أبوتركي
08-04-2007, 11:27 PM
العطية: قطر ستصبح أكبر قوة في سوق الغاز المسال في العالم
اهتمام فرنسي خاص بالعلاقات الإستراتيجية وروابط الصداقة مع قطر
اختيار ميناء زيبروج البلجيكي كبوابة للصادرات القطرية من الغاز المسال نحو أوروبا
مشاورات واسعة حول اتفاقيات ومعاهدات طويلة الأمد لتصدير الغاز القطري لمناطق أخري في العالم
التوترات التي تعصف بسوق النفط من حين لآخر لا تعود لقرارات من أوبك بل للأوضاع السياسية في المنطقة
http://www.raya.com/mritems/images/2007/4/8/2_239596_1_209.jpg
الراية - باريس:
رغم قلق الحملة الانتخابية، والجو السياسي الفرنسي الساخن بكل ما تحمل الكلمة من أبعاد، سجل الحضور الواسع والمعني للرموز السياسية الفرنسية من أطياف اليمين واليسار ومن رموز الصحافة والاعلام والسلك الدبلوماسي العربي لحفل الاستقبال الذي نظمه سعادة السفير محمد جهام الكواري سفير قطر لدي فرنسا بمقر السفارة القطرية في باريس،علي شرف سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة عبد الله العطية، لفتة علي درجة من الدلالة، تعكس الاهتمام الخاص الذي تحمله فرنسا بكل أطيافها، للعلاقات الإستراتيجية وروابط الصداقة التي تجمعها مع قطر.
وقد أوضحت الآراء التي سجلتها الراية من طرف الحضور علي هذا المعني، حيث شدد الجميع علي حرص فرنسا علي استمرارية التعاون والشراكة والصداقة التي تربطها مع قطر، وهو الحفل الذي شكل مناسبة ممتازة لتقديم التهاني لسعادته علي الثقة الجديدة التي منحته إياها القيادة القطرية، وتعيينه نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للطاقة والصناعة لفترة جديدة.
وقد أبدي سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة في حديث خاص ل الراية، امتنانا كبيرا بهذا الاحتفال وهذا الحضور، مشددا علي خصوصية وتميز علاقات الشراكة والصداقة التي ما فتئت تجمع قطر بفرنسا.
وحول الخريطة المستقبلية لتسويق الغاز القطري المسال إلي أوربا؟ بعد وصول أول شحنة إلي ميناء زيبروج البلجيكي؟
يشرح سعادة نائب رئيس الوزراء أن قطر أصبحت اليوم أكبر دولة منتجة للغاز المسال في العالم. حيث يبلغ معدل الإنتاج السنوي في هذه الآونة 31 مليون طن، وهناك خطة لرفع معدل الإنتاج إلي 77 مليون طن؛ بما سيجعل قطر بكل تأكيد أكبر قوة في سوق الغاز المسال في العالم.
وفق ذلك كان من الضروري الاهتمام برصد سياسة تسويقية تواكب هذا الطموح وتسنده، بحيث أخذنا في الاعتبار بأن يذهب ثلث منتوجنا باتجاه الدول الآسيوية، والثلث لأمريكا الشمالية، بينما يقصد الثلث الباقي الدول الأوربية بشكل عام. غير هذا تري قطر في السوق الأوربي محطة علي درجة من الأهمية، وطبقا لتوقعاتنا سيصل معدل تسويقنا للغاز المسال نحو اوربا مع عام 20010 إلي 24 مليون طن، الأمر الذي سيجعل من قطر أحد أهم مصادر الغاز المسال الذي يصل إلي أوربا.
وعن سبب اختيار ميناء زيبروج البلجيكي كبوابة للصادرات القطرية من الغاز المسال نحو أوربا؟
أجاب العطية أن اختيار ميناء زيبروج البلجيكي كبوابة للغاز القطري المسال إلي القارة الأوروبية يعود بالدرجة الأولي إلي توفر المرافق المتعلقة بمحطات الاستقبال والتوزيع في السوق البلجيكية نفسها، وارتباطها في نفس الوقت بشبكة واسعة متخصصة مع أسواق الدول الأوروبية المجاورة لمملكة بلجيكا.
وأوضح سعادة العطية أن مرافق استقبال الغاز المسال في هذا الميناء البلجيكي مهيأة لاعادته الي الحالة الغازية وتوزيعه محليا وتصديره إلي الدول المجاورة عن طريق الأنابيب، مشددا علي قدرة بلجيكا في هذا الشأن.
وكان سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة قد حضر بميناء زيبروج البلجيكي يوم الخميس الماضي وصول الناقلة القطرية ام باب التي كانت تنقل قرابة 145 ألف طن متر مكعب من الغاز القطري المسال؛ وذلك كأول شحنة في اطار اتفاقيتين لتصدير حوالي 4.5 مليون طن متري سنويا، ولمدة عشرين عاما؛ يقصد جزء منها السوق البلجيكي، بينما يصدر الباقي الي الدول الأوروبية المجاورة. وتعتبر هذه أول شحنه تحملها أم باب من إنتاج الخط الخامس التابع لشركة راس غاز الذي دشنه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في العشرين من شهر مارس الماضي.
ويشرح سعادة نائب رئيس الوزراء في هذا السياق بأن الحديث عن بوابة بلجيكا لا يعني علي الإطلاق اقتصار الاتفاقيات القطرية عند هذا الحد، بل ستسعي قطر في السنوات القادمة إلي توظيف نوافذ إضافية؛ في فرنسا وبريطانيا وأسبانيا وبعض البلدان الأوربية الأخري. حيث أن هناك مشاورات واسعة في هذا الاتجاه ستسفر قريبا عن اتفاقيات ومعاهدات طويلة الأمد بشأن تصدير الغاز القطري نحو مناطق أخري من العالم.
وحول إشكالية ارتفاع أسعار النفط التي تقلق أوربا؟
شدد سعادة نائب رئيس الوزراء في حديثه ل الراية علي عودة ارتفاع معدلات أسعار النفط التي شهدتها الأسواق العالمية في الفترة الأخيرة، إلي الأوضاع السياسية في العالم بشكل عام، بدليل أن مجرد خبر إفراج إيران عن جنود البحرية البريطانيين قد تدخل بشكل مباشر في خفض أسعار النفط، وبالتالي فان التوترات التي تعصف من حين لآخر بهذا السوق لا تعود إلي قرارات من الأوبك، بل إلي الأوضاع السياسية في المنطقة، وإلي مختلف المضاربات في السوق العالمي، وذلك تحت تأثير العوامل الجيوبوليتكية التي تقلق العالم.
نتائج إيجابية للزيارة
وعبر سعادة نائب رئيس الوزراء عن امتنانه الكبير عن نتائج هذه الزيارة السنوية لجمهورية فرنسا، والتي تؤسس بشكل دوري إلي فرصة مهمة للتشاور مع المسؤولين الفرنسيين ومسئولي شركات النفط الكبري مثل توتال وغيرها، والذين هم شركاء معنا في مجالات الطاقة ولهم استثمارات ضخمة في هذا القطاع في قطر.
وأوضح سعادته بأنها تمثل للطرفين، القطري والفرنسي، فرصة للنظر في تطوير المشاريع القائمة وأيضا لتطوير العديد من المشاريع المستقبلية.
وهو يري بأن الزيارة كانت جد ناجحة، وأنها قد أسفرت عن نتائج إيجابية، لها أهمية كبيرة من حيث التفاعل مع شركاء قطر والنظر معهم في مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك.
تعزيز التعاون الاقتصادي بين قطر وفرنسا
من طرفه أعرب سعادة السفير محمد جهام الكواري في حديث خاص ل الراية عن سعادته بهذه الزيارة التي تأتي في سياق تعزيز التعاون الاقتصادي بين قطر وفرنسا. مشددا علي أن حضور سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة قد أعطي دفعة كبيرة في هذا الاتجاه، وذلك وفق حواره المثمر مع كبارالمسؤولين بمختلف الشركات الكبري التي تساهم في مشاريع كبيرة في قطر مثل توتال وايرليكيد وغاز دو فرانس وغيرها، كذلك لقاءاته ومشاوراته مع المسؤولين في الحكومة الفرنسية ولقائه بصورة خاصة مع وزير الصناعة السيد فرانسوا لوس وزير الصناعة.
وهو قد ألقي محاضرة مهمة شرحت وجهة النظر القطرية في هذا المجال أمام حشد من الأكاديميين في المدرسة الفرنسية الدولية للبترول، كما أنه سيشارك في أعمال مؤتمر البترول الدولي الثامن المنعقد في باريس هذا الخميس.
وهذه الزيارة السنوية، يواصل السفير الكواري حديثه ل الراية، تمثل موعدا مهما للطرفين للبحث في أفق التعاون الاقتصادي المشترك، وتؤسس لرافد نوعي للحوار الإستراتيجي القائم بين البلدين. حيث تؤدي هذه المواعيد السنوية المتبادلة عن تبلور أفكار جيدة وعن أفق أوسع للتعاون والتكامل الإستراتيجي والاقتصادي بين قطر وفرنسا.
ويرد السفير الكواري عن سؤال ل الراية حول موعد هذه الزيارة الذي يصادف مرحلة مخاض سياسي في البلد، وحملة للانتخابات الرئاسية تحمل في طياتها رياح تغيير للقيادات السياسية في البلد؟ هل يعني أن قطر تراهن علي الاستمرارية، وتستند إلي شراكة راسخة وفق أي تغيير؟
نحن نتعامل في خياراتنا الإستراتيجية مع فرنسا كدولة ديموقراطية تستند إلي توا بث في علاقاتها مع الدول، وخاصة في المجال الاقتصادي. والانتخابات الرئاسية أو تشكل حكومة جديدة في فرنسا لن يؤثر علي مستوي العلاقات التي تربط بين قطر وفرنسا، وذلك وفق تاريخية وعمق وتجذر هذه العلاقات الإستراتيجية، ووفق طبيعة الشراكة الوثيقة بين البلدين. هذا من ناحية، ومن ناحية أخري، يؤكد سعادة السفير الكواري في حديثه ل الراية، أن أي حكومة تأتي، وأي رئيس دولة يختاره الشعب الفرنسي علي سدة الحكم، هم من الأشخاص الذين لنا معهم علاقات قوية وصداقات تذهب في سياق هذا الخيار الإستراتيجي المشترك.
ونحن نؤمن بهذا التعاون ولمصلحة الطرفين سيكون استمراره، ولهذا تأتي زيارة سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة في هذا الموعد، الذي يحمل رياح تغير سياسي بالفعل، للتأكيد بالذات علي هذه الاستمرارية الإستراتيجية.
وحول التسارع الملحوظ لتوسيع أفق الشراكة الاقتصادية بين قطر وفرنسا، إذا ما تستند إلي قرار سياسي بهذا المعني؟
أجاب سعادة السفير الكواري: بأن التعاون الاقتصادي أصبح بالفعل الآن الملامح الأساسية للدبلوماسية القطرية التي أخذت تركز جهدها في هذا الاتجاه، فالعلاقات بين الأمم بأسرها أصبحت اليوم علاقات اقتصادية، غير أننا نرتبط مع فرنسا بصورة خاصة بعلاقة اقتصادية تاريخية وقديمة، حيث إن الشركات الفرنسية قد ساهمت من فترة طويلة في إنعاش النهضة الاقتصادية والصناعية التي تشهدها قطر، لذلك نحن حريصون علي استمرار هذا التعاون. ومن ناحية أخري يسند هذا الخيار الاقتصادي أرضية الشراكة الواسعة وعمق التحالف الإستراتيجي التاريخي الذي ارتبطت من خلاله دولة قطر مع الجمهورية الفرنسية الصديقة.
اهتمام فرنسي خاص بالعلاقات الإستراتيجية وروابط الصداقة مع قطر
اختيار ميناء زيبروج البلجيكي كبوابة للصادرات القطرية من الغاز المسال نحو أوروبا
مشاورات واسعة حول اتفاقيات ومعاهدات طويلة الأمد لتصدير الغاز القطري لمناطق أخري في العالم
التوترات التي تعصف بسوق النفط من حين لآخر لا تعود لقرارات من أوبك بل للأوضاع السياسية في المنطقة
http://www.raya.com/mritems/images/2007/4/8/2_239596_1_209.jpg
الراية - باريس:
رغم قلق الحملة الانتخابية، والجو السياسي الفرنسي الساخن بكل ما تحمل الكلمة من أبعاد، سجل الحضور الواسع والمعني للرموز السياسية الفرنسية من أطياف اليمين واليسار ومن رموز الصحافة والاعلام والسلك الدبلوماسي العربي لحفل الاستقبال الذي نظمه سعادة السفير محمد جهام الكواري سفير قطر لدي فرنسا بمقر السفارة القطرية في باريس،علي شرف سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة عبد الله العطية، لفتة علي درجة من الدلالة، تعكس الاهتمام الخاص الذي تحمله فرنسا بكل أطيافها، للعلاقات الإستراتيجية وروابط الصداقة التي تجمعها مع قطر.
وقد أوضحت الآراء التي سجلتها الراية من طرف الحضور علي هذا المعني، حيث شدد الجميع علي حرص فرنسا علي استمرارية التعاون والشراكة والصداقة التي تربطها مع قطر، وهو الحفل الذي شكل مناسبة ممتازة لتقديم التهاني لسعادته علي الثقة الجديدة التي منحته إياها القيادة القطرية، وتعيينه نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للطاقة والصناعة لفترة جديدة.
وقد أبدي سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة في حديث خاص ل الراية، امتنانا كبيرا بهذا الاحتفال وهذا الحضور، مشددا علي خصوصية وتميز علاقات الشراكة والصداقة التي ما فتئت تجمع قطر بفرنسا.
وحول الخريطة المستقبلية لتسويق الغاز القطري المسال إلي أوربا؟ بعد وصول أول شحنة إلي ميناء زيبروج البلجيكي؟
يشرح سعادة نائب رئيس الوزراء أن قطر أصبحت اليوم أكبر دولة منتجة للغاز المسال في العالم. حيث يبلغ معدل الإنتاج السنوي في هذه الآونة 31 مليون طن، وهناك خطة لرفع معدل الإنتاج إلي 77 مليون طن؛ بما سيجعل قطر بكل تأكيد أكبر قوة في سوق الغاز المسال في العالم.
وفق ذلك كان من الضروري الاهتمام برصد سياسة تسويقية تواكب هذا الطموح وتسنده، بحيث أخذنا في الاعتبار بأن يذهب ثلث منتوجنا باتجاه الدول الآسيوية، والثلث لأمريكا الشمالية، بينما يقصد الثلث الباقي الدول الأوربية بشكل عام. غير هذا تري قطر في السوق الأوربي محطة علي درجة من الأهمية، وطبقا لتوقعاتنا سيصل معدل تسويقنا للغاز المسال نحو اوربا مع عام 20010 إلي 24 مليون طن، الأمر الذي سيجعل من قطر أحد أهم مصادر الغاز المسال الذي يصل إلي أوربا.
وعن سبب اختيار ميناء زيبروج البلجيكي كبوابة للصادرات القطرية من الغاز المسال نحو أوربا؟
أجاب العطية أن اختيار ميناء زيبروج البلجيكي كبوابة للغاز القطري المسال إلي القارة الأوروبية يعود بالدرجة الأولي إلي توفر المرافق المتعلقة بمحطات الاستقبال والتوزيع في السوق البلجيكية نفسها، وارتباطها في نفس الوقت بشبكة واسعة متخصصة مع أسواق الدول الأوروبية المجاورة لمملكة بلجيكا.
وأوضح سعادة العطية أن مرافق استقبال الغاز المسال في هذا الميناء البلجيكي مهيأة لاعادته الي الحالة الغازية وتوزيعه محليا وتصديره إلي الدول المجاورة عن طريق الأنابيب، مشددا علي قدرة بلجيكا في هذا الشأن.
وكان سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة قد حضر بميناء زيبروج البلجيكي يوم الخميس الماضي وصول الناقلة القطرية ام باب التي كانت تنقل قرابة 145 ألف طن متر مكعب من الغاز القطري المسال؛ وذلك كأول شحنة في اطار اتفاقيتين لتصدير حوالي 4.5 مليون طن متري سنويا، ولمدة عشرين عاما؛ يقصد جزء منها السوق البلجيكي، بينما يصدر الباقي الي الدول الأوروبية المجاورة. وتعتبر هذه أول شحنه تحملها أم باب من إنتاج الخط الخامس التابع لشركة راس غاز الذي دشنه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في العشرين من شهر مارس الماضي.
ويشرح سعادة نائب رئيس الوزراء في هذا السياق بأن الحديث عن بوابة بلجيكا لا يعني علي الإطلاق اقتصار الاتفاقيات القطرية عند هذا الحد، بل ستسعي قطر في السنوات القادمة إلي توظيف نوافذ إضافية؛ في فرنسا وبريطانيا وأسبانيا وبعض البلدان الأوربية الأخري. حيث أن هناك مشاورات واسعة في هذا الاتجاه ستسفر قريبا عن اتفاقيات ومعاهدات طويلة الأمد بشأن تصدير الغاز القطري نحو مناطق أخري من العالم.
وحول إشكالية ارتفاع أسعار النفط التي تقلق أوربا؟
شدد سعادة نائب رئيس الوزراء في حديثه ل الراية علي عودة ارتفاع معدلات أسعار النفط التي شهدتها الأسواق العالمية في الفترة الأخيرة، إلي الأوضاع السياسية في العالم بشكل عام، بدليل أن مجرد خبر إفراج إيران عن جنود البحرية البريطانيين قد تدخل بشكل مباشر في خفض أسعار النفط، وبالتالي فان التوترات التي تعصف من حين لآخر بهذا السوق لا تعود إلي قرارات من الأوبك، بل إلي الأوضاع السياسية في المنطقة، وإلي مختلف المضاربات في السوق العالمي، وذلك تحت تأثير العوامل الجيوبوليتكية التي تقلق العالم.
نتائج إيجابية للزيارة
وعبر سعادة نائب رئيس الوزراء عن امتنانه الكبير عن نتائج هذه الزيارة السنوية لجمهورية فرنسا، والتي تؤسس بشكل دوري إلي فرصة مهمة للتشاور مع المسؤولين الفرنسيين ومسئولي شركات النفط الكبري مثل توتال وغيرها، والذين هم شركاء معنا في مجالات الطاقة ولهم استثمارات ضخمة في هذا القطاع في قطر.
وأوضح سعادته بأنها تمثل للطرفين، القطري والفرنسي، فرصة للنظر في تطوير المشاريع القائمة وأيضا لتطوير العديد من المشاريع المستقبلية.
وهو يري بأن الزيارة كانت جد ناجحة، وأنها قد أسفرت عن نتائج إيجابية، لها أهمية كبيرة من حيث التفاعل مع شركاء قطر والنظر معهم في مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك.
تعزيز التعاون الاقتصادي بين قطر وفرنسا
من طرفه أعرب سعادة السفير محمد جهام الكواري في حديث خاص ل الراية عن سعادته بهذه الزيارة التي تأتي في سياق تعزيز التعاون الاقتصادي بين قطر وفرنسا. مشددا علي أن حضور سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة قد أعطي دفعة كبيرة في هذا الاتجاه، وذلك وفق حواره المثمر مع كبارالمسؤولين بمختلف الشركات الكبري التي تساهم في مشاريع كبيرة في قطر مثل توتال وايرليكيد وغاز دو فرانس وغيرها، كذلك لقاءاته ومشاوراته مع المسؤولين في الحكومة الفرنسية ولقائه بصورة خاصة مع وزير الصناعة السيد فرانسوا لوس وزير الصناعة.
وهو قد ألقي محاضرة مهمة شرحت وجهة النظر القطرية في هذا المجال أمام حشد من الأكاديميين في المدرسة الفرنسية الدولية للبترول، كما أنه سيشارك في أعمال مؤتمر البترول الدولي الثامن المنعقد في باريس هذا الخميس.
وهذه الزيارة السنوية، يواصل السفير الكواري حديثه ل الراية، تمثل موعدا مهما للطرفين للبحث في أفق التعاون الاقتصادي المشترك، وتؤسس لرافد نوعي للحوار الإستراتيجي القائم بين البلدين. حيث تؤدي هذه المواعيد السنوية المتبادلة عن تبلور أفكار جيدة وعن أفق أوسع للتعاون والتكامل الإستراتيجي والاقتصادي بين قطر وفرنسا.
ويرد السفير الكواري عن سؤال ل الراية حول موعد هذه الزيارة الذي يصادف مرحلة مخاض سياسي في البلد، وحملة للانتخابات الرئاسية تحمل في طياتها رياح تغيير للقيادات السياسية في البلد؟ هل يعني أن قطر تراهن علي الاستمرارية، وتستند إلي شراكة راسخة وفق أي تغيير؟
نحن نتعامل في خياراتنا الإستراتيجية مع فرنسا كدولة ديموقراطية تستند إلي توا بث في علاقاتها مع الدول، وخاصة في المجال الاقتصادي. والانتخابات الرئاسية أو تشكل حكومة جديدة في فرنسا لن يؤثر علي مستوي العلاقات التي تربط بين قطر وفرنسا، وذلك وفق تاريخية وعمق وتجذر هذه العلاقات الإستراتيجية، ووفق طبيعة الشراكة الوثيقة بين البلدين. هذا من ناحية، ومن ناحية أخري، يؤكد سعادة السفير الكواري في حديثه ل الراية، أن أي حكومة تأتي، وأي رئيس دولة يختاره الشعب الفرنسي علي سدة الحكم، هم من الأشخاص الذين لنا معهم علاقات قوية وصداقات تذهب في سياق هذا الخيار الإستراتيجي المشترك.
ونحن نؤمن بهذا التعاون ولمصلحة الطرفين سيكون استمراره، ولهذا تأتي زيارة سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة في هذا الموعد، الذي يحمل رياح تغير سياسي بالفعل، للتأكيد بالذات علي هذه الاستمرارية الإستراتيجية.
وحول التسارع الملحوظ لتوسيع أفق الشراكة الاقتصادية بين قطر وفرنسا، إذا ما تستند إلي قرار سياسي بهذا المعني؟
أجاب سعادة السفير الكواري: بأن التعاون الاقتصادي أصبح بالفعل الآن الملامح الأساسية للدبلوماسية القطرية التي أخذت تركز جهدها في هذا الاتجاه، فالعلاقات بين الأمم بأسرها أصبحت اليوم علاقات اقتصادية، غير أننا نرتبط مع فرنسا بصورة خاصة بعلاقة اقتصادية تاريخية وقديمة، حيث إن الشركات الفرنسية قد ساهمت من فترة طويلة في إنعاش النهضة الاقتصادية والصناعية التي تشهدها قطر، لذلك نحن حريصون علي استمرار هذا التعاون. ومن ناحية أخري يسند هذا الخيار الاقتصادي أرضية الشراكة الواسعة وعمق التحالف الإستراتيجي التاريخي الذي ارتبطت من خلاله دولة قطر مع الجمهورية الفرنسية الصديقة.