المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكاتب الوساطة إلى أين؟



أبوتركي
09-04-2007, 02:26 AM
ورقة مالية
مكاتب الوساطة إلى أين؟


09/04/2007
تلعب مكاتب الوساطة المالية دورا مهما وحيويا في اسواق المال، فهي تساهم بشكل رئيسي في دعم وصناعة السوق وتوسيع قاعدة المتعاملين فيه، كما انها تعمل على حماية مدخراتهم من خلال نشر الوعي الاستثماري وتقديم البحوث والدراسات المتخصصة في مجال الاستثمار، وهي بذلك تساهم في حماية اموال المتعاملين من المضاربات العشوائية وتعزز من استقرار السوق.



مستوى غير لائق
بيد ان ما تقوم به مكاتب الوساطة في دولة الكويت لا يليق ولا يرقى بمستوى احد اعرق وانشط اسواق الاسهم في المنطقة العربية، فدورها لا يتعدى تنفيذ الاوامر فقط Trade Execution وهو دور محدود جدا بالمقارنة مع ما يفترض القيام به.



ممارسات سلبية
بل ذهب بعض الوسطاء الى ابعد من ذلك حيث اخذته العزة بالاثم اذ لم يكتف بالدور المحدود الذي يقوم به بل قام ببعض الممارسات السلبية تجاه المتعاملين كقيامهم بتفضيل عميل على آخر، واهمال الرد على المكالمات، والتنفيذ الخاطئ للأوامر، وعدم قيامهم بمتابعة التسويات واخطار العملاء بتواريخ الاستحقاق المتعلقة في البيوع المستقبلية ناهيك عن عدم التزامهم بساعات العمل، بل وصل الاستهتار في البعض الى درجة قيامه بالجمع بين وظيفتين في الوقت نفسه فهو موظف في احدى وزارات الدولة الى جانب كونه وسيطا، الامر الذي ادى بدوره الى تفويت فرص ثمينة عليهم بل كبدتهم خسائر لا ذنب لهم فيها!



وضع احتكاري
وقد يرجع البعض السبب الرئيسي وراء تردي مستوى الخدمة الى الوضع الاحتكاري للمهنة وهو امر ليس صحيحا على اطلاقه فالاحتكار احد الاسباب وليس كل شيء، فقد راهن العديد على تحسن مستوى الخدمة في حال فتح المجال امام الشركات الاستثمارية غير ان ما حدث قد خالف التوقعات فقد قامت شركات استثمارية بالاستحواذ على مكاتب وساطة ولم نر تحسنا يذكر في الاداء سوى لشركة واحدة منها اما الباقي فلا تزال في اماكنها.



ثقافة دلالوة
والحل يكمن في ان يرتقي القائمون على هذه المكاتب في مستوى التفكير واسلوب الادارة وذلك من مستوى مكتب للدلالة في 'السوق الداخلي' الى مستوى مؤسسة مالية تعمل وفق خطط واستراتيجيات تنافسية من شأنها مواكبة متطلبات المرحلة الحالية. وهذه النقلة تتطلب الاهتمام بالعنصر البشري سواء من حيث الاستعانة بخبرات وكفاءات ادارية وفنية والعمل على تأهيل هذه الكوادر سواء في مجال الاستثمار او في مجال خدمة العملاء، بالاضافة الى الاستثمار في نظم المعلومات وغيرها من امور لا تتسع المساحة لذكرها والتي من شأنها الارتقاء بمستوى الخدمة.



خدمة مقابل امتياز
ختاما، فإننا لا ننكر العمل العصامي الذي قام به مؤسسو هذه المهنة ولا ننكر ايضا التطورات المتواضعة التي حدثت عند البعض، ولكن يجب ان يعلم ملاك هذه المكاتب والعاملون فيها بأنه عندما منحتهم الدولة رخصة مزاولة هذه المهنة فهم بذلك قد حصلوا على حق امتياز من المجتمع دون غيرهم وذلك مقابل تقديم خدمة افضل للمتعاملين والرقي بمستوى السوق والاقتصاد بشكل عام.