البنوك تهرول نحو الالتزام بقواعد الشريعة الإسلامية
البنوك تهرول نحو الالتزام بقواعد الشريعة الإسلامية
أيمن جمعة:
يبدو ان مستقبل صناعة البنوك في المنطقة سيتمركز في المصارف الاسلامية· ويقول لويس ماير رئيس عمليات التجزئة في البنك التجاري الوطني السعودي ''أوقن تماما بان الخدمات المصرفية الاسلامية هي الخيار المفضل في مجال التجزئة· واتوقع خلال خمسة أعوام فقط ان يكون التوجه نحو المصارف الاسلامية هو التيار الوحيد في صناعة البنوك''·
ويعزو ماير هذا التيار القوي الى سلسلة عوامل في مقدمتها التنامي المستمر في البنوك الاسلامية بفضل الطلب القوي عليها، واعتراف البنوك بان اطلاق منتجات وخدمات تلتزم بالشريعة يوسع من قاعدة عملائها ومن ثم يزيد معدلات الربحية·
ويظهر التحول الكبير نحو البنوك والخدمات المصرفية الاسلامية في قطاع خدمات التجزئة بما في ذلك الاقبال على الخدمات التي تحكمها المبادئ الاسلامية· كما يظهر هذا التحول في ضعف وتيرة نمو الخدمات التي تقدمها البنوك التقليدية· ويقول ماير ''كل فروع البنك التجاري الوطني السعودي وعددها نحو 300 فرع في المملكة تلتزم بقواعد الشريعة في تعاملاتها المصرفية لكي تقنع العملاء بالتعامل معها''·
ويقول يحيى السليمان رئيس العمليات في بنك الاستثمار السعودي الذي يعكف على خطة طموح لزيادة خدمات التجزئة ''الضغط من اجل التحول الى الخدمات الاسلامية يجيء من المتعاملين· والمفارقة ان من المربح أكثر ان ننفذ الاعمال على الطريقة الاسلامية· أي ان هذه الطريقة تنطوي على فوائد مالية''· ويقدم البنك نموذجين من القروض· لكن خمسة في المئة فقط من العملاء يختارون القروض او الخدمات غير الاسلامية·
والخبرات التي توصل اليها البنك التجاري الوطني السعودي ليست فريدة من نوعها· ويقول الخبير المصرفي عمر كمال ''ما يتراوح بين 75 % و80% من العملاء يتوجهون الى الخدمات الاســـلامية اذا كانت مساوية للخدمات التقليدية· والبنوك الاسلامية تبدأ الان في طرح نفس الخدمات التي تقدمها البنوك التقليدية''·
وفي مواجهة معدلات نمو للبنوك الاسلامية تزيد على 10% واتساع حصة السوق، فان كثيرا من البنوك التقليدية بدأت تفكرة في تقديم بعض الخدمات التي تلتزم بقواعد الشريعة· ويقول كمال ''يمكننا توقع المزيد من التحول الى الخدمات الاسلامية والبنوك الاسلامية بفضل ارتفاع اسعار النفط وزيادة السيولة· ستندهش لو ذكرت عدد البنوك الاسلامية الجديدة المقرر اقامتها في البحرين وعدد البنوك التي تريد التحول الى الخدمات والسلع الاسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي''· وحدث التحول الاكبر الى الخدمات المصرفية الاسلامية خلال الخمس سنوات الاخيرة، وتركز بشكل اساسي في البنوك التي يوجد مقرها في الخليج·
ومن البنوك التي تحولت بالكامل الى النظام المصرفي الاسلامي، بنك الشارقة الاسلامي الذي كان يعرف فيما مضى باسم ''بنك الشارقة الوطني'' وبنك الامارات الاسلامي · كما حصل بنك رأس الخيمة التجاري على موافقة بالتحول الى تقديم الخدمات الاسلامية·
وقد تبدو مهمة التحول من النظام المصرفي التقليدي الى الاسلامي مسألة شاقة· لكن كمال يقول إن الامر لا يستغرق سوى فترة تتراوح بين تسعة أشهر وعام واحد· وقبل ان يغير البنك ميثاقه ليتماشى مع قواعد الشريعة، فانه يتعين على المؤسسة ان تحصول على موافقة من حملة الاسهم والسلطات المنظمة للحياة المصرفية· ورغم اننا في فترة تتقلص فيها اصدار تراخيص مصرفية فقد وافقت السلطات في الكويت على ثلاث مؤسسات مصرفية اسلامية· وبعد الحصول على الموافقات تتم صياغة استراتيجية التحول الى المعاملات المصرفية الاسلامية وتعيين لجنة للاشراف على العملية·
وبعد اكتمال مراحل هذه العملية تدخل المؤسسات في تحد لتقديم خدمات مصرفية اسلامية مثل بطاقات الائتمان على سبيل المثال التي يعزف البعض عن استخدامها لانها غير اسلامية· ويقول الخبراء ان خدمات البنوك الاسلامية لا تزال قاصرة على نطاق محدود مثل الرهن العقاري وقروض السيارات·
ولا يرى كمال ما يمنع البنوك الدولية التي تستهدف منطقة الخليج من تقديم خدمات مصرفية اسلامية· ويتساءل قائلا ''لماذا لا يتحولون الى الخدمات التي تلتزم بالشريعة· يمكنهم بمثل هذه الاستراتيجية الحصول على موطئ قدم في هذه المنطقة الحيوية''·
