تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دول منتدى الغاز تطمئن المستهلكين إلى عدم إنشاء تكتل على غرار "أوبك"



أبوتركي
10-04-2007, 01:32 AM
إشارات متضاربة ومواقف متباينة
دول منتدى الغاز تطمئن المستهلكين إلى عدم إنشاء تكتل على غرار "أوبك"




أعطى وزراء الطاقة في الدول المصدرة للغاز الذي يجتمعون في الدوحة أمس تطمينات الى أسواق الغاز العالمية بأن الدول التي يجمعها منتدى الغاز العالمي “لن تشكل كارتلا للغاز” يضر بمصالح الدول المستهلكة للغاز.وجاءت تصريحات معظم الوزراء على هامش منتدى الدول المصدرة للغاز الذي بدأ أعماله في الدوحة أمس لتؤكد أن الدول الأعضاء ليست بصدد انشاء أي تكتل يضر بمصالح الدول المستوردة للغاز.وقد نشأت مخاوف الدول المستهلكة والمنظمات المعنية بشؤون الطاقة نتيجة تردد أنباء بأن دول المنتدى تريد إنشاء منظمة للغاز على غرار منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”. أكد الوزراء الموجودون في الدوحة أن الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز لن يخرجوا عن الأهداف الأساسية للمنتدى وهي زيادة التعاون بين الدول الأعضاء في مجال صناعة الغاز والتعاون مع الدول المستهلكة لتوفير الكميات المطلوبة من الغاز للأسواق العالمية التي تشهد مزيداً من الطلب على الغاز بفعل تطور الاقتصاد العالمي والبحث عن الطاقة النظيفة. وقال محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة رئيس مؤتمر أوبك رئيس وفد دولة الإمارات الى منتدى الدول المصدرة للغاز ان اجتماع الدوحة هو اجتماع دوري ولا يخرج عن سياق المنتديات السابقة والأهداف العامة للمنتدى في التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء وتبادل المعلومات في مايخص التطورات التكنولوجية والفنية في صناعة الغاز والتنسيق فيما بينها فيما يتعلق بالحوار مع الدول المستهلكة للغاز. وأعرب عن تفهمه لمخاوف الدول المستهلكة للغاز وخصوصاً الدول الأوروبية منها بعد المشكلات التي واجهتها هذه الدول خلال العامين الماضيين من حدوث تقطع في امدادات الغاز الى بعض هذه الدول بسبب تطورات مختلفة وقال “نحن شركاء مع الدول المستهلكة للغاز وكل ما يهمنا هو إزالة أي تحسس أوتخوف لدى هذه الدول”.ولفت الى أن مشاركة دولة الإمارات في المنتدى تنبع أساسا من ايمانها بضرورة التعاون بين المنتجين والمستهلكين في جميع مجالات الطاقة وقال إن تواجدنا في هذا المنتدى يعطينا الفرصة للاطلاع على تجارب الآخرين والتنسيق معهم بما يحقق استقرار أسواق الغاز العالمية. وأشار الهاملي الى أن الطلب على الغاز يرتفع في منطقة الشرق الأوسط والخليج عموما بسبب التطورات الاقتصادية المتنامية في دول المنطقة وقال إن الطلب قوي على الغاز في جميع الدول وهي في بحث مستمر عن مصادر آمنة للغاز، مؤكدا أن مشروع دولفين لاستيراد الغاز القطري الى دولة الإمارات يسير وفق البرنامج الزمني المحدد له ومن المقرر أن ينقل خط دولفين 3،5 مليار قدم من الغاز الطبيعي الى الطويلة في امارة أبوظبي.كما أكد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة رئيس المنتدى أن الدول المصدرة للغاز تهدف الى طمأنة الدول المستهلكة للغاز بأن التعاون القائم بين الدول المنتجة هدفه توفير كميات اضافية من الغاز للأسواق العالمية.

ومن جهته أكد شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري أن الوقت الحالي لا يسمح بإنشاء منظمة للغاز على غرار منظمة “أوبك”، مشيرا الى إن هذه الفكرة يمكن أن تصبح أكثر جدوى مع تطور صناعة الغاز المسال في العالم. واستبعد وزير الطاقة الروسي فيكتور كريتسنكو توقيع الدول الأعضاء في المنتدى أي وثائق رسمية جديدة لانشاء منظمة معنية بالغاز، موضحا ان اجتماع الدوحة خطوة أخرى باتجاه اقامة حوار فعال بشأن الطاقة لخفض المخاطر في العلاقات بين المستهلكين والموردين، متمنيا ان يكون هذا المنتدى جزءا من حوار الطاقة العالمي. وأضاف الوزير الروسي أن تعاملات الغاز تعتمد على امدادات طويلة الأجل عبر خطوط أنابيب مما يجعل من الصعب تشكيل اتحاد مشابه لمنظمة “أوبك” في سوق النفط الأكثر تقلباً.وقد جاءت الكلمات الرسمية الافتتاحية للمؤتمر خالية من أي “اشارات” الى امكانية حتى التفكير في انشاء منظمة خاصة بالغاز في الوقت الحالي على الأقل وإنما ركزت على الحوار والتعاون بين المنتجين وبين الدول المستهلكة.وركز جدول أعمال المنتدى في دورته السادسة على وضع آليات وبرامج لتطوير التعاون بين الدول الأعضاء الذي يؤكد انتفاء الفكرة التي راجت حول توجه الدول الأعضاء في المنتدى الى تشكيل تكتل جديد للدول المنتجة والمصدرة للغاز.وكان كبار منتجي الغاز بحثوا أمس فكرة تحويل المنتدى الذي يربطهم الى تكتل على غرار منظمة أوبك المنتجة للنفط ولكنهم سعوا في الوقت نفسه الى طمأنة المستهلكين الى ان الوضع سيظل على ما هو عليه في الوقت الحالي.

ورفضت قطر مضيفة المؤتمر وصاحبة ثالث أكبر احتياطيات غاز في العالم فكرة التجمع وأصرت على ان منتدى الدول المصدرة للغاز سيعمل لما فيه مصلحة المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

وقال وزير الطاقة القطري عبد الله بن حمد العطية للصحافيين قبل بدء الاجتماع في العاصمة القطرية إنه يكره كلمة تكتل.وذكر أن الفكرة ستناقش في الاجتماع وأن جدول الاعمال مفتوح، لكنه شدد على ضرورة التعاون بين المنتجين والمستهلكين.ودعا العطية الى العمل على زيادة التعاون لتحقيق استقرار السوق ومنح الثقة للمستهلكين مطالباً بإصدار بيان ايجابي موجه للعملاء مفاده أن المنتجين معهم وليسوا ضدهم.وكانت ايران قد اثارت مجددا فكرة تحويل تجمع منتجي الغاز الى تكتل أقوى نفوذا في يناير/ كانون الثاني الماضي وسرعان ما تبنى وزراء طاقة اكثر تشدداً الفكرة.وقال وزير الطاقة الايراني كاظم وزيري هامانه “نحن نعتقد ان مثل هذه المنظمة ستكون مفيدة. هناك مقترحات بهذا الشأن ولكنها ستكون عملية طويلة”.كما ايدت فنزويلا فكرة اقامة تكتل لمنتجي الغاز في الوقت الذي تسعى فيه مع بوليفيا الى اقامة تجمع اقليمي لمنتجي الطاقة في امريكا الجنوبية.وقال وزير الطاقة الفنزويلي رفاييل راميريز “اعتقد انها فكرة جيدة للغاية. فالغاز ثاني مصدر للطاقة في العالم”.ولا تصدر ايران ولا فنزويلا الغاز رغم انهما تملكان احتياطيات كبيرة منه. وينتظر ان يطور البلدان هذه الاحتياطيات يوما ما.ورغم ان الرئيس الروسي وصف فكرة التكتل المقترح في وقت سابق من هذا العام بأنها مثيرة للاهتمام فقد هونت روسيا أكبر مصدر للغاز في العالم من شأن الاقتراح.وقال وزير الطاقة الروسي فيكتور خريستنكو في مطلع الأسبوع إن روسيا ليس لديها أي نية للتحكم في الأسعار على حساب الدول المستهلكة.وقال في موسكو يوم السبت انه يريد أن يشكل منتدى منتجي الغاز جزءا من حوار الطاقة العالمي بين المنتجين والمستهلكين.ورفض خريستنكو التعليق على الأمر منذ وصوله الى الدوحة.وقال محللون إنه يتعين على روسيا طمأنة عملائها بأنها مصدر جدير بالاعتماد عليه خاصة وانها قطعت صادرات الطاقة الأوروبية مرتين في اطار خلافات بشأن التسعير مع الدول التي تمر عبرها امدادات الطاقة.ومنذ تكوينه في عام 2001 لا يعتبر المحللون منتدى منتجي الطاقة أكبر من محفل لتبادل الاحاديث رغم ان أعضاءه يضخون نحو 60 في المائة من صادرات الغاز العالمية.ورغم تنامي أهمية الغاز كمصدر للطاقة فإن المحللين لا يتوقعون ان يتمخض اجتماع اليوم عن أي قرارات جذرية.وقال عدة وزراء إن احتمال تحول المنتدى الى تكتل على غرار أوبك فكرة غير عملية نظرا لأن منتجي الغاز يمدون مناطق مختلفة من العالم ويحددون عادة الأسعار على أساس العقود طويلة الأجل.وقال وزير الطاقة الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو “الغاز والنفط مختلفان”.واتفق معه وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل قائلا إن هناك سوقاً صغيرة نشطة للغاز ولكن هذا لا يبرر إقامة منظمة على غرار أوبك.ويرى المحللون في الغاز الطبيعي المسال خطوة نحو قيام سوق غاز عالمية أكثر حركة ونشاطاً.ويمكن شحن الغاز المسال الى أسواق مختلفة ولذا فهو أكثر مرونة بكثير من الغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب والذي يتم توريده لأصحاب العقود طويلة الأجل. ومنذ العام الماضي عندما انتزعت الصدارة من إندونيسيا أصبحت قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.