تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكا والصين تمارسان الضغوط علي الخبراء لتعديل التقرير الخاص بالتغير المناخي



أبوتركي
07-04-2007, 01:23 AM
أمريكا والصين تمارسان الضغوط علي الخبراء لتعديل التقرير الخاص بالتغير المناخي

أكثر من 2500 باحث شاركوا في تقرير الأمم المتحدة عن التغيرات المناخية

القطب الشمالي وأفريقيا ومناطق الدلتا في آسيا الأكثر عرضة لأخطار الاحتباس الحراري
عواصم - د ب أ : شارك أكثر من 2500 باحث من جميع أنحاء العالم في إعداد التقرير الرابع للأمم المتحدة عن التغيرات المناخية. واستمر إعداد هذا التقرير نحو ستة أعوام. وأعلن مجلس البيئة التابع للأمم المتحدة عن الجزء الثاني من هذا التقرير امس فماذا تضمن هذا التقرير باختصار؟ كانت خلاصة التقرير حتي الآن هي تزايد الأضرار التي تلحقها الأنشطة البشرية بالبيئة والتي تتسبب في تزايد ظاهر الاحتباس الحراري التي تؤدي بدورها إلي ارتفاع درجة حرارة الأرض بما لذلك من عواقب وخيمة للغاية علي الحياة فوق سطح المعمورة.

ودعا التقرير إلي ضرورة المواجهة الحاسمة لهذه الظاهرة وما يتمخض عنها من عواقب. وجاء التقرير في ثلاثة أجزاء وركز الجزء الأول منه علي الأسس العلمية التي قام عليها التقرير مثل ما سجله علماء المناخ من ملاحظات قديمة وحديثة وما تتنبأ به الدراسات العلمية بالنسبة لاحتمال استمرار ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض مستقبلا. وقدمت المجموعة العلمية التي كلفت بإعداد هذا الجزء من التقرير نتائج عملها في باريس في الثاني من فبراير الماضي. أما الجزء الثاني من التقرير فتناول مدي إمكانية التكيف مع هذا الواقع ومدي ضعف البشر تجاه التغيرات المناخية لكوكب الأرض واستمرت مجموعة العمل الثانية في التناقش حول هذه القضية حتي ظهرامس الجمعة في بروكسل. ويتناول الجزء الثالث من التقرير الفرص المتاحة أمام الإنسان علي الأقل لكبح التغيرات المناخية وعواقبها وما هي الاقتراحات التي تصب في تحقيق هذا الهدف. ومن المقرر أن تقدم مجموعة العمل الثالثة نتائج عملها في الرابع من مايو المقبل في العاصمة التايلاندية بانكوك.

وقد أكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أهمية أحدث تقاريرها بخصوص ظاهرة الاحتباس الحراري رغم صدوره بعد خلافات استمرت حتي اللحظات الاخيرة خلال اجتماعات في بروكسل بسبب بعض أجزاء مهمة وحيوية في التقرير. وأكد اللجنة أن الرسالة الأساسية وراء التقرير الخاص بالتغير المناخي لم تتأثر سلبا بتلك الخلافات. وقال رئيس اجتماعات بروكسل مارتن باري: "مازال عصب الموضوع باقيا.. وليس من الصحيح القول إن الرسالة صارت ضعيفة". ورغم ذلك اعترف باري بأن بعض الرسائل التي أكد عليها علماء شاركوا في كتابة التقرير الذي يتوقع صدورها في وقت لاحق اليوم لم توضع في الاعتبار بهدف الحصول علي موافقة جماعية من الحكومات علي التقرير. غير أن باري قال خلال المؤتمر الصحفي الذي جاء بعد الموافقة علي الصياغة النهائية لملخص التقرير الذي سيصدر في 1500 ورقة "إن بعض الحكومات تتخذ مواقف ربما تؤثر في بعض الأحيان علي تقييمها". وأضاف: "كان عملا شاقا" .. وكانت هناك لحظات صعبة و"مناقشات مطولة للغاية" فيما يختص بأمور حيوية.

ووصف عملية التفاوض التي شارك فيها علماء ومسؤولون حكوميون بأنها كانت "مؤلمة". وأضاف أن الوفود اتفقت علي أن "الاحتباس الحراري الذي تتسبب فيه الأنشطة الإنسانية له تأثير ملحوظ علي المستوي العالمي في الكثير من الأنظمة الطبيعية والبيولوجية. وقال باري إن الوفود اتفقت علي أن مناطق القطب الشمالي وأفريقيا جنوب الصحراء والجزر الصغري ومناطق الدلتا في آسيا هي الأكثر عرضة لأخطار الاحتباس الحراري. وأضاف أنه كان هناك اتفاق أيضا بشأن استمرار درجات الحرارة في الارتفاع في أوروبا وأمريكا الشمالية.

وأعلن راجنترا باتشوري رئيس الهيئة إصدار التقرير حيث وصفه بأنه "وثيقة جيدة للغاية" لم يكن من السهل التوصل إليها. وقال باتشوري: "لقد أكملنا اجتماعا مطولا. وتم إقرار التقرير. كانت عملية مثمرة للغاية ولكن مجهدة في نفس الوقت. في النهاية حصلنا علي وثيقة جيدة للغاية. كانت عملية معقدة ولم تكن وثيقة سهلة من حيث الاصدار". ووفقا لمصادر بالوفود المشاركة في بروكسل كانت العقبات التي ظهرت في اللحظات الاخيرة قبل إصدار الوثيقة نابعة من السعودية والصين وروسيا حيث طالبت الدول الثلاث بتخفيف الالفاظ الواردة في الوثيقة. ومن المتوقع أن تظهر تفاصيل أخري بشأن الوثيقة في المؤتمر الصحفي في أعقاب إصدارها رسميا. ووافق خبراء من 130 دولة علي مطالب الولايات المتحدة والصين خلال المفاوضات السابقة لإصدار الوثيقة.

وقالت المصادر إن المقاطع التي تم حذفها من النص من بينها مقطع بخصوص الاضرار المتوقعة للمناخ في أمريكا الشمالية. وكانت مسودة التقرير الاصلية تشير الي ان الاعاصير والجفاف والفيضانات والحرائق ستزيد نسبتها نتيجة لتغير المناخ وحذفت هذه الفقرة بعد طلب الولايات المتحدة. وخلال المفاوضات أصرت الصين علي حذف جزء من الوثيقة يشير الي احتمال وقوع اضرار "ذات احتمالية عالية للغاية". وطالب علماء يحضرون المفاوضات بضرورة الاحتفاظ بهذا الجزء من النص وتم التوصل بعدها إلي حل وسط.

وفي بداية المؤتمر أصبح من المعروف أن واحدا علي الاقل من كل خمسة فصائل من الحيوانات والنباتات معرضة لخطر الانقراض. كما أن الحرارة والضباب والدخان وسوء التغذية تصيب المزيد من الاشخاص بالمرض. وان الفيضانات والجفاف أصبحا أكثر شيوعا. وفي فبراير صدر الجزء الاول من التقرير الذي ركز علي العلم واعترف بكلمات لا تدع مجالا للشك بأن النشاطات الانسانية هي السبب وراء زيادة انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني اكسيد الكربون الذي يحبس الحرارة داخل الغلاف الجوي للأرض. ومن المقرر أن يصدر الجزء الثالث من التقرير في مايو حيث يختص بإيجاد طرق لمكافحة تغير المناخ.

من جهته طالب كلاوس تابفر الرئيس السابق لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة بضرورة تعهد جميع دول العالم باتخاذ إجراءات بالغة الصرامة حيال التغيرات المناخية. وقال تابفر امس إن الدول الفقيرة في القارة الأفريقية ستكون أول المتضررين بشكل مأسوي من وراء هذه التغيرات. واعتبر تابفر الخلاف الذي أثير حول صياغة الجزء الثاني من تقرير الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "في غير أوانها". وقال: "من الواضع أن التغيرات المناخية أصبحت حقيقة واقعة بالفعل وأنها تسير بخطي متسارعة وأن الإنسان هو المتسبب فيها.. علينا أن نتوقف الآن

عن الخلاف في التفاصيل الخاصة بمدي قوة احتمال حدوث عواقب لهذه التغيرات". وتوقع تابفر تزايد الوعي الشعبي في دول العالم تجاه العواقب الوخيمة للتغيرات المناخية ودلل علي ذلك بال"نتائج الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة". كما قال إن القيادة الصينية أصبحت تعلم جيدا أن علي الصين أن تخفض من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتولدة عن إنتاج التيار الكهربائي. وتوقع تابفر أن تتزايد رغبة البلدان المنتجة للنفط في الحصول علي الطاقة التي لا تعتمد علي النفط قائلا: "أنا علي يقين من أننا سنشهد تحولا كبيرا بالنسبة لحماية المناخ في هذه الدول ولكن هذا سيستغرق بعض الوقت نظرا للعواقب الاقتصادية لهذا التحول علي هذه البلدان".

كذلك قال مسؤولون امريكيون امس ان بلادهم تساعد الدول النامية بالفعل في الاستعداد لمواجهة الآثار المخيفة للاحتباس الحراري واصروا علي ان الولايات المتحدة لها الريادة في العالم فيما يتعلق بتقليل الانبعاثات الغازية التي تسبب الاحتباس الحراري. وجاءت تعليقات المسؤولين البارزين في الادارة الامريكية ومن بينهم الباحثة شارون هيز احد اهم المستشارين العلميين للرئيس الامريكي جورج بوش بعد موافقة اكثر من 100 دولة علي تقرير هام للامم المتحدة بخصوص تغير المناخ في مؤتمر في بروكسل .

وقد رأست هيز الوفد الامريكي في المؤتمر ويتوقع التقرير الذي اصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن واحدا علي الاقل من كل خمسة فصائل نباتية وحيوانية معرضة للانقراض وان المناطق الفقيرة في العالم معرضة بالذات لتأثير الاحتباس الحراري علي المحاصيل وفيضان المياه في السواحل. وقالت هيز ومستشارين علميين اخرين في البيت الابيض ان مساعدة الولايات المتحدة للدول النامية خلال السنوات الست التي ادار فيها بوش البلاد ركزت علي رفع الناس من الفقر وتقديم رعاية طبية افضل لهم حتي لا يكونوا "ضعفاء" امام تردي البيئة بسبب الافعال البشرية. وكانت الولايات المتحدة التي تنتج 25 بالمئة من الانبعاثات الغازية في العالم والتي تحتجز الحرارة داخل الغلاف الجوي الارضي قد رفضت الانضمام الي معاهدة كيوتو بشأن تغير المناخ والتي الزمت معظم الدول الصناعية بتقليل انبعاثاتها الغازية.

واصر بوش علي ان الدول النامية مثل الهند والصين يجب ان تعامل بنفس المعايير والا تحظي بمميزات تنافسية غير عادلة. وحتي العام الحالي كان الرئيس الامريكي يرفض ما توصل اليه العلم بشأن اسباب الاحتباس الحراري وما توصل اليه ولكنه في يناير الماضي تراجع قائلا ان الاحتباس الحراري مشكلة يتعين علي الولايات المتحدة البدء في حلها وحدد برنامجا لتقليل حرق الوقود الحيوي. وقال عالم أمريكي إن "الألم" الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري سيعتمد علي مدي سرعة انتشار الظاهرة ومدي القدرة علي إقناع القوي الاقتصادية الناشئة بالانضمام إلي جهود الحد من الانبعاثات الغازية المسببة للظاهرة. ويعمل عالم الجغرافيا توماس ويلبانكس لصالح الحكومة الأمريكية بمرصد أوك ريدج الوطني في ولاية تينيسي الأمريكية. وهو واحد من بين 800 عالم شاركوا في كتابة تقرير الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي .

وقال ويلبانكس "نعلم الآن أنه إذا لم تتبدل بصورة جوهرية خلال العقود المقبلة الظروف المحيطة بالتغير المناخي وآثاره فإن هذا التغير ستكون له آثار مؤلمة علي بعض الشر والكائنات الحية والأنشطة والمواقع علي وجه الأرض".