أبوتركي
08-04-2007, 08:22 AM
الدوحة تستضيف نادي الدول المصدرة للغازغدا ..تكهنات بإقامة تجمع لمنتجي الغاز على غرار الأوبك
روسيا وقطر والجزائر وماليزيا واندونيسيا تسيطر على 38% من الصادرات بحلول عام 2020
روسيا وإيران وقطر تملك 8،55% من احتياطيات العالم المؤكدة من الغاز الطبيعي
بيتر ماندلسون: إنشاء «كارتيل للغاز» يعطي إشارة غير صائبة للمستهلكين
10% نموا سنويا فى الطلب حتى عام 2015، والاحتياطيات تكفى لمدة 64 عاما
180 تريليون متر مكعب من الاحتياطيات العالمية توجد في المياه العميقة أو في الصحارى الشاسعة
تملك روسيا 27% من احتياطيات الغاز العالمية وإيران 15% وقطر 14%
الولايات المتحدة تحتاج لاستيراد أكثر من 10 مليارات قدم مكعبة من الغاز يوميا في عام 2015
حسن ابوعرفات :
يفتتح معالى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية صباح غد الاثنين اعمال منتدى الدول المصدرة للغاز الذى يستمر ليوم واحد بفندق ريتزكارلتون وسيلقي معاليه كلمة في الجلسة الافتتاحية، كما سيخاطب المنتدى سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة، اضافة الى رئيس الدورة الحالية التي ترأسها ترينداد.
وعلمت الشرق ان نحو عشرة وزراء للطاقة من مختلف دول العالم سيشاركون في اعمال المنتدى، وقد بدأوا بالتوافد على الدوحة اعتبارا من مساء امس. ويتضمن المنتدى جلسات عمل يتم خلالها مناقشات عامة مفتوحة حول قضايا الغاز المختلفة، وخطط التنسيق والتعاون بين المنتجين والمصدرين.
وتأسس منتدى الدول المصدرة للغاز عام 2001 ويضم في عضويته الجزائر وبوليفيا وبروناي ومصر وإندونيسيا وإيران وليبيا وماليزيا والنرويج (بصفة مراقب) وسلطنة عمان وقطر وروسيا وترينيداد وتوباغو والإمارات العربية المتحدة وفنزويلا. واجتماع الدوحة الدورى لنادي البلدان المصدرة للغاز يحضره ممثلو البلدان التي تملك أكثر من 70% من احتياطي العالم من الغاز الطبيعي.
وتوقعت شركة الخدمات الاستشارية "برايس ووتر هاوز كوبيرز" PwC إنشاء كارتيل يجمع مصدري الغاز الطبيعي بغض النظر عما يقوله السياسيون ورؤساء شركات الغاز. ويرى خبراء الشركة أن نمو صادرات الغاز المسال الذي سترتفع حصته في سوق الغاز الطبيعي العالمية التي ستسيطر عليها خمس دول - روسيا وقطر والجزائر وماليزيا واندونيسيا - إلى حوالي 38% بحلول عام 2020 هو الذي سيدفع إلى إنشاء "أوبك الغاز".
واكد وزير الطاقة والمناجم الجزائرى شكيب خليل على مناقشة فكرة انشاء اتحاد لمنتجى الغاز على غرار منظمة الدول المنتجة للبترول "اوبك" فى اجتماع الدوحة. واشار خليل الى ان امكانية انشاء اتحاد منتجى الغاز "طالما ان هناك بعض البلاد تهتم بالفكرة". وكان خليل قد استبعد امكانية حدوث ذلك من قبل مؤكدا ان "هذه الفكرة لا تتوافق مع الحقيقة البسيطة التى تفيد بان اسعار الغاز تتوقف على اسعار النفط وان سوق الغاز اكثر صلابة من سوق النفط نظرا لان عقود البيع طويلة المدى". وذكرت الصحف الجزائرية ان خليل قد اعاد النظر فى موقفه بعد ان صرح الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقه لصحيفة آل بايس الاسبانية بأن فكرة انشاء منظمة لمنتجى الغاز على غرار منظمة الاوبك سوف تحظى بالاولوية لكن من المقرر ان يناقشها كافة الاطراف المهتمة بها.
ايران تدعم نادا للغاز
وكان الزعيم الإيراني علي خامنئي جدد فكرة إقامة تجمع لمنتجي الغاز أواخر يناير الماضي، مفاتحا مسؤولين روسا كانوا في زيارة لطهران بشأن تأسيس مثل هذه المنظمة. لكن الفكرة تثير قلق الدول المستوردة للغاز. وتملك روسيا وإيران وقطر مجتمعة 8ر55% من احتياطيات العالم المؤكدة من الغاز الطبيعي وبلغت نسبة إسهامها في إنتاج العالم من الغاز 3،26%.
ويقول محللون إن مصدري الغاز لا يملكون أرضية مشتركة كافية للعمل معا مثل منظمة أوبك، نظرا لتجزئة السوق وارتباط الإمدادات بعقود طويلة الأجل. لكن بزوغ سوق عالمية فورية للغاز الطبيعي المسال من شأنه أن يوجد سعرا عالميا وفي نهاية الأمر يشكل أساسا لتنسيق أوثق بين بعض المنتجين.
وقالت روسيا انه ليست هناك مقترحات ملموسة بعد لاقامة تكتل لمنتجي الغاز وذلك قبل ثلاثة أسابيع من توجه وفد رفيع المستوى إلى قطر للاجتماع بمصدرين كبار آخرين للغاز. وسترسل روسيا وزير الطاقة فيكتور خريستنكو وكبير مديري شركة غازبروم أكبر منتج للغاز في العالم اليكسي ميلر لحضور اجتماع منتدى الدول المصدرة للغاز في الدوحة .ويعقد الاجتماع وسط تكهنات بأن مصدري الغاز قد يشكلون تكتلا على غرار أوبيك وتضم المجموعة أيضا إيران وقطر وفنزويلا والجزائر. ويشك خبراء صناعة الغاز في ان يكون بوسع تكتل منتجي الغاز التحكم في أسعاره نظرا لأن طبيعة أسواق الغاز مختلفة عن أسواق النفط ولكن الفكرة أثارت القلق في أوروبا التي تزداد اعتمادا على واردات النفط.
وأعلن وزير الطاقة الروسي فيكتور كريستينكو ، أن أكبر مصدري الغاز في العالم لا يعتزمون توقيع أي وثائق رسمية عندما يجتمعون في الدوحة وقال "نحن نعتبر هذا الاجتماع خطوة أخرى إلى الإمام باتجاه إقامة حوار فاعل بشأن الطاقة لخفض المخاطر في العلاقات بين المستهلكين والموردين. نريد من هذه المنظمة أن تشكل جزءا من حوار الطاقة العالمي" وأشار الوزير الروسي إلى أن تعاملات الغاز تعتمد على إمدادات طويلة الأجل عبر خطوط أنابيب مما يجعل من الصعب تشكيل اتحاد مشابه لتكتل "أوبك" في سوق النفط الأكثر تقلبا. وردا على سؤال بشأن أسباب الغضب في أنحاء غرب أوروبا بسبب فكرة تشكيل تكتل للغاز على غرار "أوبك" قال كريستينكو "يستفيد بعض الناس من تصوير روسيا كوحش لصرف انتباه الناس عن مشكلاتهم. هذه خدعة سياسية تقليدية.
ويظن المحلل الروسي مكسيم شاين أن إنشاء منظمة تضم البلدان المصدرة للغاز على غرار منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" أمر مستحيل لأن الاتجار بالنفط شيء والاتجار بالغاز شيء آخر، وكان بعض الساسة قد اقترحوا أن توقع كبرى الدول المصدرة للغاز وهي روسيا وإيران والجزائر وقطر وفنزويلا اتفاقا رسميا لتأسيس تكتل على غرار منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، في محاولة للتأثير في أسعار الغاز.
وكان الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قد ذكر إن موسكو وطهران قد تطلقان مثل هذا التجمع باعتبار أنهما تمتلكان أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي في العالم تمثل في مجموعها نصف احتياطيات العالم. وقال سيرجي ياسترزيمبسكي المستشار البارز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الاتحاد الأوروبي إن جميع التكهنات بخصوص هذا الأمر من اختلاق صحافيين غربيين. وأضاف في تصريحات للصحافيين في موسكو "إنها إحدى الألعاب المفضلة لدى الإعلام الغربي.. أن يبحث عن الشر في روسيا... أي حديث عن مثل تلك التحالفات هو جزء من هذه اللعبة". غير ان خبراء ذكروا انه من الممكن أن يعلن المنتدى ولادة منظمة تضم مصدري الغاز.
ودعا النائب الروسي فاليري يازيف إلى ضرورة إنشاء "أوبك للغاز" قائلا: "إذا لم نضع أصول اللعبة للوصول إلى موارد الطاقة فسوف تنشب حرب".. لاسيما وان عدد مؤيدي فكرة "أوبك للغاز" يتزايد..
ويرى النائب فاليري يازيف أنه سوف يتعين على الأعضاء في المنظمة المستقبلية التنسيق فيما بينهم بخصوص مواعيد وضع حقول الغاز الجديدة على الإنتاج. وفي رأي المحلل فاليري نيستيروف فإن التوصل إلى اتفاق بشأن مواعيد وضع حقول الغاز على الإنتاج أمر صعب. ويقول المحلل أنه لا يستطيع أن يتخيل أن "توافق قطر، مثلا، أو أستراليا على تأخير تنفيذ مشاريعها لإرضاء روسيا". ويرى الخبراء إمكانية تكوين اتحاد يجمع البلدان المنتجة للغاز كتكتل يوازن تكتل البلدان المستهلكة، ".
ويرى ايغور تومبيرغ، الخبير الرئيسي في مركز دراسات الطاقة لدى معهد الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية بموسكو أن الكارتيل المحتمل الذي قد يضم روسيا وإيران وقطر والجزائر سيستحوذ على نصيب هائل من المخزون العالمي، بحيث تنتج هذه البلدان الأربعة أكثر من 30 بالمائة من مجموع الغاز المستخرج في العالم حاليا. وذكر أن المخزون المؤكد من الغاز لهذه البلدان يزيد على 60 بالمائة من الاحتياطي العالمي. وهي نسبة قريبة من نصيب أوبك من احتياطي النفط العالمي والبالغ 68 بالمائة تقريبا. وأشار إلى إمكانية توسيع دائرة المشتركين المحتملين في هذه المنظمة. وهون منتجو الغاز بما فيهم روسيا والجزائر مرارا من شأن احتمال تشكيل تجمع على غرار أوبك وهو ما يعود جزئيا إلى أن سوق الغاز الطبيعي تهيمن عليه عقود طويلة الأجل.
السوق الأوروبى متخوف
ويبدو أن فكرة إنشاء كارتيل للغاز على غرار منظمة أوبك قد بدأت تشغل بال مستوردي الغاز أكثر من مصدريه. وترى بعض البلدان الأوروبية ومعها الولايات المتحدة أن بوسع روسيا وإيران وقطر والجزائر إنشاء مثل هذا التكتل. ويرى مستوردو الغاز الكبار أن تنسيق المواقف بين اللاعبين الكبار في سوق الغاز تضر بمصالحهم ناهيك عن إنشاء مثل هذا الكارتيل. وأثارت تلك الاقتراحات غضب كثير من البلدان الأوروبية التي عانت العام الماضي من انقطاعات في إمدادات الغاز الروسية خلال النزاع بين موسكو وأوكرانيا بشأن الأسعار الذي اندلع خلال واحد من أشد فصول الشتاء المسجلة من حيث درجة برودة. ".
وفي خطوة تعبر عن قلق واشنطن من هذه الفكرة ذكرت نائبة رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي ايليانا روس ليتينين أن إنشاء كارتيل للغاز على غرار منظمة أوبك بمشاركة روسيا وغيرها من البلدان يشكل تهديدا طويل الأمد لإمدادات الطاقة في العالم. ودعت ليتينين إدارة الرئيس جورج بوش إلى صياغة إستراتيجية مشتركة مع حلفاء الولايات المتحدة لمواجهة هذه الخطوة. وأكدت على ضرورة تنشيط التعاون مع بلدان آسيا الوسطى "لمد أنابيب لنقل الغاز، وتشييد البنى التحتية الأخرى التي تخلصهم من التبعية لروسيا وإيران وغيرهما من البلدان في مجال تصدير الغاز" على حد قولها.
ويرى مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التجارة البريطاني بيتر ماندلسون أنه بوسع إنشاء "كارتيل للغاز" أن يعطي إشارة غير صائبة لمستهلكي الغاز الطبيعي في العالم. وقال ماندلسون في حديث صحفى في موسكو في السابع والعشرين من الشهر الماضي: "عندما يجري الحديث حول "كارتيل" فيعني ذلك اعادة التنظيم الذي يحاول كسب امتيازات عن طريق فرض هيمنته في السوق".
وأوضح المفوض الأوروبي: "لا أعتقد أنه يتعين على منتجي الغاز توجيه هذه الإشارة بالذات لأنها سترغم المستهلكين على الشعور بأنهم غير واثقين من أنفسهم وعدم الثقة هذه ستعود بدورها على المنتجين الذين سيكونون في وضع غير مستقر". وقال إنه "من الأفضل تثبيت قواعد تجارية واضحة تنظم بيع وتوريد كافة السلع بما فيها موارد الطاقة وبالتالي الغاز"..
روسيا وقطر والجزائر وماليزيا واندونيسيا تسيطر على 38% من الصادرات بحلول عام 2020
روسيا وإيران وقطر تملك 8،55% من احتياطيات العالم المؤكدة من الغاز الطبيعي
بيتر ماندلسون: إنشاء «كارتيل للغاز» يعطي إشارة غير صائبة للمستهلكين
10% نموا سنويا فى الطلب حتى عام 2015، والاحتياطيات تكفى لمدة 64 عاما
180 تريليون متر مكعب من الاحتياطيات العالمية توجد في المياه العميقة أو في الصحارى الشاسعة
تملك روسيا 27% من احتياطيات الغاز العالمية وإيران 15% وقطر 14%
الولايات المتحدة تحتاج لاستيراد أكثر من 10 مليارات قدم مكعبة من الغاز يوميا في عام 2015
حسن ابوعرفات :
يفتتح معالى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية صباح غد الاثنين اعمال منتدى الدول المصدرة للغاز الذى يستمر ليوم واحد بفندق ريتزكارلتون وسيلقي معاليه كلمة في الجلسة الافتتاحية، كما سيخاطب المنتدى سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة، اضافة الى رئيس الدورة الحالية التي ترأسها ترينداد.
وعلمت الشرق ان نحو عشرة وزراء للطاقة من مختلف دول العالم سيشاركون في اعمال المنتدى، وقد بدأوا بالتوافد على الدوحة اعتبارا من مساء امس. ويتضمن المنتدى جلسات عمل يتم خلالها مناقشات عامة مفتوحة حول قضايا الغاز المختلفة، وخطط التنسيق والتعاون بين المنتجين والمصدرين.
وتأسس منتدى الدول المصدرة للغاز عام 2001 ويضم في عضويته الجزائر وبوليفيا وبروناي ومصر وإندونيسيا وإيران وليبيا وماليزيا والنرويج (بصفة مراقب) وسلطنة عمان وقطر وروسيا وترينيداد وتوباغو والإمارات العربية المتحدة وفنزويلا. واجتماع الدوحة الدورى لنادي البلدان المصدرة للغاز يحضره ممثلو البلدان التي تملك أكثر من 70% من احتياطي العالم من الغاز الطبيعي.
وتوقعت شركة الخدمات الاستشارية "برايس ووتر هاوز كوبيرز" PwC إنشاء كارتيل يجمع مصدري الغاز الطبيعي بغض النظر عما يقوله السياسيون ورؤساء شركات الغاز. ويرى خبراء الشركة أن نمو صادرات الغاز المسال الذي سترتفع حصته في سوق الغاز الطبيعي العالمية التي ستسيطر عليها خمس دول - روسيا وقطر والجزائر وماليزيا واندونيسيا - إلى حوالي 38% بحلول عام 2020 هو الذي سيدفع إلى إنشاء "أوبك الغاز".
واكد وزير الطاقة والمناجم الجزائرى شكيب خليل على مناقشة فكرة انشاء اتحاد لمنتجى الغاز على غرار منظمة الدول المنتجة للبترول "اوبك" فى اجتماع الدوحة. واشار خليل الى ان امكانية انشاء اتحاد منتجى الغاز "طالما ان هناك بعض البلاد تهتم بالفكرة". وكان خليل قد استبعد امكانية حدوث ذلك من قبل مؤكدا ان "هذه الفكرة لا تتوافق مع الحقيقة البسيطة التى تفيد بان اسعار الغاز تتوقف على اسعار النفط وان سوق الغاز اكثر صلابة من سوق النفط نظرا لان عقود البيع طويلة المدى". وذكرت الصحف الجزائرية ان خليل قد اعاد النظر فى موقفه بعد ان صرح الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقه لصحيفة آل بايس الاسبانية بأن فكرة انشاء منظمة لمنتجى الغاز على غرار منظمة الاوبك سوف تحظى بالاولوية لكن من المقرر ان يناقشها كافة الاطراف المهتمة بها.
ايران تدعم نادا للغاز
وكان الزعيم الإيراني علي خامنئي جدد فكرة إقامة تجمع لمنتجي الغاز أواخر يناير الماضي، مفاتحا مسؤولين روسا كانوا في زيارة لطهران بشأن تأسيس مثل هذه المنظمة. لكن الفكرة تثير قلق الدول المستوردة للغاز. وتملك روسيا وإيران وقطر مجتمعة 8ر55% من احتياطيات العالم المؤكدة من الغاز الطبيعي وبلغت نسبة إسهامها في إنتاج العالم من الغاز 3،26%.
ويقول محللون إن مصدري الغاز لا يملكون أرضية مشتركة كافية للعمل معا مثل منظمة أوبك، نظرا لتجزئة السوق وارتباط الإمدادات بعقود طويلة الأجل. لكن بزوغ سوق عالمية فورية للغاز الطبيعي المسال من شأنه أن يوجد سعرا عالميا وفي نهاية الأمر يشكل أساسا لتنسيق أوثق بين بعض المنتجين.
وقالت روسيا انه ليست هناك مقترحات ملموسة بعد لاقامة تكتل لمنتجي الغاز وذلك قبل ثلاثة أسابيع من توجه وفد رفيع المستوى إلى قطر للاجتماع بمصدرين كبار آخرين للغاز. وسترسل روسيا وزير الطاقة فيكتور خريستنكو وكبير مديري شركة غازبروم أكبر منتج للغاز في العالم اليكسي ميلر لحضور اجتماع منتدى الدول المصدرة للغاز في الدوحة .ويعقد الاجتماع وسط تكهنات بأن مصدري الغاز قد يشكلون تكتلا على غرار أوبيك وتضم المجموعة أيضا إيران وقطر وفنزويلا والجزائر. ويشك خبراء صناعة الغاز في ان يكون بوسع تكتل منتجي الغاز التحكم في أسعاره نظرا لأن طبيعة أسواق الغاز مختلفة عن أسواق النفط ولكن الفكرة أثارت القلق في أوروبا التي تزداد اعتمادا على واردات النفط.
وأعلن وزير الطاقة الروسي فيكتور كريستينكو ، أن أكبر مصدري الغاز في العالم لا يعتزمون توقيع أي وثائق رسمية عندما يجتمعون في الدوحة وقال "نحن نعتبر هذا الاجتماع خطوة أخرى إلى الإمام باتجاه إقامة حوار فاعل بشأن الطاقة لخفض المخاطر في العلاقات بين المستهلكين والموردين. نريد من هذه المنظمة أن تشكل جزءا من حوار الطاقة العالمي" وأشار الوزير الروسي إلى أن تعاملات الغاز تعتمد على إمدادات طويلة الأجل عبر خطوط أنابيب مما يجعل من الصعب تشكيل اتحاد مشابه لتكتل "أوبك" في سوق النفط الأكثر تقلبا. وردا على سؤال بشأن أسباب الغضب في أنحاء غرب أوروبا بسبب فكرة تشكيل تكتل للغاز على غرار "أوبك" قال كريستينكو "يستفيد بعض الناس من تصوير روسيا كوحش لصرف انتباه الناس عن مشكلاتهم. هذه خدعة سياسية تقليدية.
ويظن المحلل الروسي مكسيم شاين أن إنشاء منظمة تضم البلدان المصدرة للغاز على غرار منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" أمر مستحيل لأن الاتجار بالنفط شيء والاتجار بالغاز شيء آخر، وكان بعض الساسة قد اقترحوا أن توقع كبرى الدول المصدرة للغاز وهي روسيا وإيران والجزائر وقطر وفنزويلا اتفاقا رسميا لتأسيس تكتل على غرار منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، في محاولة للتأثير في أسعار الغاز.
وكان الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قد ذكر إن موسكو وطهران قد تطلقان مثل هذا التجمع باعتبار أنهما تمتلكان أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي في العالم تمثل في مجموعها نصف احتياطيات العالم. وقال سيرجي ياسترزيمبسكي المستشار البارز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الاتحاد الأوروبي إن جميع التكهنات بخصوص هذا الأمر من اختلاق صحافيين غربيين. وأضاف في تصريحات للصحافيين في موسكو "إنها إحدى الألعاب المفضلة لدى الإعلام الغربي.. أن يبحث عن الشر في روسيا... أي حديث عن مثل تلك التحالفات هو جزء من هذه اللعبة". غير ان خبراء ذكروا انه من الممكن أن يعلن المنتدى ولادة منظمة تضم مصدري الغاز.
ودعا النائب الروسي فاليري يازيف إلى ضرورة إنشاء "أوبك للغاز" قائلا: "إذا لم نضع أصول اللعبة للوصول إلى موارد الطاقة فسوف تنشب حرب".. لاسيما وان عدد مؤيدي فكرة "أوبك للغاز" يتزايد..
ويرى النائب فاليري يازيف أنه سوف يتعين على الأعضاء في المنظمة المستقبلية التنسيق فيما بينهم بخصوص مواعيد وضع حقول الغاز الجديدة على الإنتاج. وفي رأي المحلل فاليري نيستيروف فإن التوصل إلى اتفاق بشأن مواعيد وضع حقول الغاز على الإنتاج أمر صعب. ويقول المحلل أنه لا يستطيع أن يتخيل أن "توافق قطر، مثلا، أو أستراليا على تأخير تنفيذ مشاريعها لإرضاء روسيا". ويرى الخبراء إمكانية تكوين اتحاد يجمع البلدان المنتجة للغاز كتكتل يوازن تكتل البلدان المستهلكة، ".
ويرى ايغور تومبيرغ، الخبير الرئيسي في مركز دراسات الطاقة لدى معهد الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية بموسكو أن الكارتيل المحتمل الذي قد يضم روسيا وإيران وقطر والجزائر سيستحوذ على نصيب هائل من المخزون العالمي، بحيث تنتج هذه البلدان الأربعة أكثر من 30 بالمائة من مجموع الغاز المستخرج في العالم حاليا. وذكر أن المخزون المؤكد من الغاز لهذه البلدان يزيد على 60 بالمائة من الاحتياطي العالمي. وهي نسبة قريبة من نصيب أوبك من احتياطي النفط العالمي والبالغ 68 بالمائة تقريبا. وأشار إلى إمكانية توسيع دائرة المشتركين المحتملين في هذه المنظمة. وهون منتجو الغاز بما فيهم روسيا والجزائر مرارا من شأن احتمال تشكيل تجمع على غرار أوبك وهو ما يعود جزئيا إلى أن سوق الغاز الطبيعي تهيمن عليه عقود طويلة الأجل.
السوق الأوروبى متخوف
ويبدو أن فكرة إنشاء كارتيل للغاز على غرار منظمة أوبك قد بدأت تشغل بال مستوردي الغاز أكثر من مصدريه. وترى بعض البلدان الأوروبية ومعها الولايات المتحدة أن بوسع روسيا وإيران وقطر والجزائر إنشاء مثل هذا التكتل. ويرى مستوردو الغاز الكبار أن تنسيق المواقف بين اللاعبين الكبار في سوق الغاز تضر بمصالحهم ناهيك عن إنشاء مثل هذا الكارتيل. وأثارت تلك الاقتراحات غضب كثير من البلدان الأوروبية التي عانت العام الماضي من انقطاعات في إمدادات الغاز الروسية خلال النزاع بين موسكو وأوكرانيا بشأن الأسعار الذي اندلع خلال واحد من أشد فصول الشتاء المسجلة من حيث درجة برودة. ".
وفي خطوة تعبر عن قلق واشنطن من هذه الفكرة ذكرت نائبة رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي ايليانا روس ليتينين أن إنشاء كارتيل للغاز على غرار منظمة أوبك بمشاركة روسيا وغيرها من البلدان يشكل تهديدا طويل الأمد لإمدادات الطاقة في العالم. ودعت ليتينين إدارة الرئيس جورج بوش إلى صياغة إستراتيجية مشتركة مع حلفاء الولايات المتحدة لمواجهة هذه الخطوة. وأكدت على ضرورة تنشيط التعاون مع بلدان آسيا الوسطى "لمد أنابيب لنقل الغاز، وتشييد البنى التحتية الأخرى التي تخلصهم من التبعية لروسيا وإيران وغيرهما من البلدان في مجال تصدير الغاز" على حد قولها.
ويرى مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التجارة البريطاني بيتر ماندلسون أنه بوسع إنشاء "كارتيل للغاز" أن يعطي إشارة غير صائبة لمستهلكي الغاز الطبيعي في العالم. وقال ماندلسون في حديث صحفى في موسكو في السابع والعشرين من الشهر الماضي: "عندما يجري الحديث حول "كارتيل" فيعني ذلك اعادة التنظيم الذي يحاول كسب امتيازات عن طريق فرض هيمنته في السوق".
وأوضح المفوض الأوروبي: "لا أعتقد أنه يتعين على منتجي الغاز توجيه هذه الإشارة بالذات لأنها سترغم المستهلكين على الشعور بأنهم غير واثقين من أنفسهم وعدم الثقة هذه ستعود بدورها على المنتجين الذين سيكونون في وضع غير مستقر". وقال إنه "من الأفضل تثبيت قواعد تجارية واضحة تنظم بيع وتوريد كافة السلع بما فيها موارد الطاقة وبالتالي الغاز"..