دراسة لمجلس التخطيط

الراية القطرية:

كشفت أحدث دراسة لمجلس التخطيط أن الفقر المطلق يكاد يكون معدوما في دولة قطر وان نسبة منخفضي الدخل لاتتجاوز 12،4% من اجمالي السكان حيث تتضمن هذه النسبة 3،99% من القطريين و24،39% من الوافدين في العام 2001.

وكان قد تم استخدام خط الفقر الأعلي 823 ريالا شهريا وهو الخط الذي يسمح باضافة قدر من الرفاهية الي الاحتياجات الاساسية غير الغذائية وبهذا فان من يقع تحت هذا الخط لايعد من الفقراء بل يمكن اعتباره من منخفضي الدخل فقط.

الأبعاد التنموية

وقال الدكتور صالح محمد النابت مدير ادارة التخطيط الاقتصادي بمجلس التخطيط في تصريح خاص ب الراية حول هذه الدراسة انها مبادرة قام بها المجلس من باب الاهتمام بالقضايا ذات الابعاد التنموية سعيا للبحث ودراسة جميع الأمور المتعلقة بالظروف المعيشية للوصول لافضل مستوي معيشي لافراد المجتمع.. موضحا ان هذه الدراسة تمت بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية لأول مرة في دولة قطر والتي خرجت بنتائج جيدة سيتم مراجعتها بشكل دوري لوضع السياسات المناسبة لمواجهة الفقر لما له من اثار اجتماعية ومضاعفات اقتصادية للجميع.

الرفاهية الشاملة

واكد الدكتور النابت ان دولة قطر تسعي للوصول لأعلي مستويات الرفاهية من خلال هذه المؤشرات.. موضحا ان معالجة الفقر تتم بعد وضع الخطوة الأولي المتمثلة في التشخيص وهذا ما تم خلال هذه الدراسة ووضع السياسات المناسبة لكل نتيجة مؤكدا علي ضرورة ان تكون هذه السياسات طويلة الأجل وذات طابع استراتيجي غير مؤقت.. للوصول الي حل جذري مبني علي اسس سليمة وطويلة الامد.

واضاف الدكتور النابت ان القاعدة الاساسية لمواجهة الفقر تتمثل في توفير فرص عمل مناسبة وتزويد هذه الفئات بالمهارات.. مشيرا الي ان النسبة التي خرجت بها الدراسة توضح ان الفقر نسبي.. وقال موضحا انه لابد ان تكون هناك فئات فقيرة من كل مجتمع مهما ارتفعت مستويات الرفاهية والغني مضيفا ان هذه الدراسة الأولي من نوعها سيكون لها تحديث مستمر لوضع السياسات اللازمة.

تقييم المستوي

وبما ان الفقر المطلق يكاد يكون معدوما في دولة قطر فقد أكدت الدراسة علي ضرورة اضافة بعض الاسئلة للتعرف علي تقييم الأفراد أنفسهم لمستوي المعيشة اللائقة وهو ما يعرف بالتقييم الذاتي للفقر، وكان قد سبق لمجلس التخطيط ان قام ببحث حول انفاق ودخل الأسرة من 2001 والذي اعتمد فيه لتحديد السلع والخدمات التي تدخل في حساب الأرقام القياسية لنفقة المعيشة ولتقدير أوزانها، وتعتبر هذه المسوحات أفضل مصدر للبيانات الخاصة بتقدير الطلب العائلي علي السلع والخدمات والتنبؤ بهذا الطلب مستقبلا في ضوء المتغيرات في الدخول والاسعار.

وكان الهدف من البحث تحديد الأهمية النسبية لمختلف السلع والخدمات الداخلة في استهلاك للأسرة الأمر الذي يتمكن من حساب أوزان تستخدم في اعداد الأرقام القياسية لتكاليف نفقات المعيشة، والتعرف علي مدي توزيع الاستهلاك والدخول بين المناطق الجغرافية المختلفة في الدولة، وتحديد الحدود الدنيا للأجور والرواتب، ورواتب التقاعد في ضوء الاستهلاك العائلي هذا بالاضافة لاستخدام البيانات الكمية لاستهلاك المواد الغذائية وذلك لحساب الأخري، ودراسة انماط الاستهلاك السائدة من الدولة.

إنفاق الأسرة

ونشير الي ان انفاق الأسرة يقصد به انفاق كل فرد من أفرادها نظير حصوله علي السلع والخدمات ويدخل ضمن انفاق الأسرة الانفاق علي الخدم ولا يدخل انفاق الخادم علي نفسه من الأجر الذي يتقاضاه ضمن انفاق الأسرة. ونذكر ان جميع ابحاث انفاق ودخل الأسرة التي تم اجراؤها في دولة قطر كانت قد اشارت الي وجود تباين واختلاف بين متوسط نصيب الأسرة من الانفاق بين كل من طبقتي الأسر القطرية وغير القطرية هذا من ناحية، ومن ناحية أخري اشارت هذه الابحاث الي وجود اختلاف في انماط الانفاق والاستهلاك بين الطبقتين.

مسوحات شاملة

وقد حصلت الراية علي بيانات هذا البحث الذي تم الاعتماد عليه في هذه الدراسة وغيره من المسوحات الأسرية التي أجرتها الأمانة العامة لمجلس التخطيط في وقت سابق وذلك وفق احصائيات دقيقة وشاملة طبقا للمعايير الدولية والتي تحتاج الي تحديث مستمر.

وقد بين بحث انفاق ودخل الأسرة لعام 2001 الانفاق الشهري للقطريين علي الطعام والشراب والتبغ والذي بلغ (4688208) ريالات فيما بلغ انفاق الأسر القطرية علي السكن (4698601) ريال وكان مجموع الانفاق الشهري علي الخدمات والرعاية الصحية (493364) ريالا وعلي النقل والمواصلات (4404154) ريالا وعلي الثقافة والترفيه والرياضة (640231) ريالا، أما الانفاق الشهري لأسر البحث علي التعليم فقد بلغت تكاليفه (1052661) ريالا، كما بلغت تكاليف الانفاق الشهري علي الفنادق والمقاهي والمطاعم (1175389) ريالا قطريا، أما بالنسبة للأسر غير القطرية والتي شملها البحث فقد كشف البحث ان الانفاق الشهري لها علي الطعام والشراب والتبغ بلغ (2419445) ريالا، فيما بلغ الانفاق علي السكن والمياه والكهرباء (2759875) ريال اما الانفاق الشهري علي الاثاث وخدم المنازل فقد بلغ (712745) ريالا وبلغ الانفاق علي الخدمات والرعاية الصحية (334343) ريالا.

أما الانفاق الشهري علي النقل والمواصلات فقد بلغ (1864144) ريالا وعلي التعليم بلغ (1019371) ريالا وعلي الثقافة والترفيه (433368) ريالا وعلي الفنادق والمقاهي (274442) ريالا.

استهلاك السلع

كما اشار البحث الي كمية الاستهلاك الشهري للقطريين من السلع الغذائية حيث يتم استهلاك (84135) كيلو شهريا من الارز بأنواعه المختلفة بمعدل استهلاك الأسرة (70،41) و(7،91) للفرد.

كما تستهلك أسر البحث (39589) كيلو شهريا من اللحوم الطازجة والمجمدة و (46041) كيلو من الدواجن الطازجة والمجمدة و (4758) علبة من الهمبرجر والنقانق كما تستهلك (24212) لترا من الزيوت و (17751) لترا من الحليب الطازج وحليب الأطفال و (41168) كيلو من السكر و (13745) كيلو من التفاح، و (28379) كيلو من البرتقال والحمضيات، كما تستهلك الأسر القطرية التي شملها البحث (9556) باكيت من السجائر بانواعها.

ونشير الي ان نتائج دراسة وتقييم الفقر بمعناه الشامل أظهرت ان دولة قطر متقدمة في مجال رفع مستوي المعيشة حيث وصل متوسط الانفاق الشهري للفرد القطري (2510) ريالات قطرية، أما بالنسبة لغير القطريين فيصل متوسط انفاق الفرد الي ثلثي نظيره القطري، حيث بلغت نسبة الانفاق علي الطعام 17،3% للقطريين 18،5% لغير القطريين.