المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنتجون يثيرون غضب أميركا وأوروبا ...انتاج الغاز العالمي ..



أبوتركي
10-04-2007, 01:57 AM
المنتجون يثيرون غضب أميركا وأوروبا

انتاج الغاز العالمي .. هل تحكمه منظمة على غرار أوبك؟


10/04/2007 الدوحة ـ القبس:

هناك جدل متصاعد لم ينقطع منذ أشهر يدور حول امكان تأسيس منظمة للغاز على غرار أوبك.
وهناك ثلاثة أطراف رئيسية تقف وراء هذا الجدل باعتبارها أكبر الدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي وهي روسيا وايران اللتان تؤيدان الفكرة، وقطر التي تتحفظ عليها.

تكهنات

وأعلن وزير الطاقة الروسي فيكتور كريستينكو، أن أكبر مصدري الغاز في العالم لا يعتزمون توقيع أي وثائق رسمية عندما يجتمعون في الدوحة وقال 'نحن نعتبر هذا الاجتماع خطوة أخرى الى الامام باتجاه اقامة حوار فاعل بشأن الطاقة لخفض المخاطر في العلاقات بين المستهلكين والموردين'.

وأضاف: 'اننا نريد من هذه المنظمة أن تشكل جزءا من حوار الطاقة العالمي' وأشار الوزير الروسي الى أن تعاملات الغاز تعتمد على امدادات طويلة الأجل عبر خطوط أنابيب مما يجعل من الصعب تشكيل اتحاد مشابه لتكتل 'أوبك' في سوق النفط الأكثر تقلبا.

وردا على سؤال بشأن أسباب الغضب في أنحاء غرب أوروبا بسبب فكرة تشكيل تكتل للغاز على غرار 'أوبك' قال كريستينكو: يستفيد بعض الناس من تصوير روسيا كوحش لصرف انتباه الناس عن مشكلاتهم. هذه خدعة سياسية تقليدية.

ويظن المحلل الروسي مكسيم شاين أن انشاء منظمة تضم البلدان المصدرة للغاز على غرار منظمة البلدان المصدرة للنفط 'أوبك' أمر مستحيل لأن الاتجار بالنفط شيء والاتجار بالغاز شيء آخر، وكان بعض الساسة قد اقترحوا أن توقع كبرى الدول المصدرة للغاز وهي روسيا وايران والجزائر وقطر وفنزويلا اتفاقا رسميا لتأسيس تكتل على غرار منظمة البلدان المصدرة للبترول 'أوبك'، في محاولة للتأثير في أسعار الغاز.

موسكو وطهران

وكان آية الله علي خامنئي قد ذكر ان موسكو وطهران قد تطلقان مثل هذا التجمع باعتبار أنهما تمتلكان أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي في العالم تمثل في مجموعها نصف احتياطيات العالم. وقال سيرجي ياسترزيمبسكي المستشار البارز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الاتحاد الأوروبي ان جميع التكهنات بخصوص هذا الأمر من اختلاق صحافيين غربيين. وأضاف في تصريحات للصحافيين في موسكو 'انها احدى الألعاب المفضلة لدى الاعلام الغربي.. أن يبحث عن الشر في روسيا... أي حديث عن مثل تلك التحالفات هو جزء من هذه اللعبة'. غير ان خبراء ذكروا انه من الممكن أن يعلن المنتدى ولادة منظمة تضم مصدري الغاز.

ودعا النائب الروسي فاليري يازيف الى ضرورة انشاء 'أوبك للغاز' قائلا: 'اذا لم نضع أصول اللعبة للوصول الى موارد الطاقة فسوف تنشب حرب'.. لاسيما ان عدد مؤيدي فكرة 'أوبك للغاز' يتزايد.

ويرى النائب فاليري يازيف أنه سوف يتعين على الأعضاء في المنظمة المستقبلية التنسيق فيما بينهم بخصوص مواعيد وضع حقول الغاز الجديدة على الانتاج. وفي رأي المحلل فاليري نيستيروف فان التوصل الى اتفاق بشأن مواعيد وضع حقول الغاز على الانتاج أمر صعب. ويقول المحلل أنه لا يستطيع أن يتخيل أن "توافق قطر، مثلا، أو أستراليا على تأخير تنفيذ مشاريعها لارضاء روسيا'. ويرى الخبراء امكان تكوين اتحاد يجمع البلدان المنتجة للغاز كتكتل يوازن تكتل البلدان المستهلكة. مصالح المستهلكين.. مصونة

هون منتجو الغاز بمن فيهم روسيا والجزائر مرارا من شأن احتمال تشكيل تجمع على غرار أوبك وهو ما يعود جزئيا الى أن سوق الغاز الطبيعي تهيمن عليه عقود طويلة الأجل.
ويبدو أن فكرة انشاء كارتيل للغاز على غرار منظمة أوبك قد بدأت تشغل بال مستوردي الغاز أكثر من مصدريه. وترى بعض البلدان الأوروبية ومعها الولايات المتحدة أن بوسع روسيا وايران وقطر والجزائر انشاء مثل هذا التكتل.

ويرى مستوردو الغاز الكبار أن تنسيق المواقف بين اللاعبين الكبار في سوق الغاز تضر بمصالحهم ناهيك عن انشاء مثل هذا الكارتيل. وأثارت تلك الاقتراحات غضب كثير من البلدان الأوروبية التي عانت العام الماضي من انقطاعات في امدادات الغاز الروسية خلال النزاع بين موسكو وأوكرانيا بشأن الأسعار، الذي اندلع خلال واحد من أشد فصول الشتاء المسجلة من حيث درجة برودته.

قلق واشنطن

وفي خطوة تعبر عن قلق واشنطن من هذه الفكرة ذكرت نائبة رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي ايليانا روس ليتينين أن انشاء كارتيل للغاز على غرار منظمة أوبك بمشاركة روسيا وغيرها من البلدان يشكل تهديدا طويل الأمد لإمدادات الطاقة في العالم.

ودعت ليتينين ادارة الرئيس جورج بوش الى صياغة استراتيجية مشتركة مع حلفاء الولايات المتحدة لمواجهة هذه الخطوة. وأكدت ضرورة تنشيط التعاون مع بلدان آسيا الوسطى 'لمد أنابيب لنقل الغاز، وتشييد البنى التحتية الأخرى التي تخلصهم من التبعية لروسيا وايران وغيرهما من البلدان في مجال تصدير الغاز' على حد قولها.

الموقف الاوروبي

يرى مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التجارة البريطاني بيتر ماندلسون أنه بوسع انشاء "كارتيل للغاز" أن يعطي اشارة غير صائبة لمستهلكي الغاز الطبيعي في العالم. وقال ماندلسون في حديث صحفي في موسكو في السابع والعشرين من الشهر الماضي: 'عندما يجري الحديث حول كارتيل فيعني ذلك اعادة التنظيم الذي يحاول كسب امتيازات عن طريق فرض هيمنته في السوق'.

وأوضح المفوض الأوروبي: 'لا أعتقد أنه يتعين على منتجي الغاز توجيه هذه الاشارة بالذات لأنها سترغم المستهلكين على الشعور بأنهم غير واثقين بأنفسهم وعدم الثقة هذا سيعود بدوره على المنتجين الذين سيكونون في وضع غير مستقر'. وقال انه 'من الأفضل تثبيت قواعد تجارية واضحة تنظم بيع وتوريد السلع كافة بما فيها موارد الطاقة وبالتالي الغاز'.

وكالة الطاقة

ويأتي أغلب نمو الطلب على الغاز من محطات توليد الكهرباء، اذ جعلت التوربينات التي تعمل بالغاز لتوليد الطاقة باستخدامه أكثر كفاءة من أي وقت مضى.

وتظهر بيانات وكالة الطاقة الدولية أن الغاز أنتج 20% من الكهرباء المولدة في العالم عام 2004 ارتفاعا من 12% عام 1973، كما ارتفع نصيب الغاز من مجمل استهلاك الطاقة بالعالم الى 16% من 14.6% في الفترة نفسها. وتتوقع الوكالة أن يوفر الغاز 21.5% من الكهرباء الأساسية في العالم عام 2010 و24.2% عام 2030.

ويقول محللون ان مصر ثامن أكبر مصدر للغاز في العالم تواجه أيضا النمو السريع ذاته في الطلب على الغاز الذي قد يدفعها لكبح خطط زيادة الصادرات، كما أن الامارات والكويت اثنتان من بين دول الخليج العربية التي تكافح عجزا كبيرا في الغاز، وينمو الطلب على الغاز في الامارات بنحو 10 في المائة سنويا وستبدأ في الاستيراد من قطر هذا الصيف عبر خط أنابيب دولفين وتأمل أيضا في الحصول على امدادات من حقل سلمان الايراني للغاز هذا العام.
ورغم مشروعات الاستيراد تلك وخطط تعزيز الامدادات المحلية ستظل الامارات تواجه عجزا. وقال مسؤول تنفيذي بشركة دولية للنفط والغاز 'في غضون عشر سنوات يمكنك توقع عجز يبلغ 1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا في الامارات'. وسببت الأوضاع السياسية والعقوبات وتأخر أعمال الانشاء إبطاء وتيرة تنمية قطاع الغاز في ايران. وتملك ايران ثاني أكبر احتياطيات من الغاز في العالم غير أنه من غير المرجح لها أن تكون مصدرا كبيرا لمدة عشر سنوات كما لن تتمكن من توفير تعويض سريع للعجز في الشرق الأوسط. وقال جوسوامي 'الحصول على امدادات غاز متزايدة من ايران وقطر سيمثل تحديا صعبا للغاية لأسباب مختلفة'.

إمدادات الخليج

ويصعب قياس العجز في امدادات الغاز في منطقة الخليج العربية، اذ ان البلدان التي لا يوجد لديها ما يكفي من الغاز تستخدم بدائل أخرى. ففي الكويت والسعودية ـ على سبيل المثال ـ يتم استخدام النفط الخام وزيت الوقود ـ وأسعارهما أعلى بكثير من الغاز ـ لتشغيل محطات الكهرباء. وقال لوشيانو 'المشكلة تكمن في الضغط المكبوت للطلب.. من غير المعقول حرق النفط الخام أو زيت الوقود لتشغيل محطات الكهرباء المحلية'.

وتتجه الولايات المتحدة الى الخارج لسد احتياجاتها من الغاز الطبيعي فيما تتضاءل امدادات الغاز الاميركية والقادمة من كندا.

وتستثمر صناعة الطاقة بالولايات المتحدة مليارات الدولارات في استيراد الغاز الطبيعي من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك الشرق الأوسط.
ويقول مدير الفريق الخاص بأبحاث الغاز الطبيعي في جامعة كمبريدج مايكل زنكر انه بالرغم من أن امدادات الغاز الطبيعي بالولايات المتحدة تبدو محدودة حاليا فمن المتوقع أن تتضاعف خمس مرات في العقد القادم مما يزيد المنافسة بينها وبين أوروبا وآسيا في مجال استيراد الغاز، خاصة من منطقة الشرق الأوسط وغرب أفريقيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق.
ويضيف زنكر أن العوامل المؤثرة في تسعير النفط حاليا هي نفسها المؤثرة في تسعير الغاز، بحيث تختلط فيها عوامل تقلبات الطقس في النصف الشمالي للكرة الأرضية وسرعة نمو اقتصادات الدول الآسيوية مع عوامل الاستقرار السياسي في الدول المصدرة للغاز مثل روسيا وايران وقطر التي تملك وحدها أكثر من نصف احتياطي الغاز الطبيعي في العالم.

وتعتبر الولايات المتحدة ثالث أكبر مستورد للغاز الطبيعي في العالم بعد كوريا واليابان. كما تعتبر اسبانيا وفرنسا من المستوردين الرئيسيين أيضا، بينما ستصعد كل من الصين والهند الى القائمة في وقت قريب.

فكرة للتنفيذ..

تتوقع شركة الخدمات الاستشارية 'برايس ووتر هاوز كوبيرز' انشاء كارتيل يجمع مصدري الغاز الطبيعي بغض النظر عما يقوله السياسيون ورؤساء شركات الغاز.
ويرى خبراء الشركة أن نمو صادرات الغاز المسال الذي سترتفع حصته في سوق الغاز الطبيعي العالمية التي ستسيطر عليها خمس دول (روسيا وقطر والجزائر وماليزيا واندونيسيا) الى حوالي 38% بحلول عام 2020 هو الذي سيدفع الى انشاء 'أوبك الغاز'.
وتملك روسيا وايران وقطر مجتمعة 55.8% من احتياطيات العالم المؤكدة من الغاز الطبيعي، وبلغت نسبة اسهامها في انتاج العالم من الغاز 3.26%.

سلعة أطول عمرا من النفط

يتوقع أن يشهد الطلب على الغاز الطبيعي المسال في العالم نموا متسارعا يقدر بنسبة 10% سنويا حتى عام 2015.

ويقول كولين لايل من شركة 'غاز ماركت انسايت' لاستشارات الطاقة انه اذا ازدهرت سوق الغاز الطبيعي المسال وأصبحت القدرة على بيعه في السوق الفورية في أي مكان من العالم حقيقة واقعة فسيتحول الغاز الى سلعة عالمية.
ويرجح المحللون أن يحتفظ الغاز الطبيعي الأقل تلويثا للبيئة في الوقت الراهن بمكانته كمصدر رئيسي للطاقة مع نمو الاستهلاك بنحو 2.5% سنويا خلال العقود القليلة المقبلة. ويفيد تقرير احصائي لشركة بريتش بتروليوم بأن العالم لديه احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي تكفي استهلاكه لمدة 64 عاما بمستويات استهلاك عام 2005 بالمقارنة مع احتياطيات تكفي 40 عاما فقط من النفط الخام.

لكن أغلب الاحتياطيات العالمية من الغاز الطبيعي البالغة 180 تريليون متر مكعب توجد في المياه العميقة أو في الصحارى الشاسعة أو في دول يصعب التكهن بالتحولات السياسية فيها. وتملك روسيا 27% من احتياطيات الغاز العالمية وايران 15% وقطر 14%. ويوجد نحو 58% من اجمالي الاحتياطيات في الجمهوريات السوفيتية السابقة.
وأشار جون ميغر من شركة 'وود ماكينزي' الى أن قطر تفوقت على اندونيسيا لتصبح أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، ومن المتوقع أن تزيد انتاجها الى ثلاثة أمثاله ليبلغ 77 مليون طن بحلول عام 2011.

منتدى الدول المصدرة

أسس منتدى الدول المصدرة للغاز عام 2001 ويضم في عضويته الجزائر وبوليفيا وبروناي ومصر واندونيسيا وايران وليبيا وماليزيا والنرويج (بصفة مراقب) وسلطنة عمان وقطر وروسيا وترينيداد وتوباغو والامارات العربية المتحدة وفنزويلا. واجتماع الدوحة الدورى لنادي البلدان المصدرة للغاز يحضره ممثلو البلدان التي تملك أكثر من 70% من احتياطي العالم من الغاز الطبيعي.

ويقول محللون ان مصدري الغاز لا يملكون أرضية مشتركة كافية للعمل معا مثل منظمة أوبك، نظرا لتجزئة السوق وارتباط الامدادات بعقود طويلة الأجل. لكن بزوغ سوق عالمية فورية للغاز الطبيعي المسال من شأنه أن يوجد سعرا عالميا، وفي نهاية الأمر يشكل أساسا لتنسيق أوثق بين بعض المنتجين.

المنافسة وحاجة اميركا

ستحتاج الولايات المتحدة الى استيراد أكثر من 10 مليارات قدم مكعبة (3مليارات متر مكعب) من الغاز يوميا في عام 2015 لتلبية احتياجات الطلب المحلي المتزايد وهي كمية أكبر من تلك التي سوف تستوردها من كندا في ذلك الوقت عبر خطوط الغاز.
وتفيد التوقعات باشتعال المنافسة في السوق الفورية للغاز الذي يحظى الآن بنصيب ضئيل من تجارة الغاز الدولية.

وعادة ما يتم توجيه ناقلات الغاز في مثل هذه السوق في وقت قصير الى المكان الذي يعرض سعرا أعلى.

وشرعت شركات الطاقة الكبرى مثل اكسون موبيل وشل وبريتيش غاز ببناء شبكة ضخمة للتوسع في واردات الغاز الى الولايات المتحدة التي تمتلك حاليا خمس محطات لاستقبال الغاز المسال، في الوقت الذي يجري فيه بناء أربع محطات أخرى وهي ضرورية لاعادة الغاز المسال الى حالته الغازية لضخه عبر الولايات، وفي قطر تم وضع حجر الأساس في فبراير الماضي في مدينة رأس لفان الصناعية لمشروع غاز 2 وهو أضخم مشروع للغاز الطبيعي المسال في العالم.