أبوتركي
09-04-2007, 09:06 AM
أزمة الحديد لا يمكن التنبؤ بمستقبلها .. والصين تملك صلاحية تخفيض الأسعار
شكلت الارتفاعات المتواصلة للحديد الصلب قلقا كبيرا في السوق السعودي من قبل المستهلكين، وتتردد اليوم الكثير من الاتهامات التي تساق للمنتجين بأنهم يرغبون في تضخيم أرباحهم بحجة ارتفاع أسعار المواد الخام في الأسواق الدولية، وحول هذه الأزمة استضفنا المدير الإقليمي للاتحاد العربي لصناعة الصلب يونس حيدر الذي تحدث عن الحديد ومستقبل أسعاره الملتهبة .. فقال أن أسعار الصلب تشكل أزمة غير وقتية .. وقد يكون من الصعب اعتبار ما تمر به أسعار الصلب أزمة وقتية، حيث أن هذه الدورة من الارتفاع في الأسعار مستمرة منذ عام 2004، وهي مرشحة للاستمرار في نفس الاتجاه ولو لفترة يصعب تحديد مدتها الزمنية، كما أن أسعار الصلب لم تعد تخضع لدورة اقتصادية محددة زمنياً، وإنما تتغير يوماً بعد يوم، وحسب معطيات السوق.
التغيير يخضع لاعتبارات
وأضاف: قد يكون من الممكن القول بأن أي تغيير في اتجاهات الأسعار المستقبلية، سيخضع لاعتبارات تتعلق بحجم الطلب والعرض في السوق، وكذلك أيضاً لاعتبارات اقتصادية وسياسية يصعب التنبؤ بها، حيث أن حالة الازدهار الاقتصادية تفرض ازدهار صناعة الصلب، وهذا يعني زيادة في الطلب على منتجات الصلب قد ينجم عنها تحسن أسعار الصلب أو في أحسن الأحوال استقرارها عند الحدود التي وصلت إليها، ودون أن يعني ذلك العودة إلى مستويات سعريه سابقة، هذا ما لم تحدث تطورات مفاجئة وغير متوقعة قد تؤثر سلباً على حالة الازدهار التي تعيشها المنطقة.
المنتجات بأسعار معقولة
وحول قمة الصلب العربي بمسقط، والنتائج التي توصلت إليها قال حيدر: ما يهم المستهلك العربي في مثل هذه الظروف التي تعيشها أسواق الصلب، هو ضمان توفير احتياجاته من منتجات الصلب، والحصول على هذه المنتجات بأسعار معقولة، وهذان الأمران يشكلان الآن مشكلة ويمكن أن نقول "أزمة" بالنسبة لأسواق الصلب، فالمعروض من المنتجات هو بشكل عام أقل من الطلب، والأسعار تسير في اتجاه الصعود، وهو ما يشكل مصدر قلق للمستهلك أينما كان، ولا أعتقد أن أي مؤتمر مهما كان نوعه، يستطيع أن يقدم نتائج مباشرة تسهم في إيجاد حلول لهذه الحالات وبشكل خاص فيما يتعلق بأسعار الصلب، علماً بأن طبيعة المؤتمرات وما يتم خلالها من تقديم أوراق عمل أو من مناقشات، إنما تتركز على طرح الأفكار وتبادل وجهات النظر، وإلقاء المزيد من الأضواء على التطورات والقضايا التي تعيشها هذه الصناعة، وليس على تقديم الحلول، سواء للمنتج أو للمستهلك، وفي هذا السياق يمكن أن نضع مؤتمر الاتحاد في مدينة مسقط الذي شهد مشاركة قوية من أكثر من 300 مشارك من 37 دولة، و 175 شركة من مختلف القارات، وقدمت خلاله 33 ورقة عمل، وكان مؤتمراً ناجحاً ليس بمفهوم تقديم الحلول، وإنما من خلال فتح النوافذ أمام جميع القضايا المطروحة في مجال هذه الصناعة، بما في ذلك ارتفاع أسعار منتجات الصلب.
أهمية التنسيق بين الأطراف
وتابع يقول: ناقش المؤتمر عدداً من الموضوعات التي تهم صناعة الصلب العربي بشكل أساسي من حيث التعرف على واقع هذه الصناعة ومشروعاتها الجديدة، وآفاق التطور المستقبلي، وكان من بين النتائج التي توصل إليها في هذا المجال التركيز على أهمية التنسيق بين منتجي الصلب في الدول العربية لمواجهة سياسات الاندماجات التي أخذت تشكل اتجاهاً متسارعاً على المستوى العالمي، في حين ما زالت صناعة الصلب العربية تواجه التجزئة، وضعف التوجه نحو الاندماج، كما ركز المؤتمر على أهمية التنسيق فيما يخص تحقيق أكبر استفادة ممكنة من المواد الأولية المتواجدة في البلدان العربية، وخاصة استغلال خامات الحديد المتواجدة في العديد من الدول العربية، كما ركز المؤتمر على أهمية قيام صناعات مستهلكة لمنتجات الحديد والصلب في الدول العربية تتماشى مع التوسع المستقبلي لهذه الصناعة في الدول العربية.
تناولنا أسعار الحديد
وعاد للحديث عن ارتفاعات الحديد ومناقشته فقال: لا يمكن لأي مؤتمر للصلب أن يتجاهل ما تشهده أسعار الحديد والصلب من ارتفاع مستمر، حيث تم تناول هذا الموضوع في أكثر من مناسبة، وحتى في الكلمات الافتتاحية للمؤتمر، وإن كان الاتجاه العام بالنسبة لكل ما قيل حول هذا الموضوع يعكس حقيقة أن الأسعار لم يعد تحديدها يتم بموجب قرارات، وإنما هي رهن لاتجاهات العرض والطلب في السوق العالمية، حيث أن الأسعار أصبحت بالرغم من التمايز الإقليمي بين منطقة وأخرى، خاضعة للاتجاه العام الذي ترسمه الأسواق العالمية، بمعنى أن الأسعار أصبحت معولمة إلى حد بعيد.
الصعود ليس في الخليج فقط
وأضاف: صعود الأسعار ليس مقتصراً فقط على منطقة الخليج العربي، وإنما هو صعود عالمي حيث يتم الحديث الآن عن سعر يتجاوز الـ 640 دولارا للطن في معظم المناطق، بزيادة 60 دولارا عن سعر بداية العام، وكما يبدو، فإن أسعار الصلب مستمرة في اتجاهها نحو الارتفاع، وقد يبدو هذا الارتفاع أكثر وضوحاً في المنطقة العربية بالنسبة للمنتجات الطويلة التي تشهد زيادة قوية في الطلب على هذه المنتجات التي يتم استهلاكها في قطاع البناء الذي يشهد طفرة غير مسبوقة في معظم الدول العربية، وبشكل خاص في دول الخليج العربي التي تعتبر من بين أكثر المناطق العالمية استهلاكاً لمنتجات الصلب الطويلة، ويكشف استهلاك الصلب من المنتجات الطويلة في عدد من بلدان الخليج العربي كالإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر عن تطور كبير في أرقام الاستهلاك، الأمر الذي ضاعف حجم المستوردات من السوق العالمية، وأظهر بشكل واضح عدم قدرة الإنتاج المحلي على تلبية الاحتياجات المتزايدة، مما سرّع في إقامة العديد من المشاريع الجديدة، وخاصة من المنتجات الطويلة بهدف تلبية احتياجات الأسواق، وكانت النتيجة الطبيعية لزيادة الطلب وعدم قدرة الإنتاج المحلي على تلبية احتياجات السوق، أن أصبحت الأسعار تحت سيطرة الجهات التي تقوم بالتصدير، وتحت تأثير العرض والطلب في الأسواق.
مسببات متنوعة
وعن المسببات الحقيقية للارتفاع تحدث يقول: قد يكون هذا أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع الأسعار، ولكن هناك أسباباً أخرى تكمن في زيادة تكاليف المدخلات، التي تشكل عنصراً رئيسياً حاكماً بالنسبة لصناعة الصلب في الدول العربية التي تعتمد في جزء رئيسي من مدخلاتها على الاستيراد من الأسواق العالمية، وكما هو معروف، فقد تجاوزت أسعار عروق الصلب المستوردة من الأسواق العالمية خلال مارس من هذا العام الــ 540 دولارا للطن، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن، كما زادت أسعار الخردة ووصلت إلى 370 دولارا للطن، كما ارتفعت أسعار جميع بدائل الخردة وزادت معظم المواد المستخدمة في صناعة الصلب بنسب متفاوتة، وهذا ما جعل أسعار الصلب تأخذ اتجاهاً مستمراً في الصعود وعدم الاستقرار ، مما شكل ضغطاُ قوياً على القطاعات المستهلكة للصلب، وفي مقدمتها قطاع البناء ومشاريع البنية التحتية التي تحظى بالحصة الأكبر في الاستهلاك على المستوى العربي.
واستطرد يقول: ما أود أن أقوله هنا، هو أن ارتفاع الأسعار غير مقتصر على منطقة واحدة في العالم، حيث شهدت معظم الدول في العالم بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا ، ارتفاعات كبيرة، وإن كانت هذه الأخيرة قد شهدت بعض الانخفاض في أسعارها خلال نهاية العام الماضي، إلا أن عام 2007 شهد عودة إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات جديدة، وهي مرشحة للزيادة خلال الربع الثاني من هذا العام، حيث أعلنت عدة شركات أوروبية وأمريكية عن خطط لزيادة في الأسعار تصل إلى حوالي 40 دولارا للطن. وأوجدت هذه الوضعية ارتفاعا مستمرا في الأسعار، والتي تبدو بالنسبة للبعض غير مبررة، واوجدت نوعاً من القلق بالنسبة لمستخدمي الصلب مما تسبب في توقف، أو تراجع عمليات الشراء غير الضرورية من منتجات الصلب.
تراجع الحديد الأمريكي
وحول ارتفاع أسعار الحديد بمنطقة الخليج والكثير من الدول العربية، رغم تراجع أسعاره في الأسواق الأمريكية، وفي ظل زيادة الطاقة الإنتاجية بمنطقة الخليج وإيران ومصر ومنطقة الاتحاد السوفيتي السابق، وكذلك الصين التي أصبحت اليوم منتجا و مصدرا كبيرا مما جعل المصنعين الأمريكيين يدرسون مع حكومتهم اتخاذ إجراءات حمائية، تحدث حيدر فقال: لا أستطيع القول بأن قمة الصلب في مسقط هي قمة منتجين فحسب، وإن كانت الجهة المنظمة للمؤتمر، وهي الاتحاد العربي للحديد والصلب تضم بشكل رئيسي أهم المنتجين للصلب في العالم العربي، حيث يشكل إنتاج الشركات الأعضاء في الاتحاد أكثر من 90% من إنتاج الصلب في الدول العربية. والاتحاد يضم في عضويته أطراف صناعة الصلب الرئيسيين من منتجين ومستهلكين وتجار، حيث يرى الاتحاد بأن تنمية صناعة الصلب التي تشكل جوهر نشاطات الاتحاد، ولا يمكن أن تنهض بغير التعاون بين هذه الأطراف الثلاثة، ولكل من هذه الأطراف دوره في تنمية هذه الصناعة، ومن هنا كان أحد المحاور الرئيسية في المؤتمر، هو الصناعات المستهلكة أو المستخدمة لمنتجات الصلب كصناعة السيارات وصناعة الأنابيب، حيث ركز الاتحاد من خلال ورقة العمل التي قدمت حول هذا الموضوع على أهمية تنمية القطاعات المستهلكة للصلب، بهدف إيجاد التوازن بين القطاعات المنتجة والمستهلكة في مجال هذه الصناعة، ويمكن أن نؤكد هنا بأن صناعة الصلب تستهدف أساساً تنمية حاجات المستهلكين، والمستهلك هو الهدف الأساسي الذي تتوجه إليه هذه الصناعة، ولا يصح القول بأنه كان مؤتمراً للمنتجين فحسب، أو أنه كان ضد المستهلكين، وإنما كان حقيقة مؤتمر حوار موضوعي بين جميع الأطراف المشاركة في هذه الصناعة.
إجراءات الاتحاد لخفض الأسعار
وحول الإجراءات التي أتخذها الاتحاد العربي حيال هذا الارتفاع الجنوني للأسعار في المنطقة العربية وخاصة الخليجية منها والتي تشهد انتعاشا عمرانياً كبيراً أشار حيدر إلى انه من الصعب القول بأن هناك إجراءات فورية سيكون من شأنها تخفيض الأسعار، حيث أن المرادف لما نشهده من ازدهار عمراني، ومن زيادة في الطلب على منتجات الصلب، وزيادة في المستوردات، وفي أسعار المدخلات، وأسعار المواد الأولية ، وهي كلها مرادفات ستقود إلى ارتفاع الأسعار، وحتى المستوردات التي كانت تصل من بعض دول الاتحاد السوفياتي السابق قبل فترة قصيرة وخلال العامين الماضيين إلى أسواقنا بأسعار متدنية، أصبحت الآن في المستويات العالمية للأسعار، نتيجة لتحسن الطلب سواء في الأسواق المحلية، وأيضاً نتيجة لسيطرة عوامل جديدة كالدخول في اندماجات مع شركات عالمية، أخذت تفرض أسعاراً جديدة تتماشى مع الأسعار العالمية، وإذا كان هناك من يراهن على أن دخول مستوردات من بلدان كالصين التي زادت من حجم صادراتها خلال الأشهر الماضية إلى عدد من الدول في المنطقة سيؤدي إلى انخفاض الأسعار، إلا أنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار بأن الأسعار المحلية في الصين ارتفعت خلال الشهرين الماضيين، وهذا الأمر سيجعل من الصعب على الصين أن تصدّر بأسعار منخفضة ، الأمر الذي يجعلها أمام مواجهة دعاوى إغراق، كما حدث في الماضي مع الصادرات الأوكرانية، وهو أمر لا أعتقد بأنه من مصلحة الصادرات الصينية.
شكلت الارتفاعات المتواصلة للحديد الصلب قلقا كبيرا في السوق السعودي من قبل المستهلكين، وتتردد اليوم الكثير من الاتهامات التي تساق للمنتجين بأنهم يرغبون في تضخيم أرباحهم بحجة ارتفاع أسعار المواد الخام في الأسواق الدولية، وحول هذه الأزمة استضفنا المدير الإقليمي للاتحاد العربي لصناعة الصلب يونس حيدر الذي تحدث عن الحديد ومستقبل أسعاره الملتهبة .. فقال أن أسعار الصلب تشكل أزمة غير وقتية .. وقد يكون من الصعب اعتبار ما تمر به أسعار الصلب أزمة وقتية، حيث أن هذه الدورة من الارتفاع في الأسعار مستمرة منذ عام 2004، وهي مرشحة للاستمرار في نفس الاتجاه ولو لفترة يصعب تحديد مدتها الزمنية، كما أن أسعار الصلب لم تعد تخضع لدورة اقتصادية محددة زمنياً، وإنما تتغير يوماً بعد يوم، وحسب معطيات السوق.
التغيير يخضع لاعتبارات
وأضاف: قد يكون من الممكن القول بأن أي تغيير في اتجاهات الأسعار المستقبلية، سيخضع لاعتبارات تتعلق بحجم الطلب والعرض في السوق، وكذلك أيضاً لاعتبارات اقتصادية وسياسية يصعب التنبؤ بها، حيث أن حالة الازدهار الاقتصادية تفرض ازدهار صناعة الصلب، وهذا يعني زيادة في الطلب على منتجات الصلب قد ينجم عنها تحسن أسعار الصلب أو في أحسن الأحوال استقرارها عند الحدود التي وصلت إليها، ودون أن يعني ذلك العودة إلى مستويات سعريه سابقة، هذا ما لم تحدث تطورات مفاجئة وغير متوقعة قد تؤثر سلباً على حالة الازدهار التي تعيشها المنطقة.
المنتجات بأسعار معقولة
وحول قمة الصلب العربي بمسقط، والنتائج التي توصلت إليها قال حيدر: ما يهم المستهلك العربي في مثل هذه الظروف التي تعيشها أسواق الصلب، هو ضمان توفير احتياجاته من منتجات الصلب، والحصول على هذه المنتجات بأسعار معقولة، وهذان الأمران يشكلان الآن مشكلة ويمكن أن نقول "أزمة" بالنسبة لأسواق الصلب، فالمعروض من المنتجات هو بشكل عام أقل من الطلب، والأسعار تسير في اتجاه الصعود، وهو ما يشكل مصدر قلق للمستهلك أينما كان، ولا أعتقد أن أي مؤتمر مهما كان نوعه، يستطيع أن يقدم نتائج مباشرة تسهم في إيجاد حلول لهذه الحالات وبشكل خاص فيما يتعلق بأسعار الصلب، علماً بأن طبيعة المؤتمرات وما يتم خلالها من تقديم أوراق عمل أو من مناقشات، إنما تتركز على طرح الأفكار وتبادل وجهات النظر، وإلقاء المزيد من الأضواء على التطورات والقضايا التي تعيشها هذه الصناعة، وليس على تقديم الحلول، سواء للمنتج أو للمستهلك، وفي هذا السياق يمكن أن نضع مؤتمر الاتحاد في مدينة مسقط الذي شهد مشاركة قوية من أكثر من 300 مشارك من 37 دولة، و 175 شركة من مختلف القارات، وقدمت خلاله 33 ورقة عمل، وكان مؤتمراً ناجحاً ليس بمفهوم تقديم الحلول، وإنما من خلال فتح النوافذ أمام جميع القضايا المطروحة في مجال هذه الصناعة، بما في ذلك ارتفاع أسعار منتجات الصلب.
أهمية التنسيق بين الأطراف
وتابع يقول: ناقش المؤتمر عدداً من الموضوعات التي تهم صناعة الصلب العربي بشكل أساسي من حيث التعرف على واقع هذه الصناعة ومشروعاتها الجديدة، وآفاق التطور المستقبلي، وكان من بين النتائج التي توصل إليها في هذا المجال التركيز على أهمية التنسيق بين منتجي الصلب في الدول العربية لمواجهة سياسات الاندماجات التي أخذت تشكل اتجاهاً متسارعاً على المستوى العالمي، في حين ما زالت صناعة الصلب العربية تواجه التجزئة، وضعف التوجه نحو الاندماج، كما ركز المؤتمر على أهمية التنسيق فيما يخص تحقيق أكبر استفادة ممكنة من المواد الأولية المتواجدة في البلدان العربية، وخاصة استغلال خامات الحديد المتواجدة في العديد من الدول العربية، كما ركز المؤتمر على أهمية قيام صناعات مستهلكة لمنتجات الحديد والصلب في الدول العربية تتماشى مع التوسع المستقبلي لهذه الصناعة في الدول العربية.
تناولنا أسعار الحديد
وعاد للحديث عن ارتفاعات الحديد ومناقشته فقال: لا يمكن لأي مؤتمر للصلب أن يتجاهل ما تشهده أسعار الحديد والصلب من ارتفاع مستمر، حيث تم تناول هذا الموضوع في أكثر من مناسبة، وحتى في الكلمات الافتتاحية للمؤتمر، وإن كان الاتجاه العام بالنسبة لكل ما قيل حول هذا الموضوع يعكس حقيقة أن الأسعار لم يعد تحديدها يتم بموجب قرارات، وإنما هي رهن لاتجاهات العرض والطلب في السوق العالمية، حيث أن الأسعار أصبحت بالرغم من التمايز الإقليمي بين منطقة وأخرى، خاضعة للاتجاه العام الذي ترسمه الأسواق العالمية، بمعنى أن الأسعار أصبحت معولمة إلى حد بعيد.
الصعود ليس في الخليج فقط
وأضاف: صعود الأسعار ليس مقتصراً فقط على منطقة الخليج العربي، وإنما هو صعود عالمي حيث يتم الحديث الآن عن سعر يتجاوز الـ 640 دولارا للطن في معظم المناطق، بزيادة 60 دولارا عن سعر بداية العام، وكما يبدو، فإن أسعار الصلب مستمرة في اتجاهها نحو الارتفاع، وقد يبدو هذا الارتفاع أكثر وضوحاً في المنطقة العربية بالنسبة للمنتجات الطويلة التي تشهد زيادة قوية في الطلب على هذه المنتجات التي يتم استهلاكها في قطاع البناء الذي يشهد طفرة غير مسبوقة في معظم الدول العربية، وبشكل خاص في دول الخليج العربي التي تعتبر من بين أكثر المناطق العالمية استهلاكاً لمنتجات الصلب الطويلة، ويكشف استهلاك الصلب من المنتجات الطويلة في عدد من بلدان الخليج العربي كالإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر عن تطور كبير في أرقام الاستهلاك، الأمر الذي ضاعف حجم المستوردات من السوق العالمية، وأظهر بشكل واضح عدم قدرة الإنتاج المحلي على تلبية الاحتياجات المتزايدة، مما سرّع في إقامة العديد من المشاريع الجديدة، وخاصة من المنتجات الطويلة بهدف تلبية احتياجات الأسواق، وكانت النتيجة الطبيعية لزيادة الطلب وعدم قدرة الإنتاج المحلي على تلبية احتياجات السوق، أن أصبحت الأسعار تحت سيطرة الجهات التي تقوم بالتصدير، وتحت تأثير العرض والطلب في الأسواق.
مسببات متنوعة
وعن المسببات الحقيقية للارتفاع تحدث يقول: قد يكون هذا أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع الأسعار، ولكن هناك أسباباً أخرى تكمن في زيادة تكاليف المدخلات، التي تشكل عنصراً رئيسياً حاكماً بالنسبة لصناعة الصلب في الدول العربية التي تعتمد في جزء رئيسي من مدخلاتها على الاستيراد من الأسواق العالمية، وكما هو معروف، فقد تجاوزت أسعار عروق الصلب المستوردة من الأسواق العالمية خلال مارس من هذا العام الــ 540 دولارا للطن، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن، كما زادت أسعار الخردة ووصلت إلى 370 دولارا للطن، كما ارتفعت أسعار جميع بدائل الخردة وزادت معظم المواد المستخدمة في صناعة الصلب بنسب متفاوتة، وهذا ما جعل أسعار الصلب تأخذ اتجاهاً مستمراً في الصعود وعدم الاستقرار ، مما شكل ضغطاُ قوياً على القطاعات المستهلكة للصلب، وفي مقدمتها قطاع البناء ومشاريع البنية التحتية التي تحظى بالحصة الأكبر في الاستهلاك على المستوى العربي.
واستطرد يقول: ما أود أن أقوله هنا، هو أن ارتفاع الأسعار غير مقتصر على منطقة واحدة في العالم، حيث شهدت معظم الدول في العالم بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا ، ارتفاعات كبيرة، وإن كانت هذه الأخيرة قد شهدت بعض الانخفاض في أسعارها خلال نهاية العام الماضي، إلا أن عام 2007 شهد عودة إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات جديدة، وهي مرشحة للزيادة خلال الربع الثاني من هذا العام، حيث أعلنت عدة شركات أوروبية وأمريكية عن خطط لزيادة في الأسعار تصل إلى حوالي 40 دولارا للطن. وأوجدت هذه الوضعية ارتفاعا مستمرا في الأسعار، والتي تبدو بالنسبة للبعض غير مبررة، واوجدت نوعاً من القلق بالنسبة لمستخدمي الصلب مما تسبب في توقف، أو تراجع عمليات الشراء غير الضرورية من منتجات الصلب.
تراجع الحديد الأمريكي
وحول ارتفاع أسعار الحديد بمنطقة الخليج والكثير من الدول العربية، رغم تراجع أسعاره في الأسواق الأمريكية، وفي ظل زيادة الطاقة الإنتاجية بمنطقة الخليج وإيران ومصر ومنطقة الاتحاد السوفيتي السابق، وكذلك الصين التي أصبحت اليوم منتجا و مصدرا كبيرا مما جعل المصنعين الأمريكيين يدرسون مع حكومتهم اتخاذ إجراءات حمائية، تحدث حيدر فقال: لا أستطيع القول بأن قمة الصلب في مسقط هي قمة منتجين فحسب، وإن كانت الجهة المنظمة للمؤتمر، وهي الاتحاد العربي للحديد والصلب تضم بشكل رئيسي أهم المنتجين للصلب في العالم العربي، حيث يشكل إنتاج الشركات الأعضاء في الاتحاد أكثر من 90% من إنتاج الصلب في الدول العربية. والاتحاد يضم في عضويته أطراف صناعة الصلب الرئيسيين من منتجين ومستهلكين وتجار، حيث يرى الاتحاد بأن تنمية صناعة الصلب التي تشكل جوهر نشاطات الاتحاد، ولا يمكن أن تنهض بغير التعاون بين هذه الأطراف الثلاثة، ولكل من هذه الأطراف دوره في تنمية هذه الصناعة، ومن هنا كان أحد المحاور الرئيسية في المؤتمر، هو الصناعات المستهلكة أو المستخدمة لمنتجات الصلب كصناعة السيارات وصناعة الأنابيب، حيث ركز الاتحاد من خلال ورقة العمل التي قدمت حول هذا الموضوع على أهمية تنمية القطاعات المستهلكة للصلب، بهدف إيجاد التوازن بين القطاعات المنتجة والمستهلكة في مجال هذه الصناعة، ويمكن أن نؤكد هنا بأن صناعة الصلب تستهدف أساساً تنمية حاجات المستهلكين، والمستهلك هو الهدف الأساسي الذي تتوجه إليه هذه الصناعة، ولا يصح القول بأنه كان مؤتمراً للمنتجين فحسب، أو أنه كان ضد المستهلكين، وإنما كان حقيقة مؤتمر حوار موضوعي بين جميع الأطراف المشاركة في هذه الصناعة.
إجراءات الاتحاد لخفض الأسعار
وحول الإجراءات التي أتخذها الاتحاد العربي حيال هذا الارتفاع الجنوني للأسعار في المنطقة العربية وخاصة الخليجية منها والتي تشهد انتعاشا عمرانياً كبيراً أشار حيدر إلى انه من الصعب القول بأن هناك إجراءات فورية سيكون من شأنها تخفيض الأسعار، حيث أن المرادف لما نشهده من ازدهار عمراني، ومن زيادة في الطلب على منتجات الصلب، وزيادة في المستوردات، وفي أسعار المدخلات، وأسعار المواد الأولية ، وهي كلها مرادفات ستقود إلى ارتفاع الأسعار، وحتى المستوردات التي كانت تصل من بعض دول الاتحاد السوفياتي السابق قبل فترة قصيرة وخلال العامين الماضيين إلى أسواقنا بأسعار متدنية، أصبحت الآن في المستويات العالمية للأسعار، نتيجة لتحسن الطلب سواء في الأسواق المحلية، وأيضاً نتيجة لسيطرة عوامل جديدة كالدخول في اندماجات مع شركات عالمية، أخذت تفرض أسعاراً جديدة تتماشى مع الأسعار العالمية، وإذا كان هناك من يراهن على أن دخول مستوردات من بلدان كالصين التي زادت من حجم صادراتها خلال الأشهر الماضية إلى عدد من الدول في المنطقة سيؤدي إلى انخفاض الأسعار، إلا أنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار بأن الأسعار المحلية في الصين ارتفعت خلال الشهرين الماضيين، وهذا الأمر سيجعل من الصعب على الصين أن تصدّر بأسعار منخفضة ، الأمر الذي يجعلها أمام مواجهة دعاوى إغراق، كما حدث في الماضي مع الصادرات الأوكرانية، وهو أمر لا أعتقد بأنه من مصلحة الصادرات الصينية.