أبوتركي
09-04-2007, 03:56 AM
المنافسة العالمية.. التكنولوجيا.. مقررات بازل.. أهم تحديات البنوك في 2007 ..عبد الباسط الشيبي: البنوك قادرة على المنافسة وتطوير الصناعة المصرفية
سيتارامان: التكنولوجيا هي القوى المحركة في مجال الخدمات المالية
المير: ابتكار خدمات مالية واستثمارية جديدة لتلبية احتياجات العملاء
محمد طلبة :
تلعب البنوك دورا مهما في التنمية الاقتصادية في قطر فهي تمثل قاطرة التنمية.. ومع تطور العمل المصرفي علي المستويين المحلي والعالمي تواجة البنوك العاملة في قطر العديد من التحديات ابرزها تطوير العمل المصرفي والخدمات المصرفية التي تقدمها للعملاء من افراد وشركات حتى تكون قادرة علي المنافسة في ظل سياسة التحرير الاقتصادي التي تتبعها الدولة حاليا وفتح المجالات امام الاستثمارات الاجنبية في كافة القطاعات المالية والصناعية والخدمية والتجارية.. ومع هذا التطور الهائل الذي يشهده السوق المصرفية وتشهده الساحة الاقتصادية بدأت البنوك القطرية تنفيذ خطط طموحة لتطوير اعمالها امتدت الى اهداف تسعى الى فتح فروع خارجية لها حيث توسع الدولي الاسلامي في سوريا واعلن الوطني مؤخرا عن افتتاح فرع جديد في العاصمة الكويتية.. وكما فعل التجاري حينما اشترى حصة كبيرة في احد البنوك العمانية.. ويدرس بنك الدوحة حاليا التوسع في عدد من الدول الآسيوية.
زيادة رؤوس الأموال
عبد الباسط الشيبي المدير العام لبنك الدولي الاسلامي يؤكد أن المصارف الإسلامية حققت نجاحات جيدة، واستطاعت أن تنتشر جغرافياً بشكل كبير، بحيث أصبحت موجودة تقريباً في جميع قارات العالم. كما أن النمو المستمر الذي حققته بنسب تتراوح بين 15% و20% ، بالإضافة إلى ظاهرة افتتاح البنوك التقليدية فروعا إسلامية ونوافذ إسلامية، أو تقديم خدمات إسلامية، يعتبر مؤشراً واضحاً على نجاحها. لكن مع ذلك، لم تصل المصارف الإسلامية إلى الطموح المرجو، فهي لا تزال تعاني من نقاط ضعف في بعض الجوانب، وأعتقد أنه سوف يتم تخطي هذه النقاط، واضاف.. هناك بعض الخدمات الجديدة التي تتم دراستها، لوجود أمور عالقة تتعلق بالمحاظير الشرعية وسوف نعلن عن هذه الخدمات قريباً.
ويوضح الشيبي أن الاقتصاد القطري ينمو بنسب جيدة، فخلال السنوات الماضية كان النمو فوق الـ 10%، ومع هذا النمو في الاقتصاد القطري، أعتقد أنه يستطيع أن يستوعب جميع البنوك الموجودة. مع هذه الطفرة، سعت البنوك إلى زيادة رأسمالها في الفترة الأخيرة، وذلك إما من خلال منح أسهم مجانية أو من خلال طرح أسهم جديدة للاكتتاب. وعلى الرغم من قيام البنوك القطرية منذ عام 2005، بافتتاح فروع إسلامية لها، نلاحظ من الأرقام أن "الدولي الإسلامي" مستمر وماضٍ في نموه.
ويضيف أن توجه البنوك التقليدية إلى افتتاح الفروع الإسلامية، يعتبر بحد ذاته نجاحاً للتجربة المصرفية الإسلامية. وفي رأيي أن هذا الاتجاه سوف يزيد من حدة المنافسة بين البنوك، وسيؤدي بالتالي إلى الابداع وابتكار أدوات مالية جديدة، وطرح أدوات استثمارية أكثر تطوراً.
ومن الطبيعي أن ينعكس هذا التحدي في النهاية، إيجاباً على الصناعة المصرفية في قطر بشكل عام، وعلى المصارف الإسلامية بشكل خاص. وكبنوك إسلامية، نستطيع أن نزود البنوك التقليدية بخبراتنا، كون لنا باع أطول في هذا المجال. كما نستطيع بالمقابل أن نستفيد من الموارد الفنية للبنوك التقليدية الكبيرة في قطر.
مشيرا الى أن المنافسة أمر جيد كونها تؤدي إلى الارتقاء بمستوى العمل، وهذه المنافسة فعلاً موجودة، ولكنها ضمن الحدود المعقولة وهذا ما يفترض أن تكون عليه.
واكد أن الجهاز الرقابي يعير البنوك الإسلامية الاهتمام الخاص، وبالتالي فإن الجهات الرقابية متفهمة لطبيعة عمل المصارف الإسلامية وللمعايير الإسلامية، وهناك نوع من الحوار مع القائمين في مصرف قطر المركزي حول إيجاد طرق لتطوير العمل المصرفي الإسلامي مع احتفاظ البنوك الإسلامية بخصوصياتها مع عدم انحراف المعايير الدولية المطلوبة، سواء تلك المتعلقة بالمحاسبة أو المعايير المتعلقة ببازل 2 أو «بالحوكمة» الإدارة الرشيدة.
الخدمات الشاملة
يؤكد سيتارامان نائب الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة انه في عالم اليوم تعتبر التكنولوجيا هي القوى المحركة في مجال صناعة الخدمات المالية، ويوجد نوعان فقط من اللاعبين في السوق: أحدهما «سريع» يواكب التطورات والآخر «ميت» بلا حراك. وأوضح سيتارامان أن العولمة والاستهلاكية والتحرر من القيود هي العوامل المحركة للتغيير، وقال: في ظل احتدام المنافسة في عالم اليوم، نجد أن عوامل نجاح أي مؤسسة هو تقديم قيمة أفضل للعملاء، مع وجود مكتب خلفي يعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وتقليل كلفة معالجة العمليات، والتميز بالمرونة اللازمة لمواكبة التغير. وهذه العوامل تؤهل المؤسسة لتوقع التغير وتطبيق استراتيجية ناجحة للتقدم على المنافسين.
ويضيف يعتبر بنك الدوحة اليوم اسماً عالمياً يمتلك في نفس الوقت قيما تقليدية ومحلية قوية. ومجموعة المنتجات المبتكرة والشاملة، ومستوى العناية بالعملاء، واستخدام أفضل التطبيقات لدينا توفر أفضل قيمة في علاقاتنا مع العملاء. وقد وضعنا لأنفسنا بعض الأهداف الاستراتيجية الرئيسية، فقد أراد البنك أن ينمو وأن يُعرف في السوق كبنك محلي بقيم تقليدية يتوافر لديه حضور قوي أيضا على المستوى الدولي. وأردنا أن نصبح بنكا يزود خدمات مصرفية شاملة تلبي جميع الاحتياجات المالية للعملاء من خلال منفذ مصرفي واحد. كما أردنا أن تتوافر لدينا سلال من المنتجات القوية المجمعة معا التي تركز على شرائح بعينها بدلاً من توفير حل عام واحد لجميع الظروف. وكذلك فقد رغبنا في تبني أفضل الممارسات الدولية في مجال الخدمات المصرفية وإدارة المخاطر في خضم سعينا لتحقيق أهدافنا. وقد قطعنا شوطاً كبيراً منذ ذلك الحين، فقد تمكنا من خلق العديد من وحدات العمل الاستراتيجية التي تركز على شرائح جديدة مثل التأمين المصرفي، والعلاقات الدولية، وتمويل الرهن، وقروض السيارات، والخدمات المصرفية الإسلامية. كما توجد لدينا الآن أوسع مجموعة من المنتجات المعتمدة على مزيج متزن من المنتجات الخاصة بنا والمنتجات الدولية وذلك في جميع مجالات الخدمات المصرفية. نود توسعنا على الصعيد الدولي وأصبح لدينا حالياً حضور في نيويورك والإمارات العربية المتحدة وتركيا وسنغافورة واليابان. وفي ظل الازدهار الاقتصادي والبنوك التي تتنافس لتوسيع قاعدة عملائها، فإن القطاع المصرفي بات يشهد طفرة كبيرة. وبنك الدوحة ملتزم كليا بالحفاظ على مركزه القيادي فيما يتعلق بالعناية بالعملاء، ومستوى المنتجات والخدمات. فيتمتع العملاء بعلاقات مميزة مع بنك الدوحة ويحصلون على قيمة عالية من خلال مجمل علاقتهم مع البنك.
ويضيف: لقد كانت منطقة الشرق الأوسط من المناطق الأولى التي تتبنى التكنولوجيا بالمقارنة مع العديد من المناطق الأخرى. ودرجة التكامل بين الخدمات المصرفية المقدمة والتكنولوجيا المستخدمة في هذه المنطقة تقارب مستوياتها في الدول المتقدمة. فقد أدركت البنوك أن المنتجات والخدمات أصبحت متقاربة إلى حد كبير بحيث أصبحت النواحي التكنولوجية المستخدمة بها هي العامل الذي يميز احداها عن الأخرى في ظل العولمة التي تسود حاليا.
وطالب سيتارامان بتطبيق نظام شامل لإدارة المخاطر على مستوى المؤسسة ككل لزيادة ثقة كل من المستثمرين والمستهلكين والجهات الرقابية. وقد تطورت إدارة المخاطر بشكل شامل على المستوى المؤسسي ككل خلال العقدين الأخيرين بحيث أصبحت جزءا لايتجزأ من استراتيجيات الأعمال. فعملية إدارة المخاطر بشكل شامل على المستوى المؤسسي ككل تضم في يومنا هذا كل المخاطر المحتملة في مجالات الأعمال والتكنولوجيا والعمليات بالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بالسمعة والنواحي التنظيمية والسوقية. والتحدي الذي يواجه المؤسسات حاليا هو التطبيق الأمثل لأفضل الممارسات والحفاظ عليها في عالم الأعمال المعقد والمتغير باستمرار. وبنوك الشرق الأوسط باتت تعي بشكل كبير أهمية إدارة المخاطر لذلك بدأت تركز بشكل كبير على تبني أفضل الممارسات العالمية.
ويوضح أن التحول الذي يرجع الى عدة عوامل متكاملة أنجزها البنك مثل تبني التكنولوجيا التي تركز على العملاء وتكاملها مع الأعمال التي يقدمها البنك، والتطوير الأمثل لقاعدة العاملين في البنك على أسس معرفية، وكذلك الرؤية المستقبلية الثاقبة لمجلس إدارة البنك، والدعم المستمر لقاعدة العملاء الأوفياء.
التعاملات الإلكترونية
ويؤكد عبدالرحمن المير المدير التنفيذي للخدمات المصرفية للأفراد ببنك الدوحة كافة البنوك ابتكرت العديد من الخدمات والمنتجات التي طرحت لأول مرة في السوق المحلي والخليجي واستقطبت أعداداً كبيرة من العملاء.. وعلى سبيل المثال فقد طرح بنك الدوحة عدة منتجات أهمها برنامج الدانة للتوفير الذي يقدم جوائز مالية كبيرة إضافة إلى الجوائز العينية، كما طرح البنك العديد من البرامج مثل قروض الزواج والتعليم والحاسب الآلي وبرنامج التأمين على الحياة، وإضافة مميزات جديدة للبرامج التي يقدمها البنك حاليا.. ويضيف المير: إن هذه الخدمات جاءت لتلبية احتياجات العملاء التي تزايدت مع ارتفاع الدخول والإيرادات.. كما ساهمت في ارتفاع أرباح البنوك لأرقام قياسية لم تشهدها خلال السنوات الماضية، مما حدا بالبنوك إلى زيادة رؤوس أموالها بنسب كبيرة، ويوضح المير أن البنوك استمرت في سياسة استخدام أحدث تكنولوجيا عالمية وطورتها باضافة عنصر الأمان خلال التعاملات الالكترونية.
وحول موقف البنوك من مقررات بازل 2 خلال العام الجديد يؤكد المير أن البنوك القطرية استعدت لهذا الحدث وقامت بتشكيل عدد من اللجان وغرف العمليات للتعرف على المعايير التي تحركها بازل 2 وموقف كل بنك منها ومتطلبات المرحلة الثانية باعتبار أن المرحلة الأولى مطبقة بالفعل وأن المرحلة الثانية هي تطوير للأولى، بإضافة عدد من المعايير التي تتعلق بتوفير عنصر الأمان في المعاملات.. ويوضح أن البنوك القطرية قادرة على تنفيذ الالتزامات الجديدة بفضل التكنولوجيا التي تطبقها والمعايير التي يضعها مصرف قطر المركزي.
وحول المنافسة يقول إنها تصب لصالح العميل وابتكار المزيد من المنتجات والخدمات ومن المنتظر أن تتصاعد المنافسة خلال العام الجديد لأن كل بنك يعمل على زيادة حصته في السوق واستقطاب أموال جديدة، خاصة أن هناك بنوكا جديدة في السوق وبالطبع ستعمل على خلق منتجات وخدمات مميزة ولكن البنوك مستعدة للمنافسة، فيما بينها بهدف الرفع من الأداء وتجويد العمل.
الطفرة الاقتصادية
ويؤكد مصدر مصرفي مسؤول ان البنوك واصلت معدلات الأداء الى القياسية مقارنة بالسنوات السابقة.. حيث انعكست الطفرة الاقتصادية التي تشهدها الدولة حاليا على مستوى وأداء البنوك.. ويضيف: إن التشريعات والتعميمات التي اصدرها مصرف قطر المركزي كانت متوافقة مع الاداء العالي للبنوك حيث واصل المصرف رقابتة واشرافة بمزيد من الشفافية والافصاح ويضيف ان معايير بازل 2 تعمل البنوك حاليا على الاستعداد لها حيث تم تحديث وتعديل هذة التعميمات بما يتناسب مع أوضاع البنوك والمعايير العالمية التي أصدرتها لجنة بازل وسيكون العام القادم حاسما في تنفيذها. ويؤكد أن خدمات البنوك واستخدام التكنولوجيا شهد تطورا كبيرا بهدف التوسع في خدمة العملاء حيث تم استخدام تكنولوجية مصرفية لأول مرة مما انعكس علي الخدمات المقدمة الي العملاء والشركات..
وحول توقعاته خلال العام القادم يقول إنه من المنتظر زيادة ارباح البنوك والتوسع في اعمالها بعد التنمية الشاملة التي تمر بها البلاد حاليا وزيادة اعداد المشروعات والاستثمارات لمستوى قياسي ودور البنوك المهم في التنمية وتمويل المشروعات بكافة انواعها كما ان زيادة موارد الدولة من النفط والغاز والمشروعات الاخرى تساهم في تطوير اداء البنوك وزيادة اعمالها وتوسع خدماتها سواء للافراد او الشركات.. ويضيف: إن هناك عوامل اخرى ساهمت في الأداء القوي للبنوك أهمها تحسن أداء الشركات التي حققت أغلبها أرباحا قياسية بجانب قوة أداء السوق المالي وطرح شركات جديدة، مما يساهم في زيادة الطلب على منتجات البنوك بما يؤدي في النهاية الى زيادة الارباح لكافة المؤسسات العاملة في الدولة سواء القطاع العام او الخاص. ويؤكد أن هناك توجها لدى البنوك الكبري في قطر بالتوسع خليجيا وعربيا اضافة الي فتح مكاتب تمثيل لها بعدد من الدول الأوروبية.. اما عمليات الاندماج فيتوقع المسؤول ان تكون ضعيفة خلال العام القادم على اساس ان الاداء القوي للبنوك يشجعها على تطوير خدماتها واعمالها.. وبالنسبة للبنك الوطني فإن لديه خطة للتوسع في المنطقة باعتبارة اكبر بنك قطري ويملك القدرة على ذلك من خلال الخبرات التي يملكها والمنتجات الجديدة التي يطرحها.
سيتارامان: التكنولوجيا هي القوى المحركة في مجال الخدمات المالية
المير: ابتكار خدمات مالية واستثمارية جديدة لتلبية احتياجات العملاء
محمد طلبة :
تلعب البنوك دورا مهما في التنمية الاقتصادية في قطر فهي تمثل قاطرة التنمية.. ومع تطور العمل المصرفي علي المستويين المحلي والعالمي تواجة البنوك العاملة في قطر العديد من التحديات ابرزها تطوير العمل المصرفي والخدمات المصرفية التي تقدمها للعملاء من افراد وشركات حتى تكون قادرة علي المنافسة في ظل سياسة التحرير الاقتصادي التي تتبعها الدولة حاليا وفتح المجالات امام الاستثمارات الاجنبية في كافة القطاعات المالية والصناعية والخدمية والتجارية.. ومع هذا التطور الهائل الذي يشهده السوق المصرفية وتشهده الساحة الاقتصادية بدأت البنوك القطرية تنفيذ خطط طموحة لتطوير اعمالها امتدت الى اهداف تسعى الى فتح فروع خارجية لها حيث توسع الدولي الاسلامي في سوريا واعلن الوطني مؤخرا عن افتتاح فرع جديد في العاصمة الكويتية.. وكما فعل التجاري حينما اشترى حصة كبيرة في احد البنوك العمانية.. ويدرس بنك الدوحة حاليا التوسع في عدد من الدول الآسيوية.
زيادة رؤوس الأموال
عبد الباسط الشيبي المدير العام لبنك الدولي الاسلامي يؤكد أن المصارف الإسلامية حققت نجاحات جيدة، واستطاعت أن تنتشر جغرافياً بشكل كبير، بحيث أصبحت موجودة تقريباً في جميع قارات العالم. كما أن النمو المستمر الذي حققته بنسب تتراوح بين 15% و20% ، بالإضافة إلى ظاهرة افتتاح البنوك التقليدية فروعا إسلامية ونوافذ إسلامية، أو تقديم خدمات إسلامية، يعتبر مؤشراً واضحاً على نجاحها. لكن مع ذلك، لم تصل المصارف الإسلامية إلى الطموح المرجو، فهي لا تزال تعاني من نقاط ضعف في بعض الجوانب، وأعتقد أنه سوف يتم تخطي هذه النقاط، واضاف.. هناك بعض الخدمات الجديدة التي تتم دراستها، لوجود أمور عالقة تتعلق بالمحاظير الشرعية وسوف نعلن عن هذه الخدمات قريباً.
ويوضح الشيبي أن الاقتصاد القطري ينمو بنسب جيدة، فخلال السنوات الماضية كان النمو فوق الـ 10%، ومع هذا النمو في الاقتصاد القطري، أعتقد أنه يستطيع أن يستوعب جميع البنوك الموجودة. مع هذه الطفرة، سعت البنوك إلى زيادة رأسمالها في الفترة الأخيرة، وذلك إما من خلال منح أسهم مجانية أو من خلال طرح أسهم جديدة للاكتتاب. وعلى الرغم من قيام البنوك القطرية منذ عام 2005، بافتتاح فروع إسلامية لها، نلاحظ من الأرقام أن "الدولي الإسلامي" مستمر وماضٍ في نموه.
ويضيف أن توجه البنوك التقليدية إلى افتتاح الفروع الإسلامية، يعتبر بحد ذاته نجاحاً للتجربة المصرفية الإسلامية. وفي رأيي أن هذا الاتجاه سوف يزيد من حدة المنافسة بين البنوك، وسيؤدي بالتالي إلى الابداع وابتكار أدوات مالية جديدة، وطرح أدوات استثمارية أكثر تطوراً.
ومن الطبيعي أن ينعكس هذا التحدي في النهاية، إيجاباً على الصناعة المصرفية في قطر بشكل عام، وعلى المصارف الإسلامية بشكل خاص. وكبنوك إسلامية، نستطيع أن نزود البنوك التقليدية بخبراتنا، كون لنا باع أطول في هذا المجال. كما نستطيع بالمقابل أن نستفيد من الموارد الفنية للبنوك التقليدية الكبيرة في قطر.
مشيرا الى أن المنافسة أمر جيد كونها تؤدي إلى الارتقاء بمستوى العمل، وهذه المنافسة فعلاً موجودة، ولكنها ضمن الحدود المعقولة وهذا ما يفترض أن تكون عليه.
واكد أن الجهاز الرقابي يعير البنوك الإسلامية الاهتمام الخاص، وبالتالي فإن الجهات الرقابية متفهمة لطبيعة عمل المصارف الإسلامية وللمعايير الإسلامية، وهناك نوع من الحوار مع القائمين في مصرف قطر المركزي حول إيجاد طرق لتطوير العمل المصرفي الإسلامي مع احتفاظ البنوك الإسلامية بخصوصياتها مع عدم انحراف المعايير الدولية المطلوبة، سواء تلك المتعلقة بالمحاسبة أو المعايير المتعلقة ببازل 2 أو «بالحوكمة» الإدارة الرشيدة.
الخدمات الشاملة
يؤكد سيتارامان نائب الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة انه في عالم اليوم تعتبر التكنولوجيا هي القوى المحركة في مجال صناعة الخدمات المالية، ويوجد نوعان فقط من اللاعبين في السوق: أحدهما «سريع» يواكب التطورات والآخر «ميت» بلا حراك. وأوضح سيتارامان أن العولمة والاستهلاكية والتحرر من القيود هي العوامل المحركة للتغيير، وقال: في ظل احتدام المنافسة في عالم اليوم، نجد أن عوامل نجاح أي مؤسسة هو تقديم قيمة أفضل للعملاء، مع وجود مكتب خلفي يعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وتقليل كلفة معالجة العمليات، والتميز بالمرونة اللازمة لمواكبة التغير. وهذه العوامل تؤهل المؤسسة لتوقع التغير وتطبيق استراتيجية ناجحة للتقدم على المنافسين.
ويضيف يعتبر بنك الدوحة اليوم اسماً عالمياً يمتلك في نفس الوقت قيما تقليدية ومحلية قوية. ومجموعة المنتجات المبتكرة والشاملة، ومستوى العناية بالعملاء، واستخدام أفضل التطبيقات لدينا توفر أفضل قيمة في علاقاتنا مع العملاء. وقد وضعنا لأنفسنا بعض الأهداف الاستراتيجية الرئيسية، فقد أراد البنك أن ينمو وأن يُعرف في السوق كبنك محلي بقيم تقليدية يتوافر لديه حضور قوي أيضا على المستوى الدولي. وأردنا أن نصبح بنكا يزود خدمات مصرفية شاملة تلبي جميع الاحتياجات المالية للعملاء من خلال منفذ مصرفي واحد. كما أردنا أن تتوافر لدينا سلال من المنتجات القوية المجمعة معا التي تركز على شرائح بعينها بدلاً من توفير حل عام واحد لجميع الظروف. وكذلك فقد رغبنا في تبني أفضل الممارسات الدولية في مجال الخدمات المصرفية وإدارة المخاطر في خضم سعينا لتحقيق أهدافنا. وقد قطعنا شوطاً كبيراً منذ ذلك الحين، فقد تمكنا من خلق العديد من وحدات العمل الاستراتيجية التي تركز على شرائح جديدة مثل التأمين المصرفي، والعلاقات الدولية، وتمويل الرهن، وقروض السيارات، والخدمات المصرفية الإسلامية. كما توجد لدينا الآن أوسع مجموعة من المنتجات المعتمدة على مزيج متزن من المنتجات الخاصة بنا والمنتجات الدولية وذلك في جميع مجالات الخدمات المصرفية. نود توسعنا على الصعيد الدولي وأصبح لدينا حالياً حضور في نيويورك والإمارات العربية المتحدة وتركيا وسنغافورة واليابان. وفي ظل الازدهار الاقتصادي والبنوك التي تتنافس لتوسيع قاعدة عملائها، فإن القطاع المصرفي بات يشهد طفرة كبيرة. وبنك الدوحة ملتزم كليا بالحفاظ على مركزه القيادي فيما يتعلق بالعناية بالعملاء، ومستوى المنتجات والخدمات. فيتمتع العملاء بعلاقات مميزة مع بنك الدوحة ويحصلون على قيمة عالية من خلال مجمل علاقتهم مع البنك.
ويضيف: لقد كانت منطقة الشرق الأوسط من المناطق الأولى التي تتبنى التكنولوجيا بالمقارنة مع العديد من المناطق الأخرى. ودرجة التكامل بين الخدمات المصرفية المقدمة والتكنولوجيا المستخدمة في هذه المنطقة تقارب مستوياتها في الدول المتقدمة. فقد أدركت البنوك أن المنتجات والخدمات أصبحت متقاربة إلى حد كبير بحيث أصبحت النواحي التكنولوجية المستخدمة بها هي العامل الذي يميز احداها عن الأخرى في ظل العولمة التي تسود حاليا.
وطالب سيتارامان بتطبيق نظام شامل لإدارة المخاطر على مستوى المؤسسة ككل لزيادة ثقة كل من المستثمرين والمستهلكين والجهات الرقابية. وقد تطورت إدارة المخاطر بشكل شامل على المستوى المؤسسي ككل خلال العقدين الأخيرين بحيث أصبحت جزءا لايتجزأ من استراتيجيات الأعمال. فعملية إدارة المخاطر بشكل شامل على المستوى المؤسسي ككل تضم في يومنا هذا كل المخاطر المحتملة في مجالات الأعمال والتكنولوجيا والعمليات بالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بالسمعة والنواحي التنظيمية والسوقية. والتحدي الذي يواجه المؤسسات حاليا هو التطبيق الأمثل لأفضل الممارسات والحفاظ عليها في عالم الأعمال المعقد والمتغير باستمرار. وبنوك الشرق الأوسط باتت تعي بشكل كبير أهمية إدارة المخاطر لذلك بدأت تركز بشكل كبير على تبني أفضل الممارسات العالمية.
ويوضح أن التحول الذي يرجع الى عدة عوامل متكاملة أنجزها البنك مثل تبني التكنولوجيا التي تركز على العملاء وتكاملها مع الأعمال التي يقدمها البنك، والتطوير الأمثل لقاعدة العاملين في البنك على أسس معرفية، وكذلك الرؤية المستقبلية الثاقبة لمجلس إدارة البنك، والدعم المستمر لقاعدة العملاء الأوفياء.
التعاملات الإلكترونية
ويؤكد عبدالرحمن المير المدير التنفيذي للخدمات المصرفية للأفراد ببنك الدوحة كافة البنوك ابتكرت العديد من الخدمات والمنتجات التي طرحت لأول مرة في السوق المحلي والخليجي واستقطبت أعداداً كبيرة من العملاء.. وعلى سبيل المثال فقد طرح بنك الدوحة عدة منتجات أهمها برنامج الدانة للتوفير الذي يقدم جوائز مالية كبيرة إضافة إلى الجوائز العينية، كما طرح البنك العديد من البرامج مثل قروض الزواج والتعليم والحاسب الآلي وبرنامج التأمين على الحياة، وإضافة مميزات جديدة للبرامج التي يقدمها البنك حاليا.. ويضيف المير: إن هذه الخدمات جاءت لتلبية احتياجات العملاء التي تزايدت مع ارتفاع الدخول والإيرادات.. كما ساهمت في ارتفاع أرباح البنوك لأرقام قياسية لم تشهدها خلال السنوات الماضية، مما حدا بالبنوك إلى زيادة رؤوس أموالها بنسب كبيرة، ويوضح المير أن البنوك استمرت في سياسة استخدام أحدث تكنولوجيا عالمية وطورتها باضافة عنصر الأمان خلال التعاملات الالكترونية.
وحول موقف البنوك من مقررات بازل 2 خلال العام الجديد يؤكد المير أن البنوك القطرية استعدت لهذا الحدث وقامت بتشكيل عدد من اللجان وغرف العمليات للتعرف على المعايير التي تحركها بازل 2 وموقف كل بنك منها ومتطلبات المرحلة الثانية باعتبار أن المرحلة الأولى مطبقة بالفعل وأن المرحلة الثانية هي تطوير للأولى، بإضافة عدد من المعايير التي تتعلق بتوفير عنصر الأمان في المعاملات.. ويوضح أن البنوك القطرية قادرة على تنفيذ الالتزامات الجديدة بفضل التكنولوجيا التي تطبقها والمعايير التي يضعها مصرف قطر المركزي.
وحول المنافسة يقول إنها تصب لصالح العميل وابتكار المزيد من المنتجات والخدمات ومن المنتظر أن تتصاعد المنافسة خلال العام الجديد لأن كل بنك يعمل على زيادة حصته في السوق واستقطاب أموال جديدة، خاصة أن هناك بنوكا جديدة في السوق وبالطبع ستعمل على خلق منتجات وخدمات مميزة ولكن البنوك مستعدة للمنافسة، فيما بينها بهدف الرفع من الأداء وتجويد العمل.
الطفرة الاقتصادية
ويؤكد مصدر مصرفي مسؤول ان البنوك واصلت معدلات الأداء الى القياسية مقارنة بالسنوات السابقة.. حيث انعكست الطفرة الاقتصادية التي تشهدها الدولة حاليا على مستوى وأداء البنوك.. ويضيف: إن التشريعات والتعميمات التي اصدرها مصرف قطر المركزي كانت متوافقة مع الاداء العالي للبنوك حيث واصل المصرف رقابتة واشرافة بمزيد من الشفافية والافصاح ويضيف ان معايير بازل 2 تعمل البنوك حاليا على الاستعداد لها حيث تم تحديث وتعديل هذة التعميمات بما يتناسب مع أوضاع البنوك والمعايير العالمية التي أصدرتها لجنة بازل وسيكون العام القادم حاسما في تنفيذها. ويؤكد أن خدمات البنوك واستخدام التكنولوجيا شهد تطورا كبيرا بهدف التوسع في خدمة العملاء حيث تم استخدام تكنولوجية مصرفية لأول مرة مما انعكس علي الخدمات المقدمة الي العملاء والشركات..
وحول توقعاته خلال العام القادم يقول إنه من المنتظر زيادة ارباح البنوك والتوسع في اعمالها بعد التنمية الشاملة التي تمر بها البلاد حاليا وزيادة اعداد المشروعات والاستثمارات لمستوى قياسي ودور البنوك المهم في التنمية وتمويل المشروعات بكافة انواعها كما ان زيادة موارد الدولة من النفط والغاز والمشروعات الاخرى تساهم في تطوير اداء البنوك وزيادة اعمالها وتوسع خدماتها سواء للافراد او الشركات.. ويضيف: إن هناك عوامل اخرى ساهمت في الأداء القوي للبنوك أهمها تحسن أداء الشركات التي حققت أغلبها أرباحا قياسية بجانب قوة أداء السوق المالي وطرح شركات جديدة، مما يساهم في زيادة الطلب على منتجات البنوك بما يؤدي في النهاية الى زيادة الارباح لكافة المؤسسات العاملة في الدولة سواء القطاع العام او الخاص. ويؤكد أن هناك توجها لدى البنوك الكبري في قطر بالتوسع خليجيا وعربيا اضافة الي فتح مكاتب تمثيل لها بعدد من الدول الأوروبية.. اما عمليات الاندماج فيتوقع المسؤول ان تكون ضعيفة خلال العام القادم على اساس ان الاداء القوي للبنوك يشجعها على تطوير خدماتها واعمالها.. وبالنسبة للبنك الوطني فإن لديه خطة للتوسع في المنطقة باعتبارة اكبر بنك قطري ويملك القدرة على ذلك من خلال الخبرات التي يملكها والمنتجات الجديدة التي يطرحها.