
وعلى شبكة الإنترنت وقفت مع كل أسف على مواقع سيئة .. تشجع التفحيط وتعرض حركاتِه ومشاهدَه للشباب .. مما يسبب تعلقَهم بهذه الظاهرة .
ومما ينبه إليه أيضاً ما تتضمنه بعض الألعاب الإليكترونية مثل ( البلاي ستيشن ) من إثارة ، وتعليم للعنف والسرقة والتفحيط .. حتى غدا بعض أطفالنا يتنافسون في التفحيط عبر هذه الألعاب ، فاليوم يفحطون عبر الشاشات ، وغداً يفحطون عبر الساحات .
7 ـ الغنى والترف :
كثير من الشباب لا يَقْدِر هذه النعمةَ .. أعني السيارة .. قدرَها .. ولا سيما إذا كان قد حصل عليها بسهولة دون كد أو نصب .. فلو تحطمت السيارة أو احترقت .. لكان أمراً عادياً ..لأن الوالد حفظه الله .. سيشتري له من الغد سيارة أخرى (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى).
8 ـ العلاقات الشاذة .. ومحاولة بعض الشباب لفتَ انتباه الأحداث والمردان .. واستدراجَهم لعلاقات حب شاذة .. أو لفعل الفاحشة والعياذ بالله ..
ومن خلال لقاءاتنا مع المفحطين .. تبين أن هذا السبب كان وراء قيام بعضهم بالتفحيط .
ولهذا يكثر التفحيط عند المـدارس .. وفي تجمـعات الشباب .
العنصر الخامس : العلاج :
ما هي أهم الحلول للتصدي لهذه الظاهرة ؟
هذه الظاهرة التي أقلقت المسؤولين والمربين والأسر .. جديرة بالاهتمام وتظافر الجهود من المجتمع بأكمله للقضاء عليها .
ولعلي أذكر ببعض الأمور التي يمكن القيام بها لعلاج هذه الظاهرة :
أولاً : لابد من رفع الوعي بين الشباب .. والتذكير بأضرار هذه الظاهرة .
فنخاطب المفحط أولاً ونقول :
أيها الشاب .. إلى متى وأنت تغامر بروحك وأرواح الآخرين .
ألم تر أو تسمع ببعض المفحطين الذين فقدوا حياتهم ، وأفضوا إلى ربهم بسبب هذا الفعل ؟
ألم تسمع نداء ربك ، وهو ينهاك عن قتل نفسك ؟ (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) أيسرك أن تلقى الله وقد قتلت نفسك بهذا الفعل .. الانتحار .. طريق النار .. كما قال عليه السلام في المتفق عليه عن أبي هريرة ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) .
وهذا وعيد شديد .. نسال الله أن يحسن لنا ولك الختام .
فهل يسرك أن تلقى الله بهذه الخاتمة السيئة ؟ .
في بعض حوادث التفحيط يموت الشباب على ترك الصلاة .. يموتون على المعصية .. يموتون على الأغاني المحرمة .
فهذا شاب عمره واحد وعشرون عاماً موقوف في المرور ، يقول : كان معي أربعة من الشباب .. بدأت بالتفحيط وأنا أسير بسرعة مائة وثمانين كيلو متر .. كان أحد الشباب يرقص على الأغاني في المرتبة الخلفية .. ويشجعني بصوته المرتفع : ( دز البنزين ، دز البنزين ) .. وفي لحظة واحدة ، انحرفت السيارة فارتطمت بحاجز ترابي على جانب الطريق .. صرخ الصديق الذي كان يرقص صرخة قوية ، ثم انقطع صوته .. سكن كل شيء في السيارة إلا صوت الأغاني .. رفعت رأسي .. التفتُّ إلى الراكب الذي بجواري فإذا به يبكي ويداه مكسورتان .
أما الراكب الأوسط الذي في الخلف فقد ارتطم وجهه بدعسة الفرامل في الأمام .. رفعت وجهه ، وأخرجته من السيارة ، قلت له : اذكر الله .. قل لا إله إلا الله .. فلم يرد علي ، وكانت الدماء تخرج من فمه ، وروحه تكاد أن تخرج .
ثم رجعت إلى أحد المصابين في السيارة ، فسألته عن حاله ، فكان يصيح ويقول بغير شعور : عقّد .. عقّد .. كمل التفحيط ..
ونقل أحد الشباب إلى المستشفى وهو يغني .. ثم اتصلت بالمستشفى بالجوال ، فقالوا : ها هو في الإسعاف ، لا يزال يغني بغير شعور ، نسأل الله حسن الخاتمة .
أغمي علي بسبب ما شاهدت .. ثم استيقظت بعد حضور رجال الأمن والإسعاف .. شاهدت سيارتي وهي تحترق .. فتوجهت إلى القبلة .. وصليت ركعتين لله .. الذي نجاني من الموت .
أيها المفحط .. إن دماءَ المسلمين غاليةٌ عند الله .. فكيف تكون رخيصةً عندك .. ألم تسمع قول الحبيب عليه الصلاة والسلام كما عند ابن ماجه بسند صحيح : ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ).
كم من نفس قتلتها .. وكم من أسرة حصدتها .. وكم من امرأة أرملتها .. وكم من طفلة يتمتها .
كم من بريء أصبح مشلولاً على الفراش لا يتحرك منه إلا رأسه أو عيناه .. يدعو عليك بأن ينتقم الله منك .. وكم من أم مكلومة تدعو عليك بأن يحرمك الله الجنة كما حرمتها ولدها .
في شارع ابن الجوزي بحي العريجاء بالرياض .. عجوز مسكينة تمشي مع ابنتها في طريقهما إلى المنزل .. وبعد عبورهما الشارع .. يقبل أحد الشباب وهو يفحط بسيارته.. فتزحف السيارة لتحصِد المرأة وابنتها .. ثم يهرب الشاب تاركاً ضحيتيه أمام الناس .. فزع الناس .. ونقلوا الضحيتين إلى المستشفى .. لتموتَ الأم .. وترقدَ البنتُ في العناية المركزة بسبب إصابة شديدة بالرأس .. ثم يقبض بحمد الله على هذا المفحط من قبل الدوريات الأمنية .
أخي .. أين خوفك من الله .. أين شهامتك ونخوتك .. ما هو شعورك لو كانت هذه المسكينة لا قدر الله أمَك .
هل غرك حلم الله عليك .. أم استخففت بنظره إليك .. أهذا شكر نعمته عليك .
أنسيت أخوة لك على تراب الأقصى ..ينامون على الجوع والأحزان .. ويستيقظون على أزير المدافع والطائرات .. وأنت ترفل بالأمن والعافية .
ومن العجيب .. ما يقوم به بعض المفحطين من لُبس الشماغ الفلسطيني .. فيتلثم المفحط بهذا الشماغ .. ويرفع أصبعيه .. علامة النصر .. وهو يقوم بالتفحيط .
قابلنا بعضهم بعد أن أوقف في المرور ، وهذه الشماغ لا تزال على رأسه ، سألناه ، فقال بكل جرأة : حتى أذكر الشباب الضايع القدس .
سبحان الله .. القدس أهكذا تحرر القدس ؟
أيسلمُ منك إخوانُ القردة والخنازير .. وتقتلُ إخوانك في الطرقات .. ثم تقول القدس ؟
أين أنت يا بطل .. أين أنت يا بطلَ البطالة من أبطال القدس .. أطفال ، سطروا التاريخ بدمائهم . أين شجاعتك وبطولتك .. من شجاعتهم وبطولاتهم .. أين اهتماماتك الدنيئة من اهتماماتهم .
أين أنت من فارس عودة .. فارس .. أحد أبطال الانتفاضة .. عمره أربعة عشر عاماً .. يخرج يومياً مع أصحابه لمواجهة العدوان اليهودي .. يأبى إلا أن يكون في المقدمة أمام الرصاص والدبابات .. تقول أمه في لقاء معها : كنت أقول له يا فارس ، يا ولدي ، لا تكن في الصفوف الأمامية لأنك صغير .. فيقول : لا أقابل اليهود إلا وجهاً لوجه .
لقد رأينا فارساً في مشهد من مشاهد الموت .. يقف أمام دبابة يهودية مدججة بالأسلحة الثقيلة .. وفوهة المدفع تتحرك صوب رأس الصغير .. فما الذي حدث ؟
وقف فارس كالجبل .. جبل في يديه حجر .. ورمى الدبابة بالحجر .. وأتبعه بحجر .. فبهت الذي كفر .. وتقهقر واندحر .. فصارت الدبابة الثقيلة تهرب إلى الوراء .. والبطل الصغير يتقدم إليها ، ويرميها بالحجارة .. لله درك يا بطل .. وأعز الله الأمة بأمثالك ، لا بأمثال المفحطين .
وفي مشهد آخر .. يظهر فارس في الصورة وهو يرمي الجنود اليهود بالحجارة .. ثم يلاحقه جندي يهودي يحتضن رشاشه .. يلتفت فارس فيرى الجندي يصوب رشاشه نحو ظهره .
فيتوقف فارس ويستدير إلى الوراء ، وإذا به يقف أمام الجندي المسلح وجهاً لوجه ، ثم يتوقف المشهد قليلاً .. يتوقف المشهد ، لتنقلب الموازين .. فيأخذ فارس حجراً ويرمي به الكلب اليهودي فيولي بسلاحه هارباً .. ويتبعه فارس بأحجار أخرى ، والجندي يركض من الخوف .. فلا نامت أعين الجبناء .
وبعد أيام .. وفي موقف من مواقف الشهادة .. يطلق قناص يهودي مجرم طلقاتٍ ناريةً آثمة على هذا البطل الصغير .. لينتقل إلى ركب الشهداء .
وفي أحد المشاهد تظهر أم فارس ، وقلبها يكاد أن يحترق لولا أن ربط الله عليه .. تقول وهي تحتضن ملابس ولدها : أحرق الله اليهود كما أحرقوا قلبي على فارس .
وتفجع مدرسته .. ويظهر رفاقه الصغار في الصورة وهم يبكون على فراقه بكاءً شديداً ، كما يظهر كرسيه في الفصل بعد أن فقد البطل الذي ترجل عن جواده .
فهل يستوي هذا البطل ، وأهلُ الاهتمامات البطالة ؟ كــلا.
ثانياً : – في العلاج - التفحيط ظاهرة جماهيرية في الغالب .. فالشباب المتجمهرون المتفرجون .. عليهم جزء من المسؤولية والإثم فيما يحدث من المآسي بسبب التفحيط .
أخي الشاب .. إنك بتجمهرك تغري المفحط بالاستمرارِ في التفحيط من جهة .. وتعرض نفسك للتلف من جهة أخرى .
فهذا أحد المفحطين الموقوفين يقول (بعبارته) : أنا إذا رأيت الجمهور أتهيض ولا أصبر .
وأعرف أماً أصيبت بمأساة مفجعة ، استمع إلى مشاعرها وهي تقول : رجع ولدي عبد الله بعد الامتحان إلى المنزل .. ثم وضع دروسه وخرج مع زملائه .. لكني لم أكن مطمئنة في تلك الساعة .
توجه عبد الله ورفاقه إلى أحد شوارع التفحيط .. وبينما هم يتفرجون على جانب الطريق .. انحرفت سيارة أحد المفحطين ، لتسحق الشباب على الأرض .. وكان عبد الله أول الضحايا .
أخي الشاب .. إنك غالٍ على نفسك .. غالٍ على أمك وأبيك .. غالٍ علينا جميعاً .. فلا تغامر بروحك بحضورك في ساحات الموت .

ثالثاً : على الآباء دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة .. في حسنِ تربيتهم .. ومراقبتِهم سلوك أبنائهم .. وعدمِ تمكين الصغار منهم من قيادة السيارة ، فإن كثيراً من الآباء يشتري الموت لأبنائه وهو لا يشعر .

رابعاً : على الجهات الأمنية دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة .. فوصيتي إليهم بذل المزيد من الجهود المباركة .. وتكثيف التواجد في الساحات والاجتماعات ..وعدم التساهل أو المجاملة في تطبيق العقوبات .. وهناك جهود مشكورة يقوم بها الإخوة في المرور والدوريات الأمنية والشرطة لضبط المفحطين وتطبيق العقوبة عليهم .. وهم في الواقع يمرون بمواقف عصيبة بسبب التجمعات والفوضى التي يحدثها الشباب بسبب هذه الظاهرة .
وأنا والله لا أقف هذا الموقف للدفاع عنهم على كل حال .. فهم بشر .. ليسوا بمعصومين وعملهم عرضة للنقص أو الخطأ ، كغيرهم من الموظفين .. لكنهم في الجملة يقومون بأعمال جليلة من أجل سلامتنا وسلامة أبنائنا وأسرنا .. فلا بد أن تقف معهم صفاًُ واحداً .. ونتعاون معهم في الإبلاغ عن المفحطين وضبطهم .
في أحد أحياء مكة على سبيل المثال كان يجتمع الكثير من المفحطين .. فقامت شرطة مكة بوضع خطة محكمة تم من خلالها محاصرةُ الموقع والقبضُ على ستة عشر شاباً يقومون بالتفحيط .. وتم تسليمهم لمرور العاصمة المقدسة .

خامساً : نناشد القائمين على الإعلام في بلاد الإسلام أن يتقوا الله في أبنائنا .. وأن يقوهم شر هذه الأفلام .. التي تعلم العنف والإجرام .. وأن يكون للبرامج الإذاعية والتلفزيونية والصحافة دور فعال في التصدي لهذه الظاهرة .
كما أذكر الآباء والمربين بخطورة هذه القنوات على سلوك أبناءنا ، فاتقوا الله ولا تخربوا بيوتكم بأيديكم .
ثم لا بد من حجب المواقع السيئة على شبكة الانترنت والتي تغري الشباب بممارسة هذه الظاهرة .
سادساً : ولمدارسنا دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة .. برفع الوعي بين أبنائنا .. ومتابعة وتقويم السلوكيات التي تصدر ممن يقومون بهذه الظاهرة .. والتعاون مع الجهات المختصة للقضاء عليها .

سابعاً : لابد من احتواء أوقات الشباب .. وامتصاص طاقاتهم في النشاطات النافعة ، أو البرامج الترفيهية البريئة .. عبر المراكز والمخيمات والملاعب وغيرها .
منقووووووووووووووووووووووووووووووووول

بطران
02-04-2007, 01:22 PM
اصلن الي يستعرض بزر ... شي ماله احتمال ثاني .. او انه توه ماعدا مرحلة المراهقه وتفاعل الهرمونات الي عنده هههههههههههه ...

شباب الله يستر عليهم ... حبو يظهرون على وش الدنيا على قولة المصاروه شو سوو ؟؟ خذو قرض 800 الف وضبطوا مواترهم وتمو يطالعون بعض يوم احتاجوا هالبيزات هههههههههههههههههههه امحق يازين الموتر من الوكالة بلا تضبيط وسرعه ..

والي يستعرض تحصلونه الماما شرت له سياره سبورت وقالت له يا بابا سوقها من الكليه الي البيت فديتك هههههههههههههههه وهو اشعليه البزر لاعن ابو خامسها بشوارع الدوحه مب مخسر قرش من مخباه ولا حااااس انه شاري شي بتعبه ويخاف عليه ...

وفي فئه احلى كلام اعتبر نفسي منهم صراحه مو مدح بعمري بس هاااي الصراحه ... اشتري الموتر وامشي فيه عشرين وحتى على المطبه يعورني قلبي :nice:

A H M A D
02-04-2007, 08:42 PM
مشكووووووووووووووور يا نورة على هالموضوع الرائع ..
لكن لا حياة لمن تنادي ..

nooora
03-04-2007, 09:39 AM
اصلن الي يستعرض بزر ... شي ماله احتمال ثاني .. او انه توه ماعدا مرحلة المراهقه وتفاعل الهرمونات الي عنده هههههههههههه ...

شباب الله يستر عليهم ... حبو يظهرون على وش الدنيا على قولة المصاروه شو سوو ؟؟ خذو قرض 800 الف وضبطوا مواترهم وتمو يطالعون بعض يوم احتاجوا هالبيزات هههههههههههههههههههه امحق يازين الموتر من الوكالة بلا تضبيط وسرعه ..

والي يستعرض تحصلونه الماما شرت له سياره سبورت وقالت له يا بابا سوقها من الكليه الي البيت فديتك هههههههههههههههه وهو اشعليه البزر لاعن ابو خامسها بشوارع الدوحه مب مخسر قرش من مخباه ولا حااااس انه شاري شي بتعبه ويخاف عليه ...

وفي فئه احلى كلام اعتبر نفسي منهم صراحه مو مدح بعمري بس هاااي الصراحه ... اشتري الموتر وامشي فيه عشرين وحتى على المطبه يعورني قلبي :nice:

تسلم على الرد الحلو ;)

nooora
03-04-2007, 09:40 AM
مشكووووووووووووووور يا نورة على هالموضوع الرائع ..
لكن لا حياة لمن تنادي ..

:nice: :nice: العفو وتسلم على الرد

قطري في لندن
04-04-2007, 12:45 AM
يعطيج العافيه بس انا اقول ليش مانسوي لهم ساحات ومسابقات عشان مايضيعون نفسهم ويضيعون غيرهم وانا صراحه اشوفه قدرات ولازم اتكون في الموقع المناسب وتحت اشراف رجال الشرطه بد مايكون مطلوبين لشرطه ولي عنده غدرات يطلعه ومشكوره على الموضوع الحلو ((وفكونه من بلاويهم)) (:

nooora
05-04-2007, 01:00 PM
يعطيج العافيه بس انا اقول ليش مانسوي لهم ساحات ومسابقات عشان مايضيعون نفسهم ويضيعون غيرهم وانا صراحه اشوفه قدرات ولازم اتكون في الموقع المناسب وتحت اشراف رجال الشرطه بد مايكون مطلوبين لشرطه ولي عنده غدرات يطلعه ومشكوره على الموضوع الحلو ((وفكونه من بلاويهم)) (:

هالشي بيخربهم اكثر ----- الحل هو تربيتهم من يديد